نهيان بن مبارك: "إكسبو 2020" و"هاي أبوظبي" رسالة سلام وتسامح من الإمارات إلى العالم

نهيان بن مبارك: "إكسبو 2020" و"هاي أبوظبي" رسالة سلام وتسامح من الإمارات إلى العالم

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 27 فبراير 2020ء) عبر معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح عن سعادته الغامرة وفخره بالنحاج الباهر لمهرجان "هاي أبوظبي" الذي تنظمه وزارة التسامح بالتعاون مع "هاي للفنون والآداب البريطانية" بمنارة السعديات، مؤكدا أن كافة جلساته وحفلاته وفعاليته كاملة العدد، مشيرا إلى أن استطلاع آراء قطاعات مختلفة من الجماهير والمشاركين في المهرجان من الأدياء والفنانيين من كافة بقاع العالم، جاءت في مجملها إيجابية للغاية، وتحمل إشادات واضحة بمناخ التسامح والتعددية وقبول الآخر والحوار الهادئ حول مختلف القضايا.

وقال معاليه إن هذا التفاعل الرائع بين الجميع في "هاي أبوظبي" يمثل نجاحا حقيقيا لنا في وزارة التسامح، ولدولتنا الحبيبة، فهدفنا كان واضحا بأن نجمع كافة الأطياف على مستويات الفكر والفن والآداب، وأن نوفر بيئة مناسبة تحمل قيم الإمارات وتسامحها وتراثها الأصيل، وإيمانها بالأخوة الإنسانية بمفهومها الشامل وهو ما كان واضحا للجميع، فعبر كل منهم عن رأيه وإبداعه بالطريقة التي يراها، واستقبلها الجمهور بمختلف مشاربه بالحوار الذي يحمل الاختلاف والاتفاق وفق قواعد الحوار الحضاري الراقي، مؤكدا أن هذه الأحداث الثقافية العالمية حينما تحتضنها أبوظبي فإنها تعد إضافة مهمة لقوة الإمارات الناعمة .

جاء ذلك عقب حضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان لجلسة " إكسبو 2020 .. احتفاء بالثقافة والإنسانية " والتي احتضنها مهرجان "هاي أبوظبي" وحضرها عدد من سفراء الدول الشقيقية والصديقة لدى الدولة، وكبار الشخصيات، إضافة إلى نخبة من كبار كتاب وفناني الهاي، وسعادة عفراء الصابري مدير عام بمكتب وزير التسامح .

وتناولت الجلسة العلاقات المتشابكة بين الاقتصاد والتجارة والثقافة والأخوة الإنسانية، وكيف يمكن أن يكون كل منها إضافة حقيقية للآخر في إطار البحث عن الفرص، وكيف يمكن أن يكون إكسبو 2020 رسالة سلام وتنمية للعالم، حيث قدم سعادة نجيب العلي المدير التنفيذي لمكتب اكسبو الجلسة بعرض تقديمي مميز عن إكسبو، قبل أن يلقى معالي الشيخ نهيان بن مبارك كلمته.

وقال معاليه : نجد أنفسنا منغمسين في محادثات ثقافية وفنية وإعلامية مثيرة للتفكير، فشعار مهرجان "هاي أبوظبي" هو الدعوة إلى "تخيل العالم"، بعيون الكتاب وعيون المتابعين أيضا، وفي شهر أكتوبر المقبل، تدعو دولة الإمارات العربية المتحدة العالم للانضمام إلينا في معرض إكسبو 2020 دبي في مغامرة "التواصل الفكري" و "ابتكار المستقبل" حيث يعزز كل من إكسبو دبي 2020 ومهرجان "هاي أبوظبي" المكانة القوية لدولة الإمارات كمركز ثقافي عالمي مزدهر ومركز هام للتبادل الثقافي الدولي، ويركز كلا الحدثين الكبيرين، على أن يجمعا الناس كافة من جميع الأجناس والأعراق ومن جميع الخلفيات من أنحاء الأرض معا، ليتشاركوا تجارب فريدة من نوعها، ولنصنع معا الأحداث والمعارض الكبرى، ومثل هذان الحدثان الدوليان يدعمان سعينا لبناء علاقات إيجابية بين البلدان وبين الشعوب، كما أنهما يوفران منصة مهمة للآخرين لبناء علاقات مع بعضهم البعض.

وأكد معاليه أن هذه الجلسة حول معرض اكسبو 2020 دبي هي إشارة واضحة إلى أن الحدثين لهما مهمات تكميلية تؤكد على الحوار والتعاون الإقليمي والدولي، كما أنها تعزز التفاهم وتدعم اكتساب المعرفة والثقافة والابتكار والفنون كوسيلة للناس من مختلف الخلفيات لمعرفة بعضهم البعض، والتحدث معا والعيش مع معا في سلام ورخاء.

