دوما في ريف العاصمة السورية بعد ثلاث سنوات من دحر الإرهاب

(پاکستان پوائنٹ نیوز / سبوتنيك - 15 أبريل 2021ء) بعد ثلاث سنوات من دحر الإرهاب، أخذت الحياة الطبيعية بالعودة إلى مجراها الطبيعي في مدينة دوما بريف العاصمة السورية دمشق، آلاف العائلات عادت إلى ديارها، وبدأ الأهالي تدريجياً  بتناسي أصوات الرصاص والقذائف.

وهكذا رصد مراسل "سبوتنيك" واقع المدينة التي كانت تعتبر المعقل الرئيسي للإرهابيين​​​.

دوما - حتى نيسان/أبريل 2018 - كانت البؤرة السكانية الرئيسية لعصابات متنافرة في ضواحي العاصمة السورية. وبحسب البيانات الرسمية لعام 2014، كان يقطن هنا أكثر من 400 ألف نسمة.

ظلت مدينة دوما في قبضة الإرهابيين لمدة ست سنوات. أصبحت هذه المدينة أسطورة في سوريا نفسها، وذاع صيتها في جميع أنحاء العالم في الـ7 من نيسان/أبريل 2018، " بعد نشر فيديو تحدث فيه موظفو منظمة الخوذ البيضاء عن "استخدام" مفترض لمواد سامة من قبل الجيش السوري. وجرى رش الأطفال والنساء بالماء من خرطوم في المستشفى الميداني، والقائم حتى وقتنا هذا.

-مدينة تحت الأرض...

بعد الحصول على إذن من وزارة الإعلام السورية، نتوجه مباشرة مع ممثل الدائرة السياسية للجيش إلى دوما. من وسط دمشق إلى وجهتنا، بما لا يزيد عن 15 دقيقة بالسيارة، مروراً بأحياء حرستا وجوبر المدمرتين. تحكي المباني السكنية المدمرة بنفسها عن حجم الحرب الأخيرة.

المحطة الأولى بالقرب من المبنى السابق لوزارة التجارة. في الأساس، بجوار مركز للتسوق، مستقبلا، يستحق هذا المكان لتحويله إلى معلم سياحي، إذا تم اتخاذ القرار اللازم من قبل السلطات؛ هنا ليس مجرد مدخل، بل مدخل إلى "العالم السري" للمسلحين. وتُمكِن الأنفاق العريضة المجهزة بنقاط التفتيش والعوارض المعدنية من عبور الشاحنات الصغيرة بتهريب الأسلحة والوقود وكل ما هو ضروري للعمليات القتالية المطولة.

جندي عند المدخل، بعد أن فحص بعناية جميع الوثائق والتصاريح، يوافق على مرافقتنا والتحدث عن تلك المنشآت تحت الأرض؛ موضحا "هنا، يمكن القول، أن أحد التقاطعات الرئيسية، والأنفاق قادرة على تحمل الضربات الجوية. فهي على عمق عدة كيلومترات في اتجاهات مختلفة. وهناك أيضاً فروع يمكن السير فيها على الأقدام أو بالدراجة النارية. غرف منفصلة لتخزين الذخيرة والطعام ... كل شيء مدروس بالتفصيل ".

النفق الرئيسي الذي نمر به يتجه إلى اليسار ويتعمق أكثر في الأرض. توجد أقفال على الأبواب المعدنية والجيش يغلق الوصول إلى الفروع والمباني الضيقة، رائحة الرطوبة تفوح هنا، وتحت الأقدام تُستبدل الخرسانة بالطين الرطب، لا يوجد مجال للتقدم الأمام فالطريق مسدودة، حيث أغلقوا النفق، ولم يوضح العسكريون المحليون الأسباب... أوامر القيادة غير قابلة للنقاش.

السكان المحليون الذين عاشوا في المدينة التي استولى عليها الإرهابيون، قبل ثلاث سنوات، عندما عادوا لأول مرة إلى دوما، تحدثوا عن أساطير تقول إن الأنفاق تم حفرها بحيث كادت أن تصل إلى دمشق تقريباً، وأن المسارات المنفصلة تربط المناطق السكنية بالغوطة الشرقية، وكان قادة الجماعات الإرهابية يستخدمونها بهدوء ويتحركون بدون خوف من الضربات الجوية.

-تلك هي المستشفى نفسها...

عبور الأنفاق المظلمة لـ "مترو الأنفاق" المحلي غير المكتمل، وسيكون جريمة إذا لم تقم بزيارة المستشفى الميداني تحت الأرض، الواقع أسفل مركز التسوق حيث توقفنا، كجزء من برنامج الجولة .

كل شيء هنا لم يمس منذ عام 2018. أسرة المستشفيات، أسطوانات الأكسجين، الأدوية، معدات الأشعة السينية، المجاهر، وحتى موازين الأطفال حديثي الولادة. تقريبا مستشفى متكامل. المستشفى عملت قرابة خمسة أشهر بعد تحرير المدينة، ثم قررت وزارة الصحة إغلاقها لعدم مطابقتها للمعايير الطبية.

اشتهر هذا المكان عقب تصوير مقطع فيديو عن تبعات "هجوم كيماوي" مزعوم. وبعد تحرير المدينة، تحدث الطفل حسن دياب، الذي أصبح ممثلاً عن غير قصد في "الفيلم العالمي" وهو في الـ 11 من عمره عن ما جرى معه يوم الحادث ونفى أمام المجتمع الدولي في أروقة لاهاي تسميمه ما وروى ما حدث بالفعل يوم الحادث.

للأسف، يبدو أن الغرب لم يرغب في سماع صوت الأطفال. قالت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية في الـ12 من نيسان/أبريل 2018، إن لديها "سببا وجيهاً" للاعتقاد بأن سلاح الجو السوري ألقى قنبلة كلور على مدينة سراقب في ريف إدلب الجنوب الشرقي في شباط/فبراير 2018. مع عدم تقديم أدلة فعلية .

يقول الضابط السياسي، مشيرا إلى المتاجر المفتوحة في جميع الأنحاء: " كل شيء يعود تدريجياً إلى مساره السلمي. عادت آلاف العائلات خلال العام الماضي. يمكنك أن تقود سيارتك وترى مدى ازدحام السوق. إنها مدينة مكتظة بالسكان وكان من الصعب للغاية إجراء عملية هجومية هنا لأن المسلحين كانوا يختبئون وراء المدنيين كدروع بشرية. لكن كل الأشياء السيئة أصبحت من الماضي، والآن توجد أعمال ترميم ومتاجر تفتح في كل مكان ".

وخلال جولتنا تحت الأرض، حل الظلام... عدد المصابيح المضاءة من خلال نوافذ البيوت، غالبيتها مغلقة بالصفائح البلاستيكية؛ يؤكد كلام الضابط السوري؛ أن التخلص من آثار هذه الحرب سيستغرق وقتاً طويلاً، و الأساطير والأنفاق تترك للسياح في المستقبل.