التنمية في جازان ... بون شاسع بين الأمس واليوم

التنمية في جازان ... بون شاسع بين الأمس واليوم

جيزان (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 20 سبتمبر 2019ء) استطاعت منطقة جازان أن تحافظ على مسافة متباينة بين أصالة الموروث، ورصانة التطور والتقدم الذي شهدته خلال العهد السعودي الميمون، حيث أغدقت عليها الدولة -أيدها الله- بكل ما يوفر لأهلها حياة رغيدة هانئة ويسير بالمنطقة وأهلها إلى مستقبل مشرق مع مثيلاتها باقي مناطق المملكة، فتغيرت مجريات الحياة وعرف أهلها رغد العيش وخلدوا إلى ظل وارف من الأمن والأمان.

وانطلاقاً من اهتمام حكومتنا الرشيدة بأبنائها في مختلف المناطق فقد كان لجازانَ موعدٌ مع انطلاقةِ فجرٍ جديدٍ نحو تعليمٍ أشملَ وأكثرَ تنظيماً، ففي اليوم الثالث عشر من شهر جمادى الأولى من عام 1355هـ افتُتحت أولُ مدرسةٍ حكوميةٍ نظاميةٍ بمنطقة جازان تحمل اسم مؤسس هذا الكيان الشامخ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ رحمه الله ـ .

‎ وقد شكلت مدرسة الملك عبدالعزيز النواة الأولى لجيل يحمل نور العلم والمعرفة ووهج الحروف التي تنبض بحب الوطن وقادته الأوفياء، و احتفلت جازانُ كلُّها في عام 1363هـ، بتخريج أولِ دفعةٍ من تلك المدرسة، وعددهم ستةُ طلابٍ فقط.

وتظل قلعة "الدوسرية" التاريخية التي بُنيت على شاطئ البحر الأحمر بالقرب من جبل الملح في مدينة جيزان، التي ترتفع بما يقارب 200 متر عن سطح البحر ، شاهد عيان على طموحات القيادة بالتعليم منذ وقت مبكر، فبعد توحيد هذه البلاد المباركة على يد صقر الجزيرة العربية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- ، استخدمت القلعة مكاناً ومنبراً لتعليم طلاب المنطقة ونشر العلم الشرعي بتوصية من الملك عبد العزيز –طيب الله ثراه-.

وتحكي آثار "أول مدرسة بمحافظة صامطة" التي تعود إلى عام 1358هـ، عن قدم التعليم في جازان، حيث تأسست هذه المدرسة -آنذاك- على يد الشيخ الداعية "عبدالله بن محمد القرعاوي" -أحد أهالي عنيزة بمنطقة القصيم، وباتساع عشرة فصول تقريباً، وكانت الدراسة فيها مجانية، فالتحق بها أعداد كبيرة من الطلاب.

وفي هذا العهد الزاهر جاوز عدد طلاب طالبات جامعة جازان الـ 60 ألفاً، عبر 23 كلية تمنح 3 درجات علمية، هي: الماجستير والبكالوريوس والدبلوم، ويدرس طلابها فيما يقارب الـ(100) تخصص أكاديمي ما بين طبي وصحي وهندسي وعلمي ونظري.

وتضم الجامعة 5 وكالات، هي: وكالة الجامعة، وكالة الجامعة للتطوير وريادة الأعمال، وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، وكالة الجامعة للشؤون الأكاديمية، وكالة الجامعة لشؤون الطالبات.

وتدفع الجامعة سنويًا ما يقارب 10 آلاف طالب وطالبة إلى سوق العمل، وتعمل على تسليح أبنائها الطلاب والطالبات بكل أدوات العلم والمعرفة من خلال تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 ليسهموا في إكمال مسيرة البناء والتنمية.

وإن كانت المنطقة قد عرفت بتوافر الإمكانات والمقومات الطبيعية التي تؤهلها؛ لتكون من أهم المناطق الزراعية على مستوى المملكة، فإن ما وفرته القيادة الرشيدة عبر المديرية العامة للشؤون الزراعية والبنك الزراعي والفروع التابعة لهما في مختلف المحافظات والمدن من دعم ومساندة مادية وتوعوية وإرشادية، بالإضافة إلى جهود مركز الأبحاث الزراعية بوادي جازان، قد أحدث ثورة و نهضة للقطاع الزراعي ورافداً اقتصادياً مهماً لأبناء المنطقة.

