افتتاحيات صحف الإمارات

افتتاحيات صحف الإمارات

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 04 مارس 2021ء) أكدت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم في افتتاحياتها أهمية العمل الجماعي لمواجهة التحديات وحل الأزمات التي تواجه المنطقة العربية نتيجة التدخلات الأجنبية في شؤون دولها والذي يتطلب زيادة التعاون والعمل المشترك لتحقيق طموحات شعوبها في البناء والتنمية .. لافتة إلى تأكيد دولة الإمارات أمام مجلس وزراء الخارجية العرب موقفها الراسخ تجاه القضية الفلسطينية وحل الدولتين ودعم الحلول السياسية في اليمن وسوريا وليبيا والعراق وهذه رسالتها في كل مكان وهي الدعوة للسلام ونشر التسامح والتعايش وتغليب لغة الحوار لتحقيق الأمن والاستقرار.

وسلطت الصحف الضوء على تنظيم الدولة لـ "إكسبو 2020 دبي" والذي يحمل بشائر تعافي الاقتصاد العالمي وعودة الحياة لطبيعتها كما سيتوج نهج الإيجابية في الإمارات الذي مكنها من التعامل الفعال مع جائحة" كوفيد - 19 " وأثمر عن تعزيز مؤشرات التعافي في دبي والإمارات.. إضافة إلى زيارة بابا الكنيسة الكاثوليكية للعراق .. بجانب تدخلات إيران ومخاطر السياسات التي يتبعها نظامها في المنطقة.

فتحت عنوان " مواجهة التدخلات " .. أكدت صحيفة "الاتحاد" أنه لابد من العمل الجماعي لمواجهة التحديات، وحل الأزمات، التي تواجه المنطقة العربية، نتيجة التدخلات الأجنبية المستمرة في شؤون دولها الداخلية، بما يهدد سيادتها، وأمنها، واستقرارها.. لافتة إلى أن المطلوب عقلانية، وحكمة، وتغليب للدبلوماسية، وزيادة التعاون، والتنسيق، والعمل المشترك، لتحقيق طموحات الشعوب العربية في البناء والتنمية، ومواجهة الضغوط، والآثار السلبية لانتشار جائحة «كوفيد- 19» على جميع المستويات.

وذكرت أن الإمارات في كلمتها أمام مجلس وزراء الخارجية العرب، أعادت التأكيد على موقفها الراسخ تجاه القضية الفلسطينية وحل الدولتين، ودعم الحلول السياسية في اليمن، وسوريا، وليبيا، والعراق، انطلاقاً من ضرورة وقف التدخلات الأجنبية لاسيما الإيرانية والتركية في الشؤون الداخلية للدول العربية، واحترام مبادئ حسن الجوار.

وأضافت على نهجها الدائم، رسالة الإمارات في كل مكان وتجمع، الدعوة إلى السلام، ونشر ثقافة التسامح والاعتدال والتعايش وتغليب لغة الحوار لتحقيق الأمن والاستقرار.

وقالت "الاتحاد" في ختام افتتاحيتها يكفي المنطقة العربية ما عاشته من أهوال وأزمات، وحان الوقت للتفكير بصوت واحد في الكلمة والهدف قولاً وفعلاً، والتوصل إلى إجماع مفيد يفتح الطريق أمام الفرص الإيجابية وخطوات النظر إلى المستقبل بتفاؤل شعاره التعاون والتضامن، وإلا ستبقى الغلبة للتدخلات الخارجية بكل ما تحمله من سلبيات واستقطابات ونزاعات.

من جانب آخر وتحت عنوان " درب مباشرة إلى التعافي " .. قالت صحيفة " البيان " تشهد الإمارات هذا العام حدثاً دولياً، هو الأضخم من نوعه عالمياً؛ والأهم أنه سيحمل بانطلاقته بشائر تعافي الاقتصاد العالمي، وعودة دورة الحياة إلى طبيعتها، كما أن هذا الحدث، «إكسبو 2020 دبي»، سيبرز مساهمة الدولة في مساعدة دول العالم، الشقيقة والصديقة، على تجاوز ظروف الجائحة العالمية.

وأشارت إلى أنه في هذا السياق، فإن هذا الحدث سيشكل تتويجاً لنهج الإيجابية في الإمارات، الذي تمت ترجمته في إجراءات سريعة، وخطط دقيقة، واستراتيجيات شاملة، للدخول في مرحلة ما بعد الجائحة، والانطلاق إلى ما بعدها، واستشراف آثارها المستقبلية، وما فرضته من تغييرات شاملة على الحياة بكل قطاعاتها.

