السلطات السورية تعزز تدابير مكافحة فيروس "كورونا" المستجد

اللاذقية، 30 مارس – (پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك) ، تعزز السلطات السورية تدابير مكافحة "فيروس كورونا" في الأيام الأخيرة تم فرض حظر التجوال في البلاد، وتم تقييد النقل بين المحافظات، وتمديد الحجر الصحي في المدارس والجامعات، زيادة تعقيم الشوارع. تم إغلاق أغلب المؤسسات باستثناء محلات البقالة، والتي أيضاً تداوم حتى بداية حظر التجوال.

يتفهم السوريون هذه الإجراءات، ويعولون على أن القيود ستساهم في نهاية الوباء بأسرع وقت حتى يتمكنوا من العودة للحياة الطبيعية​​​.

اللحاق قبل بداية حظر التجول

"لسلامتكم ولسلامة أطفالكم أبقوا في منازلكم"، "للوقاية من فيروس كورونا حافظ على مسافة لا تقل عن متر واحد بينك وبين الآخرين" - ظهرت لافتات تحمل هذه الشعارات في الأيام الأخيرة في شوارع سوريا. إحدى الإجراءات الأكثر صرامة خلال الأسبوع الأخير في سوريا هو فرض حظر التجوال. فهو بدأ منذ 25 آذار/مارس من الساعة 18:00 حتى الساعة 6:00 بالتوقيت المحلي، مدته 12 ساعة. مع حلول الساعة السادسة لا يبقى في الشوارع إلا عناصر الشرطة.

الشوارع تخلو قبل بداية حظر التجوال بساعة واحدة، حيث تغلق حتى البقالات والصيدليات. "نحن نغلق قبل ذلك" يرد موظف في سوبرماركت على سؤال عن سبب إغلاق المحل في الساعة 16:30، قبل ساعة ونصف من بداية القيود. "حظر التجوال يبدأ في الساعة 6 مساءاً، وعلينا أن نصل إلى بيوتنا قبل هذا الوقت".

المتاجر لا تعاني من نقص البضائع، والأسعار حتى لو تغيرت فتغيرت بشكل ضئيل ويعود ذلك بشكل أساسي لضعف العملة المحلية – الليرة السورية. يمكن شراء معقم لليدين في أي محل، إن كان عبوة صغيرة أو لتر كامل، وبسعر مناسب. وعلى مداخل الكثير من المحلات ظهرت زجاجات تعقيم للزبائن. ويستخدم موظفو المحلات الكبيرة الكمامات، كما يستخدمها أيضاً بائعو الكثير من المتاجر الصغيرة.

"هذا من الكورونا" شرح أحد بائعي البقالات الصغيرة في مركز مدينة اللاذقية باللغة الانجليزية المكسرة، عن سبب ارتدائه للكمامة. هكذا يسمون هنا فيروس كورونا المستجد الذي أصبح الموضوع الرئيسي في سوريا.

المعقمات في كل مكان

تغيرت الحياة في سوريا كثيراً منذ بداية القيود: فالشوارع تخلو حتى في النهار. أغلقت جميع المطاعم والمقاهي، وأغلب المحلات التجارية باستثناء البقالات.

وقال صاحب محل بيتزا في حلب، دافيد أوسلانيان: "كما ترون، قمنا بإغلاق المطعم للزوار، ولكن الدليفري يواصل عمله. الزبائن يتصلون، يطلبون بيتزا والساعي يوصلها إليهم. بالطبع تفقد جزء من الايرادات، ولكننا نتفهم أن هذه الإجراءات الصارمة ضرورية. يعمل طباخونا منذ فترة طويلة في الكمامات والقفازات. نحن نعمل منذ فترة طويلة والناس يثقون بنا. آمل أننا سنجتاز هذه الفترة الصعبة لعملنا دون خسائر كبيرة".

"رجال الأعمال يأملون أن الوباء سينتهي بأسرع وقت بفضل التدابير المتخذة. مطعمنا يقع في إحدى أشهر المناطق السياحية في منطقة العزيزية (مدينة حلب)، كان هنا الكثير من الزوار حتى في أيام الحرب" يقول صاحب المطعم أيمن حزام مشيراً إلى المطعم الفارغ. "الآن لا يوجد أحد. آمل أن يمضي هذا الوقت الصعب وإلا سنتكبد خسائر ملموسة".

أغلب سائقي سيارات التاكسي يرتدون الكمامات والقفازات. "نحن مجبرون على ارتداء الكمامة وإلا عناصر الشرطة يوقفونا" يقول سائق سيارة تاكسي في اللاذقية، مشيراً إلى حاجز شرطة في النافذة. خلال رحلة قصيرة قام بتعقيم يديه مرتين. كما يقوم عناصر الشرطة بتعقيم يدين السائقين على الحواجز الموجودة على مداخل المناطق السكنية. وبعض الحواجز تقوم بقياس درجة الحرارة بواسطة جهاز لاسلكي.

وأصبحت الكمامات والقفازات سمة إلزامية لدى موظفي الفنادق. تم إلغاء جميع موائد الطاولة المفتوحة، حيث يقوم النوادل بجلب الطعام. أصلاً موائد الطاولة المفتوحة لا داعي لها، فالفنادق تخلو، الكثير من السوريين يبقون في منازلهم.

