وزير خارجية العراق والأمين العام للجامعة العربية يؤكدان على ضرورة بلورة موقف عربي تجاه خطة السلام الأمريكية

وزير خارجية العراق والأمين العام للجامعة العربية يؤكدان على ضرورة بلورة موقف عربي تجاه خطة السلام الأمريكية

وقال الأمين العام للجامعة العربية :" إن اجتماع اليوم هو في معناه ورسالته وقفة تضامن مع الفلسطينيين شعبًا وقيادة، كما أنه يبعث برسالة إلى العالم أجمع بأن الفلسطينيين ليسوا وحدهم، وأن القرار الفلسطيني الحُر له ظهير عربي مساندٌ في كل حالٍ، وداعم في كل حين". (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 01 فبراير 2020ء) وأضاف أن العرب يأخذون كل مقترح للسلام من أي طرفٍ كان بالجدية الكاملة وبروح المسؤولية لأن إنهاء الصراع مع إسرائيل هو مصلحة فلسطينية وعربية مؤكدة، لافتًا النظر إلى أنه تم مطالبة الإدارة الأمريكية وغيرها من الأطراف بانخراطٍ أكبر لدفع الطرفين للتفاوض وبعمل أكثر لتوضيح نهاية الطريق ومحددات التفاوض حتى لا تدور المحادثات في دائرة عبثية من تفاوض لا ينتهي، لكنه لم يكن متوقعًا أن تكون "النهاية المُقترحة للطريق" مخيبة للآمال ومجافية للإنصاف على النحو الذي صدر.

وشدد "أبو الغيط" على أن الطرح الأمريكي الأخير - المدعوم إسرائيليًا - قد كشف عن تحولٍ حاد في السياسة الأمريكية المستقرة تجاه الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وكيفية تسويته، مبينًا أن هذا التحول في محددات الموقف الأمريكي - التي تشكّلت منذ بدء مسيرة التسوية السلمية في مؤتمر مدريد (1991) - لا يصب في صالح السلام أو الحل الدائم والعادل.

وأوضح الأمين العام للجامعة العربية أن الطرف الإسرائيلي يفهم الخطة الأمريكية بمعنى الهِبة أو العطية التي يتعين اغتنامها والاستحواذ عليها، وهناك ما يؤكد أن اليمين الإسرائيلي يعدّ الطرح الأمريكي ضوءاً أخضر للمُضي في خطة طالما تبناها وحلم بتنفيذها وهي ضم المستوطنات كلها وغور الأردن بأكمله والانفصال أحاديًا عن بقية الأراضي المحتلة في الضفة، ومعنى ذلك أن تكون نتيجة هذا الطرح الأمريكي هي استدامة الاحتلال مع إضفاء الشرعية عليه، وهي نتيجة لا أظن أبدًا أن الإدارة الأمريكية تسعى إليها، أو أن المجتمع الدولي يُقر بها.

ونوّه بأن الفلسطينيين يرفضون الوضع الحالي لأنه لا يُلبي تطلعاتهم ويضعهم فعليًا تحت احتلال، وسيكون من قبيل العبث أن تُفضي خطة للسلام إلى تكريس هذا الاحتلال وشرعنته، وأن يؤدي طرحٌ يُفترض أنه يقوم على فكرة الدولتين إلى وضع يقترب من وضع الدولة الواحدة التي تضم فئتين من المواطنين أي وضع "أبارتايد" يكون فيه الفلسطينيون مواطنين من الدرجة الثانية، محرومين من أبسط حقوق المواطنة، وهو وضع نبذه العالم منذ زمن، ولم يعد له مكان في المستقبل.

ونبّه "أبو الغيط" إلى أن هذه السيناريوهات لا تجلب استقرارًا أو تقيم سلامًا، بل تضع بذور مائة عام أخرى من الصراع والمعاناة، عادّاً أن البديل المنطقي والآمن هو أن يتفاوض الطرفان بنفسيهما للوصول إلى حل يستطيع كلٌ منهما التعايش معه والقبول به، وأن يُبدأ التفاوض على أساس صحيح ومتكافئ، يأخذ في الاعتبار مطالب الطرفين، وتطلعات الطرفين، ويأخذ في الاعتبار مبادئ القانون الدولي والقرارات الأممية وأسس العدالة والإنصاف، مبينًا أن تفاوضًا على هذا الأساس هو السبيل الوحيد إلى تسوية عادلة وقابلة للبقاء.

وشدد الأمين العام للجامعة العربية على ضرورة العمل بأقصى سرعة لسد ثغرة الانقسام الداخلي الخطيرة من أجل مواجهة التحديات التي تطرحها الخُطة الأمريكية، منوّهًا في هذا الإطار بوجود إشارات أولية إيجابية لمساعٍ من أجل لملمة الشمل، ومُعربًا عن أمله في أن تُثمر هذه المساعي في أقرب وقت، فالرأي العام العربي يرغب في طيّ هذه الصفحة اليوم قبل الغد.