"موظف ضد التنمر" .. ندوة في المعرض الافتراضي للمحتوى المعرفي للتسامح

"موظف ضد التنمر" .. ندوة في المعرض الافتراضي للمحتوى المعرفي للتسامح

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 11 أغسطس 2020ء) استضاف المعرض الافتراضي للمحتوى المعرفي للتسامح اليوم ندوة " موظف ضد التنمر" بحضور أكثر من 75 موظفا ينتمون إلى 40 وزارة وهيئة اتحادية وجميعهم أعضاء لجان التسامح ضمن مشروع " الحكومة حاضنة للتسامح" والتي أدارها ياسر القرقاوي مدير إدارة البرامج والشراكات بوزارة التسامح والتعايش.

وتحدثت بالندوة الكاتبة مريم الحمادي التي تطرقت إلى التنمر كظاهرة عامة في العديد من المجتمعات ثم انطلقت منها إلى التنمر في بيئة العمل مشيرة إلى كتابها «الشهود الصامتون» الذي تناول ظاهرة التنمر الوظيفي بمجموعة قصصية وفلسفة إدارية تحليلية عن الظاهرة، في محاولة من الكاتبة لرفع مستوى الوعي بخطورة هذه الظاهرة وأهمية مواجهتها، وتسليط الضوء حول ضحاياها ونتائجها على الصعيدين الفردي والمؤسسي، كما تناولت بعض التوصيات الداعمة التي يمكن ان تكون مفيدة في مواجهة الظاهرة.

كما تطرقت الكاتبة الى أن مثل ذلك التنمر قد يضر بجهات العمل واستثماراتها في موظفينها من خلال هدم كل ما تفعله جهة العمل من تأهيل للموظف علميا وماديا، حيث يساعد التنمر الوظيفي في عدم الاستفادة من قدرات الموظفين المتنمر عليهم.

وقام المشاركون في الندوة باستعراض عدد من التجارب الحقيقية في بيئة العمل مع وضع الحلول لها، فتحدقت الدكتورة صبيحة المهيري من وزارة الطاقة والصناعة، وفاطمة الملا من وزارة الصحة ووقاية المجتمع وعدد كبير من المشاركين حول أهمية تعزيز قيم التسامح والتعايش داخل المؤسسات المختلفة كأحد أساليب العالج لظاهرة التنمر، مشيدين بدور وزارة التسامح والتعايش في هذا الصدد.

ومن جانبه أكد ياسر القرقاوي أنه يمكن للأفراد التحلّي بقيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية داخل بيئة العمل وخارجها، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تعزيز شعورهم بالرضا والاستقرار والارتقاء بحياتهم، ويتجلّى هذا الأمر في بيئة العمل من خلال التفاعل الإيجابي للموظّفين مع زملائهم، كما يمكن إبداء فضيلة الجُود والكرم بالقول أو الفعل سواءٌ من خلال تقديم النصح والمشورة والمواساة وقت الشدائد والتعبير عن الامتنان أو من خلال عرض المساعدة والمساهمة في حل مشكلة ما، وتحمّل المسؤولية ودعم الآخرين في سعيهم للتطور والنجاح مؤكدا أن ترسيخ قيم وسلوكيات التسامح في نفوس الموظفين هو أهم مراحل علاج ظاهرة التنمر.

ومن جانبها عبرت الروائية فتحية النمر عن تقديرها لوزارة التسامح والتعايش التي فتحت الباب أمام الكتاب والروائيين الإماراتيين والعرب لتعزيز المحتوى المعرفي والثقافي، وتقديم إسهاماتهم وإبداعاتهم لدعم القيم الإنسانية الأصيلة وعلى رأسها التسامح والتعايش، مؤكدة حاجة العالم إلى نشر وتعزيز هذه القيم، في إطار بحث البشرية عن النجاة من كافة التحديدا التي تواجهها.

وتحدثت الروائية فتحية النمر خلال حفل توقيع روايتها " نزيل الغرفة رقم 4" على هامش المعرض الافتراضي للمحتوى المعرفي للتسامح الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش ويحضره أكثر من 87 كاتبا عربيا وأجنبيا، حيث تناول الحفل تقديم إضاءة حول العمل وظروف انتاجه واهدافه ورسالته إلى الجمهور، وميلاد الرواية كمشروع إبداعي يواجه التعصب والتطرف والعنف، ويدعو إلى أهمية تعزيز إنسانية الإنسان مهما كانت جنسيته او جنسه او ديانته وثقافته.