وأضافت أن نهج الإيجابية، الذي مكن الدولة من التعامل الفعال مع ظروف الجائحة، أثمر كذلك عن الحفاظ على انطلاقة قاطرة الإنجازات، وتعزيز مؤشرات التعافي في دبي والإمارات، التي منها، على سبيل المثال، لا الحصر، شهادات أدلت بها مؤسسات دولية مرموقة، ومن بينها صندوق النقد الدولي، الذي أشاد في معطياته بالمحفّزات الضخمة، التي وظفتها الدولة لمواجهة الجائحة العالمية.

وذكرت أنه من جهة أخرى، تبرز مؤشرات التعافي من خلال ثقة المؤسسات الدولية الكبرى بالبيئة الاستثمارية في الإمارات، إلى جانب حفاظ الدولة على استمرار تدفق السيولة، الذي يرفع قيمة الصفقات في سوق الأسهم، وكذلك إدراجات الصناديق الاستثمارية الجديدة للتداول في سوق دبي.

وقالت في ختام افتتاحيتها لا تتوقف مؤشرات تعافي دبي والإمارات عند هذا الحد، فهناك أيضاً حركة التصرفات العقارية اليومية، والإنجازات في قطاع الإعمار، الذي أضاف مزيداً من الأيقونات السحابية إلى دبي.. وهذه المؤشرات كلها تؤكد أن دبي والإمارات تشقان درباً مباشرة إلى مرحلة التعافي.

من ناحية أخرى وتحت عنوان " زيارة تاريخية للبابا " .. قالت صحيفة " الخليج " عندما يطأ البابا فرنسيس أرض العراق اليوم، فإنه يفتح صفحة ثانية من صفحات السلام والتعايش والمحبة والأخوة الإنسانية، بعد الصفحة التي كان فتحها في زيارته لأبوظبي في فبراير عام 2019، حيث وقع «وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك»، مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب.

وأضافت هي بهذا المعنى زيارة تاريخية للعراق، لأنها الأولى لرأس الكنيسة الكاثوليكية إلى هذا البلد الضاربة جذوره في التاريخ والحضارة الإنسانية، والمهد الأول لتشكل الفكرة الدينية لدى الحضارات القديمة، حيث تحظى أرض العراق بمكانة رمزية في معتقدات أتباع الديانات السماوية كافة، من خلال الاعتقاد بأنها كانت مهداً في الأساس لخلق آدم وحواء.

كذلك يُجمع أتباع الديانات الثلاث /اليهود والمسيحيون والمسلمون/ على الاعتقاد بمولد النبي إبراهيم في سهل آور الذي يزوره البابا، حيث تحمل شخصيته صفة جامعة، باعتباره «أب» الديانات السماوية على اختلافها.

وأوضحت أن الزيارة تاريخية لهذه الأسباب وغيرها، من بينها إصراره على الزيارة رغم تفشي وباء كورونا، فهي الأولى له خارج الفاتيكان منذ ظهور الوباء، وكذلك رغم التفجيرين الانتحاريين في ساحة الطيار في بغداد في يناير في بغداد، وسقوط قتلى وحرجى، ورغم التظاهرات التي تجتاج العديد من المدن العراقية، والهجمات الصاروخية على مواقع أمريكية..والزيارة تاريخية أيضاً بسبب برنامجها الحافل بالمعاني الرمزية، إذ يزور مدينة النجف في اليوم الثاني، ويلتقي المرجع علي السيستاني، امتداداً للقائه شيخ الأزهر، وكأنه يريد أن يبعث برسالة إلى كل المسلمين، بأن الكنيسة منفتحة على الجميع دون استثناء، عنوانها «إننا جميعاً أخوة».

وأشارت إلى أن هذه الزيارة غير المسبوقة، هي رسالة سلام للعراق والمنطقة، ورسالة تضامن مع مسيحيي المشرق الذين عانوا ما عانوه من تهجير وجرائم ومجازر وسبي على يد الإرهاب الداعشي خلال وجوده في سهل نينوى ومعظم أرض العراق بين عامي 2014 و 2017، لعلها تسهم في تقوية النسيج الاجتماعي العراقي، وتفتح آفاقاً جديدة في تعزيز مبدأ التعايش المشترك، ونبذ الخلافات وتحقيق الوحدة الوطنية، وتبعث الأمل لدى المسيحيين للتشبث بأرضهم، وتعزيز الإخاء بين مختلف الأديان والمذاهب.

