منتدى المرأة العالمي دبي 2020 يقدم ضمن جلسات "صناع التأثير" تجربة أول سيدة في الإطفاء بنيويورك

منتدى المرأة العالمي دبي 2020 يقدم ضمن جلسات "صناع التأثير" تجربة أول سيدة في الإطفاء بنيويورك

أثبتت جدارة وتميزاً في مجال الإطفاء : - بريندا بيركمان: "الإعلام شريك رئيسي في دعم المرأة ونقل قصصها المُلهِمة إلى العالم" - المتحدثة: "نجحنا في الاندماج في مهام الاطفاء ودفعنا الرجال للثقة بأننا نحن النساء لائقات بما يكفي للقيام بعملنا على أكمل وجه".

- "على الحكومات أن تدرك أن النساء والفتيات يمثلن نصف سكان العالم وبالتالي نصف إمكانياته".

- "شعوري بمسؤولية نحو قضايا المرأة منذ الصغر دفعني لأكون محامية تتبنى الدفاع عن حقوق المرأة ومساواتها مع الرجال في مجالات العمل".

دبي فى 16 فبراير / وام/ ضمن فعاليات اليوم الأول لمنتدى المرأة العالمي – دبي 2020، تحدثت النقيب بريندا بيركمان، سيدة إطفاء رائدة بمكافحة النيران بالولايات المتحدة الأمريكية، في جلسة ملهمة ضمن سلسلة جلسات "صناع التأثير"، التي تسلط الضوء على شخصيات نسائية ورائدات أعمال ملهمات لمشاركة الحضور تجارب تغلبن فيها على التحديات وصنعن تغييراً إيجابياً في حياة الآخرين، وكان لهن بصمة خاصة في تحقيق نجاحات استثنائية، ما يجعل من هذه الجلسات مصدر إلهام للجميع.

وتحدثت بيركمان خلال الجلسة التي عقدت بحضور المؤسسات والمنظمات الدولية والجهات المعنية بدعم المرأة والشخصيات الدولية المرموقة المؤثرة في هذا المجال إلى جانب وفود 87 دولة، عن مشوارها في الوصول لمنصب أول سيدة في مركز إطفاء مدينة نيويورك أحد أكبر مراكز الإطفاء في العالم، وكفاحها للعمل في مجال يهيمن عليه الرجال.

­وقالت النقيب متقاعد بريندا بيركمان امام حضور المنتدى، انها كانت تشعر بمسؤولية مضاعفة منذ صغرها تجاه قضايا مساواة المرأة، وهذه المسؤولية دفعتها لدراسة الحقوق وممارسة مهنة المحاماة للدفاع عن حقوق المرأة ومساواتها مع الرجال في الكثير من مجالات العمل، مشيرة إلى أن أول قضية لها بعد تعينها محامية كان قيامها برفع دعوة قضائية لتغيير اختبارات قبول الإطفائيين، حيث كانت هذه الاختبارات متحيزة للرجال ولا تسمح للمرأة بأن تكون جزءا من هذه المهنة الإنسانية.

وأضافت بيركمان، لا شك أن مهنة الإطفاء تحمل في مكنوناتها الكثير من المخاطر كما تحمل ممارسة هذه المهنة الكثير من المسؤولية تجاه انقاذ الأرواح والممتلكات حتى إذا تطلب الأمر التضحية بحياتها، فبمجرد إطلاق انذار وجود حالة طارئة تدور عجلة الزمن بسرعة كبيرة ويقاس الوقت بالثانية ويبدأ العد التنازلي، داعية النساء خلال الجلسة لعدم التردد عند اختيار ممارسة بعض المهن، معربة عن إيمانها بنجاحهن إذا ما وثقن بأنفسهن.

