2.4 مليار درهم قيمة المبادرات الإنسانية والتنموية التي وجه بها الشيخ زايد عبر الهلال الأحمر خلال 10 سنوات

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 03 يونيو 2018ء) بلغت قيمة البرامج الإغاثية والمبادرات الإنسانية التي أمر بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان / طيب الله ثراه / وتم تنفيذها عبر الهلال الأحمر الإماراتي في الفترة من 1993 وحتى 2003 مليار و849 مليونا و409 آلاف و914 درهما استفادت منها 21 دولة حول العالم فيما بلغت المشاريع التنموية 595 مليونا و708 آلاف درهم استفادت منها أربع دول شملت فلسطين والعراق وأفغانستان وكوسوفو.

وعلى امتداد مسيرتها الحافلة بالعطاء الإنساني اللامحدود حظيت هيئة الهلال الأحمر بدعم ورعاية خاصة من المغفورله الشيخ زايد الذي سجل بأحرف من نور على صفحات تاريخ البشرية الإنساني اسم دولة الإمارات رائدة العمل الخيري ومجالاته المختلفة وسخر الفقيد موارد الدولة وطاقات شعبه العامرة بحب الخير وارتياد طرقه من أجل الآخرين ودفع الأذى والشرور عن الناس وتلمس احتياجاتهم وحمايتهم من مخاطر الجوع والفقر والجهل والمرض.

وقدم الفقيد الكبير للعالم تجربة فريدة في البذل والعطاء من أجل تحسين ظروف المستضعفين ولم يترك بابا من أبواب الخير إلا طرقه وأبلى فيه بلاء حسنا وأسس لهذا الهدف السامي مؤسسات إنسانية وخيرية رائدة تعنى بقضايا أصحاب الحاجات وتلبية متطلباتهم الأساسية من ضمنها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي التي قدم لها اشكال الدعم والمساندة كافة للقيام بدورها الإنساني على الوجه الأكمل وتحمل مسؤولياتها تجاه المستفيدين من خدماتها.

ومحليا لم يبخل الفقيد على أبنائه المواطنين والمقيمين بتوفير سبل الحياة الكريمة لهم وسخر إمكانات الدولة لهذا الغرض النبيل وأنشأ المؤسسات التعليمية والصحية والخدمية ودور الرعاية الاجتماعية ومراكز أصحاب الهمم لتوفير الرعاية والعناية بالفئات الأشد ضعفا وتحسين أوضاعهم الإنسانية.

وخارجيا وضع المغفور له دولة الإمارات في مصاف الدول العصرية المتقدمة من خلال منجزاتها الحضارية في المجال الإنساني واستطاع توجيه ما تنعم به من إمكانات حباها الله بها لمساعدة الشعوب الشقيقة و الصديقة وفتح أمامها آمالا عراض ومد جسور المحبة و السلام معها من خلال ما نفذته هيئة الهلال الأحمر من مشاريع خيرية رائدة تعود عليها بالخير العميم وانتشرت مشاريع زايد الخير الصحية و التعليمية و الخدمية و الزراعية و الإنشائية والتنموية و السكنية في قارات العالم لتجسد على أرض الواقع انحياز الفقيد التام للضعفاء وأصحاب الحاجات ومدى الاهتمام الذي أولاه الراحل الكبير لقضايا الشعوب الإنسانية .

واختط المغفور له الشيخ زايد نهجا متميزا في تخفيف معاناة الشعوب الناجمة عن النزاعات و الكوارث التي أودت بحياة الكثيرين وأفرزت نتائج سلبية على حياة البشر تمثلت في تفشي المرض و الفقر و الجهل وخلفت أعدادا هائلة من النازحين و المشردين واللاجئين ووسط هذا الكم من المآسي الإنسانية اضطلع الفقيد بدور كبير في الحد من آثار تلك الكوارث على حياة المتأثرين وتفتحت سنابل عطائه في جميع أنحاء المعمورة وامتدت أياديه البيضاء للضحايا و المنكوبين تزرع الأمل في نفوس المحرومين وترسم البسمة على شفاه المستضعفين وبفضل دعمه وتوجيهاته السديدة تواجدت الهلال الأحمر بقوة في الساحات الملتهبة لإغاثة المنكوبين وإنشاء المشاريع التنموية على أنقاض الخراب و الدمار الذي خلفته كوارث الطبيعة ونزاعات البشر وذلك لتعزيز قدرة المتأثرين على التأقلم مع ظروفهم الناجمة عن تلك المآسي الإنسانية .

