تقرير / مشروع مدينة الحرير.. حلم كويتي يحولها لوجهة استثمارية عالمية

تقرير / مشروع مدينة الحرير.. حلم كويتي يحولها لوجهة استثمارية عالمية

إلى السادة المستقبلين .. فيما يلي النشرة الاقتصادية لوكالة الأنباء الكويتية .. ضمن الملف الاقتصادي لاتحاد وكالات الأنباء العربية "فانا"..

الكويت في 11 يوليو / وام / تسعى دولة الكويت جاهدة من خلال رؤيتها "كويت 2035 " إلى تحقيق رغبة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت بتحويل البلاد إلى مركز مالي وتجاري عالمي جاذب للاستثمارات المحلية والأجنبية بهدف استعادة دور الكويت الريادى على الصعيدين المالي والتجاري.

ويأتي مشروع " مدينة الحرير " الذي ينتظره الكويتيون بشغف في مقدمة مشاريع رؤية " كويت 2035 " حيث يعتبر أضخم مشروع واجهة بحرية ومن شأنه وضع الكويت في الخريطة الاقتصادية والاستثمارية والسياحية في العالم.

وتعمل الكويت حاليا على تحسين الخدمات العامة وتطوير نظم الإحصاء والمعلومات الوطنية وتوفير بيئة جاذبة للاستثمار بغية دعم التنمية وتحسين مستوى معيشة المواطن من خلال الجهات والمؤسسات الحكومية المختلفة.

وتركز الكويت كذلك خلال الفترة المقبلة على جلب المستثمرين الأجانب لما لهم من أهمية فى تطوير الأنشطة الاقتصادية علاوة على تشكيلهم استقرارا أمنيا للمنطقة وأرضا خصبة للمزيد من الاستثمارات الاجنبية.

إن الإسراع في تنفيذ مشروع مدينة الحرير له آثار إيجابية تنعكس على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والتنموية للكويت ويساهم في خفض الإنفاق الحكومي ما يكون عاملا أساسيا لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية في ظل عدم قدرة الكويت على استيعاب النمو السكاني المتزايد.

ويسعى المشروع بشكل أساسي إلى مواجهة التحديات وتحويلها إلى نقاط قوة وفرص تساعد في تفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص من خلال إنشاء مدينة نموذجية يحتذى بها في العالم ووضع الكويت في مكانة مرموقة على خارطة المراكز المالية والتجارية المهمة في المنطقة والعالم.

وتتمثل فكرة المشروع الذي يعتبر حلما بالنسبة لكل كويتي في إنشاء منطقة تجارية حرة مستقلة شبيهة بتجربة استقلال هونغ كونغ عن الصين.

وستخضع هذه المدينة للسيادة الكويتية بشكل كامل مع تمتعها بالاستقلال إداريا وماليا وتشريعيا وتعمل على إيجاد بيئة استثمارية خصبة جديدة في شمال الخليج تشمل مختلف المجالات والقطاعات الحيوية.

ويعمل المشروع على انشاء منطقة اقتصادية دولية شمالي البلاد تساعد في تعزيز الأمن الخارجي وتوثيق العلاقات والتعاون مع الجوار إذ ستكون المنطقة ذات كثافة سكانية عالية من مختلف دول العالم وبالتالي فإن أي مخاطر محتملة ستكون محط اهتمام العالم كله وليس الكويت فقط.

وتعتمد استراتيجية تنفيذ المشروع على استغلال الجزر الكويتية من خلال تمويل احتياجاته من أسواق المال ورؤوس الأموال الخاصة إضافة إلى مساهمة الدولة في تمويل هذا المشروع.

وسيتم تعظيم مشاركة الكويتيين في عملية إنشاء المدينة حيث ستنظم برامج تدريبية للكويتيين لتعلم مهارات إدارة المشروعات وتخطيطها وتصميمها وإنشائها والتي ستتبعها ممارسات إنشائية ملتزمة بيئيا واجتماعيا.

ويقع مشروع مدينة الحرير في منطقة الصبية بشمال شرق الكويت على مساحة تقدر بـ 250 كيلو مترا مربعا حيث من المتوقع أن يستغرق إنشاؤها نحو 25 سنة تقريبا بكلفة تقدر بنحو 86 مليار دولار أميركي.

