بروكسل (پاکستان پوائنٹ نیوز 08 كانون الثاني 2019ء) بحثت معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي التي تترأس وفد المجلس في زيارة عمل رسمية إلى البرلمان الأوروبي، اليوم مع معالي فيدريكا موغريني الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي نائب رئيس المفوضية الأوروبية، علاقات التعاون القائمة بين دولة الإمارات ودول الاتحاد الأوروبي، والتنسيق والتشاور حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك بما يحقق رؤية دولة الامارات ويعزز نهجها والجهود الإنسانية والإنمائية التي تبذلها بهدف تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، فضلاً عن حرصها على تبني الحلول الدبلوماسية والسياسية في التعامل مع مختلف الأزمات..
كما جرى بحث تطورات الأوضاع في عدد من دول المنطقة خاصة اليمن وسوريا وليبيا، والجهود الإنسانية والإنمائية التي تبذلها دولة الإمارات لتحقيق الأمن والاستقرار ودعم اللاجئين والنازحين، والجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب والتطرف.
وتطرقت معالي الدكتورة القبيسي إلى قضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة من قبل ايران "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى" ومطالبة دولة الإمارات بحل هذه القضية من خلال المفاوضات المباشرة أو موافقة إيران على إحالة القضية إلى محكمة العدل الدولية .
وأكدت معالي الدكتورة القبيسي أن دولة الإمارات لها دور فاعل في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، بالإضافة الى أنها أنشأت مركز "صواب" وتستضيف مركز هداية، كأول مركز من نوعه على المستوى الدولي يهدف إلى مكافحة التطرف العنيف حيث تم إنشاؤه من قبل المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب في عام 2012، باعتباره المؤسسة الدينية الأولى للتدريب والحوار والتعاون والبحوث في مجال مكافحة التطرف العنيف بكافة مظاهره وأشكاله. ويعتبر الاتحاد الأوروبي أحد أعضاء مجلس الإدارة .
بدورها أكدت معالي فيدريكا موغريني ، أهمية وعمق علاقات التعاون والشراكة القائمة بين دولة الإمارات ودول الاتحاد الأوروبي، مضيفة أنها علاقات قوية ومتينة وأن هناك توافقا حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك .
وقالت "إن دولة الإمارات إحدى الدول الحليفة لدول الاتحاد الأوروبي على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاستثمارية والأمنية، لاسيما في مكافحة الإرهاب والتطرف وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم"، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي يحرص على علاقات متينة مع دولة الإمارات وعلى الدعم الذي تقدمه الإمارات في المجالات السياسية والاقتصادية .
ونوهت موغريني بالنهج الذي تتبناه دولة الإمارات وبالتطور الذي تشهده في مختلف المجالات، قائلة "نرحب دائما بنهج دولة الإمارات العربية المتحدة وجهودها الكبيرة في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وفي مجالات التنمية المتعددة والتطور الكبير الذي تشهده على مختلف المستويات لا سيما في المجالات التنموية وتمكين الشباب والمرأة وفي تبني نهج التواصل الحضاري والتسامح والتعايش.".
وأعربت عن تقدير الاتحاد الأوروبي لدور دولة الإمارات وجهودها التي تبذلها من أجل استقرار اليمن والتي تعد أكبر الداعمين وتعمل وتحرص على الحل السلمي ونقدر لها الدور الفعلي في هذا المجال، وفي الجهود التي تبذلها لدعم اللاجئين في مختلف الدول، مشيرة إلى أهمية عودتهم إلى بلادهم بعد أن يتحقق الاستقرار والبناء بما يمكنهم من العيش بسلام .
وبالنسبة لليبيا أكدت أن ليبيا دولة مهمة للاستقرار في المنطقة والعالم لافتة الى أهمية دعم جهود المفاوضات لإيجاد حلول بين جميع الأطراف بهدف تحقيق الاستقرار والسلام .