وبناء على توجيهات وأوامر الراحل زايد نفذت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي برامج إغاثية في 21 دولة تضررت بفعل الكوارث والأزمات خلال 10 سنوات على النحو التالي: بلغت البرامج التي نفذتها الهيئة في فلسطين 548 مليونا و767 ألفا و820 درهما و الأردن 39 مليونا و452 ألفا و484 درهما وفي الجزائر بلغت 12 مليونا و915 ألفا و34 درهما وفي السودان 51 مليونا و314 ألفا و544 درهما و الصومال 110 ملايين و253ألفا و299 درهما و العراق 58 مليونا و162 ألفا و90 درهما و في المغرب 18 مليونا و995 ألفا و103 دراهم و اليمن 110 ملايين و388 ألفا 792 درهما و أفغانستان 106 ملايين و 743 ألفا و 798 درهما و إندونيسيا 117 مليونا و818 ألفا و561 درهما و باكستان 53 مليونا و826 ألفا و703 دراهم و بنجلاديش 6 ملايين و584 ألفا و971 درهما و تنزانيا 9 ملايين و85 ألفا و926 درهما و جيبوتي 4 ملايين و817 ألفا و21 درهما و سريلانكا 31 مليونا و979 ألفا و237 درهما و سوريا 12 مليونا و 447 ألفا و 333 درهما و غانا 43 مليونا و 674 ألفا و699 درهما و لبنان 141 مليونا و 367 ألفا و410 دراهم و موريتانيا 15 مليونا و667 ألفا و631 درهما و كوسوفا 80 مليونا و627 ألفا و487 درهما والبوسنة 102 مليون و519 الفا و971 درهما.

ومن الساحات التي عملت فيها الهيئة بقوة خلال السنوات من 1993 وحتى 2003 بتوجيهات ودعم الراحل الشيخ زايد فلسطين والعراق وأفغانستان وكوسوفا.

و في فلسطين التي شهدت أحداثا مأساوية ومؤسفة في تلك الفترة بلغت تكلفة المشاريع التنموية التي نفذتها الهيئة في الضفة الغربية وقطاع غزة 537 مليونا و808 آلاف و600 درهم وتضمنت إعادة بناء مخيم جنين بتوجيهات الفقيد وإنشاء ضاحية الشيخ زايد في القدس ومستشفى الشيخة سلامة للعيون في نابلس ومستشفى الشيخ زايد في القدس وإعمار وترميم المسجد الأقصى وكنيسة المهد وإنشاء مستشفى الشيخ زايد في رام الله، ومدينة الشيخ زايد في غزة.

وعندما اشتدت محنة الأشقاء في العراق وتفاقمت المعاناة بسبب الأحداث التي شهدتها بلادهم كانت توجيهات المغفور له الشيخ زايد / طيب الله ثراه / واضحة وصريحة بتقديم أشكال الدعم و المساندة كافة للشعب العراقي الشقيق حتى يتجاوز ظروفه تلك وبناء على تلك التوجيهات تم تنفيذ العديد من البرامج الإنسانية و المشاريع الخيرية و التنموية التي بلغت قيمتها 172 مليون درهم واضطلعت هيئة الهلال الأحمر في تلك المرحلة بمهام إنسانية كبيرة للحد من معاناة الشعب العراقي وتحسين ظروفه الإنسانية فقد خلفت الحرب أوضاعا مأساوية تأثرت بها جميع فئات الشعب العراقي خصوصا النساء و الأطفال وشهدت أوجه الحياة الضرورية تدهورا مريعا وانعدمت أوجه الرعاية و العناية خاصة الصحية منها وتنفيذا لتوجيهات الفقيد سخرت الهيئة إمكاناتها وحشدت طاقاتها وفعلت آلياتها ونفذت برامج إنسانية لبت احتياجات العراقيين وساهمت في تخفيف وقع المأساة عليهم ، فكانت عزائم الرجال على قدر الحدث و كانت البرامج و المشاريع بحجم المسؤولية الإنسانية وتنوعت المساعدات و الخدمات الإغاثية لتشمل مختلف الجوانب ونتيجة لتدهور الوضع الصحي بدرجة كبيرة وتزايد أعداد الجرحى و المصابين الذين امتلأت بهم المستشفيات وعجزت عن توفير الرعاية الصحية اللازمة لهم بسبب انعدام الأدوية و المواد الطبية .

