1000 لاعب ولاعبة جوجيتسو من 32 دولة يوجهون رسالة شكر من البرازيل إلى عاصمة الخير

1000 لاعب ولاعبة جوجيتسو من 32 دولة يوجهون رسالة شكر من البرازيل إلى عاصمة الخير

- آل سيرلي سيلفا لاعب البارا جوجيتسو: أبوظبي كسرت حاجز الصمت وأعادتنا إلى الحياة.

ريو دي جانيرو في 7 نوفمبر / وام / عندما تعرض البرازيلي آل سيرلي سيلفا إلى حادث سير مروع بمدينة ريو دي جانيرو في صيف 2011، دخل في حالة من الاغماء لم يستفق إلا بعدها باسبوع، وعندما فتح عينيه، ونظر حوله وجد نفسه بالمستشفى، كان قد نسي كل شيء تقريبا، ولكنه الآن بالسرير في إحدى المستشفيات.. عندما بدأ يتذكر ماذا حدث، وما هو آخر شيء علق بذاكرته، ظن أن شيئا ما جلل قد وقع له، فحاول ان يتحرك حتى يتبين ماذا حدث.. في هذه اللحظة اكتشف الحقيقة.. اكتشف أن قدمه بالساق تم بترها، واكتشف انه لن يتحرك كما كان من قبل اعتبارا من الآن وحتى نهاية العمر.

يقول ال سيرلي لاعب الباراجوجيتسو: كانت لحظات قاسية، انهمرت دموعي حينما حاولت الوقوف ولم أتمكن، حينما اكتشفت أنني أصبحت من أصحاب الهمم، وأنني دائما سأحتاج لمن يساعدني، خصوصا أنني كنت رياضيا، كنت أعشق لعبة الجوجيتسو، أقضي فيها معظم أوقاتي، أتطور بشكل سريع، وأشعر معها بالثقة في النفس، وأنها من الممكن أن تكون مستقبلي حينما أصبح بطلا وأفوز بالميداليات وأفتح أكاديمية لتعليم الصغار هذه الرياضة، ولكن كل شيء قد انتهى.

ويضيف ال سيرلي سيلفا: قضيت 3 سنوات مع اليأس والإحباط، كنت أتابع خلالها تطور قصة أبوظبي مع هذه الرياضة، وكنت أعود بالذاكرة فيستهويني الحنين لممارسة تلك الرياضة، وتحملني الآمال للمشاركة في بطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو، ولكنها كانت كأحلام اليقظة تتبخر على الفور .. نصحني أحد الأصدقاء بالعودة للتدريبات فقلت له كيف وأنا لا أستطيع الوقوف، قال حاول ولن تضل الطريق، فعدت إلى التدريبات ووجدت أحد الأصدقاء من أصحاب الهمم مثلي، وبعد أن استعدت لياقتي البدنية قلت لنفسي، ولما لا نشارك في البطولات، أليس لنا الحق في الحياة؟ وقمت بمراسلة اللجنة المنظمة لبطولة أبوظبي العالمية لمحترفي الجوجيتسو في يناير عام 2015، أطلب منهم السماح لي ولزميلي ماريو بالمشاركة في البطولة .. كنت لا أتوقع الموافقة على الطلب، لأن البطولة للأسوياء وتاريخها يقول ذلك.

ويؤكد ال سيرلي أنه تلقى الموافقة في مارس 2015، وأنه شعر في هذا الوقت بأن الحياة قد عادت إليه، فاجتهد في التدريبات، هو وزميله ماريو، مشيرا إلى أنه لن ينسى تاريخ اليوم الذي سافر فيه من البرازيل إلى أبوظبي للمشاركة في بطولتها العالمية، 21 أبريل 2015، وأنه لن ينسى رحلة الـ 15 ساعة من البرازيل إلى أبوظبي التي كانت بمثابة رحلة العودة إلى الحياة، ورحلة استرداد الأمل والتخلص من اليأس.

وقال آل سيرلي سيلفا - في تصريحاته لوكالة أنباء الإمارات "وام" على هامش حضوره لجولة أبوظبي جراند سلام للجوجيتسو في ريو دي جانيرو - إن بطولة أبوظبي العالمية للمحترفين كانت نقطة البداية، لأنه عندما شارك هو وزميله ماريو شعروا بأن الحياة يمكن أن تبتسم لهما من جديد، فعلى منصات البطولة تم تتويجهما بعد الفوز، وعلى أثر ذلك تم استقبالهما من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة مع الفائزين والمتوجين بالذهب، واصفا تلك اللحظات بأنها لن تنسى، لأنه في هذا اليوم استقبل أهم خبر في حياته من سعادة عبدالمنعم الهاشمي رئيس الاتحادين الإماراتي والآسيوي النائب الأول لرئيس الاتحاد الدولي للجوجيتسو، وهو الخاص بالسماح لفئة البارا جوجيتسو بالمشاركة سنويا في بطولة العالم، وأيضا بالمشاركة في مختلف البطولات التي تنظمها أبوظبي حول العالم بما فيها جولات أبوظبي جراند سلام في موسكو وطوكيو ولوس انجلوس وريو دي جانيرو وأبوظبي ولندن.

