بدء أعمال مؤتمر إدارة الأزمات فى أبوظبي مركزا على الذكاء الاصطناعي والاستعداد لمجابهة الطوارئ

بدء أعمال مؤتمر إدارة الأزمات فى أبوظبي مركزا على الذكاء الاصطناعي والاستعداد لمجابهة الطوارئ

ابوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 11 مارس 2019ء) انطلقت اليوم فى ابوظبي اعمال مؤتمر إدارة الطوارئ والأزمات، الذي تنظمه الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث برعاية سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني تحت شعار استشراف مستقبل الطوارئ والأزمات" قدرات وتحديات".

حضر حفل الانطلاق معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة ومعالي عمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الإصطناعي وعدد من المسؤولين في الهيئات الوطنية والإقليمية والعالمية المعنية بإدارة الأمن والطوارئ والأزمات، ونخبة من الخبراء والمختصين والمهتمين وخبرات أكاديمية عن إدارة الأزمات والكوارث .

ويستعرض المؤتمر، على مدى يومين، مجموعة من الدروس المستفادة من تجارب الامم كالتجربة الإيطالية في إدارة الحشود وتجربة رواندا في التعافي من آثار الحروب الأهلية، والتجربة العُمانية في التعافي من إعصار مكونو، إضافة إلى العديد من أوراق العمل التي تغطي طيفاً واسعاً من المواضيع ذات العلاقة فيما يسلط الضوء على مستقبل إدارة الطوارئ في ضوء التهديدات والمخاطر المتزايدة، وسيعمل على التعريف بمجالات الاستفادة من التقنيات الذكية وعالم الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالأزمات وإدارة المخاطر والحد من آثارها وانعكاساتها.

واشاد معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة بجهود الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث والتزامها الراسخ برفع مستويات الوعي بمخاطر الكوارث والأزمات، من خلال الملتقيات وتعزيز جهود وقدرات الاستجابة لدى الجهات العاملة في هذا المجال، وتطوير أواصر التعاون الدولي، من خلال حشد الخبرات العالمية وتبادل الأفكار والتجارب وأفضل الممارسات.

واكد معاليه ان الذكاء الاصطناعي يحظى بجانبٍ كبير من الاهتمام ليواكب الدور المُهم والمتعاظِم الذي يُنتَظر أن يلعبه في المستقبل، ليس فقط في تحسين قدراتنا على التنبؤ بالكوارث والأزمات وتسريع وتيرة الاستجابة للطوارئ وإنقاذ الأرواح والممتلكات، وإنما أيضاً في الحد من العوامل المُسببة للكوارث والأزمات، مشيرا الى ان "تغير المناخ" يعتبر التحدي الأبرز الذي تواجهه البشرية في هذا القرن، والسبب الأبرز للكوارث الطبيعية.

واستعرض معاليه تقرير حول "الخسائر الاقتصادية والفقر والكوارث من 1998 إلى 2017" الصادر من مركز أبحاث علم أوبئة الكوارث التابع للأمم المتحدة الخسائر الاقتصادية المباشرة موضحا أن الحلول المُبتكرة والتقنيات الحديثة، وفي مقدمتها تقنيات الذكاء الاصطناعي، سيكون لها دورٌمهمٌ ومؤثرٌ في الجهود الدولية الرامية لتحقيق ذلك الهدف.

واوضح معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي ان دولة الامارات لم تشهد الكثير من الظواهر المناخية المتطرفة مشيرا الى ان جانباً مهماً من جهودنا للحد من العوامل المسببة للكوارث الطبيعية ينصب على التعامل مع تغير المناخ، تخفيفاً وتكيّفاً فمن حيث التخفيف، اتخذت دولة الإمارات خطوات مهمة في السنوات الماضية، تمثّلتْ في تبني حزمة عريضة من السياسات والخيارات والحلول الذكية، منها على سبيل المثال تبني خيار الطاقة المتجددة والنظيفة، وتبني نهج الاقتصاد الأخضر، والعمارة الخضراء، والنقل المستدام، وتعزيز كفاءة الاستهلاك.

