مشاركة متميزة للفريق العماني في "فيرست جلوبال"

مشاركة متميزة للفريق العماني في "فيرست جلوبال"

دبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 26 اكتوبر 2019ء) تشارك سلطنة عمان في بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي "فيرست جلوبال" التي تستضيفها دبي المنافسة الدولية الأكبر من نوعها على مستوى العالم والتي تركز على إيجاد حلول مبتكرة باستخدام علوم الروبوتات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي للتصدي للتحديات البيئية خاصة في محيطات العالم.

وفاز الفريق العماني المشارك الذي يضم علي اللواتي وناصر الحبسي وأحمد الشخصي وملهم الفهدي والمشرف سلطان الخصيبي على مستوى مدارس السلطنة في تقييم وطني شمل أربع ميادين هي البرمجة والتصميم واللغة والتواصل الاجتماعي على مستوى عُمان للمشاركة في المنافسات.

وقال المتسابق علي اللواتي: فخورون بتمثيل السلطنة مع 190 دولة في هذا الحدث العالمي الذي يضم نخبة من شباب العالم الشغوفين بالتكنولوجيا والعلوم والرياضيات فيما أكد المتسابق ناصر الحبسي أن هدف الفريق العماني من المشاركة هو أبعد من المسابقة وهو إيجاد حل حقيقي لمشكلة تلوث مياه المحيطات وخاصة من المخلفات البلاستيكية التي تقتل الحيتان بعد ابتلاعها بكميات كبيرة، ولذلك يمكن استخدام التكنولوجيا لإنتاج البلاستيك القابل للتحلل.

أما المتسابق أحمد الشخصي فيرى أن إنقاذ المحيطات هو المشروع الأكبر الذي سينعكس إيجاباً على اقتصادات الدول وحماية ثرواتها الطبيعية والحياة البرية فيها ضارباً مثال محمية السلاحف في السلطنة التي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في تعزيز نتائج إكثارها والحفاظ عليها من الانقراض في سواحل شبه الجزيرة العربية والعالم، إضافة إلى الحفاظ على الثروة السمكية.

وقال المتسابق ملهم الفهدي إن المسابقات الدولية من مستوى بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي "فيرست جلوبال" تسهم في تعزيز ثقافة التواصل مع الآخر والانفتاح على الثقافات العالمية بحيث نتوسع من مجرد إيجاد الحلول المبتكرة للتحديات التي تواجه البشر إلى إيجاد ثقافة ولغة إنسانية مشتركة هدفها بناء مستقبل أفضل للبشرية.

وأشاد مشرف الفريق سلطان زاهر الخصيبي بالمستوى التنظيمي العالمي للبطولة مثنياً على المنظمين وفرق العمل التي استقبلتهم ورحبت بهم أفضل ترحيب ومعربا عن شكره لدبي ودولة الإمارات العربية المتحدة على تسهيل المشاركة في هذا الحدث الدولي.

ووزع أعضاء الفريق العماني المهام فيما بينهم منذ انطلاق التحدي يوم الخميس 24 أكتوبر 2019 بكفاءة وبراعة لوضع حلول مبتكرة تنقذ البيئة في التحدي العالمي غايتهم أبعادها إنسانية لا تقتصر على حماية البيئة والحياة البحرية في بحر العرب والمحيط الهندي اللذين تطل عليهما دول عربية هي سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية اليمن بل صون مستقبل المحيطات التي تشكل أكثر من ثلثي مساحة كوكب الأرض باستخدام تكنولوجيا الروبوتات وحلول الذكاء الاصطناعي التي تألقوا فيها خلال المنافسات على المستوى الوطني حتى وصلوا إلى تمثيل سلطنة عُمان في التصفيات النهائية على مستوى العالم.

ويمكن للروبوتات والذكاء الاصطناعي أن يساعدا علماء الحياة البحرية على اكتساب قدرات جديدة وتطوير مهارات متقدمة تمكّنهم وأقرانهم مستقبلاً من تحقيق ثلاث أمنيات .. الأولى استخدام الروبوتات المتطورة المسيّرة تحت الماء والقابلة لإعادة برمجة نفسها والتعلّم الآلي والتكيّف مع التضاريس والشروط المختلفة في ظلمة المياه العميقة حتى عند انقطاع إشارة التحكم بها من اليابسة لمعرفة المزيد عن بيئة هذه الحيتان ونمط حياتها وسبر الأعماق السحيقة لآلاف الأمتار تحت سطح البحر حيث يبلغ الضغط مستويات قياسية قد تؤثر على قدرة الإنسان على استكشافها حتى باستخدام الغواصات البحثية باهظة التكاليف في نسخة مطورة من الروبوتات الذكية تسمّى "الروبوتات الواعية" التي يمكنها التكّيف مع الظروف الجديدة التي تطرأ على محيطها وإعادة برمجة عملياتها للتأقلم مع المعطيات المستجدة من حولها دون تدخل بشري.

أما الأمنية الثانية التي يسعى الفريق لتحقيقها فتتمثل في استخدام الذكاء الاصطناعي في رسم خارطة شاملة تسجل الإحداثيات والقراءات المتواصلة لحركة الحيتان لوضع مسار تنقل الحوت الأحدب العربي قبالة السواحل الجنوبية لشبه الجزيرة العربية، مما سيسهم في حماية مستقبل هذا النوع النادر الذي يعد بمثابة إرث وطني في سلطنة عُمان جارة البحر وفي قائمة الأنواع الحية النادرة على مستوى العالم.

كما يأمل الفريق العماني بأن يتمكن من تحقيق أمنية ثالثة هي تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي بحيث تؤطّر لغة الحيتان الحدباء العربية في خوارزميات قياسية تسمح بتفسير جزء من سلوكياتها ودراسة أنماط أغنياتها المميزة والنغمات الصوتية التي تعجز الأذن البشرية عن التقاطها وتسافر مسافات طويلة تحت الماء لتتيح التواصل بين مجموعاتها، لفهم متطلبات استدامة بيئتها وحماية موائلها الطبيعية من التلوث وارتفاع حرارة مياه البحار والمحيطات.

ويقول الفريق العماني إن البحر كان دائما جزءا مهما من تاريخ السلطنة وإرثها الحضاري والإنساني ومنهلا لخيراتها ومصدرا لثرواتها ومصنعا لبحارتها المتمرسين الذين جابوا موانئ المعمورة ومسلكا لسفنها التجارية التي مخرت عبابه بين حواضر التجارة في آسيا وإفريقيا وأوروبا لذلك تمثل حماية بيئة البحار والمحيطات من مختلف التحديات التي تهدد استقرارها وازدهار الحياة فيها، أولوية تفرض عليهم الاجتهاد كفريق لابتكار حلول نوعية لمشاكل مستعصية مثل ارتفاع درجة حرارة المحيطات وتراكم النفايات البلاستيكية التي تصب فيها.

وتستقبل بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي "فيرست جلوبال" التي تنظمها "مؤسسة دبي للمستقبل" 1500 طالب وطالبة ضمن الفئة العمرية من 14 إلى 18 سنة من أكثر من 190 دولة على مدى أربعة أيام من 24 إلى 27 أكتوبر 2019 يتنافسون فيما بينهم ضمن فرق تمثل بلدانهم للاستفادة من تطبيقات تكنولوجيا الروبوتات والذكاء الاصطناعي في تطوير حلول مبتكرة للتحديات الملحّة وصناعة مستقبل أفضل للإنسان وتركّز دورة هذا العام من المنافسات الدولية على إيجاد حلول نوعية لحماية البيئة الطبيعية وخاصة المحيطات.