أجهزة فحص "كورونا" تشغل العالم.. وتحذيرات من إعلانات تجارية غير موثوقة

ابوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 29 مارس 2020ء) شكلت سرعة عمليات الفحص الخاصة بفيروس كورونا "كوفيد 19" وتغطيتها لأكبر قدر ممكن من السكان المحتمل إصابتهم بالفيروس عاملا حاسما في المعركة التي يخوضها العالم للحد من انتشاره.

وانتشرت في الآونة الأخيرة آليات فحص غير معتمدة وغير موثوقة عبر بعض وسائل التواصل الاجتماعي، وقد حذر مختصون من تصديق تلك الإعلانات والمنشورات، مشددين على أهمية الالتزام بآليات الفحص المعتمدة في الجهات الصحية في كل دولة.

ومنذ بدء تفشي وباء "كورونا" وجد العالم نفسه أمام تحد رئيسي وسباق لابتكار أفضل الحلول والوسائل لتوفير العدد الكافي من أجهزة الفحص السريع والدقيق للإصابة بالفيروس سعياً لإجراء الفحوصات لأكبر شريحة ممكنة من المشتبه بإصابتهم أو أولئك الذين قد يكونون عرضة للإصابة أكثر من غيرهم بحكم المخالطة.

وكعادتها، كانت الامارات من الدول السباقة عالميا في إيجاد الحلول المبتكرة للتغلب على هذين التحديين البارزين، وفي هذا الإطار جاء افتتاح "مركز إجراء الفحص من المركبة" للكشف عن فيروس كورونا "كوفيد ــ 19" لأفراد المجتمع؛ المبادرة الذي أطلقتها شركة أبوظبي للخدمات الصحية "صحة" بالتعاون والتنسيق مع دائرة الصحة في أبوظبي في مدينة زايد الرياضية.

ويتميز المركز الجديد بقدرته على إجراء الفحوصات خلال 5 دقائق تقريبا لحوالي 600 شخص يوميا بين الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعة الثامنة مساء طوال أيام الأسبوع، حيث تعطى أولوية الفحص إلى من لديهم أعراض مرضية وكبار المواطنين والحوامل ومن لديهم أمراض مزمنة ..فيما تتوفر في المركز أحث التجهيزات والتقنيات والكوادر الطبية والفنية التي تقدم الرعاية اللازمة للمواطنين والمقيمين وفق أعلى المعايير العالمية.

وتعكس الخطوة حرص دولة الإمارات على اتخاذ كافة الخطوات والتدابير الاحترازية الكفيلة بحفظ الأمن الصحي والاجتماعي للقاطنين على أرضها.

وفي السياق ذاته توفر الإمارات فحص كورونا "كوفيد 19" مجانا لكافة الحالات التي تتطلب الفحص من المواطنين أو المقيمين على أرضها وذلك في جميع مستشفياتها الحكومية والخاصة وعدد كبير من المراكز الصحية المتخصصة.

وتصدرت الإمارات دول العالم من حيث إجراء الفحوصات المختبرية للتأكد من سلامة أصحابها من فيروس كورونا المستجد نسبة إلى عدد سكان الدولة.

وكشفت وزارة الصحة ووقاية المجتمع عن إجراء فحوصات مختبرية لـ127 ألف حالة على المستوى الوطني لغاية 17 مارس الجاري للتأكد من سلامتهم وخلوهم من أعراض الفيروس.

وأشارت الوزارة إلى فحص 13020 فردا من بين كل مليون نسمة، وهي النسبة التي تتفوق بها الإمارات التي يبلغ عدد سكانها 9.6 مليون نسمة، على أكثر دول العالم تأثرا بالمرض، على مستوى حجم إجراء الفحوصات مقارنة بعدد السكان.

وعلى مستوى العالم شغلت تقنيات الفحص المختبري للفيروس المستجد مراكز الأبحاث وكبريات شركات التصنيع الطبية، وتناقلت وسائل الإعلام العالمية أبرز تلك المستجدات بشكل فوري على الرغم من عدم التوصل بعد لآليات تسويق تلك الابتكارات على نطاق واسع، وحصر استخدام بعضها الآخر على حالات الطوارئ وعدد من المنافذ ونقاط التفتيش.

وتتواصل جهود العلماء ومراكز الأبحاث حول العالم من أجل تطوير أجهزة تكشف بسرعة عن الإصابة بفيروس كورونا، حيث أعلنت هيئة الغذاء والدواء الأميركية /FDA/ عن موافقتها على جهاز يظهر نتيجة الفحص خلال 15 دقيقة فقط، وهو ما قد يعجل بجهود مكافحة الفيروس وعزل المرضى قبل ظهور الأعراض بوقت كاف بدلا من عزل الجميع.

بدورها أعلنت شركة بوش الألمانية عن تطوير جهاز يكشف خلال ساعتين ونصف الساعة عن الإصابة بالفيروس، مشيرة إلى أن الجهاز يعمل بصورة آلية تماما، وهو مصمم للاستخدام في المستشفيات وعيادات الأطباء وغيرها من المنشآت الصحية وفقا لمعايير الجودة الخاصة بمنظمة الصحة العالمية.

وفي إيطاليا التي سجلت أكبر عدد من الوفيات بدأت بعض المستشفيات في العاصمة روما باستخدام أجهزة الفحص بالأشعة مزودة ببرنامج معلوماتي يعتمد على الذكاء الاصطناعي يستطيع كشف الإصابة بنسبة تأكيد 97 بالمائة من خلال تحديد البقع البيضاء التي يتسبب بها الفيروس على الرئتين.

وفي الآونة الأخيرة تسارعت الانباء عن تطوير اجهزة اختبارات منزلية سريعة لفيروس كورونا" كوفيد 19" تعتمد على تحليل عينة من الدم وتعطي نتائج فورية، وقد بدأت بعض الدول في استخدام هذه الأجهزة، إلا انه ولغاية الساعة لم يصدر أي تأكيد من أي جهة صحية عالمية معتمدة بجدوى ودقة هذه الأجهزة.