وأوضحت بيركمان قائلة:"نجحنا في اقتحام هذا المجال وتغيير الاختبارات التي يعتمد عليها تعيين الاطفائيين في أمريكا، وتلقينا دورات تدريبية عالية المستوى واجتزنا اختبارات بدنية جبارة، ولكن في النهاية نجحنا ايضاً في الاندماج سريعاً في هذا العمل ودفعنا الرجال للثقة بأننا نحن النساء لائقات بما يكفي للقيام بعملنا على أكمل وجه"، مؤكدة أن العمل في مجال الإطفاء ساعدهن على كسب احترام الرجال وتغير نظرتهم للمرأة.

وقالت النقيب بريندا بيركمان،" كوني امرأة أحزن كثيراً عندما أشاهد تردد الكثير من النساء لدى اختيار مجال العمل، فنحن النساء لكوننا أمهات نلعب دوراً كبيراً في إنشاء وتربية أجيال تدخل إلى مجالات العمل حول العالم، لافتة إلى أنها تعرضت لبعض الصعوبات في البداية لكونها أول امرأة تدخل هذا المجال في نيويورك، إذ كان يوجد بعض المشككين في قدراتها، لكن مع الزمن اعتاد زملاؤها عليها بعدما أثبتت كفاءتها في العمل، راجية زيادة عدد النساء العاملات في هذا القطاع الذي وصفته بـ "الإنساني".

وأضافت بيركمان خلال الجلسة : "في حال وثقن النساء بأنفسهن في عمل ما فإن النجاح سيكون حليفهن بلا شك، وما كان صعباً وغير مألوف في عمل النساء قبل سنوات، أصبح الآن أكثر قبولاً ورضاً بين الرجال والمجتمع خصوصاً بعد أن استطاعت المرأة حول العالم أن تثبت للجميع كفاءتها في أي مهنة تعمل بها حتى ولو كانت حكراً على الرجال منذ عقود طويلة".

وقالت بريندا بيركمان إن النساء يتعرضن لبعض الضغوطات من المجتمع، ما يشكل حجر عثرة أمام اختيارات الكثير من النساء لمجالات عملهن، ولكن على الحكومات أن تدرك تماماً أن النساء والفتيات يمثلن نصف سكان العالم، وبالتالي نصف إمكانياته، وإن المساواة بين الجنسين إلى جانب كونها حق أساسي من حقوق الإنسان، أمر ضروري لتحقيق السلام في المجتمعات وإطلاق إمكانياتها الكاملة. وعلاوة على ذلك، فقد ثبت أن تمكين المرأة يحفز الإنتاجية والنمو الاقتصادي.

ولضمان حقوق المرأة في جميع أنحاء العالم، قالت بيركمان : "هناك حاجة ماسة إلى دعم الإعلام لقضية المساواة بين الجنسين والبحث عن احتياجات المرأة وما ترغب فيه، وتسليط الضوء عليها"، مضيفة أن الإعلام شريك رئيس ايضاً في دعم النقاشات التي تتحدث عن دمج الرجال في عملية تمكين المرأة، وداعية المؤسسات الإعلامية إلى اتباع نهج أكثر تكاملية عند النظر إلى قضايا المساواة بين الجنسين لاسيما وأن هناك استراتيجية إعلامية لقضايا المرأة أنجزتها بعض المنظمات العالمية المعنية بالمرأة.

جدير بالذكر أن مناقشات منتدى المرأة العالمي-دبي 2020 تدور في إطار أربعة محاور رئيسة هي: الحكومة والاقتصاد والمجتمع والمستقبل، حيث سيتناول المتحدثون السبل الكفيلة بتطوير السياسات والتشريعات الداعمة للمرأة في مراكز صنع القرار، وتسريع وتيرة مشاركة المرأة في الاقتصاد لاسيما من خلال بوابة ريادة الأعمال، علاوة على تعزيز دور المرأة في بناء مجتمعات مستدامة تتميز بتكافؤ الفرص في الحصول على فرص متوازنة من التعليم والرعاية الصحية والخدمات الثقافية والاجتماعية من أجل حياة أفضل، في حين سيكون موضوع تعزيز مستوى الابتكار لدى المرأة والارتقاء بمستوى إسهامها في استشراف آفاق الثورة الصناعية الرابعة حاضرا على أجندة المنتدى.