مؤتمر "دور المرأة فى المجتمعات المسلمة وقت الازمات " يدعو لبناء منصة عالمية للمرأة المسلمة

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 05 يوليو 2020ء) نظم المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة مؤتمره الافتراضي الأول للنساء بعنوان "دور المرأة المسلمة في المجتمعات المسلمة وقت الأزمات"، بحضور أكثر من 250 مشاركة، ممثلات عن 70 دولة من حول العالم.

وسعى المؤتمر، الذي جمع نساءً ناشطات في المجتمعات المسلمة من أكاديميات وباحثات ومؤسسات نسوية إسلامية، لتحقيق عدة أهداف، منها التأكيد على دور المرأة المسلمة في تحمل المسؤولية المجتمعية بجانب أخيها الرجل، ووضع استراتيجيات ملائمة لكل بلد تعمل على التنسيق بين المؤسسات المختصة في كل المجالات الحياتية للمجتمعات المسلمة، خاصة التي تهتم بقضايا المرأة والشباب.

شمل المؤتمر ثلاث جلسات، الأولى بعنوان "مبادرات من أجل مواجهة آثار الأزمات"، والثانية "مساهمة المرأة المسلمة في العملية التربوية"، أما الجلسة الثالثة والأخيرة فبحثت "مساهمة المرأة المسلمة في التأسيس للعيش المشترك"، وذلك ضمن عدة محاور هي دور المرأة المسلمة المنشود في وقت الأزمات خاصة في عدة مجالات، منها مواجهة تيارات الكراهية والعنصرية، والحوار بين الأديان والحضارات، والتعليم المدرسي عن بُعد بالنسبة للأطفال وإشكالاته وطرقه، والعمل الإغاثي والإنساني والقطاع الصحي، وكذلك المساهمة في نشر الوعي بخطورة تفشي الأوبئة: المبادرات والمشاريع، فضلاً عن إعداد القيادات المجتمعية لتجسيد التلاحم الوطني في مواجهة الأزمات.

وقال معالي الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، في كلمته الافتتاحية للمؤتمر إنه لا يمكن تجاوز أي أزمة دون أن يكون للمرأة دور فاعل وأساسي واستراتيجي، فالمرأة تصدت للمشهد العام في مواجهة الجائحة وخاصة أن معظم العاملين في الخدمات الطبية نساء، مؤكداً أن المرأة في كل القطاعات يجب أن يكون لها دور وعلينا أن نقدّر هذا الدور الذي يكون في بعض المواقع أفضل من دور الرجل، حيث تستطيع المرأة المسلمة أن تخدم الإنسانية ومجتمعها ودينها بطريقة متميزة عن غيرها.

وأضاف معاليه أن المرأة تفتح آفاقاً للتعامل مع الأزمات وتقدم حلولاً قد تكون غائبة عن الرجل، مشيراً إلى أهمية معرفة أن لكل دولة أوضاعها وخصوصياتها، وأن رسالتنا هي أن المرأة المسلمة متميزة ورائدة وقيادية وليست تابعة.

ومن جانبه قال الدكتور محمد البشاري، الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، إن المرأة آثرت صون الإنسانية على التفكير بالعواقب، فلا فرصة لإبعاد المرأة عن صناعة القرار وشراكة الابتكار تحت كافة الظروف، مؤكداً أن المرأة المسلمة إنجاز سخي يصلح ما أفسدته جائحة كورونا، فهي منارة في سبيل التأسيس للعيش المشترك وخط دفاع أول في التصدي للتحديات العالمية، موضحاً أن المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة يثمّن دور المرأة المسلمة خلال الأزمات، فالمرأة المسلمة عطاء لمجتمع بأكمله وشريك أساسي وفعّال لتحقيق نهضة المجتمعات والدول واستقرارها.

وشكرت معالي البارونة مانزيلا الدين، عضو مجلس النواب في مجلس اللوردات بالمملكة المتحدة المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة على رؤيته الثاقبة في اختيار هذه المحاور المهمة في المؤتمر ، مؤكدةً أن جائحة كورونا تهديد عالمي لصحتنا ورفاهيتنا وتعليمنا، ونحتاج للوقوف ضدها لتحسين المجتمعات، مشيرةً إلى جهود النساء في جمع أكثر من 100 مليون باوند لأعمال الخير في بريطانيا، ما أحدث الفارق في مجال تعليم النساء.

