افتتاحيات صحف الإمارات

افتتاحيات صحف الإمارات

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 27 يونيو 2018ء) اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في افتتاحياتها باكتشاف علماء الآثار من دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي في جزيرة مروح أقدم قرية معروفة في الإمارات تعود إلى العصر الحجري الحديث قبل ما يقرب من 8,000 عام ويعد هذا الاكتشاف إنجازا أثريا غير مسبوق حيث يرسم صورة أكثر دقة لتاريخ أبوظبي وأسلوب حياة سكانها الأوائل.. إضافة إلى انطلاق القمة العالمية للتسامح في الدولة يوم 15 نوفمبر القادم برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" والتي تعد الأولى من نوعها لتعزيز التنوع والتعددية من خلال الابتكار.

وركزت الصحف على توقيع الإمارات والمملكة العربية السعودية والهند على اتفاقية إطارية بين شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" وأرامكو السعودية لاستكشاف فرص الشراكة الاستراتيجية والاستثمار في بناء مصفاة نفط عملاقة ومجمع للبتروكيماويات في منطقة "راتناجيري" على الساحل الغربي للهند بقيمة تقديرية 44 مليار دولار .

وتناولت ما يحدث في الشارع الإيراني من تحرك البازار"السوق" في طهران وتنديده بتقصير الحكومة والبرلمان احتجاجا على تذبذب الأسعار وتدني قيمة العملة خاصة أن البازار يشكل على الدوام المؤشر إلى اتجاه الوضع السياسي والاقتصادي والأمني في البلاد.

فتحت عنوان " أبوظبي تاريخ الحضارة ".. أكدت صحيفة " الاتحاد " أن الكشوف الأثرية التي توصل إليها علماء الآثار في جزيرة مروح، تعد بحق فرصة للأجيال لتكوين صورة سردية أدق للحضارات الضاربة جذورها في الإمارات، كما قال أمس سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي .. كما أنها تفسر ببساطة، كل هذا المستوى من الحضارة الذي تتمتع به الإمارات الآن.

وأضافت أن يكون هناك مجتمع بشري عاش على هذه الأرض الطيبة قبل 8 آلاف عام، يكشف ببساطة أن جذور مجتمعنا ضاربة بقوة في عمق التاريخ، وأن ما نحن عليه الآن من رقي مادي وقيمي، ليس ثمرة النفط وعوائده المالية، بل هو ثمرة تطور حضاري وإنجاز بشري أخذ يتراكم تدريجياً بهدوء عبر السنين، كالنهر في مسار الزمن، حتى تشكل في النهاية مجتمع الإمارات، وترسخت في أعماقه قيم نبيلة توارثتها الأجيال، تعلي مبادئ التسامح والتعايش وحب الخير، والتطلع بتفاؤل للغد والعطاء بلا حدود.

وقالت " الاتحاد " في ختام افتتاحيتها .. إن هذه الكشوف الأثرية لا تؤكد فقط أن الإمارات تعد ضمن أقدم المجتمعات البشرية، بل إنها تبين أيضاً أن الذين عاشوا هنا قبل 80 قرناً كانوا يتمتعون بمستوى راق من التحضر، حتى إنهم عرفوا كيف يقسمون بيوتهم إلى غرف مع مساحات خاصة لإعداد الطعام، منفصلة عن أماكن تربية الحيوانات وهو ما ينسف الفكرة التي سادت طويلاً أن سكان هذه المنطقة كانوا من البدو الرحل. فوجود بيوت دائمة بنسق متشابه في مروح يؤكد أنه كان في أبوظبي تجمع بشري اختار الاستقرار والتماسك، والانفتاح على الآخرين عبر الصيد والتجارة.

من جهة أخرى وتحت عنوان " قمة التسامح في الإمارات " .. قالت صحيفة " البيان " إن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراه " وضع أساساً قوياً لقيم ومبادئ التسامح. وكان رحمه الله من بين أهم الرموز العالمية الداعية إلى التعايش والتسامح بين الناس، وعلى نهجه سارت القيادة الرشيدة من بعده.

وأكدت حرص دولة الإمارات الدائم على نشر روح التسامح والسلام على أرضها التي يقطنها الملايين من مختلف دول وجنسيات العالم وسعيها لنشر هذه الروح في أرجاء العالم كافة، التي تسود بعضها ظواهر العنف، والرفض للآخر. ومن هذا المنطلق أطلقت الإمارات ميثاقاً عالمياً للتسامح كمنصة يمكن من خلالها تنسيق التعاون بين دول وشعوب العالم نحو ترسيخ قيم التسامح.