ولتحويل أراضي المنطقة وبخاصة السهل الساحلي الممتد بمحاذات البحر الأحمر والمتكون من الطمي والغرين المجروف مع المياه إلى أرض زراعية خصبة لا يهددها الفيضان، ولإعطاء محصولين في العام الواحد، بنت الحكومة الرشيدة ، سد " وادي جازان " الذي بلغت تكاليف أعماله ومنشآته بما في ذلك التعويضات 41 مليون ريال سعودي ، وبلغ عدد عماله من السعوديين 900 عامل ، وانتهت جميع أعمال السد في عام 1390هـ الموافق 1970. وتم حجز مياه الأمطار وتشكلت بحيرة ضخمة خلف السد في موسم صيف ذلك العام.

0018


اليوم الوطني / التنمية في جازان ... بون شاسع بين الأمس واليوم / إضافة أولى واخيرة وبجانب مشروع السد تم تنفيذ مشروع ري متكامل أمكن معه إقامة صناعات ومحاصيل زراعية جديدة أسهمت في زيادة الدخل القومي ورفع مستوى المعيشة لسكان الوادي وازدهار المنطقة.

ونظراً لموقع المنطقة القريب من طرق التجارة البحرية الشرقية والغربية بين أوروبا والشرق الأقصى والخليج العربي وشرق إفريقيا وما تزخر به من مقومات اقتصادية واستثمارية في شتى المجالات الاقتصادية والسياحية والزراعية وغيرها من المجالات، فقد جعلت الحكومة المظفرة من "ميناء جازان" أحد أهم وأكبر الموانئ على ساحل البحر الأحمر، وزودته بأجود المرافق وبعمالة عالية المهارة لضمان الكفاءة والسرعة في مناولة السفن ، كما يمتلك الميناء ثمانية قطع بحرية عبارة عن قاطرات وقوارب خدمة، بالإضافة إلى سفينة فصل وتجمّع الزيت، ويبلغ عدد الأرصفة التجارية بالميناء 12 رصيفًا بطول 2172 مترًا لمناولة جميع أنواع البضائع.

وأسهمت عبارات نقل الركاب، في نقل 11657 راكبًا و1264 سيارة بين ميناءي جازان وفرسان العام الماضي، حيث بلغ عدد المغادرين من جازان إلى فرسان أكثر من 6500 راكب و 700 سيارة والمغادرين من فرسان إلى جازان أكثر من 5000 راكب و 600 سيارة .

جاء ذلك في وقت عززت فيه شعبة النقل البحري بفرع وزارة النقل بجازان عدد رحلات نقل المسافرين من ميناء مدينة جازان إلى ميناء جزيرة فرسان إلى 72 رحلة، لمواكبة زيادة إقبال المسافرين إلى جزر فرسان لاعتدال أجوائها.

وقد جاوز عدد رحلات عبارات نقل الركاب بمنطقة جازان أكثر من 75000 رحلة على الخط الملاحي بين ميناءي "جازان وفرسان" ، وذلك منذ بدء تشغيلها عام 2009 م حتى اليوم .

وعندما صدر في عام 2013م مرسوم ملكي يقضي بأن تقوم شركة " أرامكو " بتطوير المرحلة الأولى من مدينة جازان الاقتصادية وذلك وفق أعلى المقاييس وأفضل البنى التحتية ، وتشمل أعمالها على تطوير الميناء، و المنطقة الصناعية، والمنطقة السكنية، وكورنيش بيش ، تشكلت ملامح عصر جديد لمستقبل المنطقة لدفع عجلة التنمية والتطور وفتح المجال أمام الآلاف من أبنائها للحصول على الفرص الوظيفة المناسبة لهم ، إذ يبلغ العاملين في المشروعات الإنشائية لمشروعات المدينة حتى نهاية العام الهجري المنصرم، أكثر من "74" ألف عامل يمثلون "30" جنسية بينهم "12" ألف شاب سعودي من أبناء المنطقة وغيرهم من مناطق المملكة.

واليوم أكدت الرؤية الجديدة أن مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية أصبحت محوراً مهماً من محاور النمو والتطور بمنطقة جازان والمحرك المستقبلي الرئيس للاستثمار الأجنبي المباشر في المملكة , بما تحويه من مشروعات عملاقة تزيد تكلفتها الإجمالية على الـ "75" مليار ريال.