ونتيجة لهذا الواقع الصعب جاءت مبادرة المغفور له في وقتها حيث تكفل بإنشاء مستشفى الشيخ زايد في بغداد وتجهيز سبع مستشفيات عراقية أخرى بكافة تخصصاتها تجهيزا كاملا بالمعدات والأدوية وكل ما تحتاجه من مواد صحية وطبية وهي مستشفيات النجف وكربلاء والأنبار وسامراء وأربيل والرطبة ومستشفى بن رشد النفسي.

كما تكفل الفقيد بتزويد القطاع الصحي العراقي بـ 12 سيارة إسعاف بالإضافة الى توفير أمصال الحمى السوداء وأجهزة فحص أمراض الكوليرا والملاريا للمستشفيات العراقية ولما اشتدت معاناة سكان مدينة البصرة وما جاورها في الحصول على المياه التي هي عصب الحياة في غمرة الأحداث أمر الفقيد الكبير بإنشاء ثلاث محطات لتنقية المياه على وجه السرعة في شط العرب سعتها 700 ألف جالون يوميا وقد لبت هذه الكميات احتياجات نحو 300 ألف نسمة من سكان المدينة وما جاورها من مياه الشرب النظيفة.

وعندما عصفت الأزمة بالشعب الأفغاني الذي عانى لأكثر من 20 عاما من ويلات الحروب والنزاعات التي مزقت نسيج المجتمع الأفغاني وتفتت الأسر وتشتت في الدول المجاورة هربا من جحيم النزاعات كما كان لسنوات القحط و الجفاف التي شهدتها أفغانستان خلال تسعينيات القرن الماضي دور كبير في نزوح الملايين طلبا للغذاء و العيش الكريم في ظل هذا الواقع المأساوي أدرك المغفور له الشيخ زايد منذ الوهلة الأولى حجم الكارثة المحدقة بالشعب الافغاني ووقعها على النساء و الأطفال وكبار السن فكانت توجيهاته السديدة بتنفيذ برامج إنسانية وتنموية تلبي احتياجات المنكوبين وتعمل على تحسين واقعهم الإنساني المتردي وبالفعل تحركت هيئة الهلال الاحمر على الفور بدعم ومساندة الفقيد وأبلت بلاء حسنا ولازالت على الساحة الأفغانية وقدمت تجربة فريدة في الدعم و المناصرة وبلغت قيمة المشاريع التنموية المنفذة في تلك الفترة 22 مليونا 899 ألفا و406 دراهم تضمنت تنفيذ مشروع مدينة الشيخ زايد في كابول التي تتكون من 200 مسكن ومسجد ومدرستين، الى جانب إنشاء عشرات المساجد وحفر مئات الآبار وترميم مستشفى الهلال الاحمر الأفغاني وتزويده بالأجهزة و المعدات وترميم دار الأيتام التابع للهلال الأفغاني .

وتضمنت البرامج الإغاثية توفير الغذاء والكساء والدواء للضحايا والمشردين من خلال الجسر الجوي الذي سيرته الهيئة والذي اشتمل حتى على 41 رحلة جوية نقلت عشرات الآلاف من المواد الإغاثية المختلفة الى كويتا في باكستان ومشهد في إيران وكابول ومزار الشريف في أفغانستان.. هذا الى جانب إنشاء مخيم للاجئين الأفغان في منطقة تشمن الباكستانية على الحدود مع أفغانستان وضم المخيم أكثر من 10 آلاف لاجئ قدمت لهم كافة الخدمات الضرورية ومنذ الوهلة الأولى صمم المخيم ليستوعب الأعداد البشرية المتحركة عبر الحدود مع باكستان وقدمت لهم خدمات متميزة في مجالات الإيواء والإغاثة والصحة والتعليم.