وأشارت إلى أنه تزامناً مع اليوم العالمي للتسامح، وفي عام زايد " رائد التسامح " ستنطلق القمة العالمية الأولى للتسامح في دولة الإمارات في 15 نوفمبر المقبل تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" ، وهي القمة التي تعد الأولى من نوعها والتي ستنعقد تحت شعار " تحقيق المنفعة الكاملة من التنوع والتعددية مجال حيوي للابتكار والعمل المشترك " وسيشارك فيها أكثر من 1000 شخصية رفيعة المستوى من قادة الحكومات والخبراء والأكاديميين والمتخصصين ومبعوثي المجتمع الدبلوماسي الدولي والمنظمات الدولية ضمن برنامج يركز على تعزيز قيم التسامح والتعددية الثقافية وقبول الآخر لبناء عالم يسوده التسامح في مجتمع متعدد الثقافات.

وقالت " البيان " في ختام افتتاحيتها .. إن انطلاق هذه القمة يؤكد دور دولة الإمارات وقيادتها الحكيمة نحو تكريس قيم ومبادئ التسامح كنهج أساسي في العلاقات الدولية.

من ناحية أخرى وتحت عنوان " شراكات عالمية " .. قالت صحيفة " الوطن " إن توقيع الإمارات والمملكة العربية السعودية الشقيقة والهند على اتفاقية إطارية بين شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" وأرامكو السعودية لاستكشاف فرص الشراكة الاستراتيجية والاستثمار في بناء مصفاة نفط عملاقة ومجمع للبتروكيماويات في منطقة "راتناجيري" على الساحل الغربي للهند بقيمة تقديرية 44 مليار دولار، أتي ليبين جانباً من ثمار التعاون والشراكة الاستراتيجية وما تمثله من قوة عالمية على الصعد كافة خاصة الجانب الاقتصادي، فضلاً عن التفاهم الكامل والتشاور المستمر حول كافة المستجدات والقضايا الدولية التي تعتبر حديث الساعة والسبل الأفضل لمواجهتها والتعامل معها، انطلاقاً من الشفافية التي تنتهجها سياسات الدول والوضوح التام في المواقف، وضرورة اتباع القوانين والقرارات الدولية لحل الأزمات.

وأضافت أن الإمارات تؤكد دائماً أهمية التعاون الدولي، سواء للتعامل مع الأزمات الضاغطة كمحاربة الإرهاب، إذ تؤكد دائماً ضرورة نبذ العنف والتطرف بجميع أشكاله وأهمية الوصول إلى أكبر تنسيق دولي وتعاون في سبيل محاربة آفة الإرهاب واجتثاثها من جذورها.

وتابعت أن الإمارات تؤمن بضرورة العلاقات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل وتحصين سياسات الدول وعدم التدخل في شؤونها والعمل المشترك لتحقيق المصالح المتبادلة، التي تصب في صالح جميع الشعوب، وهذه المواقف من الثوابت المتبعة في سياسات الدولة الخارجية وعلاقاتها التي تعمل على تعزيزها مع مختلف دول العالم.

وأشارت إلى أن الإمارات تؤمن أن التطور يقتضي تنسيقاً عالمياً للتعامل مع المستجدات والأحداث والأزمات، وكذلك لتحقيق الأهداف التي تنعكس خيراً على جميع الشعوب حول العالم، مثل تحقيق الأهداف الأممية أو المسائل الضاغطة والتي لا تحتمل التأخير كاتفاقية باريس المناخية، أو دعم مشاريع التنمية التي يجني فائدتها الملايين حول العالم، ومحاربة الأوبئة والعمل على التخفيف عن الشعوب التي تعاني الكوارث والأزمات، وخلال سنين طويلة بينت درجة العلاقات التي تعمل الدولة على تعزيزها والدبلوماسية التي تنتهجها وكان لها أفضل الأثر على تحقيق الكثير من الإنجازات خاصة عندما تكون بين شقيقين كبيرين مثل الإمارات والسعودية، أو بين قوتين كبيرتين بالإمكانات والطاقات وما يمثلانه من ريادة عالمية كحال العلاقات الإماراتية – الهندية، مع الأخذ بالاعتبار أن هذه العلاقات التي وصلت إلى درجة الشراكة الاستراتيجية عميقة الجذور قديمة وتاريخية تقوم على التفاهمات التامة، وتشهد حرصاً متبادلاً من قيادتي البلدين على تعزيزها وتمتينها وتوسيعها لتشكل أكبر مجال ممكن للتعاون على الصعد كافة.

