سواحل الإمارات .. شاهد على تاريخ الدولة العريق و حاضرها المضىء و مستقبلها المشرق

سواحل الإمارات .. شاهد على تاريخ الدولة العريق و حاضرها المضىء و مستقبلها المشرق

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 21 سبتمبر 2020ء) كانت سواحل الدولة و لا تزال بامتداداتها شاهدة على الإنجازات الكبيرة التي حققتها الإمارات برؤية قيادتها الرشيدة التي تؤمن بأنه لا مستحيل.

ويعد الساحل البحري للدولة - الذي يفوح بعبق الحضارة و التاريخ - عنوانا للرقي و التحضر و يضم عددا من المدن الجميلة التي ذاع صيتها في أرجاء المعمورة.

و يشد ناظريك ذلك الساحل الذي تجتمع فيه الحضارة و التاريخ و الحداثة معا مع إطلالات مدن الإمارات العامرة " أبوظبي و دبي و الشارقة و عجمان و أم القيوين و رأس الخيمة و الفجيرة" بسحرها و رقيها و التي جمعت بين مكانة الجغرافيا و عيق التاريخ.

وتثبت تلك الآلئ السبع على طول الساحل أن الامارات دولة معجزات و لا يمكن أن تقف طويلا أمام أي تحديات لتواصل من خلالها نهجها ركب التطور و الحداثة لأن من همه السير قدما نحو القمة لا يرضى إلا بالرقم "1".

و الامارات بإنجازاتها ومعجزاتها تغلبت على صعوبات الجغرافيا و كتبت التاريخ من جديد و على سبيل المثال /لا الحصر/ كورنيش أبوظبي الحالي الذي بني داخل البحر بعد أن مرت عملية تطويره بعدة مراحل كل مرحلة كانت أجمل من سابقاتها.. و أحدثها جعلت منه أيقونة للجمال يحلم برؤيته كل سائح و يتغنى به العالم .

و من يرغب في تدوين تاريخ المكان عليه الاعتراف بأن انجاز الحاضر شاهد عيان على تاريخه و أنه مادة أكثر واقعية لكتابة التاريخ الحقيقي للمكان.

وكان أول ظهور فوتوغرافي لكورنيش أبوظبي عام 1948 وكان عبارة عن شاطئ تغزوه الرمال من كل جهة يجتمع عليه عدة رجال يتوسطهم قارب في محاولة لإدخاله الى البحر.

و سطرت إمارة أبوظبي بقيادة أسرة آل نهيان الكريمة - عبر جهودها المتواصلة عبر التاريخ - انطلاقا من سواحلها أعظم انجازاتها من خلال شاطئ الخليج العربي وكانت انطلاقة تلك الإنجازات من خلال بناء قصر الحصن عام 1760.. لتتواصل منذ ذلك الحين حتى غدت أبوظبي " درة المدن " تفاخر بإنجازاتها و نهضتها الشاملة و تحاكي العواصم الأكثر تقدما في العالم.

و يعتبر هذا الساحل اليوم شريان الحياة وروح المدينة ويعج بأكبر مشاريع التطوير العقاري في المنطقة ويزخر بمجموعة كبيرة من المعجزات الحديثة التي يندر تواجدها في المدن الآخرى.

وأنت على ساحل المدينة تدرك أن طموحات أبوظبي بلا حدود وتتفهم معنى القيادة التي تحول المستحيل إلى ممكن تصنع الحياة و تغير الجغرافيا وتنجز للتاريخ و لا تلتفت إلا إلى المستقبل.

وتطل مدينة دبي على الساحل البحري نفسه إذا تجاوز زائرها مواقعها الأثرية القديمة التي يعود تاريخها إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد حتما لابد أن يتوقف عند "برج خليفة" المهيمن على أفق المدينة أطول برج في العالم واذلي يجسد طموح الامارات وقدرتها على تحقيق المستحيل.

و شكل تاريخ أسرة آل مكتوم مسيرة ملهمة من العطاء و البناء على مر الأجيال حيث آمنت بالتطور وتبنت التنمية ومن شدة شغفها بالرقي و التطور غيرت جغرافيا المدينة و المنطقة عندما أضافت شواطئ جديدة للإمارة بطول 78 كيلومترا عبارة عن شواطئ مشروع جزيرة نخلة جميرا.

و تعتبر جزيرة نخلة جميرا على ساحل دبي جزءا من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" والتي تعد أكبر جزيرة صناعية على وجه الأرض أقامها الإنسان وسط المياه.

و تعود المدينة مرة آخرى لتسطر تاريخا جديدا يضاف إلى نجاحات دبي " دانة الدنيا " عندما تدفقت المياه في " قناة دبي المائية" عام 2016 لتربط منطقة الخليج التجاري بالخليج العربي وتضيف مسافة 6.4 كيلومترات من الواجهات البحرية للمدينة.

فيما تقع مدينة الشارقة شمال مدينة دبي على الساحل نفسه و يعود تاريخها إلى أكثر من 6000 عام وتعد اليوم موئلا للسياح من جميع أنحاء العالم.

