انطلاق فعاليات مؤتمر أولياء الأمور تحت شعار " شركاء في مسيرتنا "

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 19 سبتمبر 2018ء) انطلقت اليوم تحت شعار "شركاء في مسيرتنا" فعاليات مؤتمر أولياء الأمور الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم ويقام للمرة الأولى في جامعة خليفة بأبوظبي بهدف تعزيز دور أولياء الأمور في النهوض بمسيرة التعليم بالدولة بمشاركة نخبة من الخبراء والتربويين وأولياء الأمور وقيادات التربية والمتخصصين لمناقشة قضايا تعليمية وتربوية مهمة وملحة تسهم في تعزيز دور أولياء الأمور في تطور ونهضة التعليم بدولة الإمارات.

حضر انطلاق المؤتمر .. معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح و معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم و معالي جميلة بنت سالم مصبح المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام.

و يأتي المؤتمر تكريسا لرؤية وزارة التربية والتعليم وأهدافها الاستراتيجية الطموحة وسعيها الجاد للتواصل والتكامل مع جميع فئات وشرائح المجتمع المحلي وتبادل الأفكار والخبرات التي تخدم العملية التعليمية في دولة الإمارات والمساهمة في بناء منظومة أسرية ومجتمعية تحقق التكاملية بين أولياء الأمور والمدرسة فضلا عن تجسيد مبدأ استدامة المشاركة المؤثرة والفعالة في تعليم أبنائنا الطلبة وتعزيزا لدورهم كأولياء أمور في تحسين نمو الطلبة أكاديميا واجتماعيا وذهنيا ومعرفيا.

و ترتكز فكرة المؤتمر التربوي على إبراز دور ولي الأمر المهم و الحيوي في العملية التعليمية و التربوية إذ تحتاج المدرسة الإماراتية إلى تكاتف الجهود وتعاضد الأفكار لتحقيق رؤيتها الطموحة في تخريج جيل ريادي يحقق المراكز الأولى في التنافسية العالمية.

و يهدف المؤتمر إلى إبراز دور أولياء الأمور في دعم العملية التعليمية والتربوية وتحقيق مؤشرات الأجندة الوطنية فيما يختص بالجانب التعليمي والتوعية بأهمية مساندة أولياء الأمور لخطط تطوير التعليم في المدرسة الإماراتية والمساهمة في بناء منظومة أسرية ومجتمعية لتعزيز التشاركية بين البيت والمدرسة وإتاحة الفرصة للخبراء التربويين والأكاديميين في مختلف المجالات التربوية لتبادل المعارف والمعلومات والخبرات في مجال الشراكة مع أولياء الامور بجانب الاطلاع على المستجدات والتغيرات الحديثة في مجال شراكة أولياء الأمور بهدف تحسين جودة الممارسات الميدانية والاحتفاء بممارسات الشراكة المتميزة في الميدان التربوي من خلال عرضها والاستفادة منها وإنشاء شبكة تواصل مستدامة توفر فرصا للتعاون بين أولياء الأمور والمدارس.

و من جانبه أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح أن نظام التعليم في دولة الإمارات يسعى بكل عزم وتصميم إلى إعداد أبناء وبنات الدولة لحياة منتجة وثرية فهو نظام وطني يسعى إلى إعداد أجيال قادرة وواعدة صحيحة العقل والجسم مزودة بالحماسة والمبادرة .. نظام يهدف أولا وقبل كل شيء إلى التأكد من أن أجيال المستقبل مزودون بالأخلاق الرفيعة قادرون على الحفاظ على تراث المجتمع وتقاليده ملتزمون بالبناء على نجاحات دولة الإمارات في تنمية قيم العمل والتنمية والتسامح والسلام.

و قال معاليه في كلمته "إن انعقاد المؤتمر في عام زايد الخير وفي إطار احتفالات الدولة بذكرى القائد المؤسس عليه رحمة الله ورضوانه إنما هو تعبير عن عظيم الفخر وبالغ الاعتزاز بأن المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قد حقق لنا في الإمارات بناء اجتماعيا وإنسانيا فريدا يؤكد أهمية التزود بالعلم والمعرفة ويركز على تحديد توقعات ومستويات عالية للأداء والإنجاز على كل المستويات" .

وأضاف : " إننا في إطار الحرص في هذا المؤتمر على تأكيد دور أولياء الأمور في التعليم فإنما نعتز غاية الاعتزاز بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بضرورة التركيز على تأكيد الهوية العربية والإسلامية في نفوس أبناء وبنات الوطن وتنشئتهم على حب الخير لأنفسهم وللآخرين.

و أشار إلى أن هذا المؤتمر يؤكد أن أولياء الأمور شركاء كاملون مع وزارة التربية والتعليم في التعامل الفعال مع الطالب والسعي إلى فهم شخصيته ومعرفة أبعادها والتنبؤ بسلوكها وأن هناك دورا أساسيا لأولياء الأمور لا يقف عند الحدود المادية بل يمتد ليشمل الإحاطة الكاملة بالأهداف التعليمية والحياتية لأبنائهم وبناتهم وتحديد دورهم في تحقيق هذه الأهداف.

وقال معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم : " نلتقي جميعا تحت هدف واحد ورؤية واحدة ونظرة تربوية واعدة.. لنؤكد لكم أن هذا المؤتمر هو لكم و لأجلكم لتحقيق رؤيتكم وتطلعاتكم وتفاعلكم ولأنكم شركاء أساسيون في مسيرتنا التعليمية" .

وأكد أن التحديات والمتغيرات متواصلة والتطوير في نظام التعليم أمر ضروري لمواكبة هذه التحديات الكبيرة ومن هنا جاء التطوير للمنظومة التعليمية وفقا لإرادة ورؤية القيادة الرشيدة.

