إقبال كبير على فعاليات اليوم الثاني من "إشراقات"

إقبال كبير على فعاليات اليوم الثاني من "إشراقات"

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 21 سبتمبر 2021ء) شهدت فعاليات اليوم الثاني من المهرجان العالمي "إشراقات" الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ومشاركة عدد كبير من الشخصيات البارزة والخبراء على مستوى العالم، إقبالا كبيرا من جانب طلاب المدارس والجامعات والمدرسين وأساتذة الجامعات وأولياء الأمور من الإمارات وعدد كبير من دول العالم، حيث تخطى العدد الذي شارك في أكثر من 21 جلسة وبرنامج وفعالية حاجز 9500 شخص، وما زالت الفعاليات مستمرة إلى اليوم الثالث.

وكان الإقبال كبيرا على جلسة "التعامل من خلال التفهم" التي أدارها الكاتب فريدريك إمبو، وكذلك جلسة "حوارات شبابية حول دور الطلاب المبتعثين في تعزيز ونشر القيم الإنسانية" التي ضمت عددا كبيرا من الطلاب الإماراتيين والعالمين وأساتذة الجامعات، واتسم فيها الحوار فيها بالثراء والمرونة والتنوع الشديد.

كما حصلت جلسة "من التنمر إلى التسامح والتنوع الثقافي" التي أدارها بيري لي كمنقز، على نصيب الأسد من الإقبال الجماهيري في اليوم الثاني من المهرجان، سواء من الطلبة أو من المدرسين وأولياء الأمور، وانطلق بيري لي بالجميع إلى آفاق رحبة في بحثه عن حلول للتنمر وأثره، وكيفية التعامل معه سواء تجاه المتنِمر أو المُتنَمر عليه، مؤكدا في كلمته أن إظهار اللطف والإنصاف والصبر من جانب المعلمين وأولياء الأمور أمر حيوي في التعامل مع هذه الظاهرة والخروج منها إلى آفاق أرحب من التسامح والإيمان بالتنوع.

وعبر بيري لي عن سعادته بالمشاركة في مهرجان "إشراقات الذي يراه أحد الأحداث الهامة التي تبحث في قيم التسامح والمعرفة، والتربية في آن واحد، وهو أمر حيوي مشيدا بجهود الإمارات العربية المتحدة في تعزيز القيم الإنسانية الراقية وقبول الاختلاف في نفوس الأجيال الجديدة من طلبة المدارس والجامعات، وهي الجهود التي تضمن مستقبلا مشرقا لهذه الأجيال ومجتمعاتها سواء داخل الإمارات أو في مختلف دول العالم.

وأضاف أن انتشار التنمر في الفضاء الرقمي أصبح ظاهرة حاليا، وأصبح أكثر تعقيدا وتنوعا باختلاف الأجيال، ولذا اصبح أكثر خطورة وتعقيدا بما يتجاوز التنمر المدرسي على خطورته، ولذا فأشكال التنمر التي يواجهها أطفالنا في مساحة الإنترنت، تفرض على الجميع بما في ذلك الآباء ومقدمي الرعاية القيام بجهود حقيقية للمساعدة في حماية أطفالنا وتوجيههم.

من جانبه أكد الدكتور نيك فيرمان من الولايات المتحدة الذي أدار جلسة "الشيء الوحيد الذي يفعله كل المعلمين العظماء" أن تنشئة الأجيال الجديدة على الإقبال على مختلف فروع المعرفة، وتفعيل قدراتهم وإبداعاتهم فيها، لا يمكن فصله عن غرس مجوعة من القيم والمبادئ في نفوسهم ليكونوا أكثر استعدادا لمواجهة كافة التحديات، وأكثر إصرارا على النجاح والتميز، وهنا يأتي دور المعلم، والمؤسسات التعليمية بشكل عام، حيث يقع على عاتقها القيام بالأمرين معا، لكي يكون المخرج النهائي لهم إنسان يحترم إنسانيته ويتمتع بالعلم ويقبل على تحصيل المعرفة، وهذا ما يجب أن يعيه كل معلم، كي يقبل طلبته على منهجه بحب وبشغف.

وعبر فيرمان عن سعادته بالمشاركة في مهرجان إشراقات مثمنا دور وزارة التسامح والتعايش في تعزيز القيم الإنسانية الراقية وفي القلب منها التسامح لدى الأجيال الجديدة على المستوى العالمي، وتركيزها من خلال رسائلها المختلفة على أهمية احترام الاختلاف، والتمتع بالمرونة والتعاطف.

من جهتها قالت الكاتبة والأديبة فاطمة شرف الدين التي أدارت جلسة "تعلم القبول من خلال التجربة" إن ممارسة التسامح خصوصاً في أوقات كالتي يمر بها العالم حالياً مهم، مشيرة إلى أن قيم التسامح يتم اكتسابها منذ الصغر حيث أن الطفل يتعلم القيم من خلال المجتمع الذي يعيش فيه وأهمهم الوالدين ثم المعلمين، ويعمل أدب الأطفال كأداة مساعدة على تعزيز هذه القيم من خلال القصص.

وأكدت أن الإمارات تعد من أهم الدول التي تسعى لتعزيز التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية ليس محليا فقط وإنما على المستوى العالمي أيضا، وهو الدور الذي يشهد به القاصي والداني، ولعل مهرجان إشراقات وما به من شخصيات عالمية بارزة خير دليل على اهتمام الإمارات بإثراء هذه القيم بخبرات العالم أجمع.

ونقل المسرحي والكاتب فديريك إمبو الذي أدار جلسة "التعامل - بعيدا عن شخصنة الموضوعات - من خلال التفهم" تجربته الشخصية إلى المشاركين عن كيفية تعزيز الثقة بالنفس وقدراتها، وعدم شخصنة الأمور، لأن ذلك يحفز الطاقة الإيجابية لدى الفرد والجماعة.

وشهدت جلسة "حوارات شبابية: دور الطلاب المبتعثين في تعزيز ونشر القيم الإنسانية" حضورا كثيفا من الطلبة الإماراتيين المبتعثين بالخارج إضافة إلى عدد كبير من الطلاب الدوليين الدارسين بكافة الجامعات الإماراتية، وكانت الجلسة فرصة مثالية لإجراء حوار واقعي، يطرح العلاقة بين القيم وفي القلب منها التسامح من جهة، والبحث عن المعرفة والتطور الإبداع من جهة أخرى، كما يطرح القيم الإنسانية ودورها في تفعيل قدرات البشر وتكاملها في مختلف البيئات، وكيف يستثمرها الجميع بشكل إيجابي، سواء كمبتعثين من دولة الإمارات إلى شتى بقاع العالم بأكثر من 30 جامعة عالمية، للبحث عن المعرفة والتعليم واكتساب الخبرات، أو كطلبة عالميين جاؤوا من كافة قارات العالم إلى هذا الوطن والتحقوا بحوالي 20 جامعة لنفس الأسباب.

وعبر المشاركون بالجلسة الذين تجاوز عددهم 250 شخصا عن سعادتهم بالحوار المثمر والثري الذي قدمته خبرات متنوعة استفاد منها الجميع، مثمنين دور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، والعاملين بوزارة التسامح لإتاحة هذه الفرصة وهذا اللقاء، لكي يطرح كل منهم تجربته وجهة نظره ورؤيته بحرية ، وفق رؤية واضحة تقوم عليها ثقافة وقيم المجتمع الإماراتي.

وعلى هامش المهرجان تم عقد ورشة الفارس الصغير التي شارك بها 500 من طلاب المدارس تضمنت دروس لتعريف الطلاب بمفهوم التسامح وبالمفاتيح الستة لسمات الشخصية المتسامحة وهي: التعاطف، والتعارف، والحوار، وحل النزاعات، والمرونة، والعمل الجماعي وذلك على شكل قصص وأفلام قصيرة تتضمن مواقف تعكس سلوكيات ذات علاقة بالمفاتيح يتعرف من خلالها على القيم المراد التأكيد عليها في مجال التسامح.