القضية السورية كانت جوهر قمة بوتين وأردغان في سوتشي – سفير سوريا غير المقيم بتركيا

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 30 سبتمبر 2021ء) محمد معروف. أكد السفير السوري غير المقيم في تركيا، نضال قبلان أن بعض التغيرات الإقليمية والدولية، دفعت باتجاه عقد قمة بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، مرجحا بأن القضية السورية كانت جوهر القمة بين الزعيمين​​​.

وقال السفير السوري، في مقابلة مع وكالة سبوتنيك، إن "هناك تغيرات سياسية وميدانية محلية وإقليمية ودولية دفعت باتجاه انعقاد هذه القمة (بين بوتين وأردوغان) التي جاءت بعد وقت قصير من القمة السورية الروسية".

وحول التطورات الميدانية في درعا، وتسوية الأوضاع مع المسلحين، أكد على أهمية التغيرات الميدانية في سوريا، وماله له من تأثير على مناطق الشمال السوري، قائلا إن "التطورات الميدانية في سوريا وخاصة ما يحدث في جنوب سوريا بدرعا واستتاب الأمن هناك بعد سيطرة الجيش السوري، يجعل الأنظار تتجه بشكل تلقائي نحو إدلب وشمال شرق الفرات وهنالك نقاطا أساسية لابد أن قمة بوتين وأردوغان تناولتها".

وأعرب عن يقينه بأن "القمة بين بوتين وأردوغان كانت سوريا محورها وموضوعها الأساسي الذي تركزت عليه.. وبالتالي بغض النظر عن التصريحات التي جاءت على سلام بعض المسؤولين من البلدين لاشك بأن إدلب وشرق الفرات كانتا الموضوعين الأكثر أهمية على جدول المباحثات".

وأوضح السفير السوري غير المقيم بتركيا أن "قمة سوتشي الماضية بين بوتين وأردوغان قبل 3 سنوات تقريبا، تمخض عنها (اتفاق سوتشي)، الذي ينظم آليات التعاون بين موسكو وأنقرة فيما يتصل ببعض المناطق في ريف إدلب وخاصة طريقي (إم 4 وإن 5)".

ورجح أن تكون قمة سوتشي ناقشت "عدم التزام تركيا ببنود اتفاق (سوتشي) فيما يتعلق بفصل الجماعات الإرهابية المسلحة عن المعارضة المعتدلة، وهذه نقطة خلافية لأن الكثير من التنظيمات التي تعتبرها أنقرة وغيرها أنها معتدلة هي في نظر سوريا تنظيمات إرهابية تكفيرية متطرفة وبالتالي هذا التعريف هو مثار جدل وخلاف".

وأوضح السفير السوري أن "هناك مسائل أخرى من المتوقع أن تكون المحادثات تركزت عليها هي أفغانستان وليبيا قبيل الانتخابات المرتقبة أواخر هذا العام، فضلا عن مسألة القرم الذي يكرر أردوغان بين الفينة والأخرى أنه لا يعترف بضم موسكو لها والعزف التركي على الوتر الاثني والطائفي وهو ما تراه موسكو تهديدا للسلم الأهلي فيها".

وأشار إلى أن القمة "محتمل أن تكون ناقشت أيضا موضوع صفقات السلاح الذي تتحدث عنه تركيا.. وعندما اشترت تركيا منظومة (إس 400) من روسيا فرضت الإدارة الأميركية بضع بنود ولكنها اختارت البنود الستة الأخف وهناك معلومات عن عملية شراء جديدة لمنظومة (إس 400) الأحدث".

وأكد أن "القضية السورية تبقى جوهر القمة والتطورات القريبة والتصعيد العسكري الروسي في الأسبوع الأخير ضد مواقع التنظيمات الإرهابية المحسوبة على تركيا مثل فرقة الحمزات  في إدلب بجبل الزاوية ومناطق أخرى بجبال اللاذقية الحدودية".

وحول التواجد التركي في سوريا، أكد السفير السوري غير المقيم في تركيا، أن "مشروع الدولة الكردية سواء في شمال سوريا أو العراق هو حلم ووهم في آن معا يولد ميتا. الآن هناك حديث أميركي عن الأكراد وأن دورهم انتهى وتصريحات قادة قوات سوريا الديمقراطية قبل أيام حول الحفاظ على وحدة التراب السوري لم تأت من فراغ وهناك شعور حقيقي لدى معظم الاكراد شمال وشمال شرق الفرات تكرار سيناريو التخلي الذي حدث معهم في شمال العراق وبالتالي الحل سيكون بمفاوضات ومحادثات مباشرة بين هذه التنظيمات والحكومة السورية.. وهناك تسوية ما لملف شرق الفرات تجري على قدم وساق".

وحول تأثير انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان على السياسة التركية في المنطقة، أكد أن "حزب العدالة والتنمية (الحاكم) وأردوغان نفسه لم يتركا لتركيا صديقا من دول الجوار أو الدول البعيدة وتكاد صداقات تركيا تكون معدومة مع دول جوارها، فأردوغان لا مصداقية له وهذه التنظيمات الإرهابية التي استخدمتها تركيا وغيرها من الدول الغربية والعربية ضد الدولة السورية والتي نكلت بالشعب السوري وارتكبت جرائم هناك يكثر الحديث الآن أن تركيا ستقوم بترحيلهم إلى أفغانستان"، لافتا إلى أن "هناك تطورات تشير بأن هنالك سيناريو لإنهاء الحرب الكونية على سوريا من خلال ت�

�ويات وربما يتخلل ذلك بعض التصعيد العسكري في بعض المناطق التي لاتحل بالأساليب الدبلوماسية".

وحول تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية في تركيا، أكد السفير السوري غير المقيم بتركيا أن "أردوغان وحزب العدالة والتنمية يدركان تماما منذ بداية تورطهم في المؤامرة والحرب على سوريا بأن انتصار دمشق يعني هزيمتهم الساحقة وبالتالي إذا انتهت الأمور بالنصر لسوريا ستكون نهاية حزب العدالة التنمية وأردوغان وخيمة".

واستضافت مدينة سوتشي الروسية، يوم أمس الأربعاء، لقاء قمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، يعتبر الأول "وجها لوجه" منذ عام ونصف؛ ووصف الرئيس بوتين، المباحثات مع أردوغان بالبناءة وأشاد بالتعاون مع تركيا بشأن الوضع في سوريا وليبيا، كما شكر نظيره التركي على موقفه من مشروع خط أنابيب الغاز " التيار التركي".

بدوره، صرح الرئيس التركي، بأن المباحثات مع نظيره الروسي، كانت مثمرة.