في عام التسامح... جامع الشيخ زايد الكبير منارة عالمية للتعايش والتسامح بين ثقافات وشعوب العالم

في عام التسامح... جامع الشيخ زايد الكبير منارة عالمية للتعايش والتسامح بين ثقافات وشعوب العالم

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 15 نوفمبر 2019ء) كرس جامع الشيخ زايد الكبير في العاصمة أبوظبي مكانته كأحد أهم مراكز نشر قيم التسامح والتعايش الإنساني إلى جانب كونه منارة حضارية يقصدها الزوار من مختلف دول العالم بمختلف ثقافاتهم ودياناتهم.

وأكد الجامع خلال السنوات الماضية حضوره العالمي كقيمة ثقافية وحضارية ودينية تعبر عن المفاهيم والقيم الإنسانية التي رسخها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" في الوجدان الإماراتي وباتت تشكل امتدادا للهوية الوطنية.

وفي عام التسامح 2019، كثف الجامع من دوره كرافد رئيس لجهود الدولة في تحقيق التقارب بين الثقافات، وتعكس الإحصاءات ما حققه الصرح الكبير من مكانة متميزة على خريطة السياحة الثقافية والدينية في المنطقة والعالم كمنارة يقصدها الزوار من داخل الدولة وخارجها بمختلف ثقافاتهم ودياناتهم.

وشهد جامع الشيخ زايد الكبير خلال النصف الأول من عام 2019، إقبالا كبيرا من المرتادين والزوار الذين بلغ عددهم نحو/ 4,372,239 / منهم/ 967,150 /مصليا، و/2,480,229 /زائرا من مختلف دول العالم بينما بلغ عدد المفطرين خلال شهر رمضان الفضيل/ 891,860 /مفطرا، إضافة إلى 33 ألف وجبة خيرية قدمها الجامع لعامة الناس بصورة أسبوعية خلال النصف الأول من عام التسامح 2019.

و أكد سعادة الدكتور يوسف العبيدلي مدير عام مركز جامع الشيخ زايد الكبير أن المركز بات يمثل منصة حضارية عالمية تعنى بإرساء المفاهيم الإنسانية العليا التي أراد لها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه-، أن تكون دعائم ثابتة لمجتمع دولة الإمارات المتلاحم، وتمثل تلك المفاهيم رسالته النبيلة إلى العالم أجمع، كما بات المركز واحدا من أهم المراكز الفكرية الحضارية الدينية التي تسهم بصورة فاعلة في تعزيز قيم التسامح والإخاء بين الثقافات المختلفة، وذلك في إطار الدور الرائد الذي تضطلع به دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله-، لترسيخ قيم التعايش بين الأديان مع التمسك بثوابت الدين الإسلامي الحنيف ترسيخا للسلام والأمن والعمل على نشر تلك القيم في المنطقة والعالم.

وقال العبيدلي في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الإمارات "وام" إن التزايد المستمر في أعداد زوار الجامع سنويا يعكس المكانة المتميزة التي يمثلها الجامع على خريطة السياحة الثقافية والدينية في الإمارات والمنطقة والعالم أجمع، باعتباره نموذجا للإبداع المعماري والهندسي الذي يجسد جماليات العمارة الإسلامية الفريدة، وواحدا من أهم الوجهات الحضارية ذات الطابع الديني في العالم، والتي يقصدها زوار الدولة.

وأضاف: "يرسخ الجامع دوره كمعلم ديني وثقافي وحضاري من خلال تقديمه أرقى الخدمات ذات المعايير عالية الجودة، لزواره من مختلف ثقافات العالم، ولإثراء تجربة زيارتهم الجامع خصص المركز جولات ثقافية يومية على مدار العام يقدمها أخصائيو الجولات الثقافية من أبناء الوطن، الذين نجحوا في تقديم الصورة المشرفة لدولة الإمارات وقيمها الإسلامية السمحة التي تعبر عن اعتدال ديننا الحنيف، بالإضافة إلى إبراز الجماليات المعمارية لهذا الصرح الحضاري الكبير الذي يحمل اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- طيب الله ثراه-".

وتجدر الإشارة إلى أن المركز قد عمل على زيادة عدد الجولات الثقافية اليومية، لإطلاع أكبر شريحة ممكن من مرتادي الجامع على قيم ورسائل الجامع الحضارية في التسامح والتعايش.

وحرص المركز خلال عام التسامح على إطلاق مجموعة من المبادرات والأنشطة والفعاليات التي شارك فيها مختلف الثقافات والديانات، إذ وظف مبادراته لفتح قنوات التواصل مع المجتمع المحلي والعالمي، وإعلاء قيم التسامح والتعايش على المستوى العالمي وأطلق في هذا الشأن على سبيل المثال لا الحصر، كما أطلق المركز خلال رمضان الماضي سلسلة من برنامج "جسور"، الذي فتح آفاقا للحوار الحضاري.

وحرص المركز من خلال البرنامج على تقديم الوجه المشرق للدين الإسلامي الحنيف الذي يعلي قيم التواصل والتعارف بين البشر كونه وجهة رئيسة يقصدها المصلون إلى جانب زوار من مختلف الجنسيات والثقافات والديانات والأعمار من داخل الدولة وخارجها.

