فعاليات ثقافية متنوعة في جناح الشارقة بـ " نيودلهي للكتاب "

فعاليات ثقافية متنوعة في جناح الشارقة بـ

نيودلهي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 07 كانون الثاني 2019ء) نظم جناح الشارقة المشارك في فعاليات النسخة السابعة والعشرين من معرض نيودلهي الدولي للكتاب مساء أمس ندوة حوارية تحت عنوان " الهند في أدب الرحلات العربي " .

شارك في الندوة كل من الشاعر والروائي سلطان العميمي رئيس أكاديمية الشعر والكاتب والروائي ناصر الظاهري والكاتب الدكتور محمد بن جرش عضو مجلس الإدارة والأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء الإمارات وأدارتها الشاعرة شيخة المطيري.

واستعرض المتحدثون خلال الجلسة تاريخ تناول الكتاب والرحالة العرب عبر العصور للهند في مذكراتهم وأدب رحلاتهم وما قدموه من انطباعات جمالية وتاريخية للمدن والعقائد والعادات الاجتماعية الهندية، مشيرين إلى أن هذا الأدب قدم نموذجا تفصيلا عن ثقافته ولغاته وانعكس على الثقافة العربية في التجارة واللغة والعادات الغذائية.

وقال ناصر الظاهري إن العلاقة بين العرب والهند لها ميزة مهمة وهي أنهم لم يلتقوا في ساحة معركة رغم أن العلاقة بين الحضارتين تعود قديما إلى ما قبل ظهور الإسلام بستة قرون، مشيرا إلى أنه مع ظهور الإسلام بدأت تتشكل علاقة مختلفة سواء بقدوم العرب إلى الهند أو بالانتقال الهندي إلى العالم الجديد تشكلت على أساس الدعوة ونشر الدين الإسلامي.

وحول صورة الهند في أدب الرحلات الحديث أكد الظاهري أن العرب قرأوا الهند من جديد من خلال مذكرات الدبلوماسيين، ورحلات التجار ومن خلال مؤلفات المستوطنين العرب في الهند ومن خلال بعض الكتاب الذين استقروا في الهند مثل وديع البستاني الذي ترجم عددا من الأساطير الهندية إلى العربية.

بدوره قال سلطان العميمي إن الكتابة عن الهند في أدب الرحلات العربي أشبه بمغامرة أشبه بالعودة إلى أكثر من ألف ومائة سنة حينما قام التاجر العربي سليمان ورفيقه ابن وهب برحلة إلى الهند وهما في الأغلب من سكان سواحل الخليج العربي انطلقا من مسقط بحرا إلى المحيط الهندي حيث الهند وسيلان والصين وتلقى رحلتهما مؤرخ جغرافي هو أبو زيد السيرافي /من البصرة/ في بدايات القرن العاشر الميلادي ونقل عنهما روايتهما ودونها في رحلة عرفت باسم "رحلة السيرافي".

وأضاف إلى جانب رحلة السيرافي تظهر رحلة بزرك بن شهريار الرام هرمزي الذي قام برحلة إلى الهند انطلاقا من سواحل الخليج العربي وألف كتابا تحت عنوان "عجائب الهند" وذكر فيه معلومات عن الهند وشعوبها ومناطقها وبحارها وأسماكها وعادات أهلها وأشكالهم وأديانهم ومعتقداتهم.

وأكد أن المكتبة العربية تزخر بعشرات من كتب الرحلات التي كانت الهند محطة مهمة ورئيسة فيها ومن أشهرها كتاب "تحقيق ما للهند" لأبي الريحان البيروني المتوفى في 1048، لافتا إلى أن كتاب البيروني يعد وفق الباحثين الأوروبيين أوسع كتاب وصلنا في وصف عقائد الهندوس إذ قضى البيروني 40 عاما في الهند يدرس شعائرهم وعاداتهم في زواجهم وأطعمتهم وأعيادهم ونظم حياتهم وخصائص لغتهم.

من جانبه جمع محمد بن جرش حضور الهند في أدب الرحلات العربي الحديث والمعاصر قائلا إن المؤلف السعودي محمد بن ناصر العبودي قدم كتابا حمل عنوان " الرحلات الهندية في وسط الهند – رحلات وأحاديث عن ماضي المسلمين وحاضرهم " تناول فيه ولاية /مادهي براديش/ وكتب الباحث مار أثناسيوس أغناطيوس نوري كتابا بعنوان /رحلة إلى الهند 899 -1900، وهو رجل مسيحي من العراق دون يوميات رحلته إلى الهند كما سجلت الكاتبة أمينة السعيد رحلتها في كتاب بعنوان /مشاهدات في الهند/.

وتوقف ابن جرش في عرضه لحضور الهند في هذه المؤلفات العربية عند الأساليب التي قدم فيها الكتاب شخصية الرجل والمرأة الهندية وما يحمله المجتمع الهندي من قيم تحدد حضوره الثقافي بين حضارات العالم.

من جانب آخر ووسط حضور كبير من المسؤولين والمثقفين الإماراتيين نقل الشاعران الدكتور حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات والشاعرة خلود المعلا جمهور معرض نيودلهي الدولي للكتاب من جماليات اللغة الأردية والهندية والسنسكريتية إلى جمالية القصيدة العربية المعاصرة حيث قرأ الشاعران نماذج شعرية من تجربتهما جسدا خلالها انشغالاتهما الجمالية والفلسفية وقدرة العربية على فتح دلالات متجددة في الشعر.

جاء ذلك خلال أمسية شعرية أقيمت ضمن فعاليات الاحتفاء بالشارقة ضيف شرف الدورة الـ27 من معرض نيودلهي الدولي للكتاب حيث التقى الشاعران على منصة جناح الإمارة المشارك في المعرض ليكشفا عن خصوصية تجاربهما الشعرية ويعبران عن اتجاهات وتحولات القصيدة العربية منذ منتصف القرن الماضي إلى اليوم والمسار الذي سلكته من القصيدة العمودية إلى قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر.

واستهلت الشاعرة خلود المعلا الأمسية بعدد من قصائد تجربتها الأولى حيث أظهرت انشغالاتها بتفاصيل الحياة العابرة وقدرتها على تأمل اللحظة ومفارقاتها وتحويلها في بناء النص الشعري إلى عوالم جمالية تطرح أسئلة الحب والغياب والزمن والحياة.

وكشف الشاعر حبيب الصايغ عن فرادة تجربته التي تمتد إلى أكثر من أربعة عقود من الزمن اختبر فيها مسار تجربته وانتقى باشتغال جمالي قاموسه اللغوي الخاص، مؤكدا قدرة قصيدته على تجاوز الأشكال الشعرية الجاهزة وفي الوقت نفسه المرور بها كما لو أنه حتى وهو يكتب قصيدة النثر يستفيد من القصيدة العمودية معولا على موسيقى الشعر الخالص ومتانة المعمار اللغوي في حمل المضامين .