وقالت موغريني إن هناك علاقات تعاون كبيرة بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والسياحية والأمنية، مشيرة إلى أن الاتفاق النووي بين الاتحاد الأوروبي وإيران هو حالياً الوسيلة المتاحة لمراقبة برنامجها النووي ووقف تسلحها، وقالت "نرغب في توجيه إيران إلى تعديل سياستها الخارجية تجاه جيرانها وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية.".
وأكدت معالي الدكتورة أمل القبيسي على أهمية العلاقات والمصالح الاقتصادية بين دول الخليج والاتحاد الأوروبي حيث بلغ حجم التداول التجاري لعام 2017 / 143 مليار دولار، مقارنة بالتبادل التجاري بين الاتحاد الأوروبي وإيران.
وجددت معالي الدكتورة القبيسي موقف دولة الإمارات الرافض للتدخل في الشؤون الداخلية للدول، مشيرة في هذا الصدد إلى الدور الإيراني السلبي في اليمن، ولاسيما على صعيد تزويد الحوثيين بالأسلحة والذخائر والصواريخ، مما يعد انتهاكا لقرارات مجلس الأمن، مؤكدة على موقف دولة الامارات بشأن ضرورة التنفيذ الشامل لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وبنود المبادرة الخليجية ، مشيرة إلى دعم دولة الإمارات لاتفاق ستوكهولم وعن التزامها بدعم الحل السياسي في اليمن، بالإضافة لدعم جهود السلام التي يقوم بها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، وضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لتقديم المساعدات الانسانية في المناطق المحررة وتوفير الامن العام في اليمن، وادانة استمرار الحوثين في عرقلة وصول المساعدات الإنسانية.
وبينت معاليها أن دولة الإمارات قدمت مساعدات إنسانية كبيرة واتخذت تدابير واسعة النطاق من أجل فتح المناطق المحررة للمساعدات الإنسانية حيث بلغ حجم المساعدات الإماراتية المقدمة لليمن: خلال الفترة من أبريل 2015 إلى ديسمبر 2018، نحو 18.06 مليار درهم /4.91 مليارات دولار أميركي/، استفاد منها ما يزيد على 17 مليون يمني منهم 11 مليون طفل، و3.2 مليون من النساء. كما عملت دولة الامارات على بناء مخيمات للاجئين ومدارس ومستشفيات خاصة وأرسلت شحنات أدوية إلى المناطق التي تفشت فيها الامراض والأوبئة.
وأكد الجانبان أهمية مخرجات الزيارات الثنائية المتبادلة بين ممثلي المؤسسات البرلمانية والمفوضية الأوروبية والبناء عليها في ظل النتائج التي تحققت من زيارة وفد المجلس الوطني الاتحادي برئاسة معالي الدكتورة القبيسي إلى البرلمان الأوروبي عام 2016 وزيارة معالي فيدريكا موغريني الممثلة العليا لسياسة الأمن والشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي نائب رئيس المفوضية الأوروبية، إلى دولة الإمارات في شهر ديسمبر من عام 2016م.
واستعرضت معالي الدكتورة القبيسي خلال اللقاء خطط الدولة واستراتيجياتها ورؤية القيادة في استشراف المستقبل وتمكين الشباب والمرأة، وإعلان عام 2019م "عام التسامح" الذي هو امتداد لعام زايد الخير لإبراز نهج الدولة منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث حرص، طيب الله ثراه، على ترسيخ قيم التسامح والتعاون وقبول الآخر كأسس لسياسة دولة الإمارات، التي تستضيف أكثر من 200 جنسية تتعايش في سلام في الدولة.
وأشارت معاليها إلى قرار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" ، برفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50 بالمائة، مؤكدة أن المجلس يحقق العديد من الإنجازات على الصعيدين المحلي والخارجي في ظل تفعيل الدبلوماسية البرلمانية لمواكبة توجهات الدولة ورؤيتها حيال مختلف القضايا.
وسلمت معالي الدكتورة امل القبيسي .. معالي فردريكا موغريني بطاقة ومجسما من الاعمال اليدوية للأطفال السوريين في المخيم الإماراتي الأردني مريجيب الفهود .
