المندوس لـ"وام" : الإمارات قدمت مبادرات بحثية مبتكرة لتحقيق الأمن المائي العالمي

المندوس لـ"وام" : الإمارات قدمت مبادرات بحثية مبتكرة لتحقيق الأمن المائي العالمي

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 17 ديسمبر 2019ء) أكد سعادة الدكتور عبد الله المندوس مدير المركز الوطني للأرصاد رئيس الاتحاد الآسيوي للأرصاد الجوية أن دولة الإمارات قامت على مدى سنوات بدور رئيسي في معالجة عدد كبير من القضايا العالمية المحورية لاسيما تلك التي تمس حياة البشر بشكل مباشر كضمان مصادر مستدامة للطاقة والمياه والغذاء مرتكزة في ذلك على إرث عريق رسخه الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" الذي ركز خلال حياته بشكل كبير على تحقيق الرفاهية لمختلف شرائح المجتمع سواء في دولة الإمارات أو في غيرها من دول العالم .. ودعا رحمه الله دائما إلى حماية بيئتنا ومواردنا الطبيعية واستغلالها بالشكل الأمثل.

وقال سعادته في تصريح لوكالة أنباء الامارات "وام" إن القيادة الرشيدة للدولة واصلت السير على نهج الشيخ زايد من خلال عدد من الرؤى والاستراتيجيات الرامية إلى ضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة محليا وإقليميا وعالميا ينعم بوفرة الموارد الرئيسية ومن ضمنها المياه النظيفة التي تعد الشريان الأساسي لاستمرار المجتمعات الإنسانية.

وأضاف " تماشيا مع تلك الرؤى والاستراتيجيات جاء برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار المبادرة التي أطلقها سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة عام 2015 ويدار من قبل المركز الوطني للأرصاد ليكون ضمن قطاع المياه أحد القطاعات السبعة التي تستهدفها الاستراتيجية الوطنية للابتكار في دولة الإمارات.. وعلى مدار 4 سنوات حقق البرنامج الكثير من الإنجازات التي تمثلت في تلقيه خلال دوراته الثلاث ما مجموعه 370 مقترحا بحثيا من 68 دولة وشهد مشاركة 1480 من الباحثين والخبراء والعلماء المنتسبين إلى 647 مؤسسة وكان للعلماء الذين حصلوا على منحته مساهمات نوعية تجلت في نشر 25 مقالة في مجلات علمية محكمة و3 براءات اختراع، إلى جانب مشاركتهم في أكثر من 64 مؤتمرا محليا وعالميا".

وأوضح أنه منذ دورته الأولى إلى اليوم حصل على منحة البرنامج تسعة مشاريع بحثية مبتكرة كان لها اسهامات مهمة في تعزيز المعارف الجديدة المتعلقة بعلوم الاستمطار وتلقيح السحب من خلال الابتكارات الديناميكية العلمية والتكنولوجية حيث تتمثل مهمة البرنامج في المساعدة على تعزيز التعاون الدولي وتطوير الشراكات التي يمكن أن تساهم في تحديد الحلول القابلة للتطبيق في مجال الاستمطار سواء في دولة الإمارات أو خارجها.

وقال " أسس الباحثون الحاصلون على منحة البرنامج أرضية جديدة ساهمت في تطوير منهجيات علمية وتكنولوجية مبتكرة يمكن تطبيقها في المناطق المعرضة لشح المياه حول العالم حيث بدأ العمل المتطور يأخذ مجراه بالفعل مع إدخال خوارزميات ومفاهيم جديدة تحسن فهم هطول الأمطار واستخدام تقنيات النانو لتحسين عمليات التكثف داخل السحب وتحليل عمليات تشكل البلورات الثلجية في السحب الركامية وتعديل الخصائص الكهربائية للسحب ودراسة دور الجسيمات الدقيقة في تحسين هطول الأمطار.. وبالإضافة إلى ذلك بدأت مشروعات أخرى في التعامل مع اختبار صنع تيارات عامودية لتكوين السحب الممطرة وتلقيح السحب باستخدام طائرات بدون طياربعد إجراء اختبارات السحب وتحديد المناسب منها لإجراء عمليات الاستمطار واعتماد المناهج التجريبية الرقمية المتقدمة في الاستمطار.

وأضاف إن المنتدى الاقتصادي العالمي صنف أزمة المياه بين أكبر ثلاث تحديات عالمية ووفقا لتقديرات البنك الدولي يعيش حاليا 1.6 مليار شخص في دول ومناطق تعاني من شح كبير في المياه وبحلول العام 2025 من المتوقع أن يرتفع الرقم إلى 2.8 مليار شخص ومن هنا تهدف أبحاث الاستمطار من خلال توظيفها في عمليات الاستمطار الفعلية إلى المساهمة في دعم منظومة الأمن المائي العالمية حيث تشكل مياه الأمطار رافدا رئيسيا ومستداما للمياه الجوفية ومعززا لمخزونات السدود اللازمة لحماية الإنتاج الزراعي وتحقيق الأمن المائي في المناطق الجافة.

وقال إن البرنامج يعكس مساعي دولة الإمارات العملية لإحداث فارق حقيقي بالتعامل مع التحديات الملحة عبر أخذ زمام المبادرة في البحث العلمي والتكنولوجي الذي يثري الإمكانات المتاحة بالعديد من التطبيقات المبتكرة. ومع تطوير علوم الاستمطار من خلال الابتكار والتعاون الدولي الفاعل أظهرت دولة الإمارات رؤيتها الملهمة والسخية والتزامها بالاستدامة العالمية والعزم على تحقيق مستقبل أفضل للبشرية جمعاء.

وأشار الى أن المركز الوطني للأرصاد اضطلع بدور أساسي في دعم المشاريع الحاصلة على منحة البرنامج وذلك من خلال توفير كافة المرافق والإمكانيات المتاحة لديه من المستشارين أصحاب الخبرات المتقدمة إلى جانب التقنيات والوسائل المتطورة من شبكة رادارات ومحطات رصد جوي وطائرات وغيرها والتي أسهمت بشكل كبير في تسهيل مهام هذه المشاريع لتحقيق أهدافها المرجوة، وإتاحة المجال لاختبارها وتطبيقها بشكل عملي داخل دولة الإمارات..

ولضمان ريادتها المتواصلة للنقاشات الدولية المتعلقة في علوم الاستمطار ينظم البرنامج سنويا الملتقى الدولي للاستمطار والذي يجمع عددا من الخبراء المحليين والدوليين من أجل مناقشة سبل التعاون لإيجاد استراتيجيات مبتكرة يمكنها تحقيق أمن واستدامة المياه العذبة حول العالم وليسهم كذلك في ترسيخ مكانة الدولة كمركز عالمي لعلوم الاستمطار.

وقال الدكتور عبد الله المندوس مدير المركز الوطني للأرصاد رئيس الاتحاد الآسيوي للأرصاد الجوية .. إن الإنجازات التي حققها البرنامج من خلال الحاصلين على منحته حتى الآن وضعت أرضية راسخة لمستقبل علوم الاستمطار ونحن ننظر بكل تفاؤل للسنوات القادمة التي سيحرص البرنامج خلالها على استقطاب ودعم أبرز الأبحاث والابتكارات المجدية والقابلة للتطبيق ومتابعة تنفيذ المشاريع البحثية الحالية وتطويرها بما يضمن استمرارية تقدم علوم الاستمطار وتوظيف أحدث التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي وتعليم الآلة وغيرها من الأدوات العلمية الحديثة التي من شأنها النهوض بهذا المجال الذي يحمل أهمية عالمية كبيرة.