رئيس حزب جيل جديد الجزائري: التنظيم والاستعداد للانتخابات أكثر فعالية من عودة المسيرات

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 04 سبتمبر 2020ء) جعفر خلوفي. أكد رئيس حزب "جيل جديد" الجزائري، سفيان جيلالي، اليوم الجمعة، أن حزبه، في مناسبات عدة، حاول الحفاظ على الحوار بين مختلف عناصر الساحة السياسية، مشيرا إلى أن ثقل السلطة إلى جانب معارضة راديكالية "أعاق هذا الاحتمال في الوقت الراهن"​​​.

وقال جيلالي، في حديث لوكالة "سبوتنيك": "حاول "جيل جديد" في عدة مناسبات، إبقاء الحوار في قلب الساحة السياسية، بما في ذلك ومع المجتمع المدني، لكن ثقل السلطة وراديكالية المعارضة التي تحول مركز ثقلها إلى أوروبا أعاق هذا الاحتمال في الوقت الحالي".

وعن علاقاته بالمعارضة اليوم أضاف المتحدث "كان حزبنا شديد الالتزام بالعمل الجماعي للمعارضة، لكن كان لدى الشركاء الآخرين قيود تعيّن عليهم تسييرها، وهذا لم يعد يتوافق مع الأهداف السياسية المنشودة".

وأضاف "عادة، تُجبر الأحزاب السياسية المعارضة النشطة قانونيًا على قبول قواعد اللعبة، التي فرضها النظام القديم، وهذا بتأمين كوطة من مقاعد البرلمان من أجل البقاء. الحراك قدم لهذه الأحزاب فرصة أخرى أمام الشعب، لقد وقعوا في بعض الأحيان في فائض من الحماسة "المعارضتية" دون أن يتحملوا هذا الموقف، ويستقيلوا من برلمان أشباح".

من ناحية أخرى يضيف جيلالي "عبر آخرون عن مواقف أكثر راديكالية، وهذا بمحاولة استغلال الحراك الشعبي، لإسقاط السلطة المركزية،، من خلال مهاجمة الجيش الجزائري بشكل مباشر".

وفي ذات الصدد أضاف المتحدث "أدرك "جيل جديد" في وقت مبكر، أن التمركز المتطرف لا يمكن أن يكون حلاً للبلاد ولا للحراك الشعبي، ونعتقد أن شبح الثورات الملونة والتلاعب الخارجي واللعب المريب لبعض الأطراف الداخلية، كان سينتهي بدفع الجزائر إلى الفوضى" موضحا "تحملنا مسؤولياتنا ودعونا وعملنا لصالح الحوار مع السلطات التي أبدت استعداداً لذلك. لسوء الحظ، الضغط الذي تمارسه الشبكات الاجتماعية على الفاعلين السياسيين، وسوء تقييم "النشطاء" للوضع جعل هذه المحاولة تفشل".

وانتقد سفيان جيلالي بعض السياسيين الذين اعتقدوا أن " الحراك أقوى من الدولة وأنهم سيركعونها حتى لو استلزم الأمر الحصول على مساعدة من شبكات خارجية".

وعن الانتقادات التي طالت الحزب من بعض الأطراف بعد مواقفه الأخيرة أضاف عضو حركة مواطنة السابق ( حركة معارضة جمعت أحزاب وشخصيات) :"كان "جيل جديد" شديد الالتزام بتغيير النظام ، لكن لم يكن يوما مع المساس بالدولة الجزائرية أو سيادتها أو أمنها.. هناك فرق بين النظام والدولة ، ولا ينبغي بأي حال من الأحوال أن نضع أنفسنا في موقف المناول مع أي شخص كان يهدف للنيل من الأمن القومي."

وأجاب المتحدث عن سبب قيام جيل جديد بإعادة التوازن في علاقته مع الطبقة السياسية، ولماذا وافق الحزب على المضي قدمًا نحو الحوار مع الرئيس الجديد موضحاً " حاليا نرى أن غالبية أفراد جناح بوتفليقة في السجن ، وتم إجراء تغييرات مهمة للغاية على رأس العديد من المؤسسات الحساسة، وفتح هذا طريقا لتشجيع تطور حقيقي للنظام السياسي دون الحاجة إلى المخاطرة بالبلاد. لقد فهم الرئيس تبون نهجنا ودعمه من خلال الاستجابة لطلبنا في اتخاذ إجراءات تهدئة، وهذا من خلال إطلاق سراح بعض الشخصيات السياسية المحكوم عليها بالسجن من قبل العدالة بسبب لنقل؛ حماسهم للشارع".

