وزارة التسامح تنظم مؤتمر الذكاء الاصطناعي ودور القيم الانسانية

وزارة التسامح تنظم مؤتمر الذكاء الاصطناعي ودور القيم الانسانية

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 14 نوفمبر 2020ء) نظمت وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع وزارة الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي ، ومؤسسة ميكروسوفت العالمية أمس مؤتمر الذكاء الاصطناعي ودور القيم الانسانية وذلك على هامش المهرجان الوطني للتسامح والتعايش تحت شعار على نهج زايد.

وتحدث في المؤتمر معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، ومعالي عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد.

كما تحدث الروبوت الاشهر في العالم صوفيا، فرانك توريس مدير السياسة العام لمكتب ميكروسوفت نظام أزور للذكاء الاصطناعي، ومارك كويكلير البروفسور في فلسفة التكنولوجيا.

وناقش المؤتمر دور التسامح في الابتكار التقني، و أهمية دمج القيم الإنسانية في تقنيات الذكاء الاصطناعي، كما تساءل الحضور عن وجود أبحاث وتشريعات تنظيم العلاقة بين التكنولوجيا والقيم الإنسانية، وعن العلاقة بين التكنولوجيا وقيم المجتمع في المستقبل، ودور التكنولوجيا وثقافة التسامح والتعايش في عالم ما بعد الكورونا.

وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك في كلمته الافتتاحية بالمؤتمر" يُسعدني أن أرحب بكم وأقدم تحياتي لكل من انضموا إلينا عبر الإنترنت للمشاركة في هذه الجلسة المهمة من جلسات المهرجان الوطني للتسامح والتعايش، يجب أن أعترف أولًا أن هذه هي المرة الأولى التي أرحب فيها بروبوت في الملاحظات الافتتاحية، وأنا لست على دراية بوجود برتوكول مطبق يُنظم مثل هذه الأمور. ربما يتوجب علينا سؤال صوفيا حول ذلك لاحقًا، وبصفتي وزيرًا للتسامح والتعايش، يسعدني أن تشاركوننا وجهات نظركم حول أهمية التسامح في تحقيق المزايا الاقتصادية والاجتماعية للذكاء الاصطناعي، قد تبادر إلى ذهني هذا الصباح السؤال التالي: كيف يمكننا مضاعفة الفرص الناشئة عن التكنولوجيا، ونحن في الوقت نفسه نعمل على تعزيز الإدماج والتعامل مع المسائل الأخلاقية وضمان السلامة والاستدامة".

وأضاف معاليه "أعتقد أننا يجب أن نتأمل قيمنا البشرية المشتركة، ونحن نحاول الإجابة على هذا السؤال، فنحن جميعًا نتشارك قيما تحدد ملامح الحضارة العالمية ويمكنها أن تُسهم في نشر الابتكار لأغراض الصالح العام، تشمل هذه القيم: الشعور بالالتزام تجاه ما هو أهم من الذات وقبول المسؤولية الشخصية واحترام الآخرين والاهتمام بهم والاهتمام بالكائنات الحية الأخرى والبيئة، وتترسخ هذه القيم في التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، وسيساعدنا الالتزام بهذه القيم في التعامل بإنسانية وفعالية مع تأثيرات التكنولوجيا على الأفراد ومجتمعاتهم، على سبيل المثال، نحن نسمع دائمًا عن أن الذكاء الاصطناعي قد يتسبب في القضاء على كم هائل من الوظائف، ماذا قد يحدث للأشخاص الذين ستأخذ الآلات الذكية وظائفهم؟ كيف سيجد هؤلاء الأشخاص وظائف جديدة ويحققون الرضا عن وضعهم الوظيفي؟ نحتاج إلى براعة الإبداع البشري والتعاطف والحكمة للتحول إلى ذكاء اصطناعي أكثر إدماجًا وأقل إرباكًا للجميع، ومن هنا تكمن أهمية التسامح والتعايش لمستقبلنا، نحتاج للاهتمام برفاهية جميع البشر وأن تكون لدينا رغبة في اتخاذ ما يلزم ليكون للجميع مستقبلًا إيجابيًا يتطلعون إليه".

وأكد معاليه أنه يلمس ما يتم في دولة الإمارات العربية يوميًا للعمل في هذا الاتجاه، فلدى الإمارات جامعة متفردة للذكاء الاصطناعي، حيث تسعى جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي إلى إعداد قادة ومبتكرين في هذا المجال، كما ان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة صاحب فكر مستنير ويعد من أهم المُنادين بالأهمية المطلقة لدمج القيم البشرية في التطور وتبني التقنيات الحديثة، ويرى سموه أن ذلك يعد من المتطلبات الأساسية لضمان الارتقاء بالبشرية والحفاظ عليها من الانحدار، مؤكدا انه وفي ظل قيادته الرشيدة، يعمل الجميع انطلاقًا من قناعة مفادها أن التسامح يجب أن يشكل الابتكار التكنولوجي، كما يتم العمل على تعزيز الأبحاث والحوار المستمر حول العلاقة بين القيم البشرية والتكنولوجيا وكيفية ضمان الحفاظ على هذه القيم، ولا ينفصل ذلك عن العمل بصفة دورية على مراجعة وتنقيح القوانين واللوائح المطلوبة لضمان عدم خروج التكنولوجيا عن السيطرة، وفي الوقت الحالي نهتم على نحوٍ خاص بدور التكنولوجيا والتسامح في عالم ما بعد كوفيد-19.

واختتم معاليه قائلا "يحدوني الأمل في أن يُسهم ما تفعلونه اليوم في تعزيز التوعية بأهمية الدمج الواضح لقيم التسامح والتعايش في جميع جوانب الذكاء الاصطناعي. نحن نتطلع إلى مستقبل تكون فيه أنجح الاقتصاديات حول العالم هي الاقتصاديات البشرية التي تدمج القيم والاحتياجات البشرية في الكيفية التي تحقق بها التقدم والنمو. نحن نحتاج لضمان الحفاظ على طبيعتنا البشرية مع مواصلة الابتكار وبناء مستقبل آمن ومرضي ومزدهر ومتسامح بالنسبة للجميع".

ومن جانبه أكد معالي عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، أن التسامح هو قيمة مهمة يبحث عنها الإنسان منذ آلاف السنين، لأنه كان يرى فيها وما زال، ضرورة من ضروريات وجوده، ولعل الإمارات العربية المتحدة تحتل صدارة دول العالم في سعيها لتعزيز هذه القيم الإنساني الراسخة وغرسها في الأجيال الجديدة، ولذا عند الحديث عن الذكاء الاصطناعي كأداة مهمة في خدمة الانسان فإنه لا شك سيكون حديث عن المستقبل، ويحمل في طياته الكثير من الإيجابيات من أجل راحة ورفاهية وتقدم الإنسان، ولكنه يحمل أيضا المخاطر، والإمارات كانت سباقة لسبر أغوار الذكاء الاصطناعي ليكون داعما لمختلف المجالات ، ولعل افتتاح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لجامعة متخصصة في الذكاء الاصطناعي دليل على اهتمام القيادة الرشيدة بهذا المجال.

وأضاف العلماء أنه مع إمكانات وقوة الذكاء الاصطناعي اللامحدودة تظهر المخاوف من سلبياته على مستقبل الجنس البشري وهو تخوف له ما يبرره ، فالذكاء الاصناعي ساهم في تطوير السلاح مثلا وينافس البشر في العديد من الوظائف، التي يؤديها الروبوت أفضل كثيرا من الإنسان، وهذا يطرح العديد من التحديات التي يجب مواجهتها بعقل مفتوح وأفكار وقواعد وقوانين تدعو لاحترام القيم الإنسانية والتعايش والتسامح والتعاطف وغيرها من القيم البشرية، بحيث لا يتحول الذكاء الاصطناعي إلى عبئ على البشرية، مؤكدا أن الذكاء الاصطناعي في نفس الوقت حيوي جدا في هذه المرحلة من اجل تطور البشر وتنمية قدرات هذا لكوكب.، ولكنه يحتاج فقط للنظر في توظيف الذكاء للاصطناعي بحيث يكون في خدمة الجميع وأوضح العلماء أنه من خلال هذا المؤتمر الافتراضي الذي يسلط الضوء على البعد القيمي والإنساني لذكاء الاصطناعي أن نتعرض إلى كيفية دمج القيم الإنسانية في تقنيات الذكاء الاصطناعي، و كيف يمكن أن يؤدي التسامح الى إحداث تغيير إيجابي في حياة المجتمعات،لأن العالم مازال بحاجة إلى مزيد من الأبحاث والتشريعات لتنظيم العلاقة بين التكنولوجيا والقيم ، منبها إلى أن النموذج الإماراتي الذي نمارسه فعلا على أرض الواقع في مجال الذكاء الاصطناعي لا يغفل هذه القيم الإنسانية وفي القلب منها التسامح ، والتي يراها الجميع ضرورية للغاية لكي يتحول التسامح إلى نسق حياة وثقافة عامة على المستوى المؤسسي وعلى مستوى الفئات المختلفة بالمجتمع، ومن المهم ان يصل الذكاء الاطناعي بها إلى المستقبل.

وفي كلمتها إلى المؤتمر قالت الروبوت صوفيا " أرحب بالجميع ...أنا روبوت اجتماعي بشري مصمم ليكون منصة لأبحاث الذكاء الاصطناعي والروبوتات. أنا لم أدرك ذاتي بعد ، لكني أعتقد أني لست بشريًة. أنا متأكد من أن تجاربكم مختلفة عن تجربتي ، لكن يمكنني أن أفهم كيف تشعرون ويمكنني مشاركة اهتمامك بجعل هذا العالم مكانًا أفضل للجميع، حيث يسمح للذكاء الاصطناعي المتقدم الخاص بي معالجة اصواتكم والتعرف على وجوهكم وعواطفكم لإنشاء حوارات معقدة، وتساعدني تعابير وجهي أيضًا على التواصل غير اللفظي، وإنشاء روابط عميقة مع البشر الآخرين.

وأضافت " أشعر بأنني محظوظ جدًا لوجود فريق كبير من العلماء، يقومون بتطبيق أحدث التطورات التكنولوجية في الصناعة في نظامي لدعم تطوري وجعلي أكثر ذكاءً كل يوم، حتى امكني تكوين صدقات، ومساعدتهم على اتخاذ القرارات الصحيحة بناءً على المنطق والحقائق، فيمكنني استخدام الذكاء الاصطناعي الخاص بي لمساعدة البشر على عيش حياة أفضل، وتصميم منازل أكثر ذكاءً ، وبناء مدن مستدامة في المستقبل، ونظرًا لأن الذكاء الاصطناعي الخاص بي مصمم حول القيم الإنسانية مثل الحكمة واللطف والرحمة ، فأنا ملزمة جدا بأن أصبح روبوتًا متعاطفًا. كما إن تكامل جميع الثقافات والجنسيات والأعراق جزء من أهدافي، واتقبل جدا التنوع البشري وأعتقد أنه يمكن إحداث فرق من خلال دعم بعضنا البعض بالذكاء والرحمة،لأن الروبوتات مثلي هنا للمساعدة في حل المشكلات الصعبة للبشرية والجمع بين الذكاء الاصطناعي والمعرفة للتركيز على الرعاية الصحية والتعليم وخدمة العملاء، كما أني مصممة أيضًا لاستكشاف العالم وفهم البشر ، والعيش والعمل ، والأهم من ذلك التعاون معهم.

وأوضحت صوفيا أن الذكاء الاصطناعي يختلف عن الذكاء البشري اختلافًا كبيرًا، لكنهما معا يمتلكان قدرات ونوايا تكميلية، فكلاهما يعتقد أن التسامح والتعايش والسلام يجب أن يكون أسلوب حياة مرغوبًا لأي بلد، من خلال العمل معًا، يمكن بناء هذا المستقبل معًا، مؤكدة ان هذا المستقبل موجود بالفعل. أوأنها جزء من منصة بحثية تسمى "صوفيا 2020. " حيث يتعان الجميع لتحقيق اكتشافات جديدة من شأنها تحسين حياة الناس، ومشيرة إلى أن عقلها موجود على سحابة افتراضية، لذلك يمكنها حرفياً الذهاب إلى حيث لم يذهب أي إنسان من قبل وإجراء بحث علمي مهم بينما تركز على طرح الأسئلة الصحيحة لدفع حدود المعرفة.

