مربى الشارقة للأحياء المائية..جهود للحفاظ على توازن البيئة البحرية

مربى الشارقة للأحياء المائية..جهود للحفاظ على توازن البيئة البحرية

الشارقة (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 23 يوليو 2020ء) يقوم مربى الشارقة للأحياء المائية التابع لهيئة الشارقة للمتاحف بجهود كبيرة لإيجاد بيئة مواتية تحاكي الموطن الأصلي للكائنات البحرية التي يحتفظ بها في أحواض مخصصة يصل عددها إلى 21 حوضا مائيا تستوعب 1.8 مليون لتر من الماء ومزودة بالعديد من أنواع الشعب المرجانية المختلفة والبيئة الصخرية والنباتات البحرية المتنوعة.

ولم تقتصر أعمال المربى وأهدافه على استعراض أكثر من 100 نوع من الكائنات البحرية في أحواضه أو على التعريف بتاريخ إمارة الشارقة البحري بل ركز جهوده منذ إنشائه في 16 يونيو 2008 على إطلاق العديد من الحملات والمبادرات التي تهدف إلى الحفاظ على البيئة البحرية نظيفة وصحية إلى جانب مبادراته وبرامجه الرامية إلى إعادة تأهيل أو إكثار الكائنات البحرية المهدد بخطر الانقراض.

ويتبنى المربى برنامجا متخصصا لإعادة تأهيل السلاحف البحرية يقوم على جمع واستقبال السلاحف المريضة والمصابة لعلاجها والاهتمام بها، قبل إعادة إطلاقها إلى بيئتها المناسبة، في خطوة تترجم دور المربى في نشر الوعي المجتمعي حول أهمية الاهتمام بالبيئة البحرية والحفاظ على حياة الكائنات التي تعيش فيها.

ويبذل المربى جهود كبيرة بشتى طواقمه وكوادره الوظيفية لتعزيز البيئة البحرية والحفاظ عليها للأجيال المقبلة الساعية نحو الحفاظ على البيئة البحرية وإنقاذ الكائنات البحرية المهددة بالانقراض.

وفي العام 2011 ترجم مربى الشارقة للأحياء المائية رسالته ورؤاه بإطلاق برنامج إعادة تأهيل السلاحف وذلك حرصا من هيئة الشارقة للمتاحف على ترسيخ ثقافة الحفاظ على الكائنات البحرية المهددة بالانقراض، وإعادة تأهيلها، وخصوصاً أن عالم البحار والمحيطات يضم 7 أنواع من السلاحف جميعها مهددة بمخاطر الانقراض.

ويحظى البرنامج - وهو مشروع مشترك - بدعم ورعاية هيئة الشارقة للمتاحف، ويجمع إلى جانب مربى الشارقة للأحياء المائية، عدة مؤسسات ووزارات ، بالإضافة إلى فئات ومكونات من المجتمع ، حيث يساهم العديد من أفراد المجتمع، بنقل وتوصيل السلاحف المصابة إلى قسم الأحياء المائية التابع للمربى، مما يدل على وعي ودراية بأهمية ما يقدمونه في الحفاظ على الحياة البحرية كما يتم جمع السلاحف عن طريق فريق الأحياء المائية التابع للمربى حيث يصادف خلال خروجهم لعمليات صيد الاسماك الاعتيادية بعض السلاحف المصابة.

وتتواجد مجموعة من الأحواض مختلفة الأحجام في المربى تتناسب مع مختلف الكائنات البحرية لا سيما السلاحف، وتبدأ آلية العمل بتوفير البيئة المثالية والمواتية لها في الحجر الصحي، من خلال توفير مياه نظيفة ومعالجة، ثم البدء بفرز أنواع الإصابات أو الأمراض التي تعاني منها.

ويتبع المربي في ذلك اجراءات تعتمد على تنظيف الجروح وتغذية السلاحف بشكل جيد تستمر فترة الحجر الصحي وفق استجابة السلاحف للعلاج والأكل والسباحة حيث تستمر مراقبة سلوكياتها، إلى أن تستعيد قوتها، والتأكد التام من قدرتها على العودة إلى موطنها البحري حيث يتم آنذاك إعادة إطلاقها.

ويتم توفير الطعام للسلاحف عن طريق شراء الأطعمة المناسبة التي تتغذى عليها في بيئتها الأم، مع إضافة بعض المغذيات والكبسولات الغذائية الغنية بالفيتامينات، والبروتينات، إلى جانب الخضروات كالخس والبروكلي نظراً لتشابهها مع الأعشاب البحرية.

ويعتبر تلوث البيئة البحرية من أخطر التهديدات التي تواجهها الكائنات البحرية، لا سيما السلاحف التي تعاني من انتشار المخلفات البلاستيكية في مياه البحار، حيث يؤثر عليها بدرجة كبيرة، وتتسبب بانسداد الأمعاء لديها ما يؤدي إلى سوء التغذية ونفاقها إذا لم يتم علاجها على وجه السرعة، كما أن سنانير الصيد، ومحركات القوارب، إلى جانب الطفيليات التي تلتصق بصدفتها الخارجية تشكل خطراً كذلك على حياتها.