وعن الانتقادات الموجهة لفكرة التهدئة خاصة بعد اعتقال بعض شباب الحراك، وكذلك الحكم بالسجن النافذ لثلاث سنوات في حق الصحفي خالد درارني، يجيب سفيان جيلالي "صحيح أنه ورغم إجراءات التهدئة التي استفاد منها بعض سجناء الرأي، لاحظنا تشديدا في بعض الأحكام القضائية، خاصة وأن المآخذ والتهم غير واضحة، لكن في الحقيقة هناك عملية ليّ ذراع بين السلطة وجزء راديكالي من الحراك، الشيء الذي دفع ثمنه بعض المناضلين الصادقين، وأود أن أضيف هنا بأنه من السهل اتهام السلطة بكل المساوئ، لكن لا يوجد شك أن تيارات شديدة الضراوة ونشطة يمكن أن تجرف في أعقابها مواطنين بنو�

�يا حسنة" مضيفاً "جيل جديد يعمل في مستواه على إطلاق سراح سجناء الرأي".

وعن موقف الحزب من الدعوات لاستئناف الحراك أجاب المتحدث "خلق الحراك في نسخته الأولية حالة ذهنية مثيرة للاهتمام، لقد عاد الجزائريون إلى السياسة وبالتالي إلى المسؤولية المدنية، وبمجرد تحقيق الأهداف الرئيسية (سقوط جناح بوتفليقة ، وتحييد شبكات النهب) أراد العديد من الجزائريين العودة إلى عمل سياسي أكثر إيجابية" موضحاً " أن تبلور ما تبقى في الشارع على أساس أيديولوجي متناقض ( نشطاء يساريين من أجل الهوية، المتحالفة مع الإسلاميين الذين يعيشون في الخارج ويدعون إلى التمرد) قد شوه المطالب الأساسية للحراك".

الآن، يوضح جيلالي "هناك روح الحراك، هذا ما يجب الحفاظ عليه؛ السؤال المركزي هو كيفية توجيه الطاقة المتواجدة في الشوارع من أجل تجسيد تغيير حقيقي. بالنسبة لنا؛ يتعلق الأمر بتعبئة هؤلاء المواطنين للتحرك نحو الانتخابات الوطنية وخاص ة المحلية، وتجديد الكوادر السياسية من القاعدة، بدلاً من دعوة المواطنين للتظاهر كل يوم جمعة ، أعتقد أنه من الأكثر فعالية تنظيمهم وتشجيعهم على تحديد المرشحين ليتم انتخابهم وتولي المسؤولية داخل خلال المؤسسات ، من أجل إيجاد حلول لهموم السكان".

وعن حصره لتشكيل الحراك في ما وصفه بالإسلاميين المتواجدين في أووربا وكذا التيارات اليسارية الهوياتية في حين تشهد المسيرات حضوراً شعبياً قوياً وغير متحزب بالضرورة، وضّح سفيان جيلالي "يجب أن نفرق بين المواطن البسيط الذي يرفع مطالب مشروعة، والمجموعات التي تحاول استغلال الحراك، سأقولها لكم بشكل مباشر وبكل صراحة؛ هناك تيار كامل يريد إسقاط الدولة تحت ذريعة أنها بطبيعة عسكرية، هكذا يتم استهداف الجيش الجزائري بشكل خاص لتشويه سمعته وإضعافها. وهذا يخدم أيديولوجية أممية".

من ناحية أخرى يواصل جيلالي "هناك حركة هوياتية [الهوية]، تسعى للحكم الذاتي بل حتى للاستقلال، والتي ترحب بإضعاف الدولة المركزية للتفاوض بشكل أفضل على مشروعها".

الجزائر في فترة حساسة، يشدد رئيس حزب "جيل جديد" "هناك مجموعة من المطالب، بعضها شرعي والبعض الآخر يستجيب للأيديولوجيات. السؤال هو كيف نغير النظام ونجعله أكثر انفتاحاً؟ وقبل كل شيء، بناء حكم القانون الذي يريده الجزائريون، دون الوقوع في فخ منطق ثورات الربيع. فمن خلال الرغبة في الفوز بكل شيء، فإننا نجازف بخسارة كل شيء".

وتعرف الساحة السياسية الجزائرية تفككا للتكلتلات القديمة، خاصة لدى أحزاب المعارضة التي يمثل التقرب من السلطة والحوار معها، وفكرة عودة الحراك الشعبي وكذا الانخراط في مسار الاستفتاء على مشروع تعديل الدستور أهم نقاط الخلاف بين حلفاء الأمس.