واشار معاليه الى أن هناك العديد من الإشارات التي تدعو للتفاؤل، كانخفاض معدل إنتاج الفرد من النفايات، ومن انبعاثات غازات الدفيئة، وانخفاض البصمة البيئية ومن المنتظر أن تتسارع وتيرة جهودنا في مجال التخفيف مع بدء العمل بتطبيق الخطة الوطنية لتغير المناخ، والاستراتيجية الوطنية للطاقة، والاستراتيجية الوطنية للابتكار، واستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي.. وغيرها من الاستراتيجيات والخطط الوطنية.

و على جانب التكيف مع تداعيات التغير المناخي قال معاليه ندرك أن التكيف هو الوسيلة الأمثل المتاحة حتى الآن، ولذلك فإن جهودنا حالياً تتركز على تنفيذ البرنامج الوطني للتكيف المناخي، الذي يعتبر أحد الركائز الثلاث التي تستند إليها الخطة الوطنية للتغير المناخي. وقد انتهينا من إنجاز المرحلة الأولى لدراسة الاتجاهات المناخية وتقييم آثارها في قطاعات الطاقة والصحة والبيئة والبنية التحتية، ووضع الحلول والتوصيات لتعزيز مرونتها وقدرتها على الصمود في وجه المظاهر المناخية المتطرفة المرتبطة بالتغير المناخي ونعكف الآن على إنجاز المرحلة الثانية التي تشمل باقي القطاعات ذات الأولوية.

واعتبرمعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي ان التغير المناخي هو السبب الرئيسي فيما نشهده من كوارث كبرى، ولكنه ليس السبب الوحيد لحدوثها ولذلك فإن جهودنا لا تقتصر على هذا الجانب، بل تمتد لتشمل كافة الجوانب الأخرى كتفشي الأمراض والأوبئة، والأمن البيئي والبيولوجي والغذائي والمائي، وأمن الطاقة، وإدارة الحشود، وأمن المعلومات.. وغيرها، ولدينا – في دولة الإمارات – خطط تغطي جميع مراحل إدارة الطوارئ والأزمات. بل يمكن القول أن تدابير التحوط والاستعداد والاستجابة والتعافي في حالات الكوارث والأزمات تمثل جزءاً أساسياً في فلسفة إدارة المشاريع الحكومية والخاصة بدولة الإمارات.

واستعرض معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي عددا من خطط البئية بوزارة التغير المناخي والبيئة منها الخطة الوطنية لمكافحة الملوثات البحرية، والخطة الوطنية لمكافحة الأمراض الحيوانية، والخطط الخاصة بالاستجابة للآفات الزراعية، والنظام الوطني للإنذار السريع للأغذية، وأنظمة إدارة الصحة والسلامة والبيئة، إضافة إلى خطط مراقبة البيئة البحرية باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد والأقمار الاصطناعية بالتعاون مع المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية /روبمي/، إضافة إلى استخدام التقنيات الحديثة كالطائرات بدون طيار لمراقبة الوضع البيئي في المناطق الصناعية ذات الطبيعة الخاصة كالمحاجر والكسارات ومصانع الإسمنت مؤكدا ان "مختبر الذكاء الاصطناعي" الذي تم اطلاقه في سبتمبر الماضي سيدعم قدارات مجال الرصد وتحليل الظواهر المناخية وجودة الهواء ونوعية مياه البحر.

من جانبه اوضح سعادة جمال محمد الحوسني مدير عام الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات ان إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث ھي عملیة شاملة ودقیقة تتطلب التخطیط الصحیح والجاھزیة القصوى للحد من تداعیات الاحداث وسط عالم مضطرب وأحداث تتسارع وظواھر تزداد حدة وقوة تھدد بدمار وإزھاق للارواح وتشرید مدن وقرى، ھذا ھو عالمنا الیوم من جراء الكوارث والأزمات، ولا نتوقع لھذا الواقع أن یھدأ بل بالعكس یجب ان نجھز أنفسنا لظواھر قد تكون اشد عنفا واكبر تأثیرا واسرع وان استشراف المستقبل ھو المحرك الرئیسي لھذه العملیة، لذا فإن دراسة العوامل والمؤثرات والمتغیرات للسنوات القادمة ونمط حدوث الكوارث والأزمات خلال السنوات الماضیة والتوقع الصحیح واستشراف تداعیات الاحداث یؤدي بنا الى التخطیط الصحیح وبناء القدرات والاستعداد الأمثل.

وأكد حرص القيادة الحكيمة لدولة الإمارات العربية المتحدة على تعزيز التعاون وعلاقات الشراكة مع دول العالم، في مجال إدارة الطوارئ والأزمات، والاطلاع على المفاهيم الحديثة في هذا المجال، والتعرف على كيفية توظيف التكنولوجيا والتقنيات الحديثة وتطبيقات عالم الذكاء الاصطناعي في إدارة الطوارئ والأزمات، والاستفادة من تجارب دول العالم وجهودها في التعافي من الأزمات والكوارث حيث ترى مؤسسات الدولة في دولة الامارات في استشراف المستقبل العنصر الأساسي في جمیع الاستراتیجیات والمبادرات في الإدارة الحكومیة، وكذلك في مجال إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث من خلال عملیة شاملة یشارك فیھا جمیع الخبراء والمھنیین والمفكرین لاستشراف التھدیدات ووضع الآلیات للمخاطر والخطط الاستراتیجیة المناسبة لمنع حدوثھا والحد من تداعیاتھا والتعامل الأمثل معھا.

وذكر سعادته ان هذه الدورة تهدف الى استتشراف المستقبل بأفكا رٍ تسمو نحو واقع أفضل حيث سيركز المؤتمر على الذكاء الاصطناعي باعتباره الدرع المستقبلي للتصدي و الاستعداد للازمات و الكوراث داعيا المجتمعين الى ضرورة الاستعداد و الجاهزية للاحداث الكبرى و السياسات و الاطر المختلفة للحد من الكوارث و الازمات فضلا عن الطوارىء الكيميائية والنووية والحروب السيبرانية التي تهدد البنية المعلوماتية في دول العالم التي ضاعفت من سقف تحديات الامن العالمي و غيرها من المواضيع والى الوصول الى خطوات ايجابية و فاعلة تساعد في ايجاد البرامج و الاهداف التي ستسهم في رفع الوعي بمتطلبات العصر و الاستعداد لمجابهة الطوارىء المحتملة بأفضل الأساليب .

وناقش برنامج اليوم الأول من المؤتمر‏ ثلاث قضايا رئيسة، الأولى الحد من المخاطر عبر تطوير السياسات والأطر قدمتها كيرسي مادي المدير العام لمكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، والثانية الحوكمة في منظومة الطوارئ والأزمات قدمها جون هاميلتون مستشار في إدارة الطوارئ في نيوزيلاند، والثالثة حول إطار سياسات إدارة مخاطر الطوارئ والكوارث الطبية تقدمها د. داليا سامهوري مدير التأهب للطوارئ الصحية واللوائح الصحية الدولية.

كما ناقشت الجلسة الثانية الاستعداد والجاهزية للأحداث الكبرى، والدروس المستفادة من التعافي من الأزمات من خلال استعراض ثلاث قضايا رئيسة، الأولى استعراض تجارب عالمية مهمة ومنها التجربة الإيطالية والدروس المستفادة من استضافتها لمعرض إكسبو ميلان 2015 قدمها ييرو قالي المدير العام لإدارة فعالية إكسبو ميلان 2015 في إيطاليا، والثانية حول الاستعداد والجاهزية لمعرض «إكسبو 2020» في دبي قدمها العقيد علي خليفة الغيص رئيس الأمن لمكتب إكسبو 2020 في اللجنة الأمنية لفعاليات دبي، والثالثة حول انسيابية الحشود في موسم الحج، قدمها العميد الدكتور هاني بن هاشم النابلسي خبير في إدارة الحشود والسلامة في المملكة العربية السعودية.