مجمع اللغة العربية في الشارقة ينهي المرحلة الأولى من المشروع الذى تستغرق مدته التقديرية ب6 أعوام

مجمع اللغة العربية في الشارقة ينهي المرحلة الأولى من المشروع الذى تستغرق مدته التقديرية ب6 أعوام

الشارقة (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 09 أغسطس 2020ء) كشف مجمع اللغة العربية في الشارقة عن الانتهاء من التأريخ للأحرف الأولى لمشروع "المعجم التاريخي للغة العربية" ومن المقرر أن ترى المجلدات الأولى النور في نهاية العام الجاري 2020 معلناً أن المدة التقديرية للانتهاء من كامل المعجم تقدر بستة أعوام.

و تقود إمارة الشارقة برئاسة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وبتوجيهات وإشراف مباشر من سموه المشروع المعرفي الأكبر للأمة العربية حيث تم إتمام مراحل العمل الأولى من "المعجم التاريخي للغة العربية" الذي يشرف عليه اتّحاد المجامع اللغوية والعلمية في القاهرة بمشاركة عشرة مجامع عربية ليكون المعجم الأول الشامل في تاريخ لغة الضاد.

فبعد سنوات من العمل تمّت خلالها أتمتة قرابة 20 ألف كتاب ومصدر ووثيقة تاريخية باللغة العربية يفتح "المعجم التاريخي للغة العربية" الباب واسعاً على 17 قرناً من الزمن ليصل في توثيقه لمفردات اللغة العربية إلى نقوش وآثار يعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل الإسلام ويقود بذلك الباحثين إلى المصادر الأولى للغة ويكشف عبر تتبّع منهجي كيف استخدمت كل مفردة عبر العصور: قبل الإسلام والعصر الإسلامي من 1-132 هجري والعباسي والدول والإمارات والعصر الحديث.

ويشكل المعجم إلى جانب أنه يبحث ويوثّق لمفردات اللغة العربية مكتبة إلكترونية ضخمة مكوّنة من أمّهات كتب اللغة والأدب والشعر والفلسفة والمعارف العلمية المتنوعة تمكّن الباحثين والقرّاء بعد الانتهاء من مراحل إعداده كاملة الوصول إلى أكثر من 40 ألف كتاب ومصدر ووثيقة يعرض بعضها إلكترونياً للمرة الأولى في تاريخ المحتوى المعرفي العربي.

ويعنى المعجم بإيضاح جملة من المعلومات الرئيسة هي: "تاريخ الألفاظ العربية" حيث يبحث عن تاريخ الكلمة من حيث جذرها ويبحث عن جميع الألفاظ المشتقّة منها وتقلّباتها الصوتيّة ويقوم يتتبّع تاريخ الكلمة الواحدة ورصد المستعمل الأوّل لها منذ الجاهليّة إلى العصر الحديث ويعمل على توضيح "تطور المصطلحات عبر العصور" ويرصدُ تاريخ دخول الكلمات الجديدة المستحدثة في اللغة المستعملة والكلمات التي انقرضت وزالت من قاموس الاستعمال مع ذكر الأسباب المؤثّرة في ذلك حيث يبحث عن تطور الكلمة عبر الزمان وعلى ألسن العرب وغيرهم من المتكلّمين باللسان العربي منذ الجاهلية إلى يومنا هذا.

إلى جانب ذلك يختص المعجم بالكشف عن تاريخ نشأة العلوم والفنون إذ يبحث مثلاً في علوم اللسان العربي عن جميع العلوم التي نشأت تحت ظل البحوث اللغوية قديما وحديثا من نحو وصرف وفقه لغة ولسانيات وصوتيات وعلوم البلاغة والعروض وغيرها ويرصد المصطلحات التي ولدت ونشأت وترعرعت في رحاب هذه العلوم وقبل ذلك يقارن بين الألفاظ في اللغة العربية وأخواتها الساميات مثل اللغة العبرية والأكّادية والسّريانية والحبشية وغيرها .

وفي هذا المجال تمّ تكليف لجنة متخصّصة من علماء الساميات برصد أوجه الشّبه والاختلاف بين الألفاظ العربية وما يقابلها في تلك اللغات وذكر الشواهد الحية التي تدلّ على ذلك مع توثيق للمصادر والكتب التي أُخِذت منها.

و حول أهمية المعجم قال الدكتور امحمد صافي المستغانمي أمين عام مجمع اللغة العربيّة بالشارقة ان مشروع المعجم التاريخي هو حُلم الأمّة العربيّة الأكبر ومشروعها الأعظم وحامل ذاكرتها الجماعيّة وإنجازه سيُحدث حركة عظيمة في ميدان المعجميّات وسيعود بالعربيّة إلى أمجادها ويبعث فيها الحياة من جديد وإن كانت العربيّة لم تمت ولن تموت لارتباطها بوحي السماء.

وأضاف ليس من المبالغة القول إنه لا يوجد مشروع استقطب اهتمام اللغويين ولفتَ انتباهَ عشّاق لغة الضاد كما لفتهم مشروع المعجم التاريخي للغة العربية ذلك لأنّ عدداً من اللغات العالمية قد أنجزت معجمها التاريخي خاصة ما يتعلق باللغات المتفرّعة عن اللاتينية الأمّ مثل الفرنسية والإنجليزية ومثيلاتها وظلّ المشروع العربي يترنّح بين عوائق ضبابية التّخطيط ومزالق ضخامة المشروع وعوائق فداحة التّكاليف المادّيّة.

وأشار د. المستغانمي إلى أنّ الدّاعم الرّئيس والرّاعي الأوّل والرّئيس الأعلى لهذا المشروع الفذّ هو صاحب السّمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة والرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية بالشارقة وهو يشرف على خطط التنفيذ إشرافاً مباشراً، ويتابع أعمال اللجان حاثّا ومُوجّهاً وناصحاً ومُذلّلاً للعوائق وممهّداً للسّبل. وفي هذا الإطار تقوم اللجنة التنفيذية التي يحتضنها مجمع اللغة العربية بالشارقة بجهود طيّبة وخطوات حثيثة لتسريع الإنجاز بالتنسيق مع اللجنة العلمية في اتحاد المجامع.

يشار إلى أنّ المنصة الرقمية التي تمّ إعدادها لهذا الغرض تتميّز بسهولة البحث وسرعة الحصول على المعلومة واسترجاع النصوص وإظهار النتائج في سياقاتها التاريخية إضافة إلى أنه يشتمل على قارئ آلي للنصوص المصورة واعتماده على محلل صرفي يساعد الباحثين على الوصول إلى مبتغاهم في السياقات التاريخية المتنوعة.