ندوة الثقافة بدبي تنظم امسية بعنوان "المشروعات الموسيقية في الإمارات إلى أين"

ندوة الثقافة بدبي تنظم امسية بعنوان "المشروعات الموسيقية في الإمارات إلى أين"

دبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 27 فبراير 2020ء) عقدت ندوة الثقافة والعلوم بدبي أمسية بعنوان "المشروعات الموسيقية الإماراتية إلى أين" بمشاركة الموسيقار عيد الفرج والموسيقار رياض قدسي لالقاء الضوء على المشروعات والفرق الموسيقية التي ساهمت في دعم الموسيقا، تلك المشروعات التي تهدف إلى إيصال الموسيقا إلى أكبر شريحة ممكنة من الجماهير.

حضر الأمسية بلال البدور رئيس مجلس الإدارة وعلي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس الإدارة وجمال الخياط عضو مجلس الإدارة والدكتورة رفيعة غباش وعدد من المهتمين وادارها خالد البدور وأكد خالد البدور أن الأغنية لا يبرز منها إلا المطرب، ولكن خلف هذا العمل هناك عناصر من شعراء وملحنين وعازفين ليكتمل العمل الفني .. وقال ان الامسية ستعرفنا على الجهود التي جرت في السنوات السابقة لتفعيل الحركة الموسيقية في الإمارات والظروف التي ظهرت فيها بعض الفرق، والصعوبات والتحديات التي واجهتها، ودور المؤسسات الثقافية الحكومية والخاصة في دعم المشروعات الموسيقية. كذلك إعادة الاعتبار لحصة الموسيقا في جميع المراحل التعليمية، وما مدى قدرة تلك المشروعات الموسيقية في خلق ذائقة موسيقية ونشر الثقافة الموسيقية في المجتمع.

وتحدث الموسيقار عيد الفرج عن مشواره الفني وقدم شهادته الغنية موضحا أن المشروعات الموسيقية قابلت تحديات ومشكلات عديدة خاصة في الإمارات حيث الموسيقى تحبو وتكبو لأن 90% من الإماراتيين يحبون الموسيقا ويتذوقونها ولكنهم لا يفضلون العمل أو الاحتراف فيها وكثير من الأسر لا تسمح لأبنائهم بالعمل في هذا المجال رغم أن الموسيقا عامل مهم في حفظ التراث والموروث الشعبي في هذا المجال.

والموسيقار عيد الفرج هو من رواد الموسيقى الشعبية الإماراتية والخليجية، وأول من شكل فرقة موسيقية في نادي البديع العام 1966 في دولة البحرين عقب انتقاله للعيش فيها، وسجل أول عمل غنائي له في إذاعة صوت الساحل العام 1968، كما سافر إلى قطر عام 1971 ليسجل أول عمل غنائي له خارج الإمارات، وفي 1974 أسس أول فرقة موسيقية في المسرح القومي وأول فرقة موسيقية في الدولة، وفي 1985 أسس أول فرقة قومية للفنون الشعبية تابعة لوزارة الإعلام والثقافة، ومنذ 1982 مثل دولة الإمارات في المجلس التنفيذي للمجمع العربي للموسيقى التابع لجامعة الدول العربية، إضافة إلى تأسيسه أول فرقة موسيقية متكاملة للعود والكمان والقانون والناي والأكورديون في الدولة، وصاغ مجموعات موسيقية تراثية بتوزيع أوركسترا شاركت بها الإمارات في معارض دولية في كل من لشبونة في البرتغال، وهانوفر في ألمانيا، وساهم بإبداعاته الموسيقية في كثير من المهرجانات العربية للأغنية بصفته عضو لجان تحكيم وعضو لجان استشارية، وحصل على جائزة الإمارات التقديرية عام 2006 في مجال فنون الأداء "فرع الموسيقا".

وقال إن مجال عمل المواطن في الموسيقى كان محدود جدا ولا تهتم كثير من المؤسسات بهذا الجانب وبالتالي لا يأخذ الموسيقي حقه المهني، إلا أنه هناك بعض الاهتمام في الوقت الحالي.

وأضاف أن أول فرقة تأسست من مجموعة من الشباب الإماراتيين طلبت منهم وزارة الإعلام عام 1974 تأسيس فرقة موسيقية وطنية تابعة للوزارة وكان مقرها في دبي، ومن خلال هذه المجموعة تم الاستعانة بمجموعة من الأخوة المقيمين لتكوين هذه الفرقة التي شاركت في الكثير من المناسبات داخليا وخارجيا وظلت تعمل حتى التسعينات تقريبا..وفي عام 1975 تم تأسيس فرقة موسيقية متكاملة في أبوظبي أطلق عليها "فرقة الإذاعة الموسيقية" وعملت حتى بداية التسعينات وهي مكونة من موسيقيين من المعهد الموسيقي في القاهرة.