ويتضمن مشروع مدينة "الحرير" - التي سيتسع لنحو 700 ألف نسمة - إنشاء برج بطول 1001 متر / 250 طابقا / ويكون مزودا بأحدث التقنيات المعمارية الملائمة للمناخ ويشمل سبعة مجمعات تضم مكاتب ومرافق وفنادق ومطاعم وأماكن ترفيهية وسيكون أحد أطول الأبراج بالعالم ويتوقع أن تبلغ قيمة الاستثمارات في مشروع المدينة نحو 100 مليار دولار أمريكي.

ويضم المشروع - الذي يعتبر أضخم مشروع واجهة بحرية في العالم - أحد أطول الجسور لربط العاصمة بمدينة الحرير وهو جسر جابر البحري الذي سيوفر ربطا استراتيجيا بين العاصمة الكويت والمنطقة الشمالية.

ويشكل " جسر جابر" - الذي يعتبر أطول رابع جسر في العالم - عنصرا رئيسيا في خطة إنشاء وتطوير المنطقة الاقتصادية الحرة فى شمال دولة الكويت ومن المفترض أن تقام عليه جزر خمس كويتية.

أما مشروع " الجزر الخمس" - الذي يعتبر من أهم وأكبر مشاريع خطة التنمية - فيتضمن إنشاء مشروع ميناء مبارك الكبير الذي سيساهم في انفتاح البلاد على العالم تجاريا واقتصاديا ويخدم مصالحها فضلا عن كونه أقرب موانئ المياه المالحة لمنطقة آسيا الوسطى.

ويدعم هذا الميناء خطة المواصلات والمنافذ ويسع 24 مرسى وسيكون محورا رئيسيا للنقل الإقليمي يربط الأرض بالبحر بوسائط نقل متعددة كالطرق السريعة والسكك الحديدية وسيشكل بعد إنشائه نقلة نوعية في قطاع تجارة الترانزيت.

وتشتمل مدينة الحرير على مراكز للحياة الطبيعية ومحميات للنباتات البرية ومحميات للطيور المهاجرة من أفريقيا ووسط آسيا وتحتوي على مساحات شاسعة للمراعي والمياه العذبة ومركز للأبحاث البيئية وتضم دراسات علمية متخصصة للحياة الطبيعية.

ويحتوي المشروع على أربعة أحياء معيشية ومالية وتجارية وقرية ترفيهية تحتوي على منتجعات وفنادق جاذبة للسياح ويشمل أيضا مراكز ثقافية ورياضية كما يضم منطقة سكنية تابعة لوزارة الإسكان تقام عليها قسائم سكنية ويحيط بمدينة الحرير عقد زمردي يوفر للزائرالمنتزهات والحدائق والبحيرات.

وتشمل الحماية البيئية لتحويل طمر المياه إلى أراض صالحة للبناء واستخدام طرق حديثة للبحث والتنقيب عن النفط والطاقة وإنشاء محطات بحرية لمراقبة أحكام مراحل الإنشاء السبع للمعايير العالمية الموضوعة لحماية البيئة البحرية وستحول هذه المعايير البيئية الكويت إلى مركز ريادي في مسألة حماية المناخ.

كما تربط المدينة داخليا شبكة حديثة في الطرقات والمواصلات والجسور والأنفاق التي تصلها في الوقت نفسه ببقية مدن الكويت والخارج حيث صممت لتتفادى زحمة السير والمشاكل عن التنظيم السيئ للبنى التحتية للمدن.

وأما فيما يخص الاعتبارات القانونية وإدارة المشروع لإنشاء مدينة الحرير فأنه من المقرر أن تطرح مدينة الحرير لإنشائها تأسيس شركة حكومية مملوكة بالكامل للدولة تشمل صلاحيتها التنسيق مع الجهات المختصة بالدولة لاعداد مشروع قانون خاص لإنشاء وإدارة وتنفيذ مشروع مدينة الحرير كما تضع الشركة اعتماد الخطط اللازمة لإنشاء وإدارة مشروع مدينة الحرير.

وتقوم كذلك بتوزيع المدينة على شكل مراحل تتضمن كل مرحلة جزءا من المشروع الاقتصادي والتجاري والسكني وتأسيس شركات مساهمة عامة لكل مرحلة من المراحل مؤسسها القطاع الحكومي 20 في المائة والقطاع الخاص 40 في المائة وتطرح لاكتتاب عام 40 في المائة.