قراءة الكتب وممارسة الفنون فعاليات منزلية لشباب عسير

قراءة الكتب وممارسة الفنون فعاليات منزلية لشباب عسير

إعداد : حسن آل عامر. (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 01 أبريل 2020ء) أسهمت فترة لزوم المنازل امتثالا للأمر الصادر ضمن الإجراءات الاحترازية التي أقرتها المملكة للحد من انتشار فيروس كورونا " كوفيد 19 " ، في منح الكثير من العائلات في منطقة عسير أوقاتا ماتعة لقراءة الكتب و ممارسة الهوايات مثل الرسم إضافة مشاهدة البرامج والأفلام عبر القنوات الفضائية وبعض التطبيقات الالكترونية المتخصصة.

وتحولت وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة خاصة منذ تطبيق قرار منع التجول إلى ساحات للاستشارات بين الأعضاء حول أفضل طرق القراءة المفيدة وحوارات حول مضامين بعض الكتب.

وبالتوازي مع ذلك نقلت بعض الجهات المعنية بالجوانب الثقافية في المنطقة مثل فرع جمعية الثقافة والفنون بأبها ونادي أبها الأدبي ، نشاطاتها إلى داخل المنازل من خلال البث المباشر عن بعد ، وبرزت في هذا الجانب المبادرة التي أطلقتها " فنون أبها " تحت عنوان "فنوننا في منازلنا" وتضمنت خمس ورش فنية قدمت عبر منصة إلكترونية ، جذبت لها أكثر من 1000 مستفيد ومستفيدة من المهتمين بالفنون البصرية من جميع فئات المجتمع ( أطفال وشباب وفتيات الذين انتظموا خلال الأيام الأخيرة أمام الشاشات التفاعلية والكمبيوترات ، للاستفادة من الورش التي قدمها عدد من المتخصصين ومن أبرزها " صناعة الأفلام" و " ألوان الاستيل وطريقة التعامل معها" و"التصوير بالجوال" و"التجريد الزخرفي" و"التصوير في الاستديو".

وجاءت مبادرة "أدبي أبها " معنونة بـ " الثقافة في بيتك " لإنتاج أعمال إبداعية تتناغم مع الإجراءات الوطنية للحفاظ على سلامة المواطنين تشمل مسابقة شعرية و نشاط أدبي و ثقافي متنوع عبر وسائل التقنية.

0014


تقرير / قراءة الكتب وممارسة الفنون فعاليات منزلية لشباب عسير / إضافة أولى واخيرة وأكد رئيس النادي الدكتور أحمد آل مريع أن هذه المبادرة تهدف إلى التواصل بين النادي والمجتمع خلال هذا المرحلة، عبر أربعة محاور رئيسة منها مسامرات أدبية و محاضرات ثقافية تبث عبر وسائط إلكترونية من خلال قاعات افتراضية و منصات متنوعة، مشيراً إلى أن النادي خصص مسابقة بعنوان "الإنسان في قلب الوطن" .

من جانبه أشار مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بأبها المخرج المسرحي أحمد السروي في حديثه لـوكالة الأنباء السعودية "واس" إلى أن الفنان بطبيعته كائن باحث متجاوز ينحاز دومًا لمفهوم التحدي الذي يقود لتحقيق الذات والرغبة في آن وعدم الاستسلام لأنه ببساطة شديدة يمتلك سلاح الخيال والفكر والرؤية في فضاءات الجمال المتعلقة مع ذاتها ومحيطها بل وتحيل الأزمة إلى أمل وفرح قادم ".

وبين أن الفنون بطبيعتها وكينونتها هي أفعال تتنامى ولا تتوقف ولا يمكن لها أن تبقى حبيسة الجدران داخل القاعات المعدّة لذلك هي حالة انسيابية تنصهر مع المعطى الزماني والمكاني وقدرتها العجيبة في الاستفادة من البرامج والمهارات الحياتية وتوظيفها معرفيا ومهارياً بدليل ما قُدم في هذه المبادرة " فنوننا في منازلنا " لافتاً إلى تفاعل غالبية الفنانين التشكيلين بمنطقة عسير في التواصل والمتابعة وتقديم العديد من الأفكار الخلاّقة سواء على مستوى الاعداد والتخطيط وحتى التنفيذ.

وعن مدى استفادته من الوقت الذي يقضيه حاليا في المنزل ، أبان السروي أنه ضاعف من الوقت المخصص للقراءة حيث زاد معدل قراءاته اليومية بأكثر من 60 % عن السابق ، مبينا أنه ركز كذلك على اهتماماته المسرحية إضافة إلى استغلال الوقت في تطوير الجانب المهاري في برامج المونتاج من خلال التطبيقات المتاحة.

ولاعتماد تنوع القراءات على عدة عوامل أبرزها الميول الشخصي وطبيعية العمل ، يركز المهندس إبراهيم عوض الموظف بشركة الكهرباء في قراءاته على الجوانب السياسية والاقتصادية خاصة ما يتعلق بتأثيرات الأزمة الحالية على الاقتصاد العالمي والمحلي ، مبينا أن اهتمامه القديم بالسينما العالمية والأفلام الوثائقية كان له نصيب الأسد في ظل الوقت المتاح هذه الأيام ، مع مواصلته في إنجاز العديد من أمور العمل عن بُعد .

وفي الإطار نفسه يمثل البقاء في المنزل فرصة للكثيرين للعودة إلى إنجاز بعض المهام المؤجلة ومنها الإثراء الفكري والثقافي ، ويؤكد القاص علي فايع أن الالتزام بالبقاء في المنزل فتحت له آفاقا جديدة وقال : " أنشطتي متنوعة ومتعددة ، فلم أعد أركز على الكتاب فقط بل هناك عودة للاستمتاع ببعض الحوارات الفكرية ، ومشاهدة الأفلام السينمائية ومتابعة الصحف اليومية بشكل مستمر إضافة إلى تعدد مجالات القراءة بالنسبة لي فلم يعد النقد والرواية وكتب السيرة الذاتية تتحكم في قراءاتي بشكل كبير بل دخلت العديد من الاهتمامات الأخرى مثل قراءة كتب التاريخ والرحلات ".

يذكر أن سوق الكتاب في المملكة يعد من أبرز الأسواق على مستوى العالم العربي ، حيث جذب معرض الرياض الدولي للكتاب في نسخته الأخيرة أكثر من مليون ومئتي ألف زائر من مختلف الأعمار ، ومشاركة 913 دار نشر سعودية وعربية وأجنبية، من أكثر من ثلاثين دولة، إلى جانب أجنحةٍ متعددةٍ لعددٍ من الجهات الحكومية والأهلية، وبلغ عدد العارضين والمشاركين 1750 عارضاً ومشاركاً، كما أذنت منصات توقيع الكتب الثلاثة بالمعرض لأكثر من 270 مؤلِّفاً لإثراء المشهد الثقافي.