خبراء عالميون يبحثون تحديات " K9 " خلال القمة الشرطية العالمية 2023 بدبي

خبراء عالميون يبحثون تحديات " K9 " خلال القمة الشرطية العالمية 2023 بدبي

دبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 19 فبراير 2023ء) أجمعت قيادات شرطية عالمية متخصصة في عمل وحدات التفتيش الأمني K9، على أهمية عقد اجتماعات وجلسات متخصصة، تضم خبراء دوليين في هذا المجال، لتبادل أفضل التجارب والممارسات، وتعزيز التعاون البناء للمساهمة في توحيد الجهود الدولية في مكافحة الجرائم بمختلف أنواعها، وترسيخ تعزيز أمن المجتمعات، آملين الخروج بنتائج وتوصيات تصب في مصلحة عملهم، وذلك من خلال مشاركتهم وحضورهم للنسخة الثانية من القمة الشرطية العالمية في دبي مارس القادم، والتي تنظم مؤتمراً خاصا بخبراء وحدات وإدارات التفتيش الأمني k9، للوقوف على التحديات ومناقشة فرص التطوير في هذا المجال.
وأكد الرائد صلاح المزروعي، مدير إدارة التفتيش الأمني k9 في شرطة دبي، أن القمة تعد فرصة سانحة لإدارات التفتيش الأمني، وذلك لبحث سبل مواجهة التحديات التي تفرضها طبيعة الطقس في دولة الإمارات أمام تأدية الكلاب البوليسية عملهم بأعلى كفاءة، وكذلك الأمر بالنسبة للدول الشقيقة التي تشابه الدولة في ظروف الطقس.
وأضاف "خلال أشهر الصيف شديدة الحرارة، تطرأ تغييرات على صحة الكلاب، فينخفض مستوى نشاطها أو مستوى كفاءة أدائها للمهام في ظل درجات الحرارة المرتفعة جداً، وتصُاب سريعاً بالإنهاك، لذلك فإننا نتخذ عدداً من الإجراءات والتدابير لتوفير بيئة معتدلة الحرارة، بما يتناسب مع قدرات الكلاب البوليسية على العمل، وسوف نعمل مع خبراء عالميين في القمة، على البحث عن سبل أكثر نجاعة لضمان تعزيز بيئة العمل الخارجية لهم، وأفضل الممارسات التي يمكن اتباعها مع الكلاب وقائيا وعلاجيا وسط بيئة معادية إلى جانب تحديد معايير جديدة في اختيار الكلاب البوليسية، وكيفية نشر دوريات الكلاب البوليسية ، والاطلاع على أفضل المعدات والتقنيات المستخدمة في تدريب الكلاب البوليسية، والمعدات المستخدمة في تنفيذ المهام الأمنية، والاطلاع على أفضل الاعتمادات الخاصة بالكلب البوليسي ومدربه عالمياً.
وأضاف أن القمة الشرطية العالمية في نسختها الأولى، أتاحت الفرصة لضباط إدارة التفتيش الأمني، لعرض تجربتهم الناجحة في الكشف عن الأشخاص المحتمل إصابتهم بأمراض معدية أو الأمراض العضال من خلال الكلاب البوليسية، وقد لاقت التجربة اهتماما كبيراً من الشرطة الفرنسية.
وقال " عقدنا شراكة مع الشرطة الفرنسية لعمل دراسة مشتركة، وغادر وفد من إدارة التفتيش الأمني إلى فرنسا ليشارك في تنفيذ الدراسة هناك، وبالفعل توصلنا إلى نتائج متقدمة في هذا الجانب".

وأشار الرائد المزروعي إلى اتفاقية وقعتها شرطة دبي مع شركة “دوغ ديتيكشن” للاستفادة من قدراتهم التدريبية العالية، وخبراتهم المعرفية في المجال، والاطلاع على أفضل الممارسات المطبقة لديهم، مؤكداً أن التبادل المعرفي الدولي يساهم في تطوير آليات وأساليب العمل الشرطية والأمنية، وهو ما تحققه القمة الشرطية العالمية، ومختلف المنصات الدولية المتخصصة بضمها لعشرات ومئات من الخبراء كل في تخصصه في مكان واحد.
من جانبه، أكد دكتور مارتي بيكر، خبير في صحة ورفاهية الكلاب البوليسية، " أن العالم اليوم بحاجة إلى الاعتماد على منظمات الشرطة المحلية والإقليمية للحفاظ على سلامة المجتمعات، وذلك بمأمن عن المجرمين والإرهابيين ومهربي المخدرات، خاصة وأننا نعيش في عصر العولمة والتكنولوجيا وانعدام الفرص المشروعة لكسب العيش في كثير من المناطق في العالم. واليوم، ومع تصاعد التهديدات الأمنية، فإننا نحتاج إلى تعزيز الأمن بصورة أكبر، وبموارد أقل. وعليه فإنه من الممكن الاعتماد على مورد يسُارع لتلبية نداء الواجب في كافة الظروف، ولا يغيب عن العمل بدواعي المرض، وهنا تتجه الخيارات إلى الكلاب البوليسية والعسكرية، والتي تخُاطر بحياتها لحماية من يعملون معهم ولأجلهم، وبتكاليف مادية أقل".
وقال " لا تمتلك الكلاب فقط حواساً قوية تسمح لها بالكشف عن المتفجرات والمواد سريعة الاشتعال والمخدرات غير المشروعة، والفواكه والخضروات المحظورة، بل إنها قد تصبح بمثابة "مُستجيب للطوارئ" عندما يُطلب منها التدخل الفوري والعاجل، كما هو الحال مع ضباط العمليات، والذين يضعون حياتهم على المحك لأجل شركائهم من البشر".
وأضاف " في الماضي، كان مدربو الكلاب البوليسية يعتمدون على أسلوب يُعرف باسم "التعزيز السلبي لتدريب الكلاب"، فيتعرض الكلب للتوبيخ والعقاب عند قيامه بسلوك غير صحيح، أما اليوم، فإن أسلوب التعزيز الإيجابي القائم على المكافأة، والذي يعتمد على تحفيز الكلب عند قيامه بسلوك صحيح، دون عقابه إذا ما أخطأ، هو الأكثر فعالية في تدريب الكلاب، والحفاظ على صحتها النفسية لذلك، فإنه يجب التركيز أيضا على الصحة النفسية للكلاب العاملة كما هو الحال مع صحتها الجسدية. وعلينا اعتماد إجراءات وتدابير لإزالة أو التقليل من مسببات الخوف والقلق والتوتر لضمان تحقيق ذلك".
من جانبها، قالت جانيت كريسبو كاجيجاس، باحثة دكتوراه من جامعة فلوريدا الأمريكية، إن أحد العوامل التي تحد من تعزيز كفاءة قدرات الكلاب البوليسية في الكشف عن الأدلة وما إلى ذلك، يتمثل في القدرة على تقديم البحوث إلى مدربي الكلاب البوليسية والعاملين معها، بطريقة يسيرة تمكنهم من الاستفادة من نتائجها، إلى جانب سد الفجوة المعرفية بين الجانبين، عبر إطلاع المدربين للباحثين على أبرز التحديات التي تواجههم في العمل، للتأكد من أن الباحثين يركزون على الإشكاليات الحقيقية التي تقف أمام وحدات وإدارات التفتيش الأمني K9.
وأكدت أن القمة الشرطية العالمية تعد وسيلة في غاية الأهمية، عبر حثها الجهات الشرطية والقانونية والمنظمات ذات الصلة على التواصل على نطاق عالمي، وخلق منصات تفاعلية تسمح بتبادل أسرع للخبرات والتقنيات الجديدة من الباحثين، والاطلاع على متطلبات واحتياجات المدربين والعالمين في المجال.
يذُكر أن مؤتمر الكلاب البوليسية الذي تنظمه القمة الشرطية العالمية خلال أيامها الثلاثة المنعقدة من 7 وحتى 9 مارس المقبل، يناقش تحديات عدة بمشاركة نخبة من الخبراء في المجال، والذين سيبحثون معاً سبل مواجهة تحديات العمل، بما فيها عدم وجود الخبرة الكافية لمعرفة العوامل الرئيسية التي تؤثر على حاسة الشم لدى الكلب. وعدم وجود الخبرة الكافية لتعزيز العلاقة بين الكلاب ومدربيهم. إلى جانب بعض العقبات التي يمكن أن تتوقعها وحدات K9 أثناء البحث عن الكلاب لبرامج التربية الخاصة بهم. وصعوبة عمليات اختيار الكلاب والأساليب المختلفة لتحسين كفاءة برامج التربية، والتي تمكن وحدات K9 من التحكم بشكل أكبر في صحة الكلاب ورفاهيتها وخصائصها وأخيراً أهمية معرفة التكتيكات القائمة على العلم، لتقليل الخوف والقلق والتوتر التي قد تصيب الكلاب أثناء العمل، لتعزيز التفاعل بصورة أكثر أماناً بين الكلاب وأولئك الذين يخدمون الجمهور.

من جانب آخر، كشف مدير إدارة التفتيش الأمني في شرطة دبي عن نجاح شرطة دبي في تأهيل وتدريب الكلاب البوليسية في مجال البحث عن المفقودين تحت الماء، وتحديد موقع جثث الغرقى، بما يسهل على رجال الأمن مهمة العثور على الجثث واستخراجها، الأمر الذي يختصر عملية البحث والتحديد الدقيق.
وأضاف أن العمل بهذا التخصص بدأ منذ عام، لافتا إلى تمكن الكلاب البوليسية مؤخراً من تحديد موقع مفقود ضمن محيط محدد تحت المياه، وهي برفقة مدربيها على سطح الزوارق، لتباشر بدورها فرق الإنقاذ البحري عملها بالغوص، منتشلة جثة الغريق موضحاً أن الكلاب البوليسية قادرة على تمييز الروائح من على سطح المياه، وتحديد مكان المفقودين الغرقى.
وأكد غرايم جونز، ضابط شرطة متقاعد من المملكة المتحدة وخبير في تدريب الكلاب البوليسية، أن تبادل المعرفة والممارسات بين مختلف جهات إنفاذ القانون في العالم، أصبح أمرًا حيوياً وحاجة ملحة، كما هو الحال في القمة الشرطية العالمية، لتطوير الإمكانيات والقدرات المعرفية والعلمية والتقنية للعاملين في هذا الجانب، بما ينعكس على مجتمعات أكثر أماناً.
وقال “ على الرغم من أن الظروف الاقتصادية الراهنة، فرضت وضع ضوابط في ميزانية وحدات K9، إلا أنه يتحتم علينا تطوير مهارات العاملين في هذا المجال، والاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، والتي من شأنها رفع إمكانية وفعالية هذه الوحدات لدعم أهداف الشرطة في مكافحة الجريمة وتعزيز أمان المجتمعات”.
وأكد جونز في ضوء خبرته التي تجاوزت 30 عاماً في تدريب الكلاب البوليسية في تخصصات عدة، منها الكشف عن المتفجرات، والتهديدات الإرهابية، وحماية كبار الشخصيات والسياسيين.. أن وحدات K9، لابد أن تركز في عملياتها التطويرية على التكنولوجيا الحديثة، لاستثمارها وتوظيفها في تأدية مهام الوحدات، والتعاون مع الجهات ذات الاختصاص لتقديم أفضل الخدمات للمجتمع.