افتتاحيات صحف الإمارات

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 21 كانون الثاني 2019ء) اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في افتتاحياتها بجولات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في المناطق الأثرية ولقاءاته الأهالي في العين متبعا خطى الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" بالحرص على التواصل مع المواطنين في منازلهم ومجالسهم ليزداد البنيان صلابة وقوة.

وأكدت الصحف استمرار الميليشيات الانقلابية الإيرانية في عدم احترام القانون الدولي وعدم تقدير جهود الأمم المتحدة المستمرة للوصول لحل سياسي في اليمن .. مشيرة إلى أن كل تصرفاتها تؤكد نواياها العدوانية وسعيها لإشعال الصراع في المنطقة والدليل تعرض رئيس لجنة المراقبين الأممية، الجنرال باتريك كاميرت، لمحاولة اغتيال عبر إطلاق نار مباشر تجاهه من قبل ميليشيا الحوثي في مدينة الحديدة.

وتناولت الصحف المشهد السوري والأطماع التركية في سوريا وانتهاكها للقانون الدولي وعلاقات حسن الجوار حيث تتصرف تركيا في شمال شرقي سوريا على أنها أرض تركية، وليست عربية، مستغلة تعقيدات الأزمة السورية وظروفها.. إضافة إلى التحديات التي تواجهها المنطقة العربية بسبب أطماع وأجندات دول أخرى ترغب في فرض وتوسيع نفوذها في المنطقة.

وتحت عنوان " على خطى المؤسس للمستقبل " .. كتبت صحيفة " الاتحاد " على خطى الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يمضي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، في جولات تؤكد أن البيت دائما متوحد في ظل قيادة حكيمة تحرص على التواصل مع المواطنين في منازلهم ومجالسهم، ليزداد البنيان صلابة، وتقوى الأسس المجتمعية، وتتوارث الأجيال قيما ومبادئ ومنجزات.

وقالت هذه هي إماراتنا.. وهذه قيادتنا التي معها " تستمر مسيرة التنمية، وتعلو صروح المحبة، ويزهو الإيمان الراسخ بأن رفاه المواطن وسعادته أولى الأولويات"، كما قال سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي.

وأشارت إلى أنه في الوقت الذي يستضيف الوطن فعاليات دولية مستقبلية، تستشرف آفاق الغد، يوجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رسائل عميقة المغزى، بزياراته المناطق الأثرية ولقاءاته الأهالي في العين، خاصة موقع "عود الراحة" في منطقة أم غافة الذي زاره الأب المؤسس قبل نحو 41 عاما.

وأضافت أنها زيارات تنهل من العمق التاريخي والعبق الحضاري وتؤكد فخرنا واعتزازنا بماضينا التليد وبأجدادنا وبمنجزاتهم التي حولت الصحارى إلى حضارة نابضة بالحياة، تفيض بأحدث ما في العالم من ابتكارات.

واختتمت "الاتحاد " افتتاحيتها بقولها .. مع انطلاقنا بأقصى سرعة ممكنة صوب المستقبل، فإننا متمسكون بجذورنا وقيمنا بقدر تطلعنا للغد بتفاؤل وأمل من أجل الأجيال المقبلة.

من ناحية أخرى وتحت عنوان " مطلوب إدانة دولية للحوثي " .. قالت صحيفة " البيان " إن دولة الإمارات أكدت ، تمسكها بالحل السياسي للصراع اليمني، وأن العملية السياسية هي فقط التي يمكن أن تؤدي إلى سلام دائم في اليمن.

وأضافت أنه في رسالتها إلى مجلس الأمن الدولي أكدت دولة الإمارات والتحالف العربي مرة أخرى، الالتزام باتفاق استوكهولم ودعم جهود المبعوث الأممي.

وأوضحت أن المشكلة الكبرى المستعصية على الحل هي أن الميليشيات الانقلابية الإيرانية لا تحترم القانون الدولي، ولا تعطي أي اعتبار للمجتمع الدولي ولا لجهود الأمم المتحدة المستمرة من أجل الحل السياسي في اليمن، بل إن كل تصرفاتها تؤكد على نواياها العدوانية، وسعيها لإشعال الصراع من أجل خدمة الأجندات الإيرانية لفرض النفوذ والهيمنة في المنطقة، وليس أدل على ذلك من تعرض رئيس لجنة المراقبين الأممية، الجنرال باتريك كاميرت، لمحاولة اغتيال عبر إطلاق نار مباشر تجاهه من قبل ميليشيا الحوثي في مدينة الحديدة، وذلك أثناء عودته إلى وسط المدينة بعد الانتهاء من الاجتماع مع وفد الحكومة الشرعية، وذلك بعد فشل الميليشيا في منع اللقاء بافتعال توتر عسكري في منطقة الاجتماع.

