فرنسا تطالب بوقف الدعوات لمقاطعة منتجاتها في دول الشرق الأوسط

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 25 اكتوبر 2020ء) طالبت باريس، اليوم الأحد، دول الشرق الأوسط التي خرجت فيها دعوات لمقاطعة المنتجات الفرنسية إلى إعلان موقفها الرافض لتلك الدعوات، والتي خرجت بعد تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على هامش تأبين مدرس فرنسي تعرض للذبح بعد إظهاره أمام طلابه رسوم كاريكاتير للنبي محمد، ودافع ماكرون خلالها عن حق نشر الكاريكاتير.

واعتبرت الخارجية الفرنسية في بيان أن الدعوات لمقاطعة المنتجات الفرنسية في بعض دول الشرق الأوسط تخرج موقف فرنسا من مضمونه ألا وهو الدفاع عن حريات المعتقد وعن حرية التعبير والحرية الدينية ورفض دعوات الكراهية​​​.

واتهمت باريس بأن الدعوات تستغل "لأهداف سياسية" تصريحات الرئيس الفرنسي خلال حفل تأبين المدرس صامويل باتي، حينما أكد ماكرون في حفل أقيم في جامعة السوربون العريقة أن فرنسا "لن تتخلى عن الرسومات والكاريكاتيرات"، معتبرا أن باتي "رمزا للحرية".

ودعت فرنسا في بيان وزارة الخارجية إلى ضرورة توقف تلك الدعوات للمقاطعة على الفور، مضيفة "كما يجب أن يكف الهجوم على فرنسا الذي تقوم به أقلية متطرفة".

وطالبت باريس الدول التي صدرت فيها دعوات لمقاطعة البضائع الفرنسية بإعلان موقفها الرافض لهكذا دعوات والرافض لأي هجوم على فرنسا، كما دعت إلى "تأمين حماية الشركات الفرنسي وأمن المواطن الفرنسي في الخارج"، وفقا للبيان.

كما غرد الرئيس ماكرون تزامنا مع إصدار البيان الفرنسي، بعدة لغات بينها العربية، قائلا "لا شيئ يجعلنا نتراجع، أبداً.  نحترم كل أوجه الاختلاف بروح السلام. لا نقبل أبداً خطاب الحقد وندافع عن النقاش العقلاني. سنقف دوماً إلى جانب كرامة الإنسان والقيم العالمية."

وخرجت في عدد من دول الشرق الأوسط دعوات كبيرة لمقاطعة المنتجات الفرنسية، وذلك بعد تصريحات الرئيس الفرنسي بجامعة السوربون، وباتت عدد من الوسوم على تويتر والداعية للمقاطعة رائجة بشكل كبير خلال الساعات الماضية في الشرق الأوسط.

يذكر أن الشرطة الفرنسية أعلنت قبل أسبوع القضاء على معتد قام بمهاجمة شخص وقطع رأسه في منطقة شمال غرب العاصمة باريس على خلفية رسوم مسيئة لنبي الإسلام (محمد)، وهو الحادث الذي وصفه الرئيس إيمانويل ماكرون بأنه "إرهابي" و"إسلاموي".

وهاجم شخص على قرابة الساعة الخامسة مساء بتوقيت باريس، أحد المارة وقطع رأسه في "كونفيان سانتونورين"، شمال غرب العاصمة، قبل أن يلوذ بالفرار. واستطاعت الشرطة على الفور رصد مكان المعتدي وأطلقت عليه النار، مما أدى إلى مقتله.

واستلمت النيابة العامة المختصة بقضايا الإرهاب ملف التحقيق، وقالت إن الضحية كان مدرسا للجغرافيا، وأنه كان قد عرض رسوما كاريكاتورية لنبي الإسلام (محمد) خلال حصة تدور حول حرية التعبير، قبل أن يقدم والد أحد الطلاب شكوى بهذا الشأن.

ولفتت إلى أن المدرس كان قد تلقى تهديدات بسبب الرسوم.