وأوضحت " الوطن " في ختام افتتاحيتها .. أن التكتلات الدولية الاقتصادية الكبرى، وفق اتفاقيات التعاون والمذكرات الموقعة التي تستهدف تحقيق مشاريع عملاقة، ترسخ الموقع العالمي الذي تهدف إليه جميع الدول وتعزز مكانتها الريادية وتعطي دعماً للمرحلة التي يتم العمل على الوصول إليها من خلال التعاون البناء والعمل المشترك.

من جانب آخر وتحت عنوان " عندما يتحرك البازار " .. كتبت صحيفة "الخليج " أنه عندما يتحرك " البازار" في طهران وينزل إلى الشارع، ويندد بتقصير الحكومة والبرلمان احتجاجاً على تذبذب الأسعار وتدني قيمة العملة، فهذا يعني أن المرجل الإيراني يغلي، وهذه علامة سلبية لا تريح النظام وتدعوه إلى الحذر والخوف، لأن البازار يشكل على الدوام المؤشر إلى اتجاه الوضع السياسي والاقتصادي والأمني في البلاد.

وأوضحت أن " البازار "، هو مفردة فارسية تعني السوق الكبير، ولكنه ليس كأي سوق آخر في أي بلد، فهو مؤسسة اقتصادية كبيرة توزع السلع والمنتجات على نطاق واسع، ويمثل الرأسمالية التقليدية الإيرانية، وهو في نفس الوقت يلعب دوراً اجتماعياً وسياسياً بارزاً في الحياة الإيرانية يتخطى العاصمة طهران، ولطالما شكلت تحالفاته مع المؤسسة الدينية أو البلاط الملكي الدور الأبرز في تعزيز دور السلطة السياسية حتى العام 1979، إذ تغيرت التحالفات بين أضلاع المثلث المتمثل بالقصر والمسجد والبازار..

وأشارت إلى أن " البازار" لعب بعد ذلك دوراً مفصلياً وحاسماً في دعم ثورة الخميني وإسقاط الشاه، إذ قام بتنظيم ثلثي المظاهرات والمسيرات التي جابت شوارع المدن الإيرانية، وشكل عشرات لجان الدعم المالي لتأمين التكاليف المالية للحركات الشعبية التي كانت تخوض المواجهات في الشوارع ضد قوات الشاه، حيث سقط العشرات بين قتيل وجريح من الطبقة الوسطى والفقراء من العاملين في البازار أو ذويهم..

لكن هذه العلاقة المتداخلة بين البازار والسلطة بدأت مع الوقت تتراخى وأحياناً تتصادم، خصوصاً بعدما بدأ الحرس الثوري في ولوج الساحة الاقتصادية التي كانت حكراً على " البازار"، وأخذ يشكل منافساً رئيسياً في الاستثمارات الاقتصادية داخل البازار وخارجه، حيث بدأ التجار يشعرون بخطر المنافسة المتصاعدة للحرس الثوري منذ العام 2008.

وذكرت أن تظاهرات " البازار" التي جرت أمس الأول لم تكن هي الأولى فقد شهدت أسواق " بازار" طهران وأصفهان وتبريز خلال عامي 2009 و2010 إضرابات وإغلاقاً للمتاجر والمحال احتجاجاً على فرض ضرائب إضافية على إيرادات التجار، تحت وطأة العقوبات وانخفاض الإيرادات النفطية ما اضطر حكومة أحمدي نجاد لسد العجز عن طريق المصادر المحلية، ومنها فرض المزيد من الضرائب على التجار.. الأمر نفسه يتكرر الآن، مع انخفاض قيمة العملة والأزمة الاقتصادية التي بدأت تذر بقرنها جراء العقوبات الأمريكية الأخيرة بعد الانسحاب من الاتفاق النووي.

وقالت إن الحكومة الإيرانية تدرك مخاطر تحرك البازار، لذلك تم إطلاق التحذيرات من مغبة المساس بالأمن خشية أن تفلت تظاهرات البازار من الضبط، كما دعا محافظ طهران إلى اجتماع طارئ لخلية الأزمة لبحث الإضراب ومآلاته، خصوصاً أن الشعارات التي أطلقت تجاوزت التنديد بالحكومة إلى السياسات الإقليمية الإيرانية، في إشارة واضحة إلى الميزانية العسكرية الضخمة وإنتاج الأسلحة والدعم المالي الهائل الذي تقدمه طهران للمجموعات والميليشيات المسلحة الموالية لها في العراق ولبنان واليمن وغيرها، فيما يئن المواطن الإيراني من أزمة اقتصادية ومعيشية طاحنة.

وأكدت " الخليج " في ختام افتتاحيتها .. أن يتحرك " البازار"، فذلك يعني أن النار تحت الرماد، وأن ما يتحرك على السطح يؤشر إلى غليان في القعر.