وأضاف في كلمة له خلال المؤتمر إن "دولة الإمارات أصبحت اليوم في موقع التنافسية وهذا الأمر لا يخفى على أحد ونحن نسعى إلى بناء أجيال تمتلك مهارات العصر وتحقيق مخرجات فائقة الجودة للمدرسة الإماراتية نريد لطلبتنا منافسة أقرانهم على مستوى العالم بل أكثر من ذلك تصدرهم وتميزهم .. في عصر العولمة والذكاء الاصطناعي والابتكار وأنترنت الأشياء والاقتصاد المعرفي لا مجال للتقاعس أو التراجع .. علينا أن نراهن على شبابنا وطلبتنا لخوض غمار المستقبل بفاعلية وقدرات استثنائية و ستظل المهارات والعلوم والمعارف المكتسبة هي المدخل لمواصلة تطور بلادنا وتقدمها وحصد المنجزات وريادتها عالميا" .

وأوضح أنه في خضم هذه النقلة النوعية في قطاع التعليم أصبح لزاما تحقيق التكاملية وبناء رؤية مشتركة أنتم أحد أقطابها الرئيسيين إذ لا يمكن بحال من الأحوال نجاح العملية التربوية في ظل غياب دور ولي الأمر المؤثر ومقترحاته التطويرية وانقطاعه عن أوضاع ابنه في المدرسة.

وأشار إلى أن هناك نوعا من الفتور في هذه العلاقة إذا ما قسناها على مستوى الدولة بالرغم من أن هناك أولياء أمور حريصون كل الحرص على البقاء على اطلاع دائم مع أبنائهم من خلال الحضور والتفاعل والمتابعة لكن في المقابل هناك الكثير ممن شغلتهم أمور الحياة عن تتبع خطوات أبنائهم الدراسية.

وقال : " هنا تكمن الثغرة التي نسعى إلى ردمها لتحقيق مبدأ استدامة المشاركة المؤثرة والفعالة في تعليم أبنائنا الطلبة، وتعزيز دور أولياء الأمور في تحسين نمو أبنائهم الطلبة أكاديميا واجتماعيا وذهنيا ومعرفيا" .

ونوه إلى أن من أسباب قلة التفاعل و حضور اجتماعات أولياء الأمور..

قضايا تتعلق بطبيعة وعمل ولي الأمر أو عدم تفعيل دور مجالس أولياء الأمور بالشكل الكافي أو ضعف التواصل بين البيت والمدرسة أو لفكر راسخ لدى ولي الأمر الذي يرى أن هذه الاجتماعات لا جدوى منها ولا يتم تعميم نتائجها أو تحديد مواعيد محددة لزيارة أولياء الأمور أو ما يتصل بالمستوى التعليمي لولي الأمر أو تركيز المدرسة على السلبيات واغفال الايجابيات للطالب وهذا ما يزيد من ضعف التواصل والعلاقة التربوية بين الطرفين.

من جهتها قالت معالي جميلة بنت سالم مصبح المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام إنه لفترة طويلة من حياة الانسان وهو صغير يقتصر عالمه على الأم والأب.. فهما الكيان الذي يحتويه في سنوات عديدة من عمره حتى يكون مستعدا للانطلاق.. والمدرسة هي أول الأبواب التي تنفتح من العالم الصغير للإنسان إلى العالم الأكبر.

و أضافت إنه بعد أن كانت هناك يدان .. يد الأم والأب اللتان تمسكان بيد الطفل.. يترك الطفل هاتين اليدين لتمسك به يد جديدة هي يد المعلم وحتى ينجح المعلم في مهمته لابد من وجود يدين قويتين للأم والأب تدفعان الطفل وتحثانه على السير بخطوات ثابتة.

وأكدت معاليها في كلمة لها أن الطفل لن ينجح بيد واحدة تدفعه.. هو يحتاج إلى ثلاث أيد .. تتشارك مع بعضها البعض... كل واحدة منها تفهم دورها الذي تؤديه في نشأة الطفل تعمل معا في ثقة وتفاهم حتى تحقق التوازن المطلوب الذي يحتاجه الطفل وحتى ينشأ سعيدا وعضوا فعالا في هذه الحياة.

وقالت : " في كل صباح عندما نسلم أبناءنا للمدرسة... نحن نقول للمدرسة مهمتك رعايتهم وسلامتهم أولا وتعليمهم ثانيا ولكن لن تنجح المدرسة في هذه المهمة إلا إذا تشاركنا معهم فيها فهي مهمة ممتدة بين المنزل والمدرسة .. و كلاهما يؤثران على بعضهم البعض و بالتالي وجود الثقة المتبادلة والتفاهم بين الأسرة والمدرسة شيء ضروري" .

وأضاف :" دورنا كأولياء أمور يشمل كل صغيرة وكبيرة نقوم بها مع أطفالنا.. والكثير من الأمور التي نقوم بها البسيطة في ظاهرها لكنها عميقة الأثر في جوهرها تؤثر بشكل كبير على نشأة أبنائنا واستقرارهم في المدرسة ومن هذه الأمور الحديث مع الأبناء.. وإذا كنا نريد من أبنائنا التفوق في المدرسة... علينا أن نكون على اطلاع مستمر على ما يتعلمونه...

علينا أن نسأل وأن نتأكد مما هم قادرون عليه.. وما يواجهون من تحديات...

علينا أن نعمل معهم ومع معلميهم على مناقشة الحلول المناسبة التي ستضمن مواجهتهم للتحديات المختلفة والتغلب عليها.. عملنا المشترك مع بعضنا البعض.. هو ما سيضمن لنا اعدادهم الصحيح حتى يكونوا كما نريدهم أبناء زايد.