وتطرقت فتحية النمر إلى شخصيات روايتها وكيفية ميلادها وطبيعة الصراع بينها، وعن العوالم المختلفة التي حلقت الرواية حولها سواء فيما يتعلق بالتعصب الديني وأثره الكارثي على الاسرة والمجتمع إضافة إلى طبيعة المجتمع الإماراتي المرحب بالجميع والداعم للجميع، بلا تساؤلات حول المنطلقات العقدية والثقافية وغيرها.

في سياق متصل- نظم المعرض الافتراضي للمحتوى المعرفي للتسامح الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش جلسة نقاشية بعنوان /الواقع الافتراضي والتوجه نحو النشر الرقمي/ والتي حضرها رونالدو المشحور نائب رئيس شركة أمازون لمنطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا، و علي عبد المنعم مدير النشر في شركة ستوري تل أرابيا ، والدكتور محمد المعالج رئيس لجنة المعارض العربية والدولية باتحاد الناشرين العرب، والأستاذ الدكتور/ خالد عبد الفتاح مدير مركز المعرفة الرقمية في مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة، وأدارها خالد غراب من وزارة التسامح والتعايش.

وتناولت الجلسة عدة محاور جاء على رأسها أهمية النشر الرقمي في ظل الظروف الحالية، كما تناول اهم التحديات التي تواجه هذا النشر، وحماية حق المؤلف والناشر في مواجهة القرصنة الألكترونية في إطار حقوق الملكية الفكرية، كما أكد كافة المشاركون على أن المنتج الورقي لا يمكن أن يختفي فجأة نتيجة منافسة المنتج الإلكتروني، ولكنهم طالبوا بأن يكون هناك معارض دولية افتراضية متزامنة مع المعارض الدولية التقليدية للكتاب وان يتاح للقارئ وللجمهور عبر العالم متابعة الاثنين معا.

كما تناول المشاركون كيفية تعزيز التكنولوجيا والعالم الرقمي من التسامح والتعايش كموضوع والتحديات التي يواجهها الناشرون والكتاب أمام هذا العالم الرقمي فيما أشاد رونالدو المشحور نائب رئيس شركة أمازون لمنطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا بالجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة التسامح والتعايش لتعزيز القيم الإنسانية على المستوى العالمي، إضافة إلى اهتمامها بالمحتوى المعرفي بكافة صوره، مؤكدا أن رسالة التعايش والأخوة الإنسانية هي السبيل المتاح أمام العالم لتجاوز كافة التحديات والانطلاق نحو الافضل.

وعلى هامش فعاليات المعرض الافتراضي للمحتوى المعرفي الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش إنطلقت أمس ندوة عالمية تحت عنوان "فنون التسامح " وتحدث خلالها ماغنوس ماجنوسون مدير الشراكات والتواصل في قطاع العلوم الاجتماعية والإنسانية بمنظمة اليونيسكو والفنانة ميشال هندرسون من كومنولث دومنيكا، والخطاط العربي حسام خورشيد، والكاتب والطبيب الدكتور عز الدين أبو العيش، وأدارها ياسر القرقاوي من وزارة التسامح والتعايش، وتناولت الجلسة أثر الإبداع بشكل عام والفنون على وجه الخصوص في إيصال رسالة التسامح والتعايش إلى العالم، من خلال ما تملكه الفنون من قاعدة جماهيرية واسعة، وما يملكه الإبداع من قدرات هائلة على ترجمة هذه القيم الإنسانية إلى منتج أدبي أو فني يصل إلى الجميع، حيث اجمع المشاركون على أنه لابد للكتاب والفنانيين والمفكرين من دور مهم في تعزيز ثقافة التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية في نفويس الجميع، سواء على مستوى المجتمعات المحلية أو على المستوى العالمي.

وأشاد ماغنوس ماجنوسون من اليونسكو بالإمارات العربية المتحدة كنموذج للمجتمع الذي يقبل بالجميع ويتعايش فيه الجميع على قاعدة من احترام ثقافة الآخر والقبول به ضمن قواعد عامة تحترم القيم وتعزز مبادئ الاخوة الإنسانية مثمنا دور وزارة التسامح والتعايش في نشر وتعزيز قيم التسامح والتعايش على المستوى العالمي، منبها إلى أن دور الفن حيوي في تعزيز هذه القيم .