أخبار الساعة تدعو إلى موقف دولي حازم ضد الحوثيين

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 13 كانون الثاني 2019ء) قالت نشرة "أخبار الساعة" إنه برغم كل الجهود التي بذلت، وعلى مستويات مختلفة، فإن اتفاق استكهولم الذي وقع أوائل الشهر الماضي بين أطراف النزاع في اليمن برعاية أممية، في خطر، كما قال معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية ؛ وتؤكده كل الدلائل والمؤشرات على الأرض؛ وقد ينهار الاتفاق بالفعل إذا لم يقم المجتمع الدولي بخطوات حازمة وصارمة تجاه من يقف عائقا أمام تنفيذ بنوده.

وتحت عنوان "الحاجة ماسة إلى موقف دولي حازم ضد الحوثيين " .. أضافت أن اليمنيين عقدوا، ومعهم بالطبع التحالف العربي، والحقيقة العالم بأسره، آمالا كبيرة على الاتفاق؛ وقد حاول المجتمع الدولي العمل على ضمان تنفيذ بنوده، فأصدر مجلس الأمن الدولي قرارا داعما قضى بإرسال بعثة مراقبة إلى الحديدة؛ كما قام المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث بزيارة إلى اليمن الأسبوع الماضي لضمان الالتزام بالاتفاق، بعد أن انكشف للجميع من يقف وراء التعطيل والتسويف.

وأشارت - النشرة الصادرة اليوم عن " مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية " - إلى أنه مع كل ذلك فإن هذا الاتفاق يواجه تحديات حقيقية قد تعصف به كليا والمسؤولية عن هذا الأمر تقع على عاتق المتمردين الحوثيين لأسباب محددة: فهم أولا، يواصلون الانتهاكات منذ اليوم الأول للاتفاق؛ حيث ارتكبوا ما يقرب من 500 خرق منذ بداية سريان وقف إطلاق النار؛ كما استهدفوا المناطق المدنية وقوات الشرعية غير المقاتلة، حيث شنت الميليشيات الحوثية هجوما إرهابيا على عرض عسكري للجيش اليمني في قاعدة " العند" الجوية بمحافظة لحج؛ والذي أدانته الولايات المتحدة وقالت بوضوح إنه يتعارض مع اتفاق إطلاق النار في الحديدة والتقدم الذي تم إحرازه الشهر الماضي خلال المحادثات التي رعتها الأمم المتحدة واستضافتها السويد، ودعت الخارجية الأمريكية الحوثيين إلى الالتزام بالتعهدات واتفاق السويد.

وتابعت وثانيا، يواصلون عمليات نهب وسرقة المساعدات والمواد الإغاثية المقدمة للشعب اليمني؛ فبدلا من أن يساعد الحوثيون في تأمين هذه المساعدات وإيصالها لليمنيين الذين يعاني أكثر من نصفهم خطر المجاعة ويحتاج غالبيتهم إلى المساعدات العاجلة بسببهم، يقومون بالاعتداء على قوافل الإغاثة، ومخازن المواد الغذائية؛ وهذا يفاقم الوضع الإنساني الذي يوصف بأنه الأسوأ في العالم؛ وينذر بمزيد من التدهور في أوضاع الناس المعيشية والصحية؛ وثالثا، يواصلون سياسة الاعتقالات والقتل والترويع، والاختطاف القسري، وهناك أعداد كبيرة اعتقلتهم الميليشيات ولا يعرف مصيرهم؛ ورابعا، يقومون بأعمال تنطوي على الخداع، والنية في استمرار القتال؛ فقد تحدثت مصادر في الحديدة، عن قيام الميليشيات الحوثية بأعمال حفريات واسعة، واستحداث شبكة من الأنفاق تحت الأحياء والشوارع السكنية في المدينة؛ وذلك بهدف الاحتفاظ بترسانة كبيرة من الأسلحة والذخائر والعتاد الحربي والوصول بها إلى شارع المطار من جهة الشرق حتى شارع الخمسين، والذي يعد خط تقدم لقوات الشرعية التي تسعى في ظل إصرار الحوثيين على مواصلة القتال، إلى تطويق المدينة من الجهة الجنوبية الشرقية وتضييق الخناق على المتمردين.

وأضافت أنه لهذا كله، فإن الاتفاق ومجمل التسوية السياسية في خطر، وإذا ما أراد المجتمع الدولي، وخاصة الأمم المتحدة، إنقاذ الاتفاق، فلا بد من ممارسة ضغوط أكبر على المتمردين؛ وهو ما طالبت به دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك حتى لا تضيع هذه الفرصة التي قد تكون الأخيرة بالفعل لحل الأزمة سياسيا؛ وقد دعا الدكتور أنور قرقاش، المنظمات الدولية لإدانة سرقة الانقلابيين للمساعدات المقدمة للشعب اليمني، وأكد أن العملية السياسية هي الأمل الوحيد لليمن.

وقالت " أخبار الساعة " في ختام مقالها الافتتاحي .. إنه لا شك في أن هناك توجها ورغبة دولية لضمان تنفيذ الاتفاق؛ وقد طرحت بريطانيا بالفعل على مجلس الأمن الدولي مشروع قرار لتوسيع مهمة المراقبين الدوليين المكلفين بالإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، وقد يجري التصويت عليه خلال هذا الأسبوع؛ ولكن، لا بد من خطوات أسرع وأكثر فاعلية، بما في ذلك ضغوطات وعقوبات قوية على المتمردين ومن يدعمهم، وخاصة إيران التي تواصل دعمهم بالسلاح؛ فكل يوم يمر يعني مزيدا من المعاناة للمدنيين، ومزيدا من الأمراض والفقر، ومزيدا من التشرد واللجوء.