قرقاش:زايد قاد الإمارات إلى العصر الحديث

ابوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 11 نوفمبر 2018ء) اكد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية اننا نحتفل في الإمارات في هذا العام بعام زايد الذي قاد الإمارات إلى العصر الحديث، وكرس قيم الاعتدال والتسامح والتعاطف وتمكين المرأة، وهي القيم التي صاغت قيم شعبنا كما صاغت علاقاتنا مع العالم. جاء ذلك في كلمة معاليه خلال حضوره فعاليات "ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الخامس" الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات بالتعاون مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي وبمشاركة نخبة كبيرة من صناع القرار وخبراء تحليل السياسات والباحثين المختصين من مختلف بقاع العالم.

ولفت الى ان قيم الشيخ زايد مجسدة في تفاؤل وحيوية دولتنا، وتقديم نموذج متقدم للتنمية، وتحوّل الإمارات إلى مركز للتكنولوجيا، ففي الشهر الماضي أطلقنا أول قمر صناعي بصناعة إماراتية كاملة، وسنطلق مسباراً إلى المريخ في عام 2021. وتحدث قرقاش عن الاحداث التي تشهدها المنطقة فقال ان المنطقة تمر باضطرابات وتحديات غير مسبوقة، والتي تحدث في سياق تحولات يشهدها النظام العالمي، وتهديدات جديدة مثل الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل.

ونبه الى ان الإمارات تنطلق في مجابهة هذه التحديات من مبادئ أساسية هي احترام السيادة والتعددية والتعاون، وهي المبادئ التي صاغت علاقتنا الدولية، وأساسها الاستقرار. ولا نقصد بالاستقرار هنا الحفاظ على الوضع القائم، بل الاستقرار الذي يدعم التغيير الإيجابي. وقال إننا في الإمارات نرى أن الاستقرار أمرٌ ضروري لأمن المنطقة، ونعتقد أن هناك مجموعة من العناصر أو المكونات التي تعزز هذا الاستقرار. ولفت الى ان أول هذه العناصر هو الحاجة إلى بناء مركز عربي حديث لمعالجة التحديات الأمنية القائمة، وهي عملية جارية، والإمارات تضطلع بدورها في هذه العملية.. ولكن حتى تنجح هذه المقاربة يجب أن نواصل الاستمرار في تعزيز قدراتنا الدفاعية، واضطلاع السعودية ومصر بدورهما القيادي في دعم استقرار المنطقة، وتشكيل تحالف عربي لتحقيق هذه الغاية.

واعتبر مجلس التعاون الخليجي لاعباً رئيسياً في هذا التحالف. وقال ان العنصر الثاني لدعم الاستقرار هو احترام السيادة الوطنية وإنهاء التدخل في شؤون الآخرين.. وفي هذا الشأن نجد أن إيران ظلت مهدداً لأمن دول المنطقة من خلال دعم ميليشيات مسلحة ووكلاء خارجين على الدولة مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، فضلاً عن إطلاقها هجمات إلكترونية، وهجمات إرهابية في المنطقة وفي خارجها، مثل أوروبا.

واكد ان دولة الإمارات تدعم سياسة الرئيس الأمريكي ترامب تجاه إيران، والتصدي لسلوكها العدائي والمزعزع لأمن الإقليم، ونعتقد أن هذه المقاربة يجب أن تتعاطى مع سياسات إيران الإقليمية وليس فقط برنامجها النووي.

وفيما يتعلق بالعنصر الثالث للاستقرار في المنطقة قال انه مواجهة مهددات الأمن النابعة من الإرهابيين والمتطرفين، وشهدنا في الفترة الأخيرة نجاحات مهمة في محاربة "داعش" في العراق وسوريا، والحوثيين في اليمن.

إلا أن النجاح الكامل يقتضي أيضاً إحراز تقدم في مجابهة فكر التطرف.

اما العنصر الرابع هو أن تتمتع دول المنطقة بالحوكمة، فشعوب المنطقة مثل الشعوب الأخرى في العالم التي تنشد الصحة والتعليم والوظائف والرخاء، وإذا لم يحصل الشباب في المنطقة على هذه الوعود فإنهم سيتوجهون إلى التطرف.

واكد ان الإمارات داعم قوي للإصلاحات في المنطقة، وقدمت أيضاً مليارات الدولارت في سبيل تعزيز التنمية المستدامة في الإقليم برمته. وفي هذا الشأن نؤكد أن الدين جزء أساسي من هويتنا في المنطقة، لكن تسييس الدين في منطقتنا يُعلي من الهويات الطائفية ويؤثر في قيمنا الروحية كما أنه يقوض فرص الحوكمة.

ولفت الى ان دولة الإمارات ترى أنه لن يكون هناك أي سلام واستقرار في المنطقة دون حل النزاعات والصراعات فيها، لذا لعبت الإمارات دوراً في حل الخلاف بين إثيوبيا وإريتريا، كما تدعم الإمارات الجهود الأممية والأمريكية لإنهاء الحرب في اليمن. وهنا يجب توخي الوضوح في هذه الأزمة، فالحوثيون رفضوا مقررات مؤتمر الحوار الوطني اليمن، وانقلبوا على الحكومة الشرعية، وسيستمر الصراع مادام الحوثيون يتحدّون قرارات الأمم المتحدة.

واشار الى ماحققته القوى اليمنية المدعومة من التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية من تقدم مطرد حيث حررت معظم الأراضي اليمنية، والكثير من مناطق الساحل الغربي، وتُحرز تقدماً في تحرير الحُديدة معربا عن اعتقاده بانه حان الوقت للحوثيين لخفض التصعيد والبدء بمحادثات جديدة قائلا ان الكُرة في ملعبهم في هذا الوقت الحاسم، وعلى المجتمع الدولي المساهمة في التوصل إلى حل سلمي للصراع من خلال دفع الحوثيين إلى المشاركة في مباحثات السلام، وقطع السلاح والتمويل الذي يصل إليهم من إيران. واكد ان التحالف العربي سيبذل كل جهوده لتيسير العملية السياسية، وإطلاق المفاوضات، وسنستضيف المبعوث الأممي مارتن غريفيث في أبوظبي لهذا الغرض. كما أننا نقوم بجهد كبير لتجاوز الأزمة الإنسانية، إذ قدمت الإمارات ما يقرب من مليار دولار في شهر مارس الماضي إلى الأمم المتحدة، كما أعلنا عن حزمة مساعدات بقيمة 70 مليون دولار لدفع رواتب المعلمين حتى في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

وفيما يتعلق بالأزمة في سوريا، قال معالي قرقاش إن الإمارات تدعم اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب الذي قد يساعد في حل الصراع، وترى أن الأولوية يجب أن تكون بدعم المجتمع الدولي الحل السلمي انطلاقاً من مبادئ جنيف لعام 2012، واضطلاع السوريين بمسؤولياتهم في قضايا إعادة الإعمار وعودة اللاجئين. ومطلوب دور عربي أقوى في سوريا، كما يجب إخراج إيران ووكلائها من سوريا.

وفي فلسطين تدعم الإمارات التوصل إلى اتفاق شامل يقوم على حل الدولتين على أساس حدود 1967 والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المنشودة.واكد ان الوقت قد حان للدول العربية لقيادة مبادرات لحل مشاكلها بأنفسها، وستظل الإمارات تعمل على تعزيز شراكاتها الإقليمية والدولية، كما ستظل وفية لقيم الشيخ زايد التي حددتنا كأمة.