و تشعر وأنت في مدينة الشارقة أنك في ضيافة الثقافة وعبق التاريخ..

و في ضيافة الإنسان و المكان والزمان أيضا فهي تأسرك بكرمها وكرم أهلها.

و لا تخلو الشارقة من صروح كثيرة تشكل إطلالتها على الخليج مثل مشروع قناة القصباء الذي غير من جغرافيا المدينة وربط بحيرة خالد ببحر الخان ناهيك عن أنها أول مدينة في العالم تحول جزيرة بالكامل "جزيرة المجاز" إلى مسرح شيد فوق الماء على طريقة تصميم المدرجات الرومانية الشهيرة.

و تعكس تلك الانجازات رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة و إصراره على أن تكون المدينة منارة تضيء العالم ثقافة ومعرفة وعلما.

و تجاور مدينة عجمان .. مدينة الشارقة على ساحل الخليج العربي و يتوسطها متحف عجمان الذي كان حصنا عتيقا و مقرا لأسرة النعيمي منذ أوائل القرن التاسع عشر.

وتشير الإكتشافات الأثرية إلى أن تاريخ إمارة أم القيوين قديم جدا و فيها مقبرة يعود تاريخها إلى ما قبل نحو 80 قرنا مضت.. وهو التاريخ الذي يقدم مثالا حيا لكثير من الأشياء التي نمر بها في حياتنا .. فسكانها عاشوا في منطقة الدور بعد ذلك انتقلوا إلى وسط جزيرة السينية التي كانت تسمى في ذلك الوقت /ملاح/ ومن ثم انتقلوا إلى أم القيوين الحالية.

و كأن لسان حالهم يقول من سنن الحياة " دوام الحال من المحال" و الأمم المتحضرة لا تلتفت للمكان و الزمان .. و ابن الامارات انسان مثابر منذ القدم لا يحده مكان وما يشغله حاضره ومستقبله يصنع تاريخه أينما حل وارتحل.

و عند الوصول إلى رأس الخيمة أنى أدرت عينيك يصافحك التاريخ و يشدك التطور وتشعر أنه وسط أمة كافحت لتحيا و تستمر واصلة الماضي بالحاضر مستشرفة آفاق المستقبل .

عرفت رأس الخيمة قديما باسم " جلفار " و يقع بالقرب من ساحلها كثير من المواقع و المباني الأثرية لعل أبرزها حصن رأس الخيمة / متحف رأس الخيمة الوطني/ والذي تم إنشاؤه في الفترة الواقعة ما بين عامي 1809 و1819 واستخدم كمقر سكني لأسرة القاسمي حتى عام 1964 و في عام 1984 وجه المغفور له الشيخ صقر بن محمد القاسمي حاكم الإمارة آنذاك بتحويل مبنى الحصن القديم إلى مقر لمتحف رأس الخيمة.

و استطاعت رأس الخيمة خلال العقد الماضي تغيير جغرافيتها الساحلية خاصة ساحلها البحري مع إنشاء "جزيرة المرجان" لتكون جوهرة متلألئة داخل مياه الخليج العربي.

و أضاف المشروع ساحلا بحريا يصل إلى 23 كيلومترا من الشواطئ الجديدة للإمارة وهذا انجاز عظيم يضاف لسجل الامارة الحافل.

أما إمارة الفجيرة و التي تطل سواحلها على بحر العرب كانت ولاتزال الموطن الأول لقبائل الشرقيين الذين اشتهروا بالكرم والشجاعة وهي الإمارة الوحيدة التي لا تطل على الخليج العربي وتمتد سواحلها على بحر العرب مسافة 90 كلم تقريبا.

و سواحل الفجيرة خير شاهد على تطورها و النهضة التي تشهدها الآن حيث تنشط في مجال تقديم الخدمات اللوجستية لصناعة النفط المحلية والعالمية وتعتبر ثاني أكبر ميناء "عالمي" في مجال تزويد السفن بالوقود بعد سنغافورة و تتبوأ المركز الثالث لتخزين النفط والمشتقات البترولية في العالم.

و الحال نفسه ينطبق في كل تفاصيله على إمارة أم القيوين - التي تواصل طريقها نحو مزيد التقدم و الرقي- ليكتمل عقد إمارات الدولة السبع ضمن مسيرة النهضة والنماء و الإزدهار.

و لا يمكن الحديث عن سواحل الامارات دون ذكر تلك الآلئ السابعة وما بها من حداثة غيرت الجغرافيا بفضل رؤية قيادة فذة تؤمن بأن البناء على التاريخ و الإستغلال الأمثل لطبيعة الجغرافيا شرطان للنهضة.

و هاهي تتراءى سواحل الإمارات أمام الناظرين مجسدة الرؤية الملهمة التي نجحت في إحداث التحول المنشود .. و باتت الانجازات تكبر لتواصل الإمارات مسيرتها الحضارية نحول المستقبل.