نادي الموارد البشرية يعقد ملتقاه في أبوظبي ويستشرف "مستقبل الوظائف"

نادي الموارد البشرية يعقد ملتقاه في أبوظبي ويستشرف "مستقبل الوظائف"

دبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 13 اكتوبر 2018ء) نظمت الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية " ملتقى نادي الموارد البشرية الخامس لعام 2018 " في أبوظبي والذي ناقش "مستقبل الوظائف" وذلك بالتعاون مع هيئة الموارد البشرية لإمارة أبوظبي .

حضر الملتقى سعادة الدكتور عبد الرحمن عبد المنان العور مدير عام الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، وسعادة عامر حسين الحمادي مدير عام هيئة الموارد البشرية لإمارة أبوظبي بالإنابة وسعادة محمد سيف الهاملي مدير عام هيئة المعاشات والتأمينات الاجتماعية، وقرابة 300 منتسب لنادي الموارد البشرية من موظفي الحكومة الاتحادية وحكومة أبوظبي والقطاع الخاص.

و استضاف الملتقى كلا من الدكتور ديرك سشماوتزر شريك في مكتب الشرق الأوسط لشركة ماكينزي لاستشارات الأعمال ومدير التعليم للشركة في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط و أفريقيا وستيفين هوول شريك مساعد في شركة ماكينزي لاستشارات الأعمال في الشرق الأوسط.

وفي هذا الصدد أوضح سعادة الدكتور عبد الرحمن العور أن عقد الملتقى في العاصمة أبوظبي مؤخرا يعد أحد مبادرات اجتماعات حكومة دولة الإمارات التي عقدت العام الماضي في أبوظبي حيث تقرر توسيع نطاق نادي الموارد البشرية ليغطي جميع إمارات الدولة لتحقيق أكبر فائدة للمهتمين والمختصين بالموارد البشرية.

و أشاد سعادته بجهود هيئة الموارد البشرية لإمارة أبوظبي ومبادراتها الرامية إلى تنمية وتطوير رأس المال البشري الحكومي في الإمارة، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة تبني وتعميم التجربة الرائدة لإمارة أبوظبي على صعيد تمكين مواردها البشرية، وإعداد قيادات وكفاءات وطنية لها دور بارز في إعلاء شأن الإمارات في كافة المحافل الإقليمية والعالمية.

و أكد أن التعاون البناء بين الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية وهيئة الموارد البشرية لإمارة أبوظبي من شأنه أن يعزز التقارب فيما يتعلق بأنظمة وسياسات وتشريعات ومبادرات الموارد البشرية، سواء كان ذلك على المستوى الاتحادي أو على مستوى الحكومة المحلية لإمارة أبوظبي.

من جهته أكد سعادة عامر حسين الحمادي مدير عام هيئة الموارد البشرية لإمارة أبوظبي بالإنابة خلال مشاركة الهيئة في ملتقى نادي الموارد البشرية المنعقد ولأول مرة في إمارة أبوظبي أن الهيئة شريك استراتيجي للهيئة الاتحادية للموارد البشرية في تعزيز وتحقيق التكامل في منظومة عمل الموارد البشرية، ونشر المعرفة بين جميع المستويات الوظيفية الحكومية لدعم مسيرة التنمية وتسريع وتيرته.

و أشار إلى استمرارية هذا التعاون بما يلبي تطلعات القيادة الرشيدة للاستثمار في إدارة رأس المال البشري وتطوير الاستراتيجيات والخطط والعمليات الداعمة لاستشراف ومواكبة متطلباته، وتطوير اقتصاد قائم على المعرفة ضمن رؤية أبوظبي 2030.

و قال الحمادي إن هيئة الموارد البشرية لإمارة أبوظبي تلعب دورا محوريا في وضع وتطبيق استراتيجيات وشراكات طويلة الأمد مع الجهات وإعداد خطط لمستقبل سوق العمل لإمارة أبوظبي وجعلها سوقا واعدة وجاذبة للاستثمار في رأس المال البشري وذلك وفق أفضل الممارسات العالمية وأنجح النماذج المطبقة في إدارة رأس المال البشري، بما يدعم جاهزية الإمارة في مواكبة متطلبات المستقبل في ظل التطورات التكنولوجية الهائلة التي يشهدها العالم وزيادة الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتقنيات والبرمجيات الحديثة في المجالات كاف.

وثمن حرص الهيئة الاتحادية للموارد البشرية على تنظيم الملتقى في إمارة أبوظبي لتعميم الفائدة وتسهيل عملية اتخاذ القرار بالاطلاع على التجارب العالمية وتحديد متطلبات الغد والمهارات المطلوبة في سوق العمل وتبني المنهجيات والأدوات المساعدة لمواكبة هذا التغير.