وبلغ عدد ملتحقي البرنامج ضمن حلقاته الخمس على مدار شهر رمضان الفضيل أكثر من 300 ملتحق من سفارات الدولة والجاليات والمقيمين، يمثلون ديانات وثقافات وجنسيات مختلفة، قضوا يوما رمضانيا وتجربة فريدة في رحاب صرح التسامح.

و أتاح البرنامج للملتحقين به فرصة عيش الأجواء الرمضانية من خلال مشاركة الصائمين وجبة الإفطار ضمن مشروع "ضيوفنا الصائمين" والتطوع في توزيع الوجبات والاطلاع على دور الجامع و برامجه و ما يرافقه من فعاليات كـ"مدفع الإفطار" طوال الشهر الفضيل.. كما أطلق الدورة السابعة من مسابقة فضاءات من نور للتصوير الضوئي، التي جاءت لتواكب عام التسامح، تحت شعار "التسامح"، ومشاركاته العالمية في المعارض والمؤتمرات، التي جتءت لتعزز التواصل الحضاري بين شعوب العالم المختلفة، وتبرز رسالة المركز في ترسيخ قيم التسامح.

وشهد الجامع لقاء تاريخيا جمع بين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية ضمن "ملتقى الحوار العالمي بين الأديان حول الأخوة الإنسانية"، واحتل مراتب متقدمة كأبرز وجهة عالمية وفق تقييم "موقع تريب أدفايزر"، محققا المراكز الثلاثة الأولى، على مدى أربعة أعوام على مستوى العالم.

وحقق المركز منجزات عززت مكانته بين مراكز الفكر الإسلامي وحظي بتكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" بجائزة "أوائل الإمارات" بالإضافة إلى حصوله على جائزة "فئة التسامح"، ضمن فعاليات قمة "رواد التواصل الاجتماعي العرب".

ويفتح الصرح الكبير قنوات الحوار الحضاري لمرتاديه على اختلاف لغاتهم وثقافاتهم ضمن قالب إنساني واحد مثلتها المحافل التي استضافها كـ "الجلسة الحوارية" التي حضرها الأمير تشارلز حول تسامح الأديان إلى جانب عدد من علماء و رجال الدين من مختلف الأديان التي يتعايش معتنقوها في دولة الإمارات بصورة حضارية.

كما عزز الجامع حضوره العالمي على الدوام، من خلال عرض مجسمات وإصدارات الجامع على مستوى العالم، بهدف مد جسور التقارب مع مختلف شعوب العالم وتعزيز مكانة الدولة عالميا.

و عمل المركز على تنظيم عدد من البرامج و الأنشطة الداعمة لدوره الحضاري في إحياء قيم ومآثر الوالد المؤسس الداعية للوسطية والانفتاح الحضاري، حيث شكل ما يقدم من ندوات ومحاضرات قنوات للتقارب الثقافي، إلى جانب ورش العمل التي استلهمت محتواها من التنوع المعماري الحضاري مادة مثالية للمختصين والأساتذة والطلبة، لما تنطوي عليه من ثراء ومنها على سبيل المثال لا الحصر معرض "الحج: رحلة في الذاكرة"، الذي سلط الضوء على مكانة الحج إلى بيت الله الحرام في نفوس المسلمين و العودة بالذاكرة إلى رحلة حج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان –طيب الله ثراه- عام 1979 .. وما صاحبه من أنشطة متنوعة مثل ورش العمل التي استهدفت مختلف الثقافات، والجلسات الحوارية الثرية، إلى جانب "معرض النقود الإسلامية..

شواهد حضارية" الذي عرض 120 قطعة من أندر العملات الإسلامية في فترات وحقب مختلفة من التاريخ الإسلامي تعود لأكثر من ألف عام إضافة إلى ورشة العمل التي قدمها المصمم العالمي البريطاني "كيفن دين" الذي قام بتصميم العديد من الأعمال الفنية والمعمارية المتعلقة بالأزهار والورود التي تبهر جميع زوار الجامع ومحاضرة "الحدائق الإسلامية إبداعات فنية ورمز للجمال"، التي قدمتها مصممة الحدائق والكاتبة "إيما كلارك"، والتي ركزت على فن الحدائق في الأندلس ما يمثله من حضارة.

ويعد الجامع محطة رئيسة للزيارات التي تستقبلها الدولة كونه الوجهة الثقافية الأبرز في الدولة فقد شهد عددا كبيرا من الزيارات رفيعة المستوى أبرزهم: الملكة إليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة وفخامة مون جاي إن، رئيس جمهورية كوريا الجنوبية و صاحب الجلالة السلطان عبدالله بن السلطان أحمد شاه ملك ماليزيا وفخامة جايير بولسونارو رئيس جمهورية البرازيل الاتحادية ومعالي شنزو آبي، رئيس وزراء جمهورية اليابان، ومعالي جيريمي هنت، وزير الخارجية البريطاني.