"تنمية المجتمع" تستعرض مستجدات "استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم 2020 - 2024"

"تنمية المجتمع" تستعرض مستجدات "استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم 2020 - 2024"

- حزمة من المبادرات النوعية لتعزيز مكانة أبوظبي كمدينة دامجة وممكّنة لأصحاب الهمم.

- حمد الظاهري: ملتزمون بدعم أصحاب الهمم وأسرهم وفق منظومة متكاملة تضمن مشاركتهم الفاعلة في المجتمع .

- 82% نسبة إنجاز سياسة حكومية شاملة لتعزيز التوظيف الدامج لأصحاب الهمم.

- استكمال 70% من نظام الرعاية المتكامل لأصحاب الهمم وأسرهم.

- إتمام زيارة 69% من المدارس الخاصة في أبوظبي لوضع نموذج دمج تعليمي فعّال.

أبوظبي في 8 مايو /وام/ استعرضت دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي مؤخراً أبرز مستجدات "استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم 2020 – 2024"، وذلك خلال اجتماع عقد عن بُعد لقادة المحاور الاستراتيجية الستة، والمتمثلة في "التعليم"، و"التوظيف"، و"الرعاية الاجتماعية"، و"الوصول الشامل"، و"الصحة والتأهيل"، و"الممكنات".

وتندرج الاستراتيجية الطموحة في إطار التزام الدائرة بقيادة الجهود الوطنية الرامية إلى جعل إمارة أبوظبي مدينة دامجة و ممكّنة لأصحاب الهمم ليكونوا عنصراً أساسياً في مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها الإمارة، وذلك من خلال التعاون البنّاء مع الشركاء الاستراتيجيين في القطاعين الحكومي والخاص والقطاع الثالث.

وعُقد الاجتماع الافتراضي بحضور سعادة المهندس حمد علي الظاهري، وكيل دائرة تنمية المجتمع – أبوظبي، حيث تم تسليط الضوء على أهم مستجدات وأبرز التطورات المتعلقة بسير العمل ضمن كل محور من المحاور الستة لـ "استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم 2020 – 2024". كما شهد الاجتماع مناقشات موسعة حول الخطط التشغيلية الحالية والأنشطة المستقبلية التي تمثل دعامة متينة لتعزيز دمج وتمكين أصحاب الهمم وتوظيف طاقاتهم بالشكل الأمثل، للمساهمة في دفع عجلة التنمية المستدامة في أبوظبي.

وخلال الاجتماع، شدّد حمد علي الظاهري على أهمية الاستراتيجية في تفعيل دور أصحاب الهمم في الحياة الاجتماعية والاقتصادية لإمارة أبوظبي، مشيراً إلى أنها تمثل استجابةً لرؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في دعم وتحقيق طموحات أصحاب الهمم الذين يمثّلون جزءاً لا يتجزأ من المجتمع الإماراتي المتماسك والمتعاضد.

وقال الظاهري: حققنا إنجازات ملموسة وتقدّماً لافتاً ضمن المحاور الستة منذ إطلاق الاستراتيجية في العام 2020 الماضي، وهو ما يعود بالدرجة الأولى إلى تضافر الجهود المشتركة مع شركائنا من القطاع الحكومي والخاص والثالث في إمارة أبوظبي، الأمر الذي يدفعنا إلى مواصلة مساعينا لتمكين وتفعيل دور أصحاب الهمم وأسرهم في عملية التحول نحو مجتمع دامج وخلق بيئة ضامنة لتكافؤ ومساواة أصحاب الهمم في الحقوق والخدمات والفرص مع جميع أفراد المجتمع في كافة مراحل الحياة.

وأوضح وكيل الدائرة أنّ الاستراتيجية تأتي انسجاماً مع رؤية دائرة تنمية المجتمع في توفير حياة كريمة لكافة الأفراد في إمارة أبوظبي، داعياً فرق العمل وقادة المحاور الستة إلى المضي قدماً في العمل الجاد والتنسيق المستمر فيما بينهم لتنفيذ كافة المبادرات المقررة في إطار الاستراتيجية بحلول العام 2024، مع الحفاظ على سير وتيرة العمل المنتظم والامتثال لأعلى معايير الجودة والاحترافية والتميز.

وأضاف: نثمّن من جانبنا جهود الجهات المشاركة في تنفيذ مختلف المبادرات، والبالغ عددها28 جهة، مجدّدين عزمنا على توطيد أطر التعاون المستمر معهم للوصول إلى تطلعاتنا المشتركة في إرساء دعائم مجتمع متلاحم يحقق السعادة والرخاء والرفاهية لجميع أفراده".

استعرض فريق العمل القائم على "محور التعليم" من قبل دائرة التعليم والمعرفة، وممثلاً بـ منال الدوسري، المدير التنفيذي بالإنابة لقطاع الشؤون الاستراتيجية، خطط الدائرة في تنفيذ مبادرة نموذج الدمج التعليمي في إمارة أبوظبي، والتي تأتي تماشياً مع الرؤية التي تستهدف تطوير استراتيجية التعليم الحالية لأصحاب الهمم في الإمارة، بما يضمن توفير التعليم الدامج لهم وفقاً لأفضل الممارسات العالمية. كما تطرق الفريق إلى الأنشطة التي تمّ إنجازها لدعم المبادرة النوعية، والتي شملت إجراء الدراسات المعيارية لنموذج الدمج التعليمي. وفي هذا الإطار، تمت زيارة 69% من مدارس الخاصة في أبوظبي لدراسة الوضع الراهن وملاحظة التحديات الحالية والناشئة، فضلاً عن البدء في مراجعة السياسات الحالية المتعلقة بالتعليم الدامج في الإمارة. وأشار الفريق أيضاً إلى بناء شراكات أولية مع مقدمي التدريب للعاملين في القطاع التعليمي، والبدء بتدريب المدارس في أبوظبي على نموذج التعليم الدامج.

سلّط فريق عمل "محور التوظيف" من هيئة الموارد البشرية في أبوظبي، ممثلاً بسعادة حمد الشبلي، مدير قطاع السياسات والتطوير المؤسسي، الضوء على أبرز المستهدفات الرئيسة للمحور، وفي مقدمتها مبادرة تطوير سياسة حكومية للتوظيف الدامج لأصحاب الهمم، والتي تم إنجاز 82% منها. وتهدف السياسة إلى تمكين أصحاب الهمم من خلال توفير فرص عمل لهم في القطاعين الحكومي والخاص. كما استعرض الفريق أيضاً أهم الإنجازات التي تم تحقيقها خلال العام الماضي، والربع الأول من العام 2021، والتي شملت إجراء دراسة وافية وتحليل معمّق للتشريعات والإجراءات النافذة في أبوظبي، بما فيها تحليل نسبة توظيف أصحاب الهمم في الجهات الحكومية لعام 2020، فضلاً عن إعداد المقارنات المعيارية، ومراجعة السياسات الحالية، والوقوف على التحديات التي تواجه التوظيف الدامج لأصحاب الهمم في أسواق العمل. ويجري العمل حالياً على إطلاق مجموعة من الاستبيانات لدراسة أوضاع أصحاب الهمم في بيئة العمل.

أما عن برنامج "التوظيف الدامج"، وهي المبادرة الثانية ضمن "محور التعليم"، فقد أشار فريق العمل إلى الأهداف الرئيسية للبرنامج والمتمثلة في خلق منظومة متكاملة لتوظيف أصحاب الهمم في إمارة أبوظبي وتطبيق مخرجات سياسة التوظيف الدامج. وكشف الفريق عن إنجاز 40% من هذه المبادرة النوعية، بما في ذلك إطلاق برنامج "زملاء الهمم" التوعوي والموجه إلى موظفي حكومة أبوظبي لدعم زملائهم من أصحاب الهمم، إلى جانب التحضير لتطبيق تصنيف مهني خاص بأصحاب الهمم، وإنشاء سجل وظيفي مخصص لهم في حكومة أبوظبي، وتطوير نظام إلكتروني يدعم الترشيح الوظيفي لأصحاب الهمم وتصميم دليل إرشادي لتوظيفهم في الإمارة.

قدّم فريق عمل "محور الرعاية الاجتماعية" الذي تقوم بقيادته مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، ممثّلة بسعادة عبد الله الكمالي، المدير التنفيذي لقطاع أصحاب الهمم، شرحاً مفصلاً عن أهم الإنجازات المحققة في إطار هذا المحور، وأبرزها إصدار واعتماد دليل تصنيف الإعاقات الخاص بأصحاب الهمم في إمارة أبوظبي وتعميمه على جميع الجهات المعنية لتوحيد البيانات والإحصائيات الخاصة بأصحاب الهمم على المستوى الاتحادي والمحلي، إذ بلغت نسبة إنجاز "دليل تصنيف الإعاقات" 35%. كما تم وضع خطة عمل تفصيلية لمبادرة "مسؤول خدمات أصحاب الهمم"، والتي تستهدف تعيين عدد من المسؤولين عن خدمات أصحاب الهمم بالجهات المعنية في القطاعين الحكومي والخاص في أبوظبي. وأخذ الفريق أيضاً خطوات متقدمة باتجاه بناء قاعدة بيانات لأصحاب الهمم في الإمارة بنسبة إنجاز وصلت إلى 37%، حيث تم الانتهاء من الربط الإلكتروني مع الجهات المحلية المعنية، بالإضافة إلى إعداد منهجية سجل بيانات أصحاب الهمم وتطبيق معيار إدارة وفهرسة بيانات السجل، وذلك بالتعاون مع مركز الإحصاء – أبوظبي. ويعمل الفريق خلال العام 2021 الحالي على مواصلة جهوده في إطلاق واستكمال تطوير خمس مبادرات تندرج جميعها ضمن حزمة مبادرات "محور الرعاية الاجتماعية".

ناقش فريق العمل القائم على "محور الوصول الشامل" من دائرة البلديات والنقل، ممثلاً بسعادة محمد حمد بن فهد المهيري، المدير التنفيذي لقطاع النقل، الإنجازات المحققة ضمن المحور الذي يشمل ست مبادرات ريادية يتم تنفيذها بالشراكة مع جهات أخرى، ومنها "هيئة أبوظبي الرقمية" و"مجلس أبوظبي الرياضي" و"دائرة الثقافة والسياحة" و"مطارات أبوظبي" و"موانئ أبوظبي". وفي مقدمة هذه المبادرات تأتي مبادرة "الوصول الشامل للمباني والمرافق ووسائل النقل والمساكن لأصحاب الهمم"، والتي تهدف إلى تطوير برنامج متكامل لتحديث وتطوير التشريعات ذات العلاقة بسهولة الوصول واستخدام المنشآت والمرافق والخدمات لأصحاب الهمم. وحققت المبادرة نتائج إيجابية، أهمها إنجاز تحديث الأحكام الفنية لمعايير السكن الخاص والأحكام الفنية الخاصة بالحماية من مخاطر الحريق، والعمل مع الجهات المعنية لإنشاء نظام تقييم للتهيئة البيئية وإعداد نموذج خاص بمقارنة كود الإمارات للبيئة المؤهلة مع المعايير المحلية ذات الصلة.

كما تم إلقاء الضوء على مبادرة "الوصول الشامل إلى البرامج الرياضية الدامجة"، والتي تسعى للارتقاء بجاهزية المرافق والمدربين الرياضيين لضمان مشاركة ودمج أصحاب الهمم في جميع الأنشطة والفعاليات الرياضية، تحقيقاً لمبدأ "الرياضة للجميع". وقد تم الانتهاء من الحملة الأولى للتقييم المبدئي لـ 12 نادٍ رياضي، بالتعاون مع مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم.