و أكد الحمادي أهمية تسهيل إجراءات العمل الحكومي في مجال إدارة رأس المال البشري، وتضافر الجهود لوضع الخطط المتكاملة للاستثمار فيه بشكل احترافي ومستدام ومتطور ما سيكون له أبلغ الأثر على زيادة مشاركة المواطنين في سوق العمل وانعكاسات كبيرة على نمو الأعمال وتسريع وتيرة التنمية للبلاد وفقا لتطلعات ورؤية قيادة الدولة الرشيدة.

من جانبهما سلط ضيفا الملتقى الضوء على أبرز نتائج الدراسة العالمية التي أجرتها شركة "ماكينزي" لاستشارات الأعمال مؤخرا، حول تأثير التقنيات المبتكرة على الوظائف الحالية، والتي أظهرت أن 375 مليون موظف حول العالم مطالبون بتطوير مهارتهم ومواكبة الثورة التكنولوجية وتقنيات الذكاء الاصطناعي حتى لا يفقدوا وظائفهم في حال لم يتمكنوا من مواكبة الثورة التكنولوجية وآخر المستجدات العالمية في هذا المجال، مطالبة إياهم بضرورة العمل الجاد والسعي الحثيث لتطوير مهاراتهم وقدراتهم التقنية.

فمن ناحيته استعرض الدكتور ديرك سشماوتزر شريك في مكتب الشرق الأوسط لشركة ماكينزي لاستشارات الأعمال، ومدير التعليم للشركة في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط وأفريقيا أبرز مخرجات الدراسة التي أجرتها شركة "ماكينزي" وشملت مشاركين من 46 دولة حول العالم وأظهرت أن العديد من وظائف اليوم ستتلاشى في ظل الاعتماد المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات وأن بعض الوظائف القائمة تتغير طبيعتها بشكل يومي في حين ستظهر وظائف جديدة تعتمد بشكل كلي على التكنولوجيا مثل مطوري الشبكات والتطبيقات الذكية..مشيدا بريادة دولة الإمارات العربية المتحدة عالميا على صعيد التحول الذكي وأتمتة الخدمات والأنظمة والاستثمار في التكنولوجيا.

وقال: "ستؤثر الأتمتة بشكل كبير على المهارات المطلوبة في سوق العمل المستقبلي ليزداد الطلب على بعض المهارات لا سيما المهارات التقنية ومهارات الذكاء الاصطناعي، كما أن تأثير الأتمتة سيتفاوت من قطاع لآخر ومن وظيفة لآخرى" .. مشيرا إلى أن 50% من أنشطة ومهام القوى العاملة على مستوى حكومات دول العالم من الممكن أتمتتها في ضوء الإمكانات والتقنيات التكنولوجية المتاحة في الوقت الراهن.

وشدد الدكتور ديرك سشماوتزر على أهمية الدور الذي ينبغي على الحكومات أن تلعبه في إعداد مواردها البشرية وتأهيلها بشكل جيد لسوق العمل المستقبلي، وذلك من خلال تحديد الهوة بين مهارات العمل المطلوبة في الوقت الحاضر ومهارات العمل التي ستشهد طلبا متزايدا في المستقبل، والاستثمار الحقيقي في تنمية وتطوير رأس مالها البشري.

و طالب ستيفين هوول شريك مساعد في شركة ماكينزي لاستشارات الأعمال في الشرق الأوسط الحكومات بضرورة تحديد المهارات والكفاءات التي ستحتاجها خلال الفترة المقبلة حتى تتمكن من المحافظة على تنافسيتها وتعزيز كفاءتها وجودة الخدمات التي تقدمها، مؤكدا أن الحكومات التي لا تواكب هذا الكم الهائل من المتغيرات التكنولوجية المتسارعة التي يشهدها العالم ستفقد تنافسيتها وديناميكيتها.

ودعا "هوول" الموظفين كافة إلى التركيز على تطوير مهاراتهم وقدراتهم كي يتمكنوا من التكيف والتأقلم مع المعادلات الجديدة التي تفرضها الثورة التكنولوجية على سوق العمل لافتا إلى أن القيادة العليا لأي مؤسسة في حاجة ماسة الآن و أكثر من أي وقت مضى لتبني استراتيجيات جديدة وتنفيذ آليات مبتكرة من شأنها جذب واستقطاب أصحاب المواهب والكفاءات، والحفاظ عليهم، فهم سر نجاح أي مؤسسة، وبهم ستتمكن من تعزيز تنافسيتها والحفاظ على جاذبيتها.