وأشارت إلى أن دولة الإمارات أدانت هذا الاعتداء على لسان معالي الوزير أنور قرقاش الذي قال: " يجب أن يكون هجوم الحوثي على قافلة الجنرال كاميرت بمثابة دعوة للاستيقاظ موجهة إلى المجتمع الدولي".

وتساءلت "البيان " في ختام افتتاحيتها .. إلى متى ستظل جهات دولية تتعامل مع الميليشيات الانقلابية على أنها مجرد طرف في نزاع؟ .. مؤكدة أن هذا التعامل هو الذي يشجع هذه الميليشيات على الاستمرار في عدوانها، وعرقلة أي مساع للحل السياسي في اليمن.

من جهة أخرى وتحت عنوان "ليست سوريا وحدها مهددة" .. قالت صحيفة " الخليج " إنه لسوء حظ العرب أن الجغرافيا تلعب أحيانا دورا سلبيا، وأحيانا مدمرا في العلاقات بين الجيران، بدل أن تشكل الجغرافيا عاملا للانسجام والتعاون.

وأشارت إلى انه أمامنا نموذجان يعبران عن هذا الواقع، هما التركي والإيراني، حيث تلعب الأطماع الاستعمارية والإحساس بالقوة دورا في تشويه هذه الجغرافيا وتمزيقها وتحويلها إلى عامل توتر واستفزاز وعدوان من خلال الاعتقاد بأن عجلة التاريخ يمكن أن تعود إلى الوراء وتحيي إمبراطوريات زالت ثم بادت، لكنها لم تفارق عقول حكام يعتقدون بأنهم يستطيعون تطويع الحاضر في خدمة الماضي، واستغلال ظروف ضعف واحتراب داخلي تعيشها بعض الأقطار العربية لتحقيق أطماعهم في أرضنا. وهناك نموذج ثالث مصطنع وهو الكيان الصهيوني، لكنه خارج تاريخ وجغرافية المنطقة.

وأضافت أن المثال التركي الذي نعيش فصوله في الأرض السورية تحديدا، يقدم النموذج الفاقع للفكر العثماني الذي تتقمصه القيادة التركية حاليا، والتي تكشف عما تضمره أنقرة تجاه سوريا والعراق أيضا.

ورأت أن إعلان المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أقصوي قبل أيام أنه " يجب عدم السماح للنظام السوري بشن أي استفزازات تطال منبج، ولا بد من منع دخول قواته إلى منبج، بدعم من الأكراد"، في تكرار لمواقف سابقة لمسؤولين أتراك بمنع الدولة السورية وقواتها من الدخول إلى إدلب ..إنما يكشف عن أن تركيا تتخذ من المسألة الكردية غطاء لتحقيق أطماعها في الأراضي السورية، وهو أمر لم يعد خفيا أو مستترا، وطالما تحدثت أنقرة عنه منذ بدء ربيع الدم الذي ضرب العراق وسوريا والذي لعبت دورا أساسيا في تأجيجه من خلال فتح حدودها لآلاف الإرهابيين الذين شاركوا في تدمير البلدين.

وتابعت أن أنقرة لا تسمح للجيش السوري بدخول منبج وإدلب وغيرهما من مناطق شمال شرقي سوريا، وكأن هذه المناطق غير سورية وليس لدمشق حق ممارسة سيادتها على هذه المناطق، في انتهاك مكشوف للقانون الدولي والعلاقات الدولية وعلاقات حسن الجوار، بما يعنيه ذلك من ممارسة صريحة لاحتلالها مباشرة أو من خلال أدوات تأتمر بأوامر تركية. بل إن أنقرة تسعى لتثبيت احتلالها من خلال السعي لإعلان منطقة آمنة داخل الأراضي السورية بعمق 30 كيلومترا، وهو ما ناقشته مع الإدارة الأمريكية مؤخرا، وما ستناقشه يوم 23 الجاري في قمة بوتين - أردوغان.

ولفتت إلى أن تركيا تتصرف وكأن أرض شمال شرقي سوريا هي أرض تركية، وليست أرضا عربية، وهي تتصرف كذلك مستغلة تعقيدات الأزمة السورية وظروفها، وتداخل مصالح القوى الدولية المنخرطة فيها، وحاجة هذه القوى للدور التركي في علاقاتهما الإقليمية والدولية.

وقالت لم تغب عن قادة تركيا منذ وصول " حزب العدالة والتنمية" إلى السلطة في مطلع العقد الماضي أحلام الخلافة العثمانية، بل كانوا وما زالوا يطمحون إلى استرداد مجد غابر على حساب العرب وأرضهم تحديدا. ولعل قيام أنقرة بتذكيرنا دائما بـ"الميثاق الملي" 1920 الذي يرسم حدود الدولة العثمانية مستقطعا نحو ثلث مساحة سوريا "المحافظات الشمالية: الحسكة، الرقة، حلب وإدلب"،إضافة إلى أجزاء واسعة من العراق "كركوك، الموصل وإقليم كردستان"، إنما يكشف نوايا عدوانية توسعية على حسابنا.

