المخيم الصيفي يفتتح الأسبوع الأول بحوارعن " التحول إلى المدن المبدعة"

- راشد النعيمي: منحوتة الميزان تعكس أهمية الفنون وتأثيرها على أفراد المجتمع.

- نورة الكعبي: الثقافة والإبداع محرك رئيسي في حياة المجتمعات.

- محمد المبارك: المدينة المبدعة تبدأ من روح الثقافة.

- هالة بدري: الاهتمام بالمنظومة التعليمية أولوية في بناء المدن المبدعة.

- مروان السركال: الثقافة أصبحت عنصراً أساسياً في اقتصاد الدولة.

أبوظبي فى 20 يوليو / وام / استهلت وزارة الثقافة والشباب مخيمها الصيفي للأسبوع الأول بجلسة حوارية بعنوان " "التحول إلى المدن المبدعة" ترأستها معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، وشارك فيها الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس دائرة البلدية والتخطيط- عجمان، ومعالي محمد المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، وسعادة هالة بدري المدير العام لهيئة الثقافة والفنون في دبي، وسعادة مروان السركال الرئيس التنفيذي لشروق.

وناقشت الجلسة متطلبات المدن المبدعة وأهمية دمج الثقافة في منظومة التنمية الحضرية المستدامة، وتوحيد الجهود بين القطاعين الحكومي والخاص في الارتقاء بمنظومة الصناعات الثقافية والابداعية من خلال سياسات واستراتيجيات مرنة تواكب المستقبل.

وقالت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب في بداية الجلسة إن الثقافة والإبداع محرك أساسي في حياة المجتمعات، وعنصر محوري في التخطيط للتنمية الحضرية المستدامة، مشيرة إلى أن الإبداع يعبر عن تنوع الثقافات وتعايشها وتسامحها، ويدفع المجتمع إلى مزيد من العمل نحو تعزيز الذائقة الفنية للأجيال.

وأضافت " تمثل الصناعات الثقافية والإبداعية المحفز الرئيس نحو تحويل المدن إلى نابضة بالإبداع، تستقطب الفنانين من جميع أنحاء العالم، لتصبح الثقافة جزءاً من سياستها واستراتيجيتها من خلال حراك ثقافي متواصل، وممارسات فنية مستدامة مرتبطة بالمجتمع، قادرة على صنع منتجات محلية إبداعية وتسويقها إلى المجتمعات العالمية".

من جانبه قال الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس دائرة البلدية والتخطيط – عجمان " يمثل الإبداع عصب المشاريع الحضرية، فمن الضروري إشراك المجتمع في التخطيط المستقبلي للمدينة، وتقديم مشاريع تحقق تطلعات السكان على اختلاف جنسياتهم وخلفياتهم الثقافية، فضلاً عن تبسيط المشاريع الإبداعية وأنسنتها ".

وأضاف " تقوم رؤيتنا للحي التراثي في إمارة عجمان على إحداث نهضة عمرانية مع الحفاظ على تاريخنا وأصالتنا من خلال إطلاع الأجيال القادمة على تفاصيل الحياة في الماضي. افتتحنا قبل أشهر منحوتة الميزان التي تعد رمزاً لثقافة مجتمعنا وتحمل قيمة جمالية تؤكد على أهمية الفنون وتأثيرها على حياة المجتمع كما تبعث رسالة مهمة لأبنائنا حول كيفية إدارة شؤون الحياة في الماضي .. من الضروري أن تستمر الحركة الثقافية في المجتمع بمختلف أشكالها لأنها تعكس تقدير السابقين والمحافظة على المكتسبات التي تحققت في دولتنا والبناء عليها في المستقبل".

وقال معالي محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي " يمثل الاهتمام بالثقافة والإبداع الثقافة موروثاً مستمداً من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عندما افتتح متحف العين قبل قيام الاتحاد، وهو ما يعكس بُعد النظر في تعريف المجتمع على ثقافته المحلية، وفهم ارتباطاتها بالعالم".

وأضاف "المدينة المبدعة تبدأ من روح الثقافة وتتطور منها مختلف الاستراتيجيات الثقافية لنخلق فرصاً جديدة قادرة على استقطاب ألمع العقول المبدعة في القطاع الإبداعي من جميع دول العالم إلى الإمارات.

تقوم استراتيجية أبوظبي الثقافية على خلق نظام متكامل في مختلف المجالات الإبداعية، وتعد منطقة السعديات الثقافية انعكاس لاستراتيجتنا الثقافية، حيث تضم مساراً فريداً يجمع بين القديم والحديث، من متحف زايد، إلى بيت العائلة الإبراهيمية، ومتحف اللوفر أبوظبي، ومتحف جوجنهايم".

