سوريا: القرار الغربي في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يمثّل تسييساً واضحاً لأعمال المنظمة

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 14 يوليو 2020ء) اعتبرت سوريا القرار الغربي المتخذ خلال دورة المجلس التنفيذي الرابعة والتسعين لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية يمثّل تسييساً واضحاً لأعمال المنظمة، وسيعزّز حدّة الانقسام بين الدول الأعضاء فيها.

وقالت الخارجية السورية في بيان اليوم الاثنين إن "الجمهورية العربية السورية تعرب عن قلقها العميق إزاء أساليب الابتزاز والتهديد والضغوط التي اعتمدتها مجموعة من الدول الغربية، وخاصةً الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، لتمرير قرار غربي خلال دورة المجلس التنفيذي الرابعة والتسعين لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية"​​​.

وأضافت الخارجية السورية أنه "في سابقة أخرى خطيرة تخرج عن ولاية المنظمة، وتحاول تسييس عملها وتحويلها إلى رهينة لدى دول معروفة تفرض أجنداتها السياسية المغرضة والضيقة من خلالها".

الخارجية السورية قالت " لقد صوّت ضد هذا القرار، الاتحاد الروسي، جمهورية الصين الشعبية وجمهورية إيران الإسلامية، وامتنعت تسعة دول عن دعمه، لأنه يستهدف بدون وجه حق سورية الدولة العضو في المنظمة والطرف في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، التي أنجزت التزاماتها بموجب انضمامها إلى هذه الاتفاقية".

واضافت  أن "التصويت على قرارات مجالس ومؤتمرات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ليس أمراً معتاداً، وكانت غالبية قراراتها الهامة تُعتمد بتوافق الآراء".

وقالت الخارجية السورية ان " القرار الغربي بني على استنتاجات مضلّلة أعدها ما يسمى بفريق التحقيق وتحديد الهوية غير الشرعي، بشأن ثلاث حوادث مزعومة حول استخدام الأسلحة الكيميائية في بلدة اللطامنة في محافظة حماه في شهر آذار 2017، في تقرير له صدر في الثامن من نيسان 2020، تلك الحوادث التي فبركها وقام بها إرهابيو جبهة النصرة (المحظور في روسيا) بمساعدة ذراعها "جماعة الخوذ البيضاء"، التي تقوم الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا بدعمها وتمويلها وتوجيهها".

وقالت "لقد تضمّن هذا القرار جوانب تتجاوز الولاية التي حدّدتها الاتفاقية لعمل هذه المنظمة الفني، وهو لن يؤدّي إلا إلى خلق مزيدٍ من التعقيدات في عمل المنظمة والابتعاد عن دورها الموضوعي، والتأثير سلباً على التعاون البنّاء القائم بين سوريا والمنظمة".

وقالت الخارجية السورية في البيان "إن اتخاذ هذا القرار يمثّل تسييساً واضحاً لأعمال المنظمة، وسيعزّز حدّة الانقسام بين الدول الأعضاء فيها، ويدفع نحو مزيد من الاستقطاب، وسيكرس منهجية للعمل داخل المنظمة، تهدف إلى المزيد من التلاعب بنصوص الاتفاقية وفقاً لأهواء ومخططات هذه الدول المعروفة، مما سيؤدّي في نهاية المطاف إلى إضعاف هذه المنظمة ودورها وسير عملها وخدمةِ أهدافها".

وقالت إن "هذا القرار سيتيح للولايات المتحدة الاميركية  وبعض الدول الغربية استخدام المنظمة مطيّةً للقيام بمزيد من الفبركات ضد الجمهورية العربية السورية وغيرها، بذرائع استخدام الأسلحة الكيميائية، لتحقيق أغراض سياسيّة وأجندات معروفة. وبذات الوقت، فإن هذا القرار يوجّه رسالة خاطئة تشجّع المجموعات الإرهابية على القيام بمزيد من المسرحيات الكيميائية المفبركة لاتهام الدولة السورية، بدلاً من السعي لحشد الجهود الدولية لمواجهة تلك المجموعات الإرهابية والقضاء عليها".

وجددت الخارجية السورية في البيان "ادانة  سوريا  الشديدة لاستخدام الأسلحة الكيميائية من قبل أيٍ كان وفي أي مكان وتحت أي ظرف من الظروف، وهي في الوقت نفسه  ترفض جملة وتفصيلاً حملة الأكاذيب والفبركات التي تقودها الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة ودول غربية أخرى، والتي تتهم فيها الدولة السورية باستخدام الأسلحة الكيميائية، في الوقت الذي بات معروفاً للجميع، بأن التنظيمات الإرهابية، بما في ذلك ما تسمى "منظمة الخوذ البيضاء" الإرهابية، تلجأ بأوامر من مشغليها إلى فبركة حوادث استخدام للأسلحة الكيميائية، مع كل إنجاز بطولي وانتصار للجيش الع

ربي السوري في معاركه ضد الإرهاب على امتداد الأرض السورية".

وفي البيان "وجهت سوريا عن شكرها وتقديرها للدول التي آثرت أن تتّخذ الموقف الصائب بألّا تدعم هذا القرار، ورفضت كل أشكال الضغوط والابتزاز التي مورست عليها، حيث جاء رفضها لهذا القرار بهدف حماية المنظمة ووحدة عملها والتطبيق السليم لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية".

وكانت روسيا وصفت قبل يومين  تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول استخدام هذا السلاح في سوريا بأنه مسيس، محذرة من شلل في عمل هذه المنظمة بسبب سياسات الدول الغربية.