أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز 30 يوليو 2018ء) قالت نشرة " أخبار الساعة " إن جهود التعاون المستمرة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الهند تعكس حرص البلدين على الوصول بتلك العلاقة إلى أبعد مدى وخاصة أنها تعود بجذورها إلى قرون عدة من التبادل التجاري والتلاقح الثقافي وتعزيز قيم التواصل الإنساني التي عززها الاحترام المتبادل.. مشيرة إلى أن الجهود الراهنة لحكومتي وشعبي البلدين في تنويع الشراكات الاقتصادية والخطط الاستراتيجية الطموحة تتأسس على قاعدة صلبة ساهمت عوامل التاريخ والجغرافيا والمصلحة المشتركة في بنائها على مر العصور.
وتحت عنوان " الإمارات والهند شراكة استراتيجية شاملة " .. أوضحت أن العوامل الحاسمة في استثمار تلك الروابط وتحويلها إلى منجز ملموس تكمن في امتلاك رؤية ثاقبة قادرة على استثمار الماضي لصالح الحاضر والمستقبل وهو ما تسعى القيادة الرشيدة لدولة الإمارات والهند إلى القيام به سواء تعلق الأمر بالمبادرات الرسمية أو بالتواصل الشعبي في إطار التجارة والاستثمار أو العلاج والعمل وغير ذلك من النشاطات المختلفة.
وأضافت النشرة الصادرة اليوم عن " مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية " أن الزيارات المتبادلة لكل من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى الهند في يناير 2017 وتلك التي قام بها رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي للإمارات في الحادي عشر من فبراير من العام الجاري 2018 .. شكلت فرصة مهمة لتحويل علاقات البلدين من طابعها الاقتصادي والثقافي والاجتماعي المميز إلى شراكة استراتيجية شاملة أسست حينها لمبادئ أعمق في مجال التعاون المشترك لأبعد مدى.
وتابعت ها هي تلك المبادئ الاستراتيجية تترجم اليوم بين البلدين في شكل شراكة في مجال الأبحاث والاستثمار في قطاع الذكاء الاصطناعي حيث اتفقا على تحفيز النقاش واستكشاف الخيارات المتاحة أمامهما من أجل تنمية اقتصادهما في هذا المجال وذلك بعد توقيع معالي عمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الإصطناعي مع الهيئة العامة للاستثمار في الهند " إنفست إنديا" - مؤخرا -على شراكة تسعى لتوطيد التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي وإنشاء تطبيقات مبتكرة تساهم في زيادة كفاءة الخدمات الحكومية هذا فضلا عن تعزيز فاعلية القطاع الخاص والعمل على تشكيل لجنة مشتركة بين الإمارات والهيئة العامة للاستثمار الهندية والشركات الناشئة الهندية بهدف زيادة الاستثمار في شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة وتحفيز النشاط البحثي بالتعاون مع القطاع الخاص.
وقالت من جهة أخرى ستعمل وزارة الدولة للذكاء الاصطناعي والهيئة العامة للاستثمار الهندية بالشراكة مع الحكومات وشركات التكنولوجيا الناشئة والمؤسسات الأكاديمية والشركات المزودة للخدمات التكنولوجية والمنظمات العاملة في هذا المجال لفهم حركة النمو التكنولوجي وتأثيراتها في القطاعين العام والخاص وآليات تبنيها بصورة أكبر وكذلك تعزيز الابتكار في أنظمة العمل من حيث تهيئة البيئة وأنظمة العمل المناسبة التي تساهم في تعزيز الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي كما سيتشارك الطرفان مختلف الخبرات والمعلومات في هذا المجال.
وذكرت أنه من المتوقع أن تعود الشراكة بين الإمارات والهند في مجال الذكاء الاصطناعي بفوائد كبيرة في مجال التنمية والنمو الاقتصادي حيث تقدر الفوائد المتوقعة من المشاريع المشتركة بين البلدين بنحو 20 مليار دولار أمريكي وهو مبلغ لاشك أنه سينعكس إيجابا على مشاريع البنية التحتية وقطاع الخدمات وتحسين مستوى معيشة الأفراد في كلا البلدين.
وأوضحت أنه من هنا تأتي أهمية التخطيط الاستراتيجي للدول التي تمتلك رؤية شاملة لاستشراف المستقبل وتعمل باستمرار لمواجهة تحدياته بالآليات اللازمة.. وقد عبر عن ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" عندما قال إن " تقنيات الذكاء الاصطناعي ستقود مسيرة التنمية خلال العقد القادم..
والإمارات والهند تسعيان لتكونا في قلب هذه التغيرات الكبرى ".
وأكدت "أخبار الساعة " في ختام مقالها الافتتاحي .. أن العلاقات الإماراتية - الهندية شهدت تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة شملت مجالات الفضاء والتبادل التجاري والصحة والثقافة إذ باتت الإمارات اليوم الشريك التجاري الثالث للهند فيما تعتبر الهند الشريك التجاري الأول للإمارات.
