خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي

خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي

مكة المكرمة / المدينة المنورة (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 07 أغسطس 2020ء) أوضح فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالله الجهني أن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار, مبينا أن الله أرسل الرسل وأنزل معهم الكتب لدعوة الناس إلى توحيده وحده لا شريك له , ولإخراجهم من الظلمات إلى النور , ولهدايتهم بغد غوايتهم وقد كان من رحمته تبارك وتعالى أن بعث إلى هذه الأمة وهي آخر الأمم خير الرسل وأفضل الأنبياء رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي اختاره واصطفاه من بين الرسل كما اختار أمته واصطفاهم على كل الأمم , ولا سبيل ولا سعادة إلا بتصديقه فيما أخبر واجتناب ما نهى عنه وزجر وألا يعبد الله إلا بما شرع.

وأفاد فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في الحرم المكي الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان رحيما وشفيقا وناصحا ومحبا للخير لأمته قال تعالى " لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم " ، وكان من هديه عليه الصلاة والسلام الوصية , بمعنى العهد , وتكون بالمال وغيره , والتي بالمال هي الوصية الشرعية محلها الفقه , ويتحقق فيه معنى الوصل , لأن الموصي قد وصل بوصيته من أوصى إليه بها , أي بجزئ من ماله فوصله بها , أما الوصية التي في غير المال فهي بمعنى التوجيه والنصح والإرشاد , وتتحقق المصلحة بجلب النفع أو بدفع الضر , كان تقول : أوصيك بتقوى الله , ويقول الصحابي أوصاني رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وقال فضيلته : وبتتبع وصاياه نجد ألوانا متعددة وأشكالا متميزة قد شملت في جملتها مجالات الإنسان سواء كانت في أمر دنياه أم أمر آخرته , ولكنها في أمر آخرته أغلب , وتتسم بالإيجاز والإعجاز , ومن تلكم الوصايا , وصيته صلى الله عليه وسلم بكتاب الله تبارك وتعالى , وتلاوته والعمل به , قال أبو ذر رضي الله عنه : قلت يا رسول الله أوصني ؟ قال : عليك بتلاوة القران فإنه نور لك في الأرض وذخر لك في السماء رواه ابن حبان .

فقد نظم هذا الكتاب العظيم حياة البشر في منهج قويم من جميع الجوانب , فمن جانب علاقته بربه أوضح له العقائد الإلهية وما يتبعها من الغيبيات في أركان الإيمان الستة , وفصل له في العبادات , ثم نظم قواعد المعاملات التي يرتبط بها البشر بعضهم ببعض , فوحد بينهم بالأخوة في الإسلام , قال تعالى "إنما المؤمنون إخوة " وأقام بناء الأسرة على قواعد المحبة والحقوق والرحمة والواجبات المتبادلة , قال تعالى " ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم " , ونظم طريق الكسب والمعيشة في خصوص المال عصب الحياة " فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور" , ونظم ميزان العدل في الأرض قال تعالى " لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز " ووضع السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتتنفيذية في هذه الآية الواحدة , وأكثر من ذلك , كلها معان سامية وتوجيهات حكيمة ومناهج قويمة , وصدق الله إذ يقول " إن هذا القران يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا ".

وأكد فضيلة الشيخ الدكتور الجهني أن القرآن العظيم نور لمن وفقه القران سبحانه وتعالى يرفع به أقواما ويضع به آخرين , فمن أخذ به وعمل كان من السعداء عند الله , ومن هجره وأعرض خاب وخسر في دنياه وأخراه , وكان من أشقى الأشقياء .

0055


عام / خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي/ إضافة أولى واخيرة وفي المدينة المنورة أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم المسلمين بتقوى الله, واتباع أوامره, واجتناب معصيته, وأن يحاسب المرء نفسه, مبيناً أن نصيب الإنسان من الدنيا عُمرُه, فإن أحسن اغتنامه فيما ينفعه في دار القرار فقد ربحت تجارته, وإن أساء اغتنامه وأكثر المعاصي والسيئات بارت بضاعته وخسر النيا والآخرة.

وبيّن فضيلته في خطبة الجمعة أن تعاقب الشهور والأعوام على العباد من نعم الله الغِزار, إذ قال الله سبحانه وتعالى "وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ".

وأضاف القاسم أن نعمتان إن لم يغتنمها المرء فهو خاسر وسيندم عليها, قال النبي صلى الله عليه وسلم :"نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ" رواه البخاري وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أن الله أقسم في آيات عديدة من كتابه بأجزاء من الوقت بالليل والنهار والفجر والصبح والعصر والضحى, مبيناً أن الليالي والأيام خزائن للأعمال, ومراحل للأعمار, تبلي الجديد, وتقرب البعيد, أيامٌ تمرّ, وأيام تمضي, وأجيال تتعاقب على درب الآخرة, فهذا مقبل وذاك مبدر, وهذا صحيح وآخر سقيم, والكل إلى الله يسير, فقال عليه الصلاة والسلام : "كل الناس يغدو, فبائع نفسه, فمعتقها, أو موبقها" رواه مسلم وذكر أن العام يرحل بما أودع العباد فيه من أفعال, وستعرض عليهم أعمالهم يوم القيامة, لقول الله عزّ وجل :"يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ" فانظر في صحائف أيامك التي خلت, ماذا ادخرت فيها لآخرتك, واخلُ بنفسك, وحاسبها حساب الأمين, فمضي الليل والنهار يباعدان من الدنيا, ويقربان من الآخرة, فطوبى لعبد انتفع بعمره, ووقف مع نفسه وقفة حساب وعتاب, يصحّح مسيرتها, ويتدارك زلّتها, يتصفّح في ليله ماصدر من أفعال نهاره, فإن كان محموداً أمضاه, وإن كان مذموماً تاب منه, لأنه مسافرٌ سفر لا يعود.

وحضّ فضيلته على محاسبة النفس والاطلاع على عيوبها ونقائصها ومثالبها لأن ذلك يلجمها عن الغيّ, وإلى معرفة العبد نفسه وأن مآله, إلى القبر يورثه تذللاً وعبودية لله, فلا يعجب بعمله مهما عظم, ولا يحتقر ذنباً مهما صغر.

ومضى قائلاً : فإذا جالست الناس فكن واعظاً لقلبك, فالخلق يراقبون ظاهرك, والله يراقب باطنك, ومن صحّ باطنه بالمراقبة والإخلاص, زيّن الله ظاهره بالصلاح والفلاح, مبيناً أن التعرّف على حق الله وعظيم فضله ومنّه, وتذكّر كثرة نعمه وآلائه يدعو إلى الله, ويدرك المرء معه تقصيره على شكر النعم, وأنه لانجاة إلا بالرجوع إليه, وأن يطاع فلا يعصى, وأن يشكر فلا يكفر.

وبيّن الشيخ عبدالمحسن القاسم أنه ما ابتعد من ابتعد عن الله إلا بغفلته ونسيانه عن محاسبة الله له, قال سبحانه "إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا" مبيناً أن من يقع في السيئات ويتّكل على عفو الله ورحمته فقد خادع نفسه فالكريم لا يقابل بالأعمال السيئة, قال

سبحانه "يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ".

وحثّ فضيلته على أهمية معاهدة النفس على المحافظة على الصلوات الخمس في المساجد جماعة مع المسلمين, والتزوّد من العلم النافع, والسعي في نشره وتعليمه, وحفظ اللسان عن المحرمات من الكذب والغيبة والبذاءة والفحش, والتحلّي بالورع في المطعم والمشرب, واجتناب ما لا يحلّ, والحرص على برّ الوالدين, وصلة الأرحام وبذل المعروف للقريب والبعيد, ,تطهير القلب من الحسد والعداوة والبغضاء, والحذر من الوقيعة في أعراض المسلمين, والاجتهاد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأداء حقوق الأولاد والزوجة, وغضّ البصر عن النظر إلى المحرمات, قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ".