"سوق عكاظ" أرض الشعر والخطابة والتجارة.. ومحل التقاء قبائل العرب

الطائف (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 27 مايو 2018ء) تطور "سوق عكاظ" في الطائف على مر السنين ليتحول من ظاهرة ثقافية موسمية سياحية إلى مهرجان وطني يقوم بأدوار عميقة تبرز ما تتمع به المملكة من إرث قديم يُعبر عن تاريخ كبير ممتد إلى عصور ماقبل الإسلام وبعده، فضلاً عن إبراز البعد الحضاري للمملكة.

واهتمت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بهذا المهرجان الوطني، وجعلته أحد أهم المشروعات الأساسية في برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري الذي تنفذه الهيئة برعاية ودعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ .

ويعد سوق عكاظ أكبر أسواق العرب في الجاهلية والإسلام، وهو أشهر ملتقى للتجارة والفكر والأدب والثقافة المتنوعة للقبائل العربية، والوافدين إلى السوق من أنحاء الجزيرة العربية، يحضره فطاحلة الشعر العربي، والخطباء، والأدباء، ويمارس فيه رواد السوق الألعاب الرياضية ومنها الفروسية، والعدو، والرمي.

وأوضح مستشار رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني للتراث الدكتور سعد بن عبدالعزيز الراشد أن أسواق العرب في الجزيرة العربية كانت من مظاهر التطور الثقافي والاقتصادي والاجتماعي، مشيرًا إلى أن سوق عكاظ تًفرّد عن باقي الأسواق التجارية لكونه أكثر تأثيراً وحضوراً وجاذبية، حيث تميزت البقعة الجغرافية المختارة للسوق بفضائها الواسع، وتلتقي فيها مسارات طرق التجارة القادمة من اليمن وعمان واليمامة وشرق الجزيرة العربية، طَرقتْها قوافل قبائل العرب بتجارتها محملة على ظهور الإبل، وتحط كل قبيلة رحالها في المكان المخصص لها من السوق.

وأضاف: كانت مواسم سوق عكاظ تصل أعداد المتسوقين فيها إلى الألوفٍ المؤلفة، وعدت معرضاً تجارياً شاملاً تُجلب إليه أنواع البضائع المختلفة من كل حدب وصوب، فكانت تأتيه السلع من هجر، والعراق، والشام، واليمن، ويجلب منها : السمن، واللبن، والإقط، والأغنام، والإبل، والطيب، والحرير، ومن الطائف : الجلود، والزبيب، والعنب.

واشتهرت عكاظ ببيع الأُدم، حتى قيل: " أديم عكاظي" نسبة إلى عكاظ مع أنه لم يكن منتجا في السوق، بل لكثرة ما يرد من أنواعه إلى عكاظ من مختلف الأنحاء.

وأكد الدكتور سعد الراشد أن قيمة سوق عكاظ التاريخية تُظهر أن موقعه الجغرافي تميز باستيعابه التجارات المحلية والإقليمية والقوافل التي ترد من خارج حدود جزيرة العرب، وشكل توقيت تنظيم السوق في فترة زمنية تسبق موسم الحج، في شهر ذي الحجة، مدتها (21) يوماً.