باكستان تختتم مؤتمرها الدولي الأول حول "الإسلاموفوبيا".. وتستضيف أول لقاء لزعماء الأديان

إسلام آباد (پاکستان پوائنٹ نیوز ‎‎‎ 19 اكتوبر 2022ء) انطلقت من العاصمة إسلام آباد أعمال مؤتمر باكستان الدولي: "الإسلاموفوبيا" وأثرها على العلاقات بين الحضارات الإسلامية والغربية"، الذي استضافته الجامعة الإسلامية العالمية، واستمرت جلساته وحلقاته النقاشية على مدى يومين متتاليين، بحضور معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى, ومشاركة نخبةٍ من كبار علماء العالم الإسلامي، وكبار المسؤولين الحكوميين، وقيادات المجامع والهيئات الإسلامية والمؤسسات الأكاديمية الدولية.

ومنح المؤتمر معالي الدكتور العيسى جائزة السلام الديني، اعترافاً بإسهاماته في تعزيز "التواصل الحضاري، الذي مكّن من احتواء المعلومات الخاطئة عن الإسلام".

وسلّطَ معالي الدكتور العيسى خلال كلمته بالمؤتمر الضوءَ على نشوء ظاهرة الإسلاموفوبيا ونموها المُطَّرد، متطرِّقاً إلى أهم أسبابها، ومن ذلك السجالات السلبية وما يتولد عن ذلك من تبادل الإساءات وسوء الفهم, موضحًا أن رابطة العالم الإسلامي قامت بالتواصل مع عدد من القيادات الدينية ومراكز الفكر حول العالم، وأجرت حوارات ونقاشات استمرت لسنوات، من أجل توضيح الصورة الحقيقية لديننا الإسلامي، وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة، وكشْفِ الأساليب التي مرّرها البعض إما عمداً أو جهلاً، وبيانِ الشعارات والممارسات المحسوبة في الظاهر على الإسلام، وإنما هي تنتحل الإسلام كذباً وزوراً.

وأضاف: "لقد أرشدنا الشرع الحنيف أن نسلك طريق الحكمة، وأن نتألف القلوب ونأخذ الناس بالحسنى، فنحن أصحاب رسالة تحمل الخير والهداية للجميع، لا نتعامل مع الآخرين إلا بأدب الإسلام الذي جاء ميسراً ومبشراً".

وألقى معالي وزير الشؤون الدينية والوئام بين الأديان الباكستاني مفتي عبدالشكور كلمةً أكد فيها أن ظاهرة الإسلاموفوبيا تحتاج للكثير من البحث والدراسة والنقاش؛ لسبر أغوارها وكشف أسبابها وإفرازاتها، منبِّهاً إلى أن من واجب الشباب المسلم المتعلم أن يتصدى لهذه الظاهرة بالحوار والنقاش الهادئ، كما يجب العمل على إزالة أسباب استمرار هذه الظاهرة من الداخل الإسلامي.

بدوره وصف المدير العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور محمد ضياء الحق، الإسلاموفوبيا، بالداء الذي يهدّد ترابط المجتمعات الإنسانية، مشدداً على ضرورة الاستمرار في الحوار مع غير المسلمين؛ لإظهار حقيقة رسالة الإسلام، وتبديد كل المغالطات حولها؛ فديننا الحنيف يدعو إلى التعايش والانسجام وليس إلى التفرقة والتشرذم.

من جهة أخرى, انطلقت في العاصمة إسلام آباد أعمال لقاء زعماء الأديان الذي استضافه مجلس علماء باكستان، ودُعيت إليه القيادات الدينية، بحضور كبار العلماء؛ من رؤساء المنظمات والهيئات والجماعات الدينية لعامة باكستان.

ورحّب رئيس مجلس علماء باكستان الشيخ حافظ محمد الطاهر الأشرفي، بزيارة معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى للبلاد، لافتاً الانتباه إلى أن 70% من باكستان تواجه مشكلاتٍ ومصاعبَ، إلا أن هذا لم يُثنِ الرابطة عن الحضور في مثل هذا الوقت العصيب.

واستهلَّ الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي كلمته الافتتاحية للقاء بوصفه بأنه مناسبةٌ للتفاهم والحوار وبناء الجسور.

خطب الجمع في أكبر مساجد باكستان:لبّى معالي الأمين العام، رئيس هيئة علماء المسلمين، الشيخ الدكتور محمد العيسى، دعوة باكستان الرسمية للتقدم إماماً وخطيباً للجمعة في أهم

وأكبر جوامع المدن التي يزورها، وقد اعتلى معاليه منبر جامع الملك فيصل في إسلام آباد؛ أيقونة باكستان وأحد أكبر الجوامع حول العالم بسعة تتجاوز 300 ألف مصلٍ، كما ألقى معاليه خطبة الجمعة حول القيم الأخلاقية في الإسلام، من على منبر جامع لاهور العريق، المعروف بجامع "بادشاهي"، أحد أبرز الرموز الحضارية الإسلامية في قارة آسيا، والمشهور عالمياً بعمارته الفريدة، وسعته لأكثر من مائة ألف مُصَلٍّ.

وضمن برامج زيارة معالي الأمين العام الشيخ الدكتور محمد العيسى لجمهورية باكستان، التقى معاليه في إسلام آباد فضيلة الشيخ العلامة مولانا فضل الرحمن رئيس جمعية علماء الإسلام، "أقدم جمعيات علماء المسلمين في شبه القارة الهندية"، مناقشاً مع فضيلته دور العلماء في تعزيز الوعي الإسلامي في مواجهة أفكار الإفراط والتفريط.

وأعقب اللقاء، حفل استقبال كريم أقامه أميرُ جمعية علماء باكستان مولانا فضل الرحمن، ومعالي الوجيه والوزير الاتحادي السيناتور بمجلس الشيوخ السيد طلحة محمود، في حفاوة كبيرة من علماء ووجهاء باكستان، بزيارة معالي الأمين العام، وبحضور كبار الشخصيات الدينية والحكومية والبرلمانية والدبلوماسية.

كما زار معالي الأمين العام للرابطة الشيخ الدكتور محمد العيسى، جمعية أهل الحديث المركزية لجمهورية باكستان الإسلامية، في مقرها بمدينة لاهور بإقليم البنجاب، حيث كان في استقباله رئيس الجمعية السيناتور ساجد مير، وكبار قياداتها.

وأقامت الجمعية أحد أكبر الملتقيات لعلماء باكستان في تاريخها احتفاء بحضور الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، والوفد المرافق له، والذي جمع كبار علماء باكستان، وقياداتها الدينية والمدنية.

وضمن زيارة معالي الأمين العام إلى إقليم البنجاب، زار معاليه الجامعة الأشرفية، حيث أقام فضيلة رئيس الجامعة الشيخ حافظ فضل الرحيم أشرفي، حفل استقبال للأمين العام للرابطة والوفد المرافق له، بحضور معالي حاكم إقليم البنجاب وعلماء الإقليم ووجهائه. كما استضافت الجامعة ندوة، حضرها الأكاديميون والطلاب، قدَّم فيها الدكتور العيسى تأصيلاً شاملاً حول أسس المحافظة على الهوية الإسلامية، كما تطرق لموضوع صياغة فكر الشباب على المنهج السوي.

ثم زار الدكتور العيسى جامعة الإدارة والتكنولوجيا، حيث ألقى محاضرة لمنسوبي الجامعة وطلابها، تناول فيها جهود رابطة العالم الإسلامي لمعالجة ظاهرة الإسلاموفوبيا، وفق رؤية مؤسسية شاملة تنظر لهذه الظاهرة من كل الزوايا.