وأضاف معاليه : أقف أمامكم في هذه الجلسة، ليس فقط كوزير للتسامح في دولة الإمارات ولكن أيضًا بصفتي المفوض العام لإكسبو دبي 2020 وأقف أمامكم تجسيدًا لالتزام بلدنا بالانضمام إلى العالم بأسره في دعم التسامح والتعددية والتعايش السلمي والمتبادل المنفعة ونحن على استعداد لتبادل تجربتنا كدولة مسالمة ومزدهرة، وللاستفادة من الآخرين على نطاق أوسع للقوة العالمية للعمل معا من أجل مصلحة البشرية جمعاء، وإكسبو دبي 2020 يمنحنا هذه الفرصة التي نحرص على استمارها معا بشكل جيد.

وأكد معاليه أن إكسبو كما أنه منصة للتجارة والاقتصاد والثقافة فهو كذلك منصة لكي يكون التسامح والتعايش السلمي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا كمواطنين عالميين مخلصين، كما أنه فرصة لتعريف العالم تقاليدنا الأصيلة والتي من خلالها سيكتشف العالم التزامنا القوي بالترحيب بزوارنا، وفهم واحترام احتياجاتهم، والعمل دون توقف لزيادة فهمنا واحترامهم، وتزويدهم بتجربة ممتعة.

وأوضح معاليه أن إكسبو دبي 2020 سيوفر لجميع الزوار فرصا للتعلم، والاستكشاف، والتسلية، والإعجاب، وتقدير العلاقات المهمة بينهم وبين عالمهم، وبينهم وبين إخوانهم من البشر، وبين دولهم ودول أخرى، وذلك بطرق مبتكرة وممتعة، مشيرا على سبيل المثال إلى أن المملكة المتحدة ستعرض "جناح القصيدة" كعرض تفاعلي باستخدام الأفكار المقدمة من زوار الجناح، وستولد تقنية الذكاء الاصطناعي قصائد مكتوبة بلغات متعددة، في ظل وجود 25 مليون زائر من المتوقع أن يحضروا معرض إكسبو، كما ستكشف إسبانيا عن تاريخها المتشابك مع العالم العربي، وتسلط الضوء على حقبة تقدمية تعزز التسامح بين الشعوب المتنوعة وتقدم ثروة من التطورات العلمية والاجتماعية والإبداعية الهامة خلال حقبة ازدهر فيها الأدب والشعر والعمارة.

وأعلن معاليه أن معرض إكسبو دبي 2020 سيستمر 173 يوما متضمنا لقاءات وحوارات وأنشطة، وسيطلق الحدث أفكارًا جديدة فيما يتبادل العالم قصصًا دوليا نتشارك فيها جميعا ونتكامل فيها قدر الإمكان، كما تتميز أنشطة المعرض بأنها قوية ومهمة وبعيدة المدى، كما انها تشكل، الفرص، والاستدامة، مع تقديم أوجه الدعم لضمان مستقبل مزدهر للجميع، مؤكدا أن الزملاء سيتولون شرح ذلك للجميع قريبا.

وقال إن أنشطة إكسبو تغطي عددا كبيرا من الموضوعات تشمل الثقافة واللغة من خلال الاقتصاد، والابتكار، والطب، والسلام، إضافة إلى شرح تأثير العلم والتكنولوجيا على حياة الإنسان.

واختتم معاليه كلمته بالقول : إن الإمارات العربية المتحدة هي جزء رائع وحيوي من العالم، لأنها تمثل واحدة من أقدم مراكز الحضارة، لطالما كانت مفترق طرق للأشخاص والأفكار والتجارة، وقد رحبت دائما بالوافدين إليها بكرم غير المشروط، وإكسبو 2020 سيقدم هذه الضيافة للعالم.

وأضاف معاليه : إن أعظم ثروة لدينا في دولة الإمارات العربية المتحدة هي أن قادة بلادنا هم أشخاص يتمتعون بالحكمة والرؤية، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" الذي يقود الإمارات بحكمة وشجاعة وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وسموهم جميعا يبذلون جهودا مقدرة من أجل رفعة ونهضة الإمارات من جانب، ودعم كافة قضايا السلام والأمن والتسامح على المستوى العالمي من جانب آخر.

وقد شهد "هاي أبوظبي" العديد من الفعاليات المهمة المتعلقة بالمدارس والجامعات إلى جانب الندوات الأدبية واللقاءات الفكرية، فضلا عن جلسة خاصة للإعلامية والكاتبة بيتاني هيوز، و بيتر فلورانس مدير مهرجان هاي حظيت بجمهور عريض تابع العرض الذي قدمته هيوز حول الآلهة اليونانية والإغريقية القديمة وعلاقتها بالعاطفة الإنسانية وأثرها الممتد حتى القرن الحادي والعشرين، كما أشارت إلى مكانة هذه الآلهة الخاصة من خلال تناولها لكتابها " فينوس وأفروديت : تاريخ الآلهة"، حيث حرصت الكاتبة على إبراز الجوانب التاريخية والفلسفية والإجتماعية التي شكلت حتمية وجود هذه النوعية من الآلهة.