وأوضح الفرج أنه أسس فرقة موسيقية في عام 1975 في نادي عجمان من مجموعة شابة وكانت تعزف على أكثر من 10 آلات موسيقية وتقرأ النوتة الموسيقية، وتخرجت الفرقة بعد ستة أشهر ولاقت استحسان المسؤولين وشاركت هذه المجموعة في تمثيل الدولة في مهرجان الشباب في سوريا والمغرب ومهرجان الفنون الشعبية في العراق ونيودلهي، ولاقت دعما من المسؤوليين ومكافآت شهرية لتشجيعهم، ولكن بعد تخرج هؤلاء الشباب من التعليم الثانوي ولقلة الجامعات حينذاك سافر البعض منهم وتفرقت الفرقة.

وأكد الفرح أنه في عام 1980 حصل تعاون بين فرقة وزارة الإعلام ووزارة التربية والتعليم وتم تكوين فرقة موسيقية متكاملة، وتم عمل برنامج لستة أشهر في كل إمارات الدولة تشجيعا للمواهب ولإبراز مواهب جديدة، وتم عمل الكثير من الحفلات في كل الإمارات، واستمرت هذه الفرقة حتى نهاية الثمانينيات تقريبا.. وفي عامي 1984 – 1985 كانت وزارة التربية تقدم الأنشطة السنوية وتقدم "أوبريتات" على مختلف مسارح الدولة حضر بعضها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" تشجيعا لهذه المواهب، وكانت بمشاركة الطلبة.

وفي عام 2008 اسست وزارة الثقافة وقتها معهدا للموسيقا العربية في الشارقة، ومعهد لتعليم آلة البيانو في أبوظبي ولمدة 3 سنوات تولت وزارة الثقافة دعم ورعاية المعهدين، وكان هناك تعاون مع المعهد الوطني للموسيقى في الأردن والمجمع العربي للموسيقا ومعهد الموسيقا العربية في القاهرة، ولكن هذه الفرقة لم تستمر لإحالتي إلى التقاعد قبل شهر من تخرج الطلبة الذين حصلوا على شهادات تخرج ولم يتم الاستفادة بهم فتفرقوا بين الفرقة الموسيقية العسكرية في مختلف الإمارات وبين من لم يجد عملاً.

ولكن في الوقت الحالي هناك دعم واهتمام وبوادر جديدة للم شمل الموسيقيين ورعايتهم وعمل فرقة موسيقية إماراتية.

وأكد عيد الفرج أن هناك خطة وطنية للتعاون بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة وتنمية المجتمع لدعم الأنشطة والمواهب، وكذلك هناك جامعات بدأت في فتح الباب للدراسة الجامعية في مجال الموسيقا.

من جانبه تحدث الموسيقار رياض قدسي.. وهو موسيقار سوري بخبرات عالمية نجح في وضع بصمة واضحة على الموسيقا الإماراتية عبر تأسيسه اوركسترا الإمارات السيمفونية للناشئة عام 1993 التي شاركت في العديد من الحفلات والمهرجانات المحلية والدولية، ولم يقتصر دورها على احتواء وتدريب وتطوير المواهب الشابة، وإنما تجاوزت ذلك حيث أقامت منذ انطلاقها العديد من الحفلات داخل الدولة وخارجها، التي خصصت ريعها بالكامل لمصلحة بعض المؤسسات الخيرية داخل الدولة وخارجها.

وقال إن تأسيس أوركسترا الإمارات السيمفونية كان الهدف الأول منها تعليم الأطفال من عمر 5 سنوات ليكونوا لبنة أساسية لإنشاء اوركسترا الإمارات الوطنية، مشيرا الى ان جميع الفرق في كل الدول تتكون من خلال الأنشطة المدرسية الفنية المختلفة سواء في الموسيقا أو الفن التشكيلي أو الرسم.

وأضاف أنه لاقى صعوبة بالغة في ضم ابناء الإمارات إلى هذه الفرقة وذلك لخصوصية غالبية المجتمعات العربية المحافظة والتي ترى أن امتهان أبنائهم في الموسيقا عمل غير لائق، إلا أن هذه النظرة تغيرت بعض الشيء بمرور الوقت، رغم أن الأوركسترا تعاني من قلة عدد المنتسبين من أبناء الدولة.

وأكد قدسي أهمية دعم مؤسسات الدولة والمؤسسات الخاصة لرعاية الموهوبين وابتعاثهم لتكملة الدراسات الفنية والموسيقية لما لها من علاقة برقي المجتمعات وتطورها ومساهماتها في تطوير الأجيال القادمة.

وأشاد بدعم واهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" للدائرة الاقتصادية للاوركسترا ومشاركتها في حفلات عديدة في دبي.. مثمنا جهود وزارة الثقافة وتنمية المجتمع في دعم ورعاية الأوركسترا ومحاولاتها الحثيثة لدعم الاوكسترا.

من جانبه دعا بلال البدور إلى الاهتمام بالأنشطة الموسيقية التي تحتاج إلى مزيد من الدعم والرعاية لأن الموسيقا ليست مجرد شغل أوقات الفراغ ولكنها جزء مهم من تكوين الإنسان.