(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 24 سبتمبر 2020ء) رأى الخبير السياسي الدكتور الفاتح محجوب، أن الأزمة الاقتصادية التي تعانيها السودان حاليا قد تكون الطريق لبناء أول علاقات رسمية مع إسرائيل برعاية أميركية إماراتية خاصة أن رئيس مجلس السيادة بالسودان عبد الفتاح البرهان يقود تلك المفاوضات.
وقال محجوب، اليوم الخميس، لوكالة "سبوتنيك" الروسية، حول مسالة إصرار واشنطن على اتخاذ السودان خطوة التطبيع مع تل ابيب، إن" الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية، تتكون من خليط من أحزاب سياسية تقليدية واشتراكية والقوميين العرب وجماعات نقابية، يغلب عليها اليسار"، مضيفا" وهذه الحاضنة السياسية في حالة عدم وجود إغراء معقول لن توافق علي التطبيع مع إسرائيل لحسابات سياسية داخلية وليست لأسباب مبدئية" .
وأشار محجوب الى أن" الوضع الاقتصادي الصعب التي تعانيه البلاد هو ما جعل رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان يقود مسارات التفاوض حول التطبيع مقابل حل الازمة الاقتصادية الخانقة التي تغرق فيها الحكومة الانتقالية،
ولكن بما أن الوثيقة الدستورية تقلل من الدور السياسي التنفيذي للبرهان، فهو متفهم بأن التطبيع يتطلب قرار مشترك من مجلسي السيادة ومجلس الوزراء باعتبارهما المجلس التشريعي المؤقت للسلطة الانتقالية".
وكان رئيس مجلس السيادة زار دولة الإمارات يوم الاحد الماضي ومعه وفد وزاري بقيادة وزير العدل لاجراء مباحثات مع الحكومة الإماراتية حول قضايا إقليمية مشتركة ومع وفد أمريكي حول حذف اسم السودان قائمة الإرهاب الدولية.
ووضع الخبير السوداني فرضية حيال أن البرهان قد حصل على اتفاقية لتمويل السودان بغرض إخراجه من الأزمة الاقتصادية مقابل التطبيع وكانت الاتفاقية جيدة، وقال إنه" في الأغلب هو تمرير الاتفاقية في اجتماع مجلس السيادة ومجلس الوزراء"، ويعتقد محجوب، ان" شطب اسم السودان من قائمة الإرهاب الأمريكية رسميا لا علاقة له بالتطبيع مع إسرائيل لكن عمليا التطبيع يساعد على تسريع هذا الإجراء وإزالة العقبات التي تحول دون تمرير قانون حصانة السودان من الملاحقات القضائية".
ويلفت الخبير السوداني حول أن الجانب العسكري هم الحريصين اكثر من المدنيين حول خطوات التطبيع مع اسرائيل ، قائلا إن" الامر يتعلق بموقف مبدئي لدى الأحزاب السياسية التي تمثل القومية العربية لكن غالب الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية من عسكريين ومدنيين لا يرفض التطبيع إن ترتبت عليه مكاسب حقيقية للسودان".
وحول أن البرهان يريد تحصين نفسه من أي ملاحقات قانونية حول أحداث العنف التي جرت سابقا في إقليم دارفور بواسطة توطيد العلاقات مع اميركا، يقول محجوب إن" البرهان رئيس مجلس السيادة لم يرد اسمه في أي من قوائم لجان التحقيق الأممية او الوطنية في أحداث دارفور، وبالتالي هو ليس معرضا لأي ضغوط قانونية تجعله يقوم بخطوات نحو التطبيع ، لكن البرهان يعرف انه ان نجح في إخراج السودان من حالة الأزمة الاقتصادية الخانقة فسيكون قد بنى لنفسه مستقبل سياسي لامع وهو أمر قد يتفق مع تطلعات واضحة للبرهان لتجاوز الدور التشريفي الذي حاولت الوثيقة الدستورية ان تحصر فيه دو�
وحسب بيان مجلس السيادة يوم امس الاربعاء أكد من خلالها ان الوفد السوداني برئاسة عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، اجرى مفاوضات مع الوفد الأميركي بدولة الإمارات تناولت ازالة اسم السودان من قائمة الإرهاب والقيود التي تفرضها اميركا على السودانيين مثل حرمانهم من المشاركة في قرعة (اللوتري) وقانون سلام دارفور وغيرها.
واشار البيان السيادي ان نتائج المباحثات سيتم عرضها على اجهزة الحكم الانتقالي للوصول الى رؤية مشتركة حول تحقق مصالح وتطلعات الشعب السوداني.
و شددت واشنطن العقوبات على السودان بادراج (قانون سلام دارفور) في الكونغرس الأميركي) في العام 2005 جراء النزاع العسكري بين القوات النظامية السودانية والحركات المسلحة باقليم دارفور.