وأكد آل سيرلي أن حاجز الصمت قد كسر أمام أصحاب الهمم من المهمشين في رياضة الجوجيتسو، فقد أصبح من الممكن لهم أن يمارسوا هواياتهم، وأن يشاركوا في كبرى البطولات، وبالفعل دعونا 120 لاعبا ولاعبة من مختلف دول العالم للمشاركة في البطولة التالية في عام 2016، وشاركوا وسط ترحيب كبير، وتوالت المشاركات في كل نسخ عالمية أبوظبي، وفي جولات أبوظبي جراند سلام للجوجيتسو، حتى وصل عدد المستفيدين من المشاركة في بطولات أبوظبي 1000 لاعب ولاعبة من أصحاب الهمم من 32 دولة بمختلف قارات العالم خلال بطولة جراند سلام ريو دي جانيرو الأسبوع الماضي ولهذا قررنا أن نكرم المنظمين لبطولات أبوظبي فقدمنا لهم الهدايا التذكارية على منصة التتويج في ريو دي جانيرو وقلنا لهم نيابة عن كل لاعبي ولاعبات الباراجوجيتسو في العالم " شكرا من الأعماق " .

وقال إن بطولات أبوظبي كانت هي المظلة التي احتوتنا فمنذ 2015 توليت مسؤولية التواصل مع أصحاب الهمم والمعاقين من مختلف دول العالم، لتيسير إجراءات التسجيل لهم في البطولات، وكانت هذه البطولات السبب في تواصلنا مع بعضنا البعض، وفي متابعتنا لأمور بعضنا البعض أولا بأول، حتى أصبحنا مثل منظمة نهتم فيها بشؤون بعضنا البعض ويرعانا اتحاد الإمارات للجوجيتسو، ولم يقتصر الأمر عند ذلك بل تدخلت أبوظبي في دعم أصحاب الهمم في توفير الأطراف الصناعية والكراسي المتحركة للمستحقين، ومع كل هذه التطورات شعرت بأن الحياة تبتسم لنا.

وأضاف آل سيرلي: أستعد حاليا لإصدار كتاب جديد تحت عنوان" أبوظبي تكسر حاجز الصمت لأصحاب الهمم في العالم" عن مبادرات أبوظبي واتحاد الإمارات للجوجيتسو لتمكين أصحاب الهمم في العالم ودمجهم في المجتمع ومنحهم الفرصة للتألق والإبداع في مجال الرياضة، وذلك من خلال المبادرة بالسماح لهم للمشاركة في بطولات أبوظبي للجوجيتسو لأول مرة في العالم اعتبارا من عام 2015، بعد أن كانوا مستبعدين عن ممارسة الألعاب القتالية تماما، وبعد أن فقدوا الأمل في العودة لممارسة رياضتهم المفضلة.

وتابع آل سيرلي سيلفا: لابد أن أعترف بأن أبوظبي غيرت حياتي بالكامل، وقادتني إلى الخروج من الإحباط واليأس وكانت بمثابة الضوء في نهاية النفق المظلم والأمل في حياة أفضل بعد كابوس من اليأس، والأهم من ذلك أنها جعلتني مجالا للفخر لدى أسرتي وعائلتي بعد أن كنت لا أغادر المنزل، إنها قادتني إلى منصات التتويج، وجعلتني مسؤولا معها عن رسم الابتسامة على وجوه المهمشين من أصحاب الهمم، نعم لقد دبت الحياة في نفوسنا جميعا، وعادت الابتسامة إلينا، وأصبحنا نسافر للمشاركة في البطولات التي تنظمها أبوظبي، ونتعارف مع نظرائنا في كل دول العالم، كما أنها لفتت انتباه المسؤولين إلينا في البرازيل، وبدأت الآن في تحويل حلمي بتأسيس أكاديمية لأصحاب الهمم إلى حقيقة كي أسهم في اسعاد من ظنوا انهم على هامش الحياة.

وأضاف: أسعد لحظات حياتي وجدتها مع أصحاب الهمم من المعاقين الذين أتيحت لهم فرص المشاركة في بطولات أبوظبي، ولن أنسى دموع الفرحة لدى كل من حضر إحدى بطولات أبوظبي، لأنه يشعر بحق بأن حاجز الصمت قد تحطم، وأن يد العناية قد امتدت إليه من جديد ليعيش ويكمل مسيرته مع الحياة، وانا أعلم أن جهود أبوظبي مع أصحاب الهمم لم تتوقف عند هذا الحد، ولا على رياضة الجوجيتسو فحسب، خاصة أنني تابعت باهتمام كبير ما قدمته عاصمة الخير لأصحاب الهمم في دورة الألعاب العالمية للاولمبياد الخاص أبوظبي 2019 والتي اعترف الجميع بأنها كانت الأفضل في تاريخ كل الدورات.