يتطلع "محور الصحة والتأهيل" الذي تقوده دائرة الصحة – أبوظبي، ممثلة بسعادة الدكتور حامد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع الشؤون الاستراتيجية، إلى مواصلة العمل على إنجاح مبادرات المحور لتوفير نظم رعاية صحية تأهيلية شاملة ومتكاملة لأصحاب الهمم وأسرهم، بما يشمل المراحل المختلفة للرعاية الصحية والوقاية والتشخيص والعلاج. ويلتزم فريق عمل المحور خلال العام 2021 بالبدء في تنفيذ مبادرتين أساسيتين، وهما "تطوير إطار تقييم موحد وشامل ومتكامل لأصحاب الهمم"، وبرنامج "التدخل المبكر" الذي يهدف إلى إنشاء برامج متكاملة للكشف والتشخيص والتدخل المبكر بما يتوافق مع أفضل الممارسات العالمية لمساعدة الأطفال المعرضين للتأخر النمائي والأطفال من أصحاب الهمم، بالإضافة إلى بناء القدرات المحلية التخصصية في هذا المجال ورفع الوعي المجتمعي حول أهمية التدخل المبكر. وتقوم هيئة الطفولة المبكرة بتنفيذ هذا البرنامج بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين في مختلف القطاعات الصحية والتعليمية والاجتماعية، لضمان تطوير منظومة متكاملة ومستدامة لبرامج التدخل المبكر في إمارة أبوظبي، بما يضمن رفع جودة حياة أصحاب الهمم وأسرهم.

في إطار "محور الممكنات" الذي تقوده دائرة تنمية المجتمع، ممثلة بسعادة الدكتورة بشرى الملّا، المدير التنفيذي لقطاع التنمية المجتمعية في الدائرة، ناقش فريق العمل مجموعة من المبادرات النوعية التي تمّ تفعيلها، حيث تم إنجاز 70% من مبادرة "إنشاء نظام رعاية متكامل لأصحاب الهمم وأسرهم" في إمارة أبوظبي، والتي تتضمّن توفير الخدمات الصحية والتأهيلية، والتعليمية والاجتماعية ذات الجودة العالية والتكلفة المقبولة لأصحاب الهمم، بما يلبي اجتياحاتهم ويدعم جهود خلق البيئة الدامجة لهم. وفي السياق نفسه، استطاع الفريق إنجاز 25% من خطة "إدارة التغيير"، والتي تستهدف تسريع عملية التحوّل المرجوة في الإمارة عبر التواصل مع أصحاب المصلحة للتوعية بدور "استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم 2020 – 2024" الفاعل في المجتمع، بالإضافة إلى إنجاز 20% من مبادرة "إطار التقييم والمتابعة" التي يتم تطويرها لرصد مدى تأثير الاستراتيجية على تحسين أوضاع أصحاب الهمم، وذلك عبر قياس مجموعة من مؤشرات الأداء.

وكانت الدائرة قد خطت خطوات متقدمة باتجاه تحقيق أهداف "محور الممكنات"، حيث تمت مراجعة القانون الاتحادي رقم 29 لسنة 2006 بشأن حقوق أصحاب الهمم، إلى جانب رصد الأطر التشريعية ذات العلاقة بالتعاون مع الجهات المعنية. ويسعى فريق العمل المعني إلى مواصلة إنجازاته خلال العام 2021 الجاري، من خلال العمل على تطوير وتطبيق ست مبادرات هامة ضمن "محور الممكنات".

وفي الختام، سلط اجتماع قادة محاور استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم الضوء على أهمية توحيد الجهود بين مختلف القطاعات والجهات، في سبيل ضمان سرعة وسهولة تنفيذ المبادرات النوعية التي من شأنها أن تحدث تأثيراً إيجابياً ملموساً في حياة أصحاب الهمم وأسرهم في إمارة أبوظبي. وأكّد الحضور التزامهم المستمر بتحقيق التطلعات المشتركة، وسط الإشادة بحرص كافة الجهات المعنية على توحيد الجهود لاعتماد نهج متكامل لتصميم وتنفيذ جميع المبادرات الداعمة للتوجه الوطني الرامي إلى توفير بيئة حاضنة تضمن أعلى مستويات جودة الحياة لأصحاب الهمم وأسرهم.