"مركز اللسان العربي".. نافذة لتعريف العالم بجماليات لغة الضاد

"مركز اللسان العربي".. نافذة لتعريف العالم بجماليات لغة الضاد

الشارقة (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 17 كانون الثاني 2021ء) يقود مجمع اللغة العربية في الشارقة جهودا كبيرة في تعريف غير الناطقين باللغة العربية بلغة الضاد من خلال استحداث "مركز اللسان العربي" عام 2018 ليكون حاضنا للراغبين بتعلم العربية من مختلف دول العالم وذلك تجسيدا لرؤية الإمارة في النهوض باللغة العربية والتأكيد على دورها المحوري في تحقيق مشروع الإمارة الثقافي والحضاري.

ونجح المجمع عبر بوابة مركز اللسان العربي في تخريج ما يزيد عن 100 طالب وطالبة من دول مختلفة منذ افتتاحه منها الفلبين والهند وباكستان واسكتلندا وبريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا وموريشيوس والصين وروسيا وأوكرانيا وبلغاريا وإيران وكوريا الجنوبية.

وسعى المركز من خلال الدورات التي نظمها للمنتسبين إلى فتح المجال لتلاقي الثقافات والتعريف بجماليات اللغة العربية من خلال تعزيز مهارات القراءة والاستماع والكتابة والمحادثة باللغة الفصحى لغير الناطقين بها بما يخدم تنمية مهارات التواصل والتركيز على سلامة النطق الى جانب دمج منتسبي المركز في مجتمع دولة الإمارات وإكسابهم خبرة معرفية إضافية.

وأكد الدكتور أمحمد صافي المستغانمي الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة قاد حراكا ثقافيا شاملا يستند في أساساته على اللغة العربية وينطلق من ثوابت الهوية العربية والإسلامية التي تشكل لغة الضاد عمادها .. مشيرا إلى أن جميع المبادرات والمشاريع التي تبلورت في إمارة الشارقة تصب في مصلحة الارتقاء بواقع الثقافة العربية وتعزيز حضورها بين ثقافات العالم.

وقال : حرصنا عبر مركز اللسان العربي التابع لمجمع اللغة العربية بالشارقة على حشد الطاقات والجهود من أجل خدمة اللغة العربية وتعريف غير الناطقين بها على كنوزها وخصائصها وأدواتها وعملنا على توفير العديد من المنصات المعرفية الداعمة لهم والمساندة لخبراتهم في مجال تعلم اللغة لنكون شركاء في مد جسور الحوار المبني على المعرفة والذي يسهم في رأب الفجوة الحضارية التي يشكلها غياب الفهم الكافي لثقافتنا وهويتنا العربية لنتشارك مع غير الناطقين بلغتنا مسيرة الحضارة الإنسانية بأوجهها المختلفة.

ولفتح المجال أمام أكبر عدد من الراغبين بتعلم اللغة العربية والاستفادة من كنوزها شملت الدورات العديد من المستويات بداية من "الابتدائي" وهم الأشخاص الذين يمتلكون الحدود الدنيا للتواصل باستخدام عبارات محفوظة أو قوائم متنوعة و"المتوسط" لذوي القدرة على تركيب الجمل التي لم يسبق لهم سماعها من قبل والإجابة عن المواضيع المألوفة واليومية كما شملت الدورات الأشخاص المتقدمين أصحاب القدرة على الوصف والمقارنة والتعامل مع المواد المعقدة في مجالات اللغة.

ويخوض المنتسبون برنامجا تعليميا يصل إلى 10 أسابيع للدورة الواحدة مستفيدين من 30 محاضرة بواقع 45 ساعة يخضع كل طالب فيها لامتحان تقييمي وفقا للمهارات التي تم تغطيتها في المستوى الخاص به وبناء على تلك النتيجة يتقرر انتقاله إلى مستوى أعلى أو استمراره في المستوى نفسه لينال الطلبة في ختام دوراتهم شهادات اعتماد تبقى شاهدة على منجزاتهم خلال رحلة التعلم التي خاضوها.

وكانت أولى دورات المركز قد انطلقت في أكتوبر من العام 2018 واستمرت حتى ديسمبر من العام ذاته بمشاركة عدد لافت من غير الناطقين باللغة العربية حيث شجع هذا النجاح المركز على تنظيم دورته الثانية في يناير من العام 2019 والتي شهدت انضمام منتسبين جدد بالإضافة إلى الطلبة القدامى في كافة المستويات التي يتكون منها البرنامج.

وفي ضوء النجاحات المتتالية التي حققها نظم المركز خلال دورتيه الثالثة والرابعة في أبريل وسبتمبر من العام 2019 قدمها نخبة من المدرسين والخبراء اللغويين وكان قد استفاد من الدورات التي قدمها المركز عدد من الموظفين العاملين في المؤسسات الحكومية مثل هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون وأكاديمية الشارقة للفنون الأدائية نظرا لساعاتها التعليمية المرنة التي خصصت لتتناسب مع طبيعة ساعات عملهم.

وينطلق المركز بدورته الخامسة في يناير الجاري ويدعو جميع الطلبة والموظفين المهتمين بتعلم اللغة العربية بالتسجيل في الدورات المجانية عبر البريد الإلكتروني: [email protected].

وضمن جهوده الحثيثة للوصول إلى أكبر شريحة من المنتسبين أبرم المركز عددا من اتفاقيات التعاون المشترك مع الجامعة الأمريكية في الشارقة وجامعة هانكوك للدراسات الأجنبية في كوريا الجنوبية بهدف تبادل البعثات الطلابية وتعزيز الحوار الثقافي والعلمي ونشر اللغة العربية بين الشغوفين بتعلمها من غير العرب.

وأسفرت جهود المركز عن تخصيص حزمة من الساعات الدراسية الخاصة لطلبة الجامعة الأمريكية في الشارقة من غير العرب بالإضافة إلى استقباله 22 طالبا وطالبة من جامعة هانكوك الكورية الذين قضوا في إمارة الشارقة شهرا كاملا في شهر يناير الماضي تمكنوا خلاله من معايشة تجربة لغوية ثقافية عربية فريدة بالإضافة إلى اطلاعهم على عادات وتقاليد المجتمع الإماراتي الأصيلة.