ونبهت "الخليج " في ختام افتتاحيتها .. إلى أنه ليست سوريا أو العراق هما المستهدفان، إنما الأمة العربية بأكملها.. متسائلة فهل لنا أن نعي حجم الخطر الذي يتهددنا ونلم الشمل ونوحد المواقف قبل أن يكتب التاريخ أننا فرطنا في أرضنا وحقوقنا؟.

من جانب آخر وتحت عنوان " الواقعية السياسية " .. قالت صحيفة "الوطن " إن السياسة فن الممكن، وليست أوهام المفلسين الذين يفتقدون كل شيء ويعيشون في حالة انفصال دائم عن الواقع، والأحلام البغيضة التي لا توجد إلا في مخيلاتهم، كما أن تحقيق المصالح هو قاعدة ثابتة في جميع العلاقات حول العالم، ولا توجد دولة يمكن أن تعيش بمعزل عن الآخرين، ولهذا ينظم العلاقات بين الدول قانون ملزم للجميع، يقضي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ويؤكد ضرورة احترام السيادات والعلاقات القائمة على الندية، كما أن معظم أزمات العالم وحروبه، وخاصة الحديثة منها، كانت تهدف لحل سياسي ينهي الأزمات والمشاكل والتوترات وغيرها.

وأضافت اليوم بات المشهد يغص بمئات وربما آلاف المحللين السياسيين، الذين يبنون بيوتا في الوهم، وقلاعا في الفضاء الإلكتروني الذي نجد أنفسنا في حالة اضطرارية للاطلاع عليه، ولاشك أن الدول التي ابتليت بما سمي " الربيع العربي"، وما هو إلا وباء مدمر، كانت ميدانا للكثير من الوجوه التي تنظر وترسم نتائج وتحاول تحريف الحقائق والتغني ببطولات لا وجود لها، ومحاولات متواصلة لتبييض القتلة والإرهابيين والمجرمين، والعمل وفق أجندات.

وتابعت بعضهم وجدها فرصة للتنطح والظهور وطلب الشهرة فانطلت "الكذبة" على أصحابها، وبتنا أمام ظواهر صوتية مقززة في الكثير منها، وتكرار ممل وتحليلات كمن يصرخ في الهواء وهو يقف في مكان معزول.. قسما من هؤلاء انجرفوا بعيدا بما دأبوا عليه واعتقدوا فعلا أنهم ثوار وأبطال وصناديد أو بغرض الاستفادة المادية.. آخرون – وهم من الأخطر- لعبوا على العامل الديني وكانت وظيفتهم تحريف نصوص الدين الحنيف، وإخراج فتاوى كثيرة عن سياقها، ومحاولة إسقاطها على الواقع المأساوي لتبرير القتل والإجرام والإرهاب، وهؤلاء احتوتهم أنظمة ودول ودعمتهم مثل قطر، وكان لإثمهم نتائج مأساوية مروعة أتت على الملايين، واكبها تبذير المليارات على أجندات سوداء مدمرة تستهدف تحقيق مآرب وغايات دون أي صفة أو حق.. ولنا بسياسات إيران وتركيا وتابعهما " نظام الحمدين" مثال متواصل على وحشية الانفصال عن كل وازع.

وأوضحت أنه لهذا ابتليت المنطقة تباعا بعشرات المليشيات والمأجورين، وبدورها وجدت مطبلين وهتافين وأصواتا تحاول تبرير ما تقوم به، ولأن سنوات الأزمات طويلة ولم يعد أحد إلا وتابع وعرف ما يحصل وحقيقة ما يجري، يواصل هؤلاء استخدام حتى المصطلحات التي فقدت بريقها من شدة الاستهلاك كـ " الثورية والبطولة " وغير ذلك الكثير، في حين أن الحقائق بينت كيف أوصل هذا الضخ السام عقولا كثيرة إلى واد سحيق من الظلام والضلال، وكيف تحول حاملوها إلى أدوات قتل متنقلة ترى بدم الآخر وسيلتها لتلك الأوهام الكارثية.

وخلصت "الوطن" في ختام افتتاحيتها إلى .. أن الكثير من الدول تستعيد عافيتها بفعل المواقف الصادقة من الأشقاء الذين تهمهم مصلحة الشعوب ومستقبل أجيالها، أما الغرباء عن الأمة من الذين عولوا على الشر واعتقدوا أن الدول العربية " كعكة " سيتقاسمونها.. فها هم قد بدأوا بتجرع السموم التي أعدوها ببطء، وبدأت شمس الحقيقة تسطع وتعيدهم كالخفافيش إلى جحورهم منهزمين.