الجوجيتسو.. مدرسة في الحياة و قيم نبيلة تبني شخصية الإنسان خارج البساط

الجوجيتسو.. مدرسة في الحياة و قيم نبيلة تبني شخصية الإنسان خارج البساط

أبوظبي (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 06 أبريل 2020ء) تمثل رياضة الجوجيتسو قيمة مضافة لكل ممارسيها وتقودهم إلى إحداث تغيير شامل في حياتهم، من خلال القيم التي تغرسها في شخصياتهم، والمبادئ المهمة التي تكسبهم إياها مثل الثقة بالنفس، والإنضباط والصبر والتحمل، والقدرة على الدفاع عن النفس ..

ويطلق على تلك الرياضة" فن الترويض" لأنها تعزز قيم الدفاع عن النفس، وترفض الاعتداء على الآخرين.

وقالت نور الهرمودي لاعبة نادي الوحدة صاحبة الحزام الأزرق: " منحتني رياضة الجوجيتسو عائلة حقيقية ووقفت بجانبي في أصعب الأوقات، والأثر الإيجابي الذي لعبته الرياضة في تشكيل شخصيتي لم يقتصر على منحي الثقة بالنفس، كوني أصبحت قادرة على الدفاع عن نفسي في مختلف الظروف بل يمتد ليمنحني الراحة النفسية أينما ذهبت حول العالم لأن عائلة الجوجيتسو لا تعرف الحدود بين الدول و لا تعترف بأي اختلافات ثقافية أو حضارية فالكل يتحدث لغة الجوجيتسو والكل يقف بجانب زملاء اللعبة ليكونوا السند والعون له.

وأكدت أن الدور الإيجابي للعبة يمتد خارج الخطوط التي ترسم بساط المنافسة ليلامس جميع تفاصيل الحياة، فالجوجيتسو نمط حياة ومنهج تفكير بالدرجة الأولى فهي تغرس في نفوس لاعبيها الانضباط واحترام المنافس، وتكرس الوقت والجهد لتحقيق النجاح.

و في الوقت الذي يبحث فيه الجميع عن مختلف الأنشطة التي يمكن ممارستها في المنزل خلال أوقات التباعد الاجتماعي الحالية ترى الهرمودي أن الرياضة رسخت في نفسها معاني الصبر والتحمل والقدرة على التأقلم مع مختلف الظروف، ما يفسر قدرة لاعبي الجوجيتسو على التأقلم مع بقائهم في المنزل بسهولة، مدعومين بالمبادرات التي أطلقها اتحاد الإمارات للجوجيتسو والأندية الإماراتية، والتي تقدم الجلسات التدريبية عبر التطبيقات ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل يساعد اللاعبين في الحفاظ على لياقتهم وقدرتهم على التميز بعد انتهاء التحدي الذي يواجهه العالم.

و أضافت الهرمودي، أن انتشار رياضة الجوجيتسو في الإمارات ليس بالأمر المستغرب، بل تراه نتيجة طبيعية للاستثمار الكبير الذي وفرته القيادة الرشيدة لدعم اللعبة، سواء من خلال طرحها ضمن المناهج الدراسية في مرحلة مبكرة من مسيرة الطلاب الأكاديمية، بشكل يغرس الشغف بالرياضة في نفوس اللاعبين منذ سن صغيرة.

ولخصت الهرمودي فلسفتها في رياضة الجوجيتسو بقولها إن رياضة الجوجيتسو أكبر من جميع الميداليات، وأهم من جميع الألقاب، لأنها تمنح اللاعبين عائلة حقيقية يشد أفرداها من عزم بعضهم البعض الأمر الذي يعزز طموحها بافتتاح أكاديمية تأمل أن تمنح أعضاءها فرصة جديدة في الحياة، سواء من الأيتام أو خريجي المؤسسات العقابية والاصلاحية، وغيرهم من الفئات التي تواجه تحديات وصعوبات في بعض الأحيان عند الانخراط في الحياة، وهو الدور الاجتماعي الذي ترى الهرمودي أنه بوسع رياضة الجوجيتسو أن تلعبه.

من جانبه أكد اللاعب العالمي الصاعد عمر الفضلي أن انتشار رياضة الجوجيتسو في مختلف المجتمعات التي تعامل معها يعزز قدرة هذه الرياضة على حجز مكانة مميزة في قلوب من يمارسها منذ لحظة دخوله بساط المنافسة للمرة الأولى في ظل تساوى الجميع بعيدا عن أي تصنيفات أو فوراق وخضوعهم لقانون واحد ينصف المستحق ويمنحه الفوز ويلزم الفائز بتحية المهزوم و العكس عند الدخول وعند الخروج.

وفي تعليقه على دور المنافسات والبطولات العالمية في بناء شخصية اللاعبين وصقل المهارات الفردية، يرى الفضلي أن الوقوف على بساط هذه المنافسات يمنح اللاعب في كل مرة خبرة جديدة، تتيح له اختبار مستوى تطوره، والتحسن الذي حققه منذ المشاركة السابقة، إلى جانب التعرف على الفنيات الجديدة التي يقدمها اللاعبون الآخرون و سبل توظيف هذه الفنيات الجديدة في اسلوب لعبهم.

فيما يرى على المستوى الشخصي أن السفر للمشاركة في المنافسات العالمية، أو استقبال اللاعبين على أرض الدولة يوسع آفاق اللاعب الثقافية من حيث تمكينه من التعرف على ثقافات جديدة وبناء معارف أوسع، لتكون الجوجيتسو بذلك مدرسة في الحياة.

و أكد أن قرار اتحاد الإمارات للجوجيتسو التوجه نحو تنظيم البطولات العالمية سنويا فتح صفحة جديدة في تاريخ اللعبة، خاصة مع تنظيم جولات أبوظبي جراند سلام، التي ساهمت في رفع اسم الإمارات والعاصمة أبوظبي والوصول بها إلى العالمية ورسخت مكانة اتحاد الإمارات للجوجيتسو كجهة رائدة في دعم الرياضة على المستوى الدولي.

و أشار إلى أن الاتحاد كان سباقا في تنظيم مثل هذه البطولات ليمد أواصر العلاقات الرياضية والشعبية بين مختلف البلدان التي تستضيف هذه البطولات، ويعزز روح التسامح التي لطالما كانت إحدى القيم المحورية لرياضة الجوجيتسو.

و أوضح الفضلي أن النجاح في رياضة الجوجيتسو هدف لا يعرف النهاية لأن اللاعب في كل مرة يدرك فيها هدفا جديدا يكتشف من خلاله أنه لا يزال تلميذا وأن أمامه الكثير ليتعلمه و الكثير من المهارات التي لا يزال يتوجب عليه تعلمها.

و رأى أن وعده بالفوز بذهبية الحزام الأسود في البطولات العالمية بحد ذاته هو منصة انطلاق نحو آفاق أوسع وتعلم فنيات جديدة ونقل هذه المعارف والخبرات للأجيال الجديدة.. فيما يؤكد فلسفته في رياضة الجوجيتسو كونها نمط حياة داخل البساط وخارجه و منهجا يرسخ الأخلاق الحميدة والقيم النبيلة في نفوس اللاعبين.