وشهد مهرجان "بي بي سي" عربي للأفلام، العرض الثاني من سلسلة الأفلام والوثائقيات التي اختارتها شيماء بوعلي، رئيسة مهرجان بي بي سي عربي للعرض بمهرجان هاي أبوظبي، حيث عرض فيلم "جراح العراق الخفية"، وهو فيلم من انتاج بي بي سي العربية، للمخرج نامق خوشناو، وهو حائز على جوائز عدة.

ويتناول الفيلم التأثيرات الفادحة على الصحة العقلية والنفسية للشعب العراقي، بعد السنوات الأربعين الماضية، والتي عانى فيها العراق من ثلاثة حروب كبرى، وانقلاب عنيف، واحتلالين، وعقد من القصف، وتمردين، بالإضافة إلى هجوم من قبل تنظيم داعش الإرهابي، وحرب أهلية طائفية.

ويستعرض الفيلم الحياة في تلك الظروف الدامية من خلال قصص الأطفال الذين يعانون، نتيجة للصدمة الشديدة، من إعاقات جسدية شديدة مثل عدم القدرة على الكلام أو المشي إذ لاقى الفيلم استحساناً كبيراً، وحاز على جوائز عدة بعد عام من صنعه، منها: جائزة بوبا مايند للإعلام الوثائقي، وجائزة جريسون لأفضل الأفلام الوثائقية لعام 2019.

وتسلط مبادرة مهرجان "بي بي سي" عربي للأفلام، الضوء على صناع الأفلام الموهوبين والصحفيين الذين كرسوا مهنتهم للقضايا الراهنة في المنطقة .. وكان العرض الأول منها تضمن أربعة أفلام قصيرة لأربع مخرجات موهوبات، تأخذ المشاهد في رحلة عبر آثار الحروب على الأفراد وعائلاتهم، سواء في مناطق آمنة، أو في المنفى.

ويقدم كل فيلم من هذه الأفلام، وهي "دقيقة" لدينا ناصر، و"يبقى الصمت" لكاتيا جرجورة، و"رابتشر" لياسمين كراجة، و"النداء" لمريا كنزي لحلو، حكايات متخيلة عن عواقب الحرب والأمل المستمر في الحصول على الحرية.

واستضافت الجلسة التي عقدت مساء أمس ضمن فعاليات "هاي أبوظبي" تحت عنوان "قصص من العراق" الكاتبة العراقية شهد الراوي صاحبة رواية "ساعة بغداد" التي ترشحت على القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر"، وأدارها نزار عنداري من جامعة زايد.

وتحدثت الراوي خلال الجلسة، عن "ساعة بغداد" التي وصفتها بأنه رواية مشاعر، معتبرة أن الكتابة عن العراق خطرة، ويجب أن تأتي بين الخفة والثقل .

وحول تقنية إخفاء النهايات ومصائر الشخصيات التي اتبعتها في فصل "المستقبل" بالرواية، أوضحت أن إخفاء النهايات يعكس واقعية كبيرة، فالواقع حافل بالأسئلة التي لا إجابات لها، والقصص التي مازالت تبحث عن نهايات.

وأضافت: أؤمن بالقارئ المنتج، والذي يشارك مع الكاتب في توقع الرواية بل ويختار نهايات للشخصيات والأحداث، ولذلك جاءت الراوية بدون اسم، وقمت بإخفاء مصائر الشخصيات، فحتى الراوي العليم في أعمالي، قد يعجز عن معرفة ما يحدث في النهاية بعكس الشائع .. كما أشارت إلى أن شخصية المشعوذ في الرواية هي نتاج ما شهده المجتمع العراقي من حصار لمدة 10 سنوات، فعندما يختنق الواقع يهرب الناس للخيال والماورائيات والشعوذة، كما يلجأ الكاتب إلى الخيال ليخفف من قسوة الواقع.

وتطرقت الراوي إلى روايتها الجديدة، وهي مكملة لـ "ساعة بغداد" زمنياً، ولكنها مختلفة في الأحداث والشخصيات ..موضحة أن الرواية تحمل إسم "فوق جسر بغداد" .. وأضافت: مصادفة غريبة وقعت بعد أن انتهيت من كتابة الرواية بأربعة شهور، حيث قامت الثورة في العراق لتعيد إنتاج مركز المدينة، وهو جسر الجمهورية وساحة التحرير في بغداد.