و تركت الاحداث الدامية التي تعرضت لها دول البلقان بصماتها واضحة على ملايين الأسر التي شردتها الحرب ومزقت أوصالها وعرضتها للكثير من المآسي التي مازالت عالقة بأذهان من تبقى من شعوب المنطقة وكدأبها دائما كانت دولة الإمارات الاكثر حضورا والأسرع وصولا للمشردين و اللاجئين في ألبانيا والبوسنة تقدم يد العون و المساندة لضحايا الكارثة الإنسانية وبدعم وتوجيهات الفقيد الشيخ زايد نفذت هيئة الهلال الأحمر برنامجا إنسانيا لإغاثة الشعب الكوسوفي جندت له كوادرها من المتطوعين و العاملين و المنتسبين لمناصرة الكوسوفيين وسخرت إمكاناتها لتخفيف معاناتهم وانطلقت أجنحة الخير من إمارات زايد الخير لتحط رحالها وسط مخيمات اللاجئين الخاوية على عروشها إلا من بؤس وشقاء ومعاناة قاطنيه وتواصلت مساعدات الهيئة التي اشتملت على آلاف الاطنان من المواد الغذائية و الطبية ومواد الإيواء من الخيام و البطانيات و الأغطية و الملابس التي نزلت بردا وسلاما على الأطفال و النساء و المسنين الذين اكتظت بهم تلك المخيمات في ظروف أقل ما توصف بأنها مأساوية .

وأنجزت الهيئة بتوجيهات المغفور له برنامجا إغاثيا على مستوى رفيع من الكفاءة و السرعة لمساندة اللاجئين في كوسوفا اشتمل على تسيير 83 طائرة نقلت المواد الإغاثية للمتأثرين وافتتحت الهيئة مكتبها في مدينة جاكوفا وتكفلت بتوفير احتياجات 56 ألف نسمة يمثلون سكان المدينة وامتد توزيع المواد الإغاثية لسكان المدن المجاورة في ديتشان وبيا ومتروفيتسا وبديفا الى جانب العاصمة بريشتينا ومن ثم انتقل مكتب الهيئة الى فوشتري وتوسعت خدمات الهيئة الإنسانية لتشمل الأيتام و المعاقين و الاسر الفقيرة وأسر المفقودين و الأقليات العرقية المختلفة .

و خلفت الظروف التي تعرضت لها كوسوفا دمارا كبيرا في المساكن و الممتلكات و البنية التحتية في جميع المجالات وبعد أن فرغت الهيئة من برامج الإغاثة و الإيواء ودعم استقرار العائدين بدأت المرحلة الثانية التي تضمنت إعادة الإعمار لتعود الأسر الى مساكنها وتنعم بالاستقرار و العيش الكريم وفي سبتمبر عام 1999 اطلقت مرحلة الإعمار لتشمل أكثر من 15 مدينة وقرية في مختلف أنحاء كوسوفا وتمت إعادة إعمار 382 منزلا في مدة لم تتجاوز الثلاثة اشهر تواصل فيها العمل بصورة مكثفة ليتم إيواء الأسر المشردة وتخفيف معاناتها خاصة تلك المناطق التي تواجه ظروفا مناخية قاسية في فصل الشتاء .

و بدأت قوة الأيادي البيضاء بالقوات المسلحة بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر في إنشاء مخيم كوكس للاجئين في كوسوفا في 13 ابريل 1999 واشتمل المخيم على 520 خيمة اتسعت لحوالي 10 آلاف لاجئ تم استقبال أول فوج منهم في 27 أبريل من العام نفسه وتم تزويد المخيم بالخدمات الضرورية من مياه وكهرباء وفي مجال التعليم تم إنشاء مدرسة للأطفال استوعبت حوالي ألفين طالب تم تزويدهم بجميع الادوات المدرسية و الوسائل التعليمية، وتم تعيين 70 مدرسا كوسوفيا برواتب شهرية، كما اشتمل المخيم على المستشفى الميداني الذي بلغت طاقته الاستيعابية 200 سرير وتم تزويده بالاحتياجات الطبية الضرورية .

و خلال زيارته لمخيم كوكس في 20 مايو 1999 أكد الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان أن المغفور له الشيخ زايد استطاع ان يفرض نفسه كزعيم دولي من خلال مواقفه الشجاعة تجاه القضايا العربية والدولية وقال "إن مطار الشيخ زايد الذي أقامته دولة الإمارات بالمنطقة هو أفضل مساعدة قدمتها أي دولة منذ اندلاع أزمة كوسوفا فقد ساعد في حركة نقل المعونات والإغاثة ولولاه ما هبطت ولا أقلعت طائرات الأمم المتحدة".