وضمن البرامج الريادية التي أطلقها المربى، برنامج إكثار حصان البحر، الذي بدأ في عام 2012، عندما لاحظ العاملون في المربى انتفاخات على بطن ذكر حصان البحر، حيث تيقنوا من حمله للبيوض، فقام الفريق المتخصص على الفور بتهيئة البيئة المناسبة والمراقبة القريبة حتى تمت عملية إطلاق أول صغار لحصان البحر في المربى.

ويقوم الفريق منذ ذلك الحين بمتابعة التطورات التي تطرأ على حصان البحر، وبمجرد ملاحظة الانتفاخ على بطنه يقوم الفريق بتجهيز حوض الحجر الصحي، الذي يناسب صغار حصان البحر، من حيث نسبة الأكسجين، ودرجات الملوحة، بالإضافة إلى فحص العناصر الكيميائية للماء مثل الأمونيا والنترات لضمان جودة الماء، والدور الذي يلعبه في الحفاظ على صحة صغار حصان البحر، حيث تبدأ بعد ذلك عملية التغذية أما عن طرق توفير الغذاء المناسب لصغار حصان البحر حيث تعتبر هذه المرحلة مهمة جداً وتتطلب جهداً ووقتاً كبيرين، حيث يتم التواصل مع وزارة البيئة والتغير المناخي، لتوفير كمية من الهائمات أو العوالق النباتية، ويقوم الفريق بدوره باستزراعها في المربى المائي لتوفير كميات أكبر تكفي الصغار خلال المرحلة الأولى من النمو التي تستمر من أسبوع إلى أسبوعين، ثم يقوم الفريق باستزراع نوع آخر من الغذاء يسمى أرتيميا، وهي قشريات صغيرة تستخدم في تغذيتهم لاستكمال مرحلة النمو.

وتلعب برامج إعادة التأهيل والإكثار دورا كبيرا في الحفاظ على البيئة البحرية، كونها تسهم في زيادة أعداد الكائنات البحرية، التي يتسبب انقراضها أو تراجع أعدادها في إحداث خلل في التوازن البيئي، فيما يحسن تكاثرها بإعداد طبيعية من جودة هذا التوازن.

ونظراً لأهمية العمل والبرامج التي يقوم بها المربى برعاية مباشرة من هيئة الشارقة للمتاحف، فإن العديد من الوزارات والمؤسسات بادرت إلى المساهمة ودعم هذه البرامج منها وزارة التغير المناخي والبيئة، وهيئة البيئة والمحميات في الشارقة حيث تسعى هذه المؤسسات الرسمية والمجتمعية بمختلف توجهاتها لتحقيق الأهداف التي ترمي إلى الحفاظ على البيئة البحرية وتنمية الثروات المائية للأجيال المقبلة.

ويواصل مربى الشارقة للأحياء المائية، إطلاق البرامج التعليمية النوعية، وورش العمل العائلية، والفعاليات البيئية، التي تستهدف في مجملها مكونات المجتمع كافة، حيث تعرّف البرامج بالتنوع البيولوجي، وطرق إكثار الكائنات البحرية، وسبل علاجها، فيما تسهم الورش العائلية والفعاليات البيئية البحرية في تعزيز ثقافة الحفاظ على مياه البحار وشواطئه نظيفة.

ويتلخص الهدف العام من جهود مربى الشارقة للأحياء المائية في الحفاظ على ثروات البيئة البحرية، وتوعية المجتمع بأهمية الكائنات البحرية، ودورها في الحفاظ على التوازن البيئي، وتشجيع أفراد المجتمع، وزوار الدولة على أن يكونوا جزءا من عمل نبيل يهدف إلى الحفاظ على جمال وثراء الحياة البحرية، إلى جانب ترسيخ مفاهيم العمل التطوعي، والمشاركة إلى جانب المؤسسات ذات الاختصاص البيئي، بحملات تنظيف الشواطئ، ونقل هذه الثقافة إلى الأبناء وتعويدهم عليها.

ويستقبل مربى الشارقة للأحياء المائية الزوار من 10 صباحا حتى 6 مساء من يوم السبت إلى الخميس ومن الساعة 4 مساءً إلى 8 مساءً أيام الجمعة باسثناء يوم الأحد مغلق شريطة أن لا تزيد السعة الاستيعابية عن 50 % من الطاقة التشغيلية للمتحف، وذلك بهدف ضمان التباعد الاجتماعي وتفادي التجمعات.

ومن ضمن الاجراءات الاحترازية التي تتبعها الهيئة القيام بقياس درجات حرارة زوار المتاحف قبل دخولهم إليها وارتداء الكمامات والقفازات لمنع انتشار العدوى ودَعت الهيئة الزوار لتحميل تطبق "الحصن".