وقالت الخليج" في ختام افتتاحيتها هذا البابا، ابن كنيسة أمريكا الجنوبية، حاملة لواء التحرير في تلك القارة، أراد منذ توليه منصبه عام 2013 أن يكون بابا التغيير، معبراً عن صوت الفقراء والمحرومين والمتعبين، حاملاً رسالة المحبة والسلام بين بني البشر على مختلف أديانهم وألوانهم وإثنياتهم وأفكارهم. وهو بزيارته إلى العراق يثبت أنه رسول محبة، ورفيق المهمشين والفقراء، ويقدم رسالة احتضان إلى كل الشعوب الجريحة التي عانت الحروب والتشريد والبطش والانقسامات والاحتلال والإرهاب.

من جهة أخرى وتحت عنوان " أمن المنطقة الأهم عالميا" .. أكدت صحيفة " الوطن" أن تدخلات إيران والسياسة الهمجية التي يتبعها نظامها، هي السبب الرئيسي وراء الكثير من أزمات المنطقة وحرائقها المشتعلة منذ سنوات طويلة، واليوم يترقب العالم تطورات الأحداث ومدى الفاعلية التي يمكن أن يتخذها المجتمع الدولي في مواجهة كل ما تفرزه المخططات القائمة سواء على صعيد التدخل في شؤون عدد من دول المنطقة، أو من ناحية الملف النووي الذي تنصلت إيران من التزاماتها الواجبة تجاهه وباتت تواصل نهجها الخطير الذي يثير قلقاً إقليمياً وعالمياً متصاعداً، خاصة مع مؤشرات خلاف وتبدل كبيرين في النهج الذي قد تتبعه الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن، رغم التأكيد الهام والضروري الراسخ الذي جددت واشنطن الالتزام به وهو منع إيران من امتلاك السلاح النووي، حيث إن العالم أجمع يشدد على ضرورة خلو منطقة الشرق الأوسط وهي الأهم من الأسلحة النووية بجميع أشكالها، وبالتالي فإن التزامات واشنطن وتوجه الموقف الأوروبي نحو موقف أكثر فاعلية في مواجهة إيران.. جميعها تخدم أهداف المجتمع الدولي وقناعاته الواجبة بالأمن والاستقرار ، لكن بالمقابل يبقى سؤال رئيسي وهام يتمثل في العبث المتواصل بأمن عدد من دول المنطقة وانتهاكات إيران لسيادتها وإرسال المليشيات واتخاذها أوراق ضغط وابتزاز في مماحكاتها المتواصلة؟.

وأكدت أن استقرار المنطقة أساس الاستقرار العالمي لأسباب كثيرة لا تبدأ بكونها قلب العالم بحكم موقعها، ولا تنتهي بأنها من مقومات وأعمدة أمان الاقتصاد العالمي، وبالتالي فإن كل محاولات إيران لا تقتصر آثارها السلبية على المنطقة فقط، بل تسبب تهديداً حقيقياً للعالم أجمع، وبالتالي فإن الشرار المتطاير من الحرائق التي تحاول إيران بكل ما تستطيع أن تبقي نيرانها مستعرة، والتمدد الذي تقوم به حيث يشكل خطراً وجودياً على كل دولة وجدت منفذاً إليها خاصة من ناحية العمل على تغيير الثقافات والهوية وحتى العقائد، وهي إن لم تجد موقفاً حاسماً وسريعاً للتعامل معها فجميعها في النهاية أمراض يمكن أن تتفشى ويكون لها الكثير من التداعيات.

وقالت لذلك التوجه العالمي اليوم يجب أن يضع في الاعتبار أن التعامل مع مخاطر السياسة الإيرانية يجب ألا يقتصر على ملف واحد بل كسلة متكاملة لا يكون فيها أي مجال للتفسيرات المتضاربة أو التسويف، بل لا بد من فرض القانون الدولي واحترام ما ينص عليه من آلية وقواعد العلاقات وبما يكفل حماية أمن الدول والشعوب المستهدفة بانتهاكات إيران ومليشياتها وتعدياتها، فضلاً عن ضرورة التعامل الحاسم مع كافة التنظيمات المسلحة التابعة لإيران والتي تعمل على خدمة أجندتها الخبيثة..

وشددت "الوطن" في ختام افتتاحيتها على أن أمن وسلامة المنطقة خط أحمر ويجب على صناع القرار في المجتمع الدولي أن يعملوا على تحصينه وتعزيز مقوماته ومنع المس به.