بدورها أشارت معالي الدكتورة بيسا إسماعيلي، عضو البرلمان في كوسوفو، إلى أهمية دور المرأة في وقت الأزمات، داعية إلى تقليل عدم المساواة وتعزيز المشاركة المجتمعية والاهتمام بالتعليم وفهم بعضنا البعض وضرورة تحقيق المساواة بين كافة الأطراف ومشاركة مخاوفنا على أرض واحدة، وكذلك تقدير العمل الجماعي وتفعيل القيادة النسائية، وهذا مصدر اهتمام للعائلات التي لا تستطيع النجاح والتقدم دون الرجل.

كما تحدثت سعادة شما الظاهري، عضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، مدير إدارة الإفتاء بالهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف ، عن المرأة الإماراتية التي تعيش في ظل قيادة حكيمة مكّنت المرأة منذ قيام اتحاد الإمارات على يد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤكدةً أن الثقة التي أولتها القيادة الرشيدة للمرأة الإماراتية انعكست على أرض الواقع، حيث لا يخفى على أحد دور المرأة الإماراتية في مواجهة كورونا، وكذلك الإجراءات الوقائية والاحترازية التي اتخذتها الإمارات في هذا الصدد، من خلال تفعيل منظومة العمل عن بُعد، والتعليم عن بُعد، والرعاية الصحية المجانية للمرأة، وغيرها.. وكلها مبادرات إماراتية للمرأة في مواجهة الوباء، حصدت ثناء منظمة حقوق الإنسان، مؤكدةً أن المرأة وقفت مع الرجل في الخطوط الأمامية، فهي الأم والمعلّمة والممرضة والطبيبة والمتطوعة، وارتبط اسمها بالتضحيات والعطاء والتفاني.

بدورها، قالت سعادة مهلة أحمد طالبنا، مديرة الشؤون الثقافية والاجتماعية والأسرة في منظمة التعاون الإسلامي، إن ديننا الحنيف أوصانا بالمرأة وأقرّ حقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية والقانونية، والتاريخ الإسلامي يشهد على ذلك، داعية إلى النظر إلى دور المرأة في التنمية الاجتماعية ولاسيما في وقت الأزمات، حيث تنامى الاهتمام بدور المرأة في الدول الإسلامية بتعزيز القوانين والنهوض بالمرأة وحمايتها من العنف، وأكدت أن المرأة شريك أصيل في إدارة شؤون الدولة ووضع السياسيات وصنع القرار والمسؤولية الاجتماعية وهي تتمسك بالقيم الأسرية التي تعينها على الصمود أمام التحديات، فالأسرة قلب المجتمع المسلم.

وبعد المناقشات المستفيضة والأبحاث المقدمة بواقع /60/ بحثاً علمياً، أوصى المؤتمر بما يلي: بناء منصة عالمية للمرأة المسلمة تابعة للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة تُعنى بتشبيك الفعاليات الجمعوية النسوية ، و تبادل الخبرات والتجارب الناجحة في مختلف الدول، و إطلاق مجموعة من المبادرات الثقافية والاجتماعية الهادفة للرفع من همم القيادات والمؤسسات النسوية في المجتمعات المسلمة،و إطلاق برنامج إعداد قيادات شبابية نسوية لمواجهة الأزمات الإنسانية والكوارث الطبيعية، واخيرا التأكيد على تفعيل الدور الريادي للمرأة المسلمة، من خلال إشراكها بصناعة مستقبل مجتمعاتها.

يُذكر أن المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة منظمة دولية غير حكومية، يتخذ من أبوظبي مقراً له، حيث يُعتبر بيت خبرة لترشيد المنظمات والجمعيات العاملة في المجتمعات المسلمة، وتجديد فكرها وتحسين أدائها من أجل تحقيق غاية واحدة؛ وهي إدماج المجتمعات المسلمة في دولها؛ بصورة تحقق لأعضائها كمال المواطنة وتمام الانتماء للدين الإسلامي.