تقوم السلطات بتعقيم الشوارع بمواد خاصة بواسطة باستخدام المضخات اليدوية والصهاريج عدة مرات في اليوم. يتم تعقيم أماكن تجمع الناس والطرق الرئيسية.

"إنه ماء مع كلور" يقول سائق الصهريج علي بطوش. "لكننا نضيف مواد أخرى أيضاً. رغم حظر التجوال، أقوم بتعقيم شوارع حلب ثلاث مرات يومياً لعدة ساعات دون عطل، في الصباح، في المساء وفي الليل".

يتم إيلاء الكثير من الاهتمام خلال الوباء، رغم جميع الصعوبات التي تواجهها سلطات البلد التي تجري فيها عمليات قتالية منذ عام 2011.

"أهم شيء هو إزالة القمامة من الشوارع وتعقيم الشوارع. عمالنا يفعلون ذلك على مدى 24 ساعة. نعم ليس من السهل، لدينا الآن فقط 370 شخص وعشرات الآلات. قبل الحرب كان لدينا 2700 عامل، وكان لدينا آلات أكثر بـ5 مرات. لكننا نطلب من موظفينا الآن أن يعملوا على مدار الساعة. فقط هذه التدابير ستسمح بالقضاء على فيروس كورونا" يقوم نائب محافظ حلب يحيى داو.

ويجري أيضاً في سوريا تعقيم وسائل النقل العام، الهيئات الحكومية والاجتماعية والمعامل.

التحضير للصعوبات

"الناس يتفهمون التدابير التي يتم اتخاذها: في 95 بالمئة من الحالات يدركون الخطر ويحاولون عدم الخروج من المنزل من الساعة 6 مساءً حتى الساعة 6 صباحاً. لا يوجد أحد في الشوارع. السوريون شعب مسؤول" يقول طبيب ميزار نصار من مشفى الباسل في حماه.

الدكتور نصار يتقن اللغة الروسية بشكل جيد – في عام 1992 تخرج من جامعة في موسكو ويعمل الآن في وطنه. يدعم التدابير المتخذة من أجل منع العدوى من الانتشار، مع أن المشفى الذي يعمل فيه لم يواجهها بعد. "الآن سوريا مغلقة (تم إغلاق الحدود الجوية والبرية مع الدول الأخرى)، تم إغلاق المقاهي، وهذا شيء جيد لأنها تشكل خطراً كبيراً في الوقت الحالي. إنه ليس لأمر صعب من أجل حماية الصحة".

تم وقف عمل أغلب الهيئات الحكومية ووسائل النقل العام في سوريا، وتمديد نظام الحجر الصحي في الجامعات والمدارس. وأُغلقت الجوامع والكنائس. ومنذ الأحد تم تقييد السفر بين المناطق السكنية داخل المحافظات، وبين القرى. وتقوم وزارة الصحة بتهيئة أماكن إضافية في المشافي لاستقبال المصابين، ويتم تجهير مراقب خاصة.

الآن سوريا تقع في قائمة الدول ذات أقل عدد مصابين مسجلين، وفقاً لوكالة سانا، في الوقت الحالي تم تسجيل 10 إصابات مؤكدة بفيروس كورونا المستجد. لكن السلطات تتحضر لتطور الوضع. "الله ستر، حتى الآن لم تسجل إصابة واحدة بفيروس كورونا في حلب. لكننا نحافظ على الدفاع. نتوقع أن الأصعب لم يأت بعد" يقول نائب محافظ حلب.

لكن هذه التدابير تتخذ في الأراضي الخاضعة لسيطرة النظام السوري. من غير المعلوم ماذا يحدث في إدلب، حيث يسيطر المسلحون وفي الأراضي الواقعة تحت سيطرة والولايات المتحدة. وأكثر من ذلك، كما يقال في البيان المشترك لمقري التنسيق الروسي والسوري، "الطرف الأميركي يسعى للاستفادة من انتشار فيروس كورونا ويضغط على قيادة الأمم المتحدة" لإدخال البضائع "الإنسانية" للمسلحين الخاضعين لسيطرتهم تحت ذريعة نقل وسائل تشخيص العدوى إلى مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية.

وفقاً لبيانات المقرين، ما يسمى بإدارة المخيم بتوصية من الأمناء الأميركيين تقوم بتعزيز الحملة الإعلامية لجذب انتباه المجتمع الدولي إلى للوضع "الحرج" للسكان المحليين والحاجة إلى مساعدة دولية عاجلة لمنع وقوع كارثة إنسانية مفترضة. في الوقت الحالي يبقى في الركبان حوالي 15 ألف شخص، منهم أكثر من 6 آلاف مسلحين وأفراد عائلاتهم، والباقون يبقون في المخيم بسبب تخويفهم من طرف المجموعات المسلحة الخاضعة للولايات المتحدة. ويقال في البيان أن الحكومة السورية مستعدة لفحص جميع الخارجين من الركبان وفي حال تسجيل حالات إصابة تنظيم علاجهم.