رواد الأعمال الشباب .. ريادة في قطاع الانتاج الزراعي

رواد الأعمال الشباب .. ريادة في قطاع الانتاج الزراعي

أم القيوين (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 27 فبراير 2021ء) بات شباب الإمارات ركيزه أساسية في مسيرة التنمية المستدامة و صناعة المستقبل بعد أن توالت انجازاتهم منذ قيام الاتحاد في شتى المجالات و برزت مهاراتهم وامكانياتهم في بناء الدولة فهم ثروة الوطن التي آمنت القيادة الرشيدة للدولة بطاقتهم المتجددة وجعلتهم ضمن أولويات أجندتها فأولتهم الاهتمام والرعاية والثقة وقدمت لهم الفرص المناسبة وأهلتهم للمشاركة في اتخاذ القرار، وأثبتو على الصعيدين المحلي والعالمي بأنهم أهل للثقة.

وحرصت حكومة الإمارات على مساعدة رواد الأعمال من فئة الشباب والاهتمام بمشاريعهم الصغيرة والمتوسطة والتأكيد على دورهم بأن يكونوا أحد ركائز الإقتصاد الوطني من خلال تقديم الدعم المعنوي و اللوجستي لهم و تتويج هذا الدعم والإهتمام بتعين وزير دولة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة في التشكيل الوزاري الأخير.

وكان لذلك الاهتمام والدعم لرواد الأعمال الشباب توجه العديد منهم إلى قطاع المال والأعمال والاستثمار بالإضافة إلى ادارة المؤسسات الإقتصادية فبرزت الأفكار الشابة الطموحة والمشاريع الرائدة التي ساهمت بصورة كبيرة في تنمية قطاع الاقتصاد في الدولة وزيادة الانتاج المحلي وفتح آفاق الابتكار بين الشباب وايجاد فرص عمل للكثيرين منهم.

ومن القطاعات التي حرص الشباب الاماراتي الولوج فيها خلال السنوات الأخيرة هو قطاع الانتاج الزراعي ، مما كان له الأثر في الحفاظ على الغطاء النباتي ودعم التنمية الزراعية في الدولة حيث تعتبر الزراعة أحد الأنشطة والمهن التي تميز بها ابناء الإمارات من زمن بعيد لتمتع مناطق عديدة على امتداد دولة الإمارات بالأراضي الخصبة المشجعة على الزراعة ، وقد نما هذا القطاع وتطور على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" الذي أعطى بحكمته ورؤيته التنمية الزراعية والأمن الغذائي اهتماما كبيراً باعتبارهما ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الشاملة والاستدامة في الدولة.. ومقولته رحمه الله " اعطوني زراعة أعطيكم حضارة ".

وقدمت حكومة الامارات التشجيع والتحفيز للشباب لتطوير مشاريعهم الزراعية من خلال دعم حكومي اتحادي ومحلي ومثل الدعم الحكومي وزارة التغير المناخي والبيئة التي تقدم الدعم اللازم للمزارعين المواطنين عبر اتجاهين الأول مادي من خلال توفير المستلزمات الزراعية بنصف تكلفتها السعرية والثاني تمثل في توفير منظومة واسعة و متعددة القنوات لعمليات الإرشاد الزراعي التي تستهدف تطوير القدرات والمهارات عند المزارعين وتنفذ ذلك بالزيارات الميدانية للمزارع المحلية وتوعيتهم بالنظم الحديثة والمستدامة و تشجيعهم على استخدامات التكنولوجيا الحديثة ، وقد استفاد 1925 مزارعا العام الماضي من مواد الدعم التي توفرها الوزارة لتعزيز نمو القطاع والمساهمة في تحقيق أمن واستدامة الغذاء، وشمل الدعم توفير 40 نوعا من مستلزمات الزراعة بنصف تكلفتها الشرائية.

كما تحرص المؤسسة الإتحادية للشباب على تقديم الدعم الكامل للشباب من خلال اطلاق المبادرات التي تخدمهم وفتح أفاق عديدة لهم في المجالات كافة والتي تعد الزراعة واحدة منها، و أبرز مثال على ذلك المبادرة التي أطلقتها المؤسسة مؤخرا بالشراكة مع وزارة التغير المناخي والبيئة والتعاون مع مكتب الأمن الغذائي والمائي " مبادرة " سوق المزارعين الشباب " الذي شارك فيه عدد كبير من الشباب المهتم بالمجال الزراعي من خلال المنصة التي تعرض منتجاتهم الزراعية و تروج لها امام الجمهور والجهات الاستثمارية والتمويلية.

وهدفت المبادرة إلى تمكين رواد الأعمال من الشباب في مجال الإنتاج الزراعي واستقطاب تمويلات واستثمارات تساهم في توسعة حجم المشاريع الصغيرة والمتوسطة و زيادة قدرتها الانتاجية والتنافسية ، بالإضافة إلى تعزيز المهارات وتمكينها من خلال تبادل الخبرات بين المشاركين في السوق.

من جهتها وفرت الحكومات المحلية الدعم اللازم للشباب من خلال منحهم الأراضي الزراعية ، إضافة إلى البرامج والصناديق التي تعتبر حاضنات اقتصادية قدمت لرواد الأعمال المواطنين من فئة الشباب الراغبين دخول عالم المال والأعمال الكثير من التسهيلات والدعم المالي والفني لمشاريعهم وهيأت لهم البيئة الإستثمارية المناسبة من خلال تذليل العقبات والتحديات التي تواجههم ومساندتهم في اطلاق أفكارهم الإبداعية.

واستطاع رواد الأعمال الشباب في الانتاج الزراعي أن يثبتوا خلال فترات قصيرة ريادتهم في هذا المجال واصرارهم على مواجهة التحديات والاستمرار .. وتحدث سيف راشد الشحي آل علي صاحب مشروع " فيجي بوكس - VEGGIE BOX " في أم القيوين عن سبب اختياره مجال الانتاج الزراعي مؤكدا حبه و شغفه بالزراعة منذ الصغر والذي بدأ بإهتمام عائلي في نطاق ضيق إلا أنه مع توفر الفرص والدعم المقدم للمواطن من قبل الحكومة زاد من رغبته بتوفير منتجات زراعية محلية ذات جودة عالية واسعار تنافسية لنفس نوع المنتجات المستوردة للمستهلك إلى جانب الإصرار على أن يكون له دور في دعم رؤية قيادة دولة الإمارات وأن يكون أحد رواد الأعمال المساهمين في توفير الإكتفاء من الإنتاج الزراعي في السوق المحلي خاصة الخضروات.

وثمن سيف آل على الدعم الذي يحصل عليه المواطن الاماراتي سواء كان إتحاديا أو محليا مما كان له دور كبير في نجاح المشروع وتطويره، مشيرا إلى أن وزارة التغير المناخي والبيئة تعمل على تعزيز قطاع الإنتاج الزراعي في الدول وذلك من خلال توفير البذور والأسمدة والمبيدات الحشرية ومستلزامات الزراعة العضوية بأسعار مدعمة مما يساعد و يسهل عملية انتاج المحاصيل وخاصة الخضروات.

وأضاف إن لدعم حكومة أم القيوين بقيادة صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين دورا في نجاح المشروع لما يقدمة من رعاية لأبناء الامارة بتوفير الخدمات و المحفزات المشجعة على ريادة الأعمال.

وقال إن برنامج الشيخ سعود بن راشد المعلا لدعم مشاريع الشباب ساهم بشكل كبير في تسهيل المشروع الزراعي الخاص بي من خلال السماح باستصدار التصاريح اللازمة لممارسة النشاط الزراعي والتسويق للمنتجات بصورة قانونية ومنظمة.

من جانبه أوضح ماجد سلطان الكبيسي أحد رواد الأعمال.. أن الزراعة من القطاعات المستدامة والحاجة إليه مستمرة الأمر الذي يشجع الشباب بالإتجاه إلى هذا القطاع والإستثمار فيه نظرا لأهميته الاقتصادية والإجتماعية والبيئية ودوره في تحقيق التنوع والأمن الغذائي بالدولة.

ويعتمد مشروع الكبيسي على زراعة الورقيات في غرف مغلقة ومعقمة بإستخدام أنظمة الزراعة المائية بنظام الإدارة اليابانية في الجودة، ومستخدم في تنفيذ مشروعه خبرات يابانية في تصميم وتشغيل نظام الزراعة لضمان جودة عالية في الانتاج وكفاءة في التشغيل.

ويؤكد رواد الأعمال الشباب أن الزراعة تعتبر من المشاريع الاستثمارية الجيدة ومن الأنشطة الواعدة وتحتاج إلى صبر واصرار على التحدي والمثابرة في العمل ومتابعة كل ما هو جديد في الزراعة واتباع أحدث الوسائل التي تمكن من نجاح المشروع واستمراريته.