وأشار محمد المبارك أن التعليم الثقافي محور مهم لتخرج أجيال تدرك تاريخها، مؤكداً أن التعليم والثقافة مفهومان متداخلان، فالمتحف على سبيل المثال مكان تعليمي بالدرجة الأولى، وقد بدأت دائرة الثقافة والسياحة بالتعاون مع دائرة التعليم والمعرفة في تعليم طلبة المدارس منهج تاريخ الإمارات، منوهاً بأن الاستراتيجية الحالية تظهر نتائجها على الجيل القادم ومن خلال غزارة إنتاجهم الإبداعي.

من جهتها أوضحت هالة بدري، مدير عام هيئة الثقافة والفنون أن حصول دبي على لقب المدينة المبدعة في مجال التصميم جاء من ثمرة تعاون وتكاتف كافة القطاعات، من خلال العمل على عدة محاور أبرزها: حصر وتحديد الاحتياجات المحلية والعالمية، ودراسة أنماط الاستهلاك والتغييرات التي تطرأ على قطاع التصميم بشكل عام، بالإضافة إلى حصر مخرجات القطاع الإبداعي من منتجات وخدمات، ودعم قطاع التصميم بالتوجهات العالمية، مؤكدة أن الترويج العالمي لمخرجات الصناعات الإبداعية المحلية يعتبر من الأساسيات المهمة في تقوية القطاع ، مع أهمية المشاركة في المحافل العالمية، وتطوير المواهب المحلية، والاهتمام بالمنظومة التعليمية في هذا المجال، مع العمل على استمرارية استقطاب المعارض والمؤتمرات الدولية وتنظيم الفعاليات المتميزة مثل " أسبوع دبي للتصميم" الذي جعل دبي الوجهة الأساسية والأولى سواء للمصممين أو لعشاق التصاميم المبتكرة بشكل عام.

وأشارت إلى أن تطوير صناعات التصميم تتم من خلال العديد من المهام أبرزها تضافر الجهود بين مختلف القطاعات في الدولة ، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في الابتكار في هذا القطاع، وإيجاد بنية تحتية ذكية ومستدامة، مع أهمية تسهيل مزاولة الأعمال من خلال النظر في التشريعات والسياسات، والعمل على تأسيس منظومة متكاملة لدعم الشباب.

وحول كيفية صقل مهارات الطلبة الموهوبين، أشارت بدري إلى ان دور المدرسة هو الوجهة الأساسية في الكشف عن هذه المواهب مبكراً، ودعمها، وتعريف عقول أولياء الأمور، بأهمية دعم أبنائهم في هذا الجانب ، مع ربط ما تتضمنه المناهج الدراسية بالزيارات الميدانية، والعمل على توجيه الطلبة للمنشآت الإبداعية في الدولة والتعرف عليها ، وخلق وظائف مستقبلية.

وقال سعادة مروان بن جاسم السركال الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق" إن حصول مدينة الشارقة على العديد من الجوائز خلال السنوات السابقة يثبت أن الدولة بشكل عام تسير على خُطى ثابتة في التركيز على الثقافة لتصبح ركيزة أساسية في تطورها ورسم استراتيجيتها نحو الابتكار، ما يمنح ذلك الأجيال الشابة التركيز على الثقافة كعنصر مهم للتطور.

وأشار السركال إلى أن أكبر إنجاز تحقق في مدينة الشارقة في دعم الحرف هو إطلاق مجلس "إرثي" للحرف التقليدية المعاصرة، من قبل قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي والذي ساهم في إيصال التراث الإماراتي والصناعات الإماراتية والحرف الشعبية إلى المحافل العالمية.

ونوه إلى أن الثقافة باتت جزءاً لا يتجزأ من استراتيجية الدولة وخططها واهتمامها، كما أنها أصبحت عنصراً أساسياً من اقتصاد دولة الامارات التي تتنافس أسبوعياً على تقديم كل ما هو جديد في مجال الثقافة والفنون والتراث ، من خلال استضافة مختلف المعارض ، والأحداث الفنية والمتنوعة وغيرها، وهو ما يثبت أن الثقافة ركيزة أساسية في استراتيجية الدولة.

وتحدث عن المشاريع الثقافية والتراثية الجديدة في الشارقة ، والتي تضم العديد من المرافق الثقافية والتراثية ، وإقامة المهرجانات والأنشطة الثقافية، ومراكز للفنون، وغيرها والتي منحت المكان نظرة مختلفة أمام الزائرين.