الإمارات تودع القمة العالمية للحكومات بأمطار الخير

دبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 12 فبراير 2019ء) وكأن المطر حين انهمر في آخر أيام القمة العالمية للحكومات بدورتها السابعة في دبي ينبئ شعوب العالم وحكوماته بفأل حسن.. إنها الإمارات، أرض الأحلام التي تتحول إلى واقع حيث تطلعات الشعوب التي تريدها الإمارات أن تبقى أولا في أجندات الحاضر والمستقبل، على حد سواء، في زمن حافل بالتحديات.

" دبي أيقونة العالم" التي شهدت عقد القمة العالمية للحكومات، في دورتها السابعة، جمعت شعوب العالم، وحكوماته، من أجل حياة سبعة مليارات إنسان ومستقبل البشرية، فكانت منصة لتطلعاتهم، مثلما هي الإمارات العربية المتحدة، النموذج الفذ لدولة باتت في صدارة العالم.

دبي، المدينة الوحيدة في العالم، التي تتسم بقدرتها على جمع كل شعوب العالم، توحد عناوينهم، وتستقرئ الحكومات، مستقبلها، في الإمارات، حيث هذا المزيج الفريد من صناع القرار السياسي، والمؤثرين الاقتصاديين، والمستبصرين في قطاعات مثل الذكاء الصناعي، ومستقبل المدن الذكية، وحلول النقل، مثلما كانت هذه القمة، عنوانا إنسانيا جامعا، تحدث فيه قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية بعد أيام من قمة الأخوة الإنسانية، التي شهدتها أبوظبي وجمعته فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.

و في القمة العالمية للحكومات، كانت هناك مشاهدات، تستحق أن تحكى وتروى، وليس أدل على ذلك من قصة "رواندا" التي انتقلت من الإبادة إلى الريادة، لتحض دول العالم، على ألا تستسلم، مبشرة شعوب العالم وحكوماته أن لا مستحيل أبدا، وهي رسالة تدفقت من الإمارات إلى كل الدنيا، لتقول لشعوب العالم التي يعاني بعضها أن النهضة ممكنة، واسترداد الروح الإنسانية، عملية قد تكون صعبة، لكنها ليست مستحيلة.

و قصة كوستاريكا أيضا تقول لحكومات العالم، ما تقوله قصة رواندا، لكن بطريقة مختلفة، فالبلد الذي يعد الأقل أمية في تلك المنطقة والأكثر خضرة، والمبدع في مجالات الطاقة المتجددة، وحماية البيئة، وبرامج تمكين المرأة، ومكافحة الفقر، يقول إن هذه التجربة، قابلة للتمدد، خصوصا وأن حكومات كثيرة، استسلمت أمام مشاكلها، ولم تعد قادرة على حلها، لكن النموذج الذي تقدمه دبي لا يقف عند مرويات كوستاريكا، بل يريد لها أن تتكرر في دول هشة لكي تنهض مجددا.

نموذجان مختلفان، لكنهما يصبان في كون محتوى هذه القمة، متنوعا جدا، وثريا، ويقودان نحو دور الحكومات في الحلول المبتكرة، خصوصا أن العالم يواجه اليوم، خطرا متعدد الرؤوس من الفقر إلى البطالة، إلى غياب العدالة، مرورا بالحروب العادية، والحروب السيبرانية، وصولا إلى النماذج العليا التي يتم التأسيس لها، في المدن ووسائل النقل، وقطاعات الصحة والتعليم، وما يريده مواطن المستقبل من حكوماته، والكيفية التي يمكن أن تطور بها الحكومات خدماتها، والجيل الجديد من خدمات هذه الحكومات، وتطوير النماذج التنموية للدول، وشراكة الإعلام في صناعة المستقبل، وأهمية شيوع التسامح والعدل والقانون، كمظلات أساسية، للبناء وصناعة تحولات المستقبل، بدلا من انتظاره ليحل على دول كثيرة.

خبراء في شتى المجالات، ورجال سياسة ومال، وإعلاميون وصحافيون، من عشرات الجنسيات، يتسمون أساسا، بعدم قدرتهم على المجاملة، لكنهم قبلوا أن تكون الإمارات منصة لتعليقاتهم ولولا أنها النموذج الأول لما انسابت شهاداتهم عبر القمة، وأغلب كلماتهم وتعليقاتهم، كانت تتطرق إلى الإمارات، باعتبارها تفعل قبل أن تقول وهي نموذج يتم طرحه في إطار الحواضن الإنسانية الكبرى، التي صاغت هوية إنسانية عصرية، وصهرت الأعراق والهويات والجنسيات والأديان، في دول عالمية، بمواصفات مستقبلية، لتقدم نموذجا في استشراف المستقبل، قبل أن تكون منصة للضيافة، لكل هذا الحشد من الحكومات والخبراء والشخصيات.

الروح الفياضة بالحضور، روح المكان، مبدع القمة، وجامع شعوب العالم وحكوماته، في الإمارات، إنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وبحضوره لفعاليات كثيرة، وتأثيره العالمي، كان يحدد الإمارات، باعتبارها بوصلة لشعوب العالم وحكوماته إذ لا يمكن أن يستشرف العالم مستقبله، دون أن يكون البلد المنظم والمبدع لمثل هذه القمة، نموذجا يتم تتبعه وطرحه مضربا للمثل والقدوة في القمة.

وفقا لانطباعات كثيرين، فإن أهم ما تميزت به القمة في دورتها السابعة، تطوير " أنسنة " أجندتها، إذ أن الذي يقرأ عناوين الجلسات الرئيسية، وبقية الجلسات والحوارات، يدرك أن التركيز على الإنسان في العالم، لأن كل العناوين تناقش تطلعات الإنسان، ودور الحكومات في تحويل هذه التطلعات إلى حقائق ملموسة، وهذا يؤكد من جهة على هوية الإمارات الإنسانية، وعلى معرفة من صاغوا الأجندة لهذه الدورة أن أنسنة المواضيع وربطها بمتطلبات الإنسان، هي الغاية الأولى والأخيرة، خصوصا، حين ينزع العالم، في بعض دوله وسياساته، إلى تجاوز الإنسان في هذه السياسات، بل وجعله يدفع الثمن بسبب الحروب، والجهل، وهدر الموارد، وتراجع الخدمات، وعدم التنبه إلى الفروقات بين نماذج الدول التي تسابق المستقبل ذاته، والدول التي تفشل، بل وتتراجع على مؤشرات التنمية البشرية والاقتصادية.