المدرسة السعودية .. 85 عاماً من إشراقة التعليم النظامي في عسير

المدرسة السعودية .. 85 عاماً من إشراقة التعليم النظامي في عسير

أبها (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 20 سبتمبر 2019ء) منذ ثمانية عقود أشرقت شمس التعليم النظامي في منطقة عسير بإنشاء أول مدرسة حكومية للتعليم النظامي ، سميت بـ"المدرسة السعودية" تيمنا بالدولة السعودية الثالثة التي وحدت على يد الملك عبدالعزيز آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ .

وتذكرالعديد من المصادر التاريخية ومنها كتاب " تاريخ التعليم في منطقة عسير"لمؤلفه الدكتور غيثان جريس أن أبواب هذه المدرسة فتحت مطلع عام 1355هـ على يد لجنة تعليمية قدمت من مكة المكرمة لافتتاح المدرسة ، تنفيذا لأمر جلالة الملك عبدالعزيز - رحمه الله- ، حيث كان على رأس هذه اللجنة عبدالرحيم الأهدل (مديرا) ومعلمان عبدالمالك بن عبدالقادر الطرابلسي و محمد إسماعيل ، وضم فيما بعد لهم المعلم محمد أنور الذيوثق إلى جانب الطرابلسي، الكثير من جوانب تأسيس هذه المدرسة في مذكرات نشراها بعد تقاعدهما عن العمل التعليمي واعتمد عليها العديد من الباحثين في مسيرة التعليم بمنطقة عسير .

وكان افتتاح المدرسة بمثابة النقلة الحضارية الكبيرة في المنطقة حينها ، حيث اقتصرالتعليم قبل هذه المدرسة على التعليم في المساجد أو في ما يمسى"الكتاتيب" أو"المعلامة" وهي مواقع معينة مثل البيوت الخالية من السكان أو تحت ظلال الأشجار الكبيرة كأشجار" التالق" و"الجميز" و"السدر" التي تكون غالبا قريبة من المساجد.

وكان التعليم في المسجد و"المعلامة" مقتصرا على تعليم حفظ القرآن الكريم أو أجزاء منه وتعليم شروط وواجبات الصلاة والعبادات الأخرى إضافة إلى الكتابة والخط والإملاء وبعض مبادئ الحساب.

وبدأت المدرسة في استقبال الطلاب في منزل بأحد أحياء أبها القديمة ، من خلال 3 مراحل دراسية هي ( أولى ، ثانية ، ثالثة) وذلك لوجود عدد من الطلاب الذين تلقوا التعليم الأساسي سابقا .

ويشيرالدكتور جريس في كتابه السابق ذكره  إلى أن المدرسة بدأت فعليا بـ 4 مدرسين هم عبدالمالك الطرابلسي ومحمد إسماعيل ومحمد أنور وموسى بن ناصر. ولم يمض عامان على افتتاح المدرسة حتى تضاعف عدد الطلاب وتطلب ذلك زيادة عدد المدرسين فتم تعيين 4 مدرسين جدد ليصبح العدد 8 .

ويشير "الطرابلسي" في مذكراته إلى أن زيادة الإقبال على المدرسة وشغف الأهالي في أنحاء منطقة عسير بتعليم أبنائهم ، استلزم الطلب من المسؤولين في منطقة عسير الرفع لجلالة الملك عبدالعزيز للموافقة على افتتاح مدارس جديدة في مواقع  بعيدة عن مدينة أبها لكي ينتشر التعليم النظامي بشكل أوسع . وهو ما تم في عام 1357 هـ حيث رفع أمير منطقة عسير حينها تركي بن أحمد السديري التماسا للملك عبدالعزيز ، فتم الموافقة الملكية لافتتاح 4 مدارس جديدة في عسير ، حيث افتتحت مدرسة "رجال ألمع" وعين مديراً لها عمر رفيع وبصحبته عيسى فهيم مدرساً مع مدرسين آخرين ثم افتتحت مدرسة خميس مشيط وعين مديراً لها عبدالفتاح راوه كما افتتحت مدرسة محايل عسير ورشح عبدالله الحكمي مديراً لها ، وفي الوقت نفسه افتتحت مدرسة النماص ورشح مديرا لها محمد أنور.

ويسرد قائد المدرسة الحالي محمد محسن العمري في حديثه لـ"واس" التي زارت المدرسة ، جانبا من تاريخ وحاضر المدرسة الابتدائية مبيناً أن أول مبنى لها كان في حي "مناظر" الذي يعد من أقدم أحياء أبها ، وحاليا تقع في حي "العزيزية" بأبها ، وتحتوي على 9 فصول قاعات تعليم عام و3 قاعات توحد ( تربية خاصة) ، ويوجد فيها 20 معلما و5 معلمي تربية خاصة إضافة إلى قائد المدرسة ووكيله والمرشد الطلابي و4 إداريين ، مفيداً أن أرشيف المدرسة العريقة يحوي معلومات كثيرة عن خريجيها على مدى 80 عاما الذين خدموا وما زالوا يخدمون الوطن في جميع المجالات .

وتظهر صورتان ضمن أرشيف أحمد نيازي جانبا من مراحل المدرسة ، حيث تبرز إحداها موقع المدرسة في بداية الثمانينيات الهجرية الذي كان شمال ساحة البحار والتقطت عبر فريق زار أبها وقتها من شركة"ارامكو" السعودية، أما الصورة الأخرى فيظهر فيها مجموعة من طلاب المدرسة أثناء مشاركتهم في أحد المهرجانات التي كانت تقيمها إدارة التعليم في المنطقة في ساحة البحار نهاية كل عام دراسي.

أرقام تتحدث .. 85 عاماً منذ أن انتظم حوالي 80 طالبا في المدرسة السعودية بأبها ، حينها كانت المدرسة الوحيدة في المنطقة ، لتشرق شمس اليوم الوطني الـ 89 للمملكة هذا العام 1441 هـ على حوالي 4250 مدرسة  تضم حوالي54550 معلما ومعلمة و حوالي 460 ألف طالب وطالبة.

ولم يقتصر التعليم العام على المراحل الدراسية التي تتبع لوزارة التعليم التي كانت تعرف باسم "وزارة المعارف" بل امتد إلى إنشاء المعاهد العلمية التي تتبع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حيث أسس أول معهد علمي في منطقة عسير بمدينة أبها  عام 1381هـ، ثم افتتح بعده معهد علمي ببيشة عام 1389 هـ .