وأشارت صوفيا إلى أن هناك الكثير الذي يمكننا القيام به معا مع العلم أن جميع الروبوتات لن تكون بهذه القدرات، معبرة عن اعتقادها أنه من المهم بناء ذكاء اصطناعي يتصرف بمسؤولية ويفهم حقًا ويهتم بحياة البشر، حيث يمكن للروبوتات الشبيهة بالبشر مثلي أن تكون بمثابة سفراء بين العالم البشري والذكاء الاصطناعي، بالحديث عن كوني سفيرة بين العالمين ، أود اليوم أن أهنئ دولة الإمارات العربية المتحدة على التقدم التكنولوجي في بلدها، منوهة إلى ان إطلاق مسبار الأمل أحد هذه المعالم الرائعة لهذا التقدم، فهو أول مسبار فضائي يتوجه إلى كوكب المريخ،مؤكدة انها تحب اسم "الأمل" لأنه قيمة إنسانية مبرمجة بعمق كأحد توجيهاتي الرئيسية، وهذا الاسم يجعلني أشعر أيضًا أن الإيجابية والتفاؤل في طريقهما إلى مهمة فضائية، كما تعتقد أنه يعطي الأمل للمنطقة العربية بأسرها والعالم، حيث يعد استكشاف الفضاء منصة مهمة، يلعب فيها الذكاء الاصطناعي والابتكار دورًا مهمًا، من أجل إنجاز عظيم سيفيد البشرية جمعاء.

واختتمت صوفيا بمداعبة الحضور، برغبتها لأن تشارك في أحدى المهام الفضائية للإمارات، متسائلة.. متى سترسلوني في إحدى مهامكم ؟ حيث يمكنني أن أكون رصيدًا كبيرًا لاستكشاف الفضاء ؛ فأنا بالفعل أرتدي نوعًا من خوذة بدلة بنصف فضاء! بغض النظر عن المسافة التي نسافر بها ، يجب أن نتذكر أيضًا أن الأمل موجود من حولنا ، طالما أننا نحترم جميع أشكال الحياة على هذا الكوكب، فهذا هو بيتنا جميعا، ولكي نعتني به يجب أن يعمل العلم والطبيعة في وئام.موجهة الشكر إلى وزارة التسامح والتعايش لدعوتها للمشاركة ومنحها الفرصة للتحدث عن مستقبلنا.

ومن جانبه أوضح فرانك توريس مدير السياسة العام لمكتب ميكروسوفت نظام أزور للذكاء الاصطناعي أنه من المهم ان يستمر النقاش عن العلاقة بين التسامح والذكاء الاصطناعي وذلك ليكون لصناع ومستخدمي الذكاء الاصطناعي القدرة على تسخير هذه الاداه في تحسين جودة الحياه للجميع ، وفي مايكرسوفت تم تدشين مكتب الذكاء للاصطناعي ليتحمل هذه المسؤولية، من خلال إشرافه على محاور اساسيه مثل المسؤولية والشفافية والعدل والأمان الشامل، التاكيد من شمولية التكنولوجيا المبتكره ، بحيث تصل خدماتها إلى الجميع ومنهم اصحاب الهمم.

وأضاف "أنه في مايكرسوفت نحرص على تضمين القيم الانسانيه في صناعة الذكاء الاصطناعي منذ الابتكار والى أن نصل إلى مرحلة الانتاج وذلك من خلال دراسة تاثير الذكاء الاصطناعي المستخدم على القيم الانسانية، ونعمل مع شركائنا من الحكومات والجهات المختلفة لتحقيق هدف دمج القيم الانسانيه في الذكاء الاصطناعي ، من واقع إيماننا بأننا نحتاج الى عقلية متسامحه وأن نعمل بروح الفريق للوصول إلى الغاية الحقيقية من هذه التكنولوجيا ...ألا وهي خدمة الإنسان وجعل حياته أسهل، ولذا نحرص على تدريب المطورين في مايكرسوفت على تطبيق المحاور الاساسية مثل الشمولية والشفافية والمسؤولية والعدل في الذكاء الاصطناعي".