حاكم الشارقة يفتتح أعمال القمة العالمية للتمكين الاقتصادي للمرأة في دورتها الثانية

حاكم الشارقة يفتتح أعمال القمة العالمية للتمكين الاقتصادي للمرأة في دورتها الثانية

الشارقة (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 10 ديسمبر 2019ء) أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة أنه سيكون شخصياً أحد الداعمين لمساعي وبرامج تمكين المرأة في إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية وفي كل مكان من العالم، ودعا سموه المؤسسات في إمارة الشارقة إلى توسيع مبادراتها لتشمل كافة المجتمعات التي تحتاج فيها المرأة للمساندة.

جاء ذلك في كلمة سموه، التي ألقاها صباح اليوم أمام حضور حفل افتتاح أعمال الدورة الثانية من القمة العالمية للتمكين الاقتصادي للمرأة، التي تنظمها، على مدى يومين، مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وذلك في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، تحت شعار "محركات التغيير".

وقال صاحب السمو حاكم الشارقة // يسعدنا لقاؤكم جميعا اليوم ويسرنا مشاركتكم في المؤتمر العالمي الثاني حول "التمكين الاقتصادي للمرأة" ويبدوا لنا أن العديد منكم قد شاركوا في الدورة الأولى لهذا المؤتمر الذي انعقد بالشارقة منذ عامين نرحب بعودتهم لزيارة الشارقة ونتمنى لجميع الحاضرين مؤتمرا ناجحا بإذن الله //.

وأضاف سموه // عند قراءتنا لبرنامج ومحتوى جلسات مؤتمر اليوم وغدٍ رجعنا بذاكرتنا لعدة عقود مضت ومر في مخيلتنا تتابع البرامج والمبادرات والاجراءات التي اتخذناها خلال تلك الفترة وأثرها على تطور وتحسين أوضاع المرأة في مجتمعنا ولن نعدد هذه البرامج والمبادرات الآن ولكننا نرغب في التحدث بإيجاز شديد عن رؤيتنا لوضع ومكانة المرأة في مجتمعاتنا.

فالمرأة هي الأم والأخت والزوجة وأم البنات والبنين فماذا تتوقعوا أن تكون رؤيتنا لوضعها في المجتمع والعائلة والأسرة. المرأة هي شريك أصيل في الحياة بكل ما فيها في أيام الرخاء وفي أيام الشدة وفي السهل والصعب جنبا إلى جنب مع الرجل في كل أمور الدنيا لا أفضلية لأحد على آخر.

ولتحقيق هذه الرؤية كان علينا جميعا رجالا ونساءً أن نبدأ من البداية وننشئ أولادنا على هذه الرؤية منذ الطفولة المبكرة ونعلم ونعضد التفاعل فيما بينهم لترسيخ هذه المبادئ والأسس الأسرية والمجتمعية //.

وأوضح صاحب السمو حاكم الشارقة // ولتحقيق ذلك على مختلف المستويات بدأنا مع الأطفال منذ الحضانة ورياض الأطفال ثم مع النشء في المدارس ومراكز الناشئة والشباب في الكليات والجامعات والمراكز الثقافية والرياضية يتعلمون ويمارسون خلال سنوات التكوين والنمو والتقدم مبادئ وأسس المساواة التامة بين الجنسين في كل المعاملات وتتاح فيها فرص الدراسة واكتساب المعرفة والخبرات بدون تفرقة كل في المجالات التي يرغبونها والتي تتوافق مع ميولهم وميولهن. وها نحن نرى الآن الطلبة والخريجين من الجنسين من كل برامج جامعاتنا يحدوهم الأمل في التمكن من شق طريقهم في الحياة العملية المنتجة //.

ووجه سموه رسالة لمؤسسات المجتمع المختلفة بقوله // نحن الآن نطلب من الشركات والمؤسسات المختلفة أن تضيف إلى ما بنيناه خلال العقود الماضية وتعمل على أن تضم نظمها ولوائحها وتوجهاتها ما يتيح ويؤكد على إعطاء الفرص الحقيقية المتساوية لأبنائنا وبناتنا للعمل والإبداع والابتكار //.

وأضاف سموه // هذه القمة تحمل صفة العالمية، ولكن معظم المبادرات التي نبعت من مؤسسات الشارقة، كانت محصورة في نطاق الإمارة، ودولة الإمارات العربية المتحدة، القصد من هذا المؤتمر أن ننطلق إلى العالم، هناك الكثير من الدول التي تحتاج فيها المرأة لمثل هذه المبادرات فبالقليل من التوجيه والمال نستطيع أن نغير أوضاع المرأة، لذا أقول باسمكم ومن هنا: أنا أحد الضامنين لدعم المرأة في كل مكان من العالم //.

وتابع صاحب السمو حاكم الشارقة قائلاً // علينا أن نكون مع المرأة في كل مكان تحتاجنا فيه من العالم، وخاصةً في إفريقيا وأمريكا الجنوبية وآسيا حيث تعاني المرأة من مشكلات في الرعاية الصحية والتعليم والخدمات، لذلك سأكون أحد الضامنين لمبادرات وبرامج دعم المرأة في هذه البلدان وفي كل العالم، يجلس بيننا المتعهدون السابقون من إمارة الشارقة لدعم مسيرة المرأة، والآن أطلب منهم التعهد على ما تعهدت أنا عليه ونرحل سوياً إلى قارات أخرى تحتاج أيدينا هناك لإنقاذ المرأة من براثن الجهل والمرض والمجاعة //.

واختتم سموه كلمته قائلا // مرة أخرى نرحب بكم جميعا في الشارقة ونتمنى لكم مؤتمرا ناجحا وإقامة سعيدة معنا إن شاء الله ونشكر المعنيين في مؤسسة نماء على جهودهم في تنظيم هذا المؤتمر //.

حضر مراسم افتتاح القمة إلى جانب صاحب السمو حاكم الشارقة، كل من الشيخ خالد بن عبد الله القاسمي رئيس دائرة الموانئ البحرية والجمارك، وسعادة اللواء سيف الزري الشامسي قائد عام شرطة الشارقة، وعدد من أصحاب السعادة أعضاء المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة، وسعادة كيتسيواي دلاميني كبيرة الموظفين في هيئة الأمم المتحدة للمرأة، والسفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشؤون الاجتماعية في جامعة الدول العربية، وعدد من أصحاب السعادة رؤساء ومدراء عموم وممثلي المؤسسات المحلية والاتحادية.

بدورها، قالت سعادة ريم بن كرم رئيسة مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، في كلمتها خلال حفل الافتتاح // قد يتساءل البعض خارج هذه القاعة ما الذي تسعى إليه إمارة الشارقة من هذه القمة؟ وماذا تعني لنا عبارة التمكين الاقتصادي للمرأة؟ وإلى متى سنبقى نعمل لهذا الهدف؟ التمكين الاقتصادي للمرأة بالنسبة لنا في الشارقة يعني التمكين المجتمعي المتكامل، هذا ما رسخه صاحب السمو حاكم الشارقة، وما عملت عليه سمو الشيخة جواهر القاسمي منذ عشرات السنين. ويعني لنا منظومة اقتصادية قائمة على مبدأ التكامل والعدالة في الفرص والتدريب والتعليم والوظائف والأجور والتمويل //.

وأضافت // نحن هنا لسنا في قمة للدفاع عن حقوق المرأة ولسنا بصدد رفع توصيات وشعارات نحتفي بها لأيام، نحن هنا للعمل من أجل المجتمع من أجل الأسرة من أجل التنمية من أجل الرجل والمرأة معا، نحن هنا لتعزيز ثقافة التمكين الاقتصادي للمرأة والتي تعني لنا التشريعات، السياسات، الحوافز والإيمان بطاقات وقدرات كل جنس، تعني أن تبنى ثقافة الاقتصاد والأعمال على أساس مشترك بين الرجل والمرأة، وهنا لا نتحدث عن ثقافة الأفراد فقط بل ثقافة الحكومات والمؤسسات التعليمية والشركات والعائلات //.

وحول أهداف القمة قالت // نريد أن نغير الثقافة التي تسمح أن يكون هنالك أكثر من ثلاثة وعشرين بالمئة نسبة الفجوة في الأجور بين الرجال والنساء، نريد أن نغيّر الثقافة التي تسمح لثمان وعشرين بالمئة فقط من النساء العاملات حول العالم أن يحصلن على إجازة أمومة مدفوعة الأجر، نريد أن نغيّر الثقافة التي توجه الفتيات نحو تخصصات ومهن محددة يرى المجتمع أنهن يصلحن لها فقط، نريد أن نغيّر الثقافة والصورة المجتمعية عن عمل المرأة وتأثير ذلك على أسرتها، وتوفير ما تحتاجه لتحقيق التوازن بينهما، نريد أن نكون جميعا محركات فاعلة للتغيير، التغيير نحو الأساس ونحو التكامل //.

ونوهت إلى دراسات منظمة العمل الدولية أن العالم يحتاج لنحو مئتي عام لتحقيق التكافؤ والعدالة في العمل بين الجنسين" لكن هل تعتقدون حقا أننا نحتاج كل هذا الوقت لإنجاز أمر في غاية الأهمية مثل العدالة في تقدير الطاقات والمواهب بين الجنسين؟، سأستلهم من التاريخ ومن تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة، وإمارة الشارقة الرائدة في مجال تمكين المرأة لأقول إن المسألة ليست مسألة وقت بل مسألة إيمان وإرادة وتخطيط ومثابرة على العمل في سبيل وصول المرأة للمكانة التي تستحقها فالإمارات نجحت في تحقيق منجزات كثيرة في وقت قصير //.

من جانبها، عبرت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، السيدة فومزيلي ملامبو-نكوكا، عن تقديرها العميق لصاحب السمو حاكم الشارقة، وقرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسةِ مؤسسةِ نماء للارتقاءِ بالمرأة، لدعمهما المستمر لتمكين المرأة على المستوى الوطني والدولي.

وأوضحت ملامبو-نكوكا، في كلمة مسجلة وجهتها للقمة، أن هذه الجهود تؤكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة، تضع قضية تحقيق تكافؤ الفرص بين الجنسين وتمكين المرأة ضمن أولوياتها، مثمنة أعمال مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة وجهودها في توفير فرص متكافئة لرائدات الأعمال، ولاستضافة هذه القمة التي تجمع نخبة من المتخصصين والمعنيين بتحقيق التمكين الاقتصادي للمرأة لمشاركة تجاربهم وخبراتهم في هذا المجال.

وأضافت // المنظمات والشركات تشتري سلعًا وخدمات تبلغ قيمتها تريليونات الدولارات، لكن الشركات المملوكة للنساء لا تحصل سوى على 1% من الأرباح، الأمر الذي دفع هيئة الأمم المتحدة للمرأة و/نماء/ للعمل معاً على دعم رواد الأعمال لتعزيز فرص تكافؤ الفرص بين الجنسين //.

من جهتها، أكدت سعادة كيتسيواي دلاميني، كبيرة الموظفين في هيئة الأمم المتحدة للمرأة أن أهمية القمة العالمية للتمكين الاقتصادي للمرأة تكمن في دورها ومخرجاتها الساعية إلى تطوير واقع المرأة وتعزيز ريادتها لتحقيق الأهداف الإنمائية الأممية بحلول عام 2030 والوصول إلى مجتمع عالمي آمن ومستدام ليس للجيل الحالي فحسب بل للأجيال القادمة.

وقالت دلاميني // يجب على دول العالم وضع قضية تمكين المرأة في مقدمة أولوياتها، لأن نماء المرأة يعني نماء العائلة، وعند نماء العائلة تنمو الأمم وينمو العالم بأسره، ومن هذه القمة نحن نريد أن نقدم للعالم ولادة جديدة لآليات تمكين المرأة //.

وأضافت دلاميني // تعد دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من الدول السبّاقة حول العالم في تبني وتنفيذ برامج وسياسات تعنى بتمكين المرأة وتحقيق الفرص بين الجنسين، انطلاقاً من قناعتها بأن الاستثمار بالمرأة هو استثمار في كل المجتمع". وأشارت إلى أن الخسائر الاقتصادية المترتبة على عدم تحقيق تكافؤ الفرص بين الجنسين في جميع العالم تقدر بـ 28 تريليون دولار بحلول في العام 2030 //.

وتابعت // أود أن أعبر عن فخرنا في هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالعمل مع مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة على تقديم كل الدعم لتنمية وتطوير واقع المرأة في أي مكان حول العالم //.

وقالت // أنا سعيدة بالحضور الإعلامي ومواكبة الصحافة المحلية والأجنبية لهذه القمة، فالإعلام شريك للتنمية وداعم لمساعي تمكين المرأة، وناقل لصوتها حتى يصل إلى كل مكان من العالم //.

وشهد حفل افتتاح القمة، عرض إنجازات ومبادرات الجهات المحلية والدولية التي تعهدت خلال الدورة الأولى من القمة في العام 2017 بتبني اثنين من المبادئ الثمانية المنبثقة عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة والاتفاق العالمي للأمم المتحدة، لضمان التمكين الاقتصادي للمرأة، حيث التزمت الجهات المتعهدة بمراجعة سياساتها تجاه المرأة، بما يخدم دورها الحيوي في الاقتصاد والتنمية المجتمعية.

وتبحث القمة على مدى يومين مختلف التحديات التي تواجه تمكين المرأة، والفرص المتاحة لنشيط دورها الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع عبر التوصل إلى آليات عمل مستدامة تعزز الوعي بأهمية مشاركة المرأة في